الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الانتقال إلى المقاومة المسلحة وحرب العصابات في ريف حلب الشمالي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:08:24

في نهاية شهر آذار عام 2012 خرجنا أنا ووالدي وعائلتي والدتي وأخواتي البنات وإخوتي الشباب؛ اثنان صغارًا، خرجنا من حلب بعد أن تواصل والدي مع أحد أصدقائه كان في أطمة وأرسل هذا الشاب مجموعة مسلحة من أطمة إلى حلب رافقتنا في سيارة وكان يوجد أمامنا سيارة أخرى كشافة وخرجنا من حلب ووصلنا إلى الحدود التركية بتاريخ 28 آذار/ مارس 2012 تقريبًا وصلنا عند الفجر، وعبرنا الحدود عن طريق الشريط الحدودي واستقبلتنا الجندرما التركية وأخذونا في سيارة إلى مخيم الإصلاحية.

عندما دخلنا المخيم كان شعور يوجد فيه شيء من الهزيمة لدرجة معينة أننا هُجِّرنا، وفي ذلك الوقت كان عدد النازحين في تركيا لا يتجاوز 15 إلى 20 ألفًا ليس أكثر ولكنه كان شعور قهر، يعني الخيمة يوجد فيها من القهر الشديد، يعني نحن كان منزلنا في جمعية الزهراء من 6 غرف وخرجنا من هذا المنزل إلى مخيم وأنا جلست مع أهلي في المخيم حوالي يومين تقريبًا وكنا ننتظر الطعام على الدور وأنا عندما أرى والدتي تنتظر الطعام على الدور كان قهرًا وفي تلك اللحظة عشت شعور المراجعة ودائمًا الشخص في لحظة الانكسار فإنه يصبح يراجع الأحداث الأساسية والمفصلية التي مرت عليه، ولو أنني في هذه الأحداث أخذت خيارات مختلفة عن الخيارات التي أخذتها كان يمكن أن أصل إلى نتيجة مختلفة عن الوضع الذي أنا به، ورغم سلبية وسوداوية الموقف كان أفضل الخيارات هو الشيء الذي حصل لأنه كان الخيار الثاني هو عدم مشاركتي بالثورة وكان بالنسبة لي على الصعيد الشخصي هذا الخيار لا أستطيع التعايش معه، وأنا يمكنني التعايش مع وضع أنني مهجر ونازح أنا وعائلتي ونجلس في خيمة ولكن لا يمكنني التعايش مع وضع أنني أرى الأطفال والنساء يقتلون والنساء تغتصب وأنا لا أحرك ساكنًا، وفي تلك اللحظة التي أجريت فيها مراجعة أعطتني دفعًا أنه يجب علي أن أبدأ من البداية من جديد، وخلال فترة ثلاثة أيام استطعنا نقل أهلي من مخيم الإصلاحية إلى مخيم كلس الذي كان في ذلك الوقت عبارة عن كرفانات، يعني كانت ظروف المعيشة به أفضل بكثير من ظروف الخيمة وبعد استقرارنا في الكرفانات نزلت إلى سورية عن طريق أعزاز وكان أخي أيهم في تل رفعت وهو جاء واستقبلني في أعزاز وهذا الكلام بتاريخ 6 نيسان/ أبريل 2012، وفي ذلك الوقت أنا تركت الجامعة ولم يبق عندي شيء في سورية أخاف عليه مثل العائلة أو يمكن للنظام أن يلاحقه، وأنا هنا أصبحت عسكريًا بشكل نظامي ومن قبل بالنسبة لي كان موضوع العسكرة هو موضوع خدمة للعسكريين أو تطوع مع العسكريين.

في بداية الثورة كنت جدًا ضد تسليح الثورة، وكنت من الأشخاص يعني أذكر في الشهر السادس حزيران/ يونيو عام 2011 دخلنا في أول نقاش في حلب بفكرة مواجهة الشبيحة، وأنه هل نحن يجب أن نواجه الشبيحة أم لا، وفي ذلك الاجتماع كان اجتماع في "تنسيقية أحفاد الكواكبي" وكان الاجتماع حول هذا المحور أنه نحن بعد "بركان حلب" بتاريخ 30 حزيران/ يونيو أظن في ذلك الوقت كان الاجتماع أنه نحن فشلنا في تحريك حلب شعبيًا وما هي أسباب الفشل وهل كان الناس في حلب يعرفون النظام جيدًا من أيام الثمانينات، ولكن كانت النقطة الأساسية والحاجز الأساسي هو الشبيحة الذين قام النظام بتجنيدهم وجعل في كل حي من أحياء حلب يوجد فيه مجموعة شبيحة مسؤولون عن أمن الحي دائمًا، وكانت أعدادهم كبيرة جدًا وفي ذلك الوقت تم فتح هذا النقاش أنه بالنسبة لموضوع الشبيحة في حلب لا يوجد عندهم رادع، والشبيح لا يخاف أن يكون شبيحًا ولا يوجد شيء يخيفه من فكرة أن يصبح شبيحًا ولا يرى أي تهديد، ونحن يجب أن نخلق شيئًا من التهديد لهذا الشبيح حتى لا يستسهل هذه النقطة لأنه كان يوجد أشخاص يعني يوجد عائلات هم بالأساس نمطهم نوع تشبيحي مثل بيت بري وبعض العوائل من عشيرة العساسنة وبعض العوائل من عشيرة البكارة الذين كانوا موجودين في حلب وكان يوجد عندهم خط تشبيحي وهم بالأساس هكذا طبيعتهم، ولكن كان يوجد الكثير من الأشخاص هو عبارة عن موظف عادي وكان من السهل جدًا بالنسبة له أن يحمل العصا ويذهب إلى المسجد وهو غير خائف. 

وهنا تم فتح هذا النقاش في الشهر السادس حزيران/ يونيو عام 2011 أنه نحن يجب علينا مواجهة الشبيحة وأن نخيفهم وأنا في تلك الفترة في بداية النقاش أنا كنت ضد هذا الكلام وكانت فكرتي مع عدد من الشباب وحجتنا أنه نحن إذا قاومنا النظام بالعصا فهو سوف يحمل البندقية، وإذا قاومناه بالبندقية سوف يستدعي الجيش ونحن سوف ندخل في دوامة لا نستطيعها والنظام يملك قوة أكبر منا، ونحن كانت قوتنا في حفاظنا على سلميتنا في ذلك الوقت وكان أيهم أخي ضد رأيي تمامًا ويجب أن يكون هناك رادع للشبيحة كما فعل شباب حمص الذين كانوا يغلقون الأحياء وكان على الأقل يوجد مجموعات تواجه عناصر الأمن والشبيحة حتى تنتهي المظاهرة ونحن لم نكن نريد أكثر من ذلك، وأنا لم أحضر المظاهرات في حمص ولكن هكذا كانت تصلنا الروايات أنه في حمص كانوا يغلقون الأحياء بحواجز وحاويات وتجتمع المظاهرة ويكون لديهم نقاط حراسة ومواجهة أولية على أطراف الحي، وعندما يأتي الشبيحة فإن عمل مجموعات الحماية هي مواجهة الشبيحة حتى تنفض المظاهرة بسلام وبدون أن يستطيع النظام الاعتقال والتنكيل في المتظاهرين وهكذا كانت الفكرة أولًا وهي كانت أول فكرة لمجموعة الحماية وكانت فكرة الشباب الذين يدافعون عن هذا الموضوع أنه لدينا عائق اسمه الشبيحة وبما أن هذا العائق موجود لا يمكن أن تتحرك مدينة حلب، ونحن أمام خيارين؛ إما الجلوس متفرجين ولا نفعل شيئًا نهائيًا والحفاظ على سلميتنا، أو نأخذ خيارًا ربما يكون سلبيًا وربما يعطي نتيجة إيجابية لكن خيار الاستمرار على ما نحن عليه هو خيار فاشل ومحكوم عليه بالفشل وعلينا تجربة خيار ثانٍ. 

وفعلًا بدأت تتشكل مجموعات الحماية وبدأنا كمجموعات نوزع على بعضنا العصي والعصي الكهربائية وبخاخات الناتو أو بخاخات الفلفل وهذه كانت بداية المواجهة، وبعدها انتقلنا إلى مرحلة ثانية وهو أنه عندما يكون هناك مظاهرة يكون هناك مجموعة عملها عدم الدخول في المظاهرة وعملها هو مواجهة الشبيحة عندما يبدأ هجوم الشبيحة على المتظاهرين حتى يستطيع المتظاهرون الهروب، وطبعًا هذه المجموعة يجب أن تكون كلها من الشباب وتكون بنيتهم الجسدية قوية ويستطيعون تخليص أنفسهم وربما يكونون من أبناء الحي نفسه الذي تخرج منه المظاهرة وفي كل مظاهرة كان يتم ترتيب هذه التفاصيل وهذه كانت البداية. 

وبعدها انتقلنا إلى مرحلة أنه يجب أن يكون الإنذار أشد من ذلك، وبدأنا بموضوع توجيه الرسائل إما بحرق سيارات الشبيحة أو اغتيال بعض الشخصيات الأساسية من الشبيحة، وطبعًا قبل الاغتيال كان يسبقه رسائل تهديد تصل إلى المنزل أو مكان عمل هؤلاء الشبيحة، وفي هذه الفترة مع الزمن كان النظام يزيد بطشه وبدأ يتضح للجميع أن موضوع تسليح الثورة ليس خيارًا، يعني لا يوجد خيار ثانٍ وهذا مسار إجباري بالنسبة لنا، وهذا الذي جعلني أقتنع أنه حمل السلاح هو ليس خيارًا بالنسبة لنا كثوار ضد نظام الأسد، ونحن أمام إما حمل السلاح أو الانسحاب، ونعلن فشلنا في المعركة لأنه لا يمكن الاستمرار في المعركة بالمنحى الذي كانت تمضي به وهذا الكلام أخذ مني وقتًا حوالي أربعة أشهر حتى اقتنعت به من الشهر السادس حزيران/ يونيو حتى بداية عام 2012. 

وعندما استطعت تأمين عائلتي في تركيا كان أخي أيهم موجودًا في تل رفعت كان موجودًا منذ أربعة أشهر تقريبًا، وأنا بدأت معه وهو كان موجودًا ويعرف جميع قادة المجموعات الموجودين في تل رفعت رغم أن عددهم لم يكن كبيرًا، وكانوا جميعهم يعرفونه واشتريت بندقية في ذلك الوقت وبدأنا نخرج في عمليات، وأذكر أول عملية خرجت إليها في [بلدة] حيان إلى الفلل الموجودة في شمالي حيان وأنا لا أذكر تفاصيل الجغرافيا لأنني كنت بالجغرافيا ضعيفًا جدًا في المنطقة، ولا يوجد عندي خبرة وذهبنا أنا وأيهم والنقيب رفعت خليل أبو النصر، وكان أبو عمر الصياد من تل رفعت وأيمن عليطو من تل رفعت وكنا جميعًا في هذه العملية، وفي تلك الفترة كانت العمليات عبارة عن حرب عصابات، وحتى أنا عندما دخلت إلى سورية بعد أن أخذت أهلي إلى تركيا، أنا دخلت بعد اجتياح النظام لريف حلب الشمالي الذي كان في بداية الشهر الرابع يعني أنا أذكر في اليوم الذي دخلت به كانت تل رفعت لا تزال منازلها محترقة ولم يتم إصلاحها والنظام دخل برتل من حلب إلى حريتان وإلى عندان إلى حيان إلى بيانون حتى وصل إلى تل رفعت ومارع إلى أعزاز وهذا الرتل اجتاح به الريف الشمالي بالكامل وحرق منازل الريف في الشمال بعدد كبير ثم انسحب وحافظ على حواجز على مداخل المدن والقرى، وفي تلك المعركة كانت المعركة جدًا كبيرة ولم يستطع الثوار المواجهة، لأنهم يعرفون أنه لا يوجد لديهم القدرة على المواجهة وانسحبوا إلى كروم الزيتون، وبعد انسحاب النظام عادوا مرة ثانية إلى قراهم وكانت هذه القرى عبارة عن مراكز عمليات تنطلق لضرب الحواجز التي انتشرت على أوتوستراد حلب - غازي عنتاب في ذلك الوقت. 

ونحن كنا جزءًا من هذه المجموعات وأذكر في ذلك الوقت كان عدد المجموعات الموجودة في تل رفعت لا يتجاوز 20 إلى 25 شابًا، ومن أشهر الأشخاص الذين أتذكرهم أبو عمر الصياد وهو من عائلة الدج في تل رفعت وأعتقد اسمه الحقيقي أبو يوسف الدج، وكان يوجد مجموعة أيمن عليطو رحمه الله استشهد، وكان يوجد في ذلك الوقت من أهم المجموعات التي كانت موجودة مجموعة النقيب أبو النصر، وهي كانت مجموعة مقاتلين انشقوا قبل فترة قصيرة من مطار منغ العسكري وكان عددهم حوالي 35 عسكريًا، وعندما انشقوا وباعتبار أنهم عساكر سلموهم إلى الضابط أبو النصر رفعت خليل، وهذا الضابط وقبل أن يبدأ التسليح في الثورة السورية هو كان صديقنا، يعني رفعت خليل عندما جاء إلى تل رفعت يعني أخي أيهم هو الذي أخذه إلى تل رفعت، ورفعت خليل كان نقيبًا من [محافظة] حماة من الغاب ونحن في بداية الثورة كان لدينا منزل نجتمع به، منزل لأصدقائنا الطلاب من خان شيخون وكنا نسهر فيه وفي أحد السهرات عرفونا وقالوا هذا الشاب هو النقيب رفعت خليل أبو النصر وعرفنا من البداية أنه نفسه كان معارضًا وفتحنا هذا الموضوع، وفي أول جلسة فتحنا موضوع الانشقاق وسألناه متى سوف تنشق وهو كان يخدم في المطار العسكري في حلب، وهو كان يقول في ذلك الوقت أنه يوجد تنسيق ما بين فايز عمرو الذي كان مدير المطار برتبة عميد والعقيد هيثم عفيسي ومجموعة من النقباء والملازمين ليتم انشقاق الجميع سوية ولكن حصل سوء تنسيق وبعض الاعتقالات وحتى أبو النصر هو من الأشخاص الذين تم اعتقالهم فترة معينة تحت الشبهة وتم إطلاق سراحه وهذا الخطأ الذي حصل جعل كل شخص من هؤلاء الأسماء ينشق لوحده وفايز عمرو انشق لوحده وهيثم العفيسي لوحده وأبو النصر لوحده وأصبح انشقاق العساكر بشكل فردي وليس جماعيًا. 

وعندما انشق أبو النصر كان أخي أيهم موجودًا في تل رفعت، وقال له أيهم إن تل رفعت هي بيئة مثالية لوجودك والجماعة أهل كرم والجماعة لديهم رجولة وشهامة ويقدرون فكرة أن الضابط العسكري هو الذي يجب أن يقود الحراك العسكري، وفعلًا في تل رفعت كان أبو النصر له كلمة جدًا مهمة وله دور جدًا مهم وله تأثير وحتى عندما تشكلت "كتيبة المثنى" في الشهر الرابع نيسان/ أبريل أو الخامس أيار/ مايو من عام 2012 كان عدد المقاتلين تقريبًا في تل رفعت ومحيطها حوالي 300 مقاتل وكانت بقيادة أبو النصر كان هذا في شهر حزيران/ يونيو 2012 وكان أبو النصر يأخذ دوره بالشكل الصحيح، وبالمقابل أبو النصر هو من الرجال الذين يشهد له الريف الشمالي، يعني ليس من الضباط الذين ينظّرون أو يقود من بعيد، وهو كان دائمًا من الأوائل في الاقتحامات، ولم يكن يقبل أن يدخل أي مقاتل قبله إلى أي معركة ولديه طيبة وليونة وبنفس الوقت عندما يكون الموقف يستدعي من الشد والحزم يكون لديه ما يلزم، وكان شخصية قيادية جدًا وهو استشهد بتاريخ 8 آب/ أغسطس عام 2012 رحمه الله.

كان أبو النصر من الشخصيات القيادية والتي أخذت دورها في الريف الشمالي وأذكر من أهم الشخصيات التي كانت موجودة في الريف الشمالي هو أبو الجولان (محمد طلاس)، وهو ملازم وهو أيضًا كان ضابطًا وفي ذلك الوقت بدأت تنتشر فكرة الحجي في الريف الشمالي يعني في ذلك الوقت في الشهر الرابع والخامس من عام 2012 بدأت تنتشر فكرة تنظيم المجموعات على أساس المناطق، وكان يوجد حجي مارع الذي هو عبد القادر الصالح وحجي عندان الذي هو عبد العزيز السلامة وحجي تل رفعت الذي كان هو نسيت اسمه ولكن تل رفعت لم تكن مثل مارع واعزاز وعندان، وكان يوجد في تل رفعت انقسام أكبر ما بين المجموعات ولم يكن لديهم هذا الانتماء الموجود لنفس الشخص يعني مارع كان عبد القادر الصالح يحرك مارع كلها، وهذا الكلام لم يكن موجودًا في تل رفعت، لأن طبيعة المدينة تختلف قليلًا وكان يوجد في أعزاز عمار داديخي ومن أهم الشخصيات العسكرية التي كانت موجودة هي أبو النصر والملازم أول أبو راشد (النقيب أحمد الغزالي أبو راشد - المحرر) وأبو الجولان وهؤلاء الثلاثة كان اسمهم يتردد كثيرًا، في كل المعارك تقريبًا موجودون، وهذا الكلام كان في الريف الشمالي.

نحن كانت جميع معاركنا هي عبارة عن ضرب مخافر أو نقاط عسكرية، ونحن بقينا في الريف الشمالي حتى الشهر السادس حزيران/ يونيو من عام 2012 يعني أنا بقيت مدة شهرين في الريف الشمالي، وفي الشهر السادس من عام 2012 أنا كان عندي أحد أبناء عمي اسمه فيصل وكان لقبه في تل رفعت مصطفى القناص، وهو كان يخدم في القوات الخاصة في الدريج وانشق في الشهر الثاني عام 2012 والتحق مع أيهم في تل رفعت وبقوا سوية.

بعد فترة انضم إلينا شخص آخر من أبناء عمي كان لقبه أبو هلال، وعندما أصبحنا خمسة أشخاص من نفس القرية أصبحنا أشبه ما نكون بمجموعة ولديها القدرة على الضرب لوحدها، وأصلًا الحرب كانت هي حرب عصابات، وهنا بدأ يظهر أكثر في الريف الشمالي الانقسامات الموجودة بين العوائل والانقسامات الموجودة بين الأشخاص وكان خيار أيهم أنه علينا الانتقال من الريف الشمالي والريف الشمالي كان بالنسبة لنا بيئة حاضنة ولكن نحن يجب علينا الانتقال إلى منطقة أخرى ويجب أن نحاول أن يكون لنا دور في تقوية الناس الموجودين في تلك المنطقة لأن الريف الشمالي أصبح يوجد به ثوار وأصبح يوجد به عدد جيد وأصبحوا يقاتلون، وأنا لا أقول إننا نحن الأشخاص الأربعة نحمل لوحدنا الريف الشمالي وأن وضعه صار جيدًا وأنه سوف ننتقل إلى مكان آخر، ولكن من ناحية المبدأ وأنني بالأصل غريب على هذه المنطقة وبما أنني غريب يجب أن يكون لي دور أكبر في مكان ثانٍ ما يزال في بداياته، وانتقلنا إلى "الإبزمو" وهناك جلسنا في منزل حسام الأطرش الذي لاحقًا عرف بالشيخ حسام الأطرش وجلسنا عنده حوالي 15 يومًا تقريبًا واتفقنا معه على تشكيل مجموعة كتيبة واحدة، وكان اسمها "كتيبة عمر المختار"، طبعًا نحن كنا أربعة من أبناء العمومة والتحق معنا أحد أبناء عمي لقبه أبو جمعة، انشق من وادي الضيف واستطاع أن يحضر معه عددًا جيدًا من وادي الضيف وأحضر معه رشاش بي كي سي مع مناظير ليلية وبندقية كلاشنكوف مع موجه ليزري، يعني كان في ذلك الوقت عتاده مميز واستطاع الانشقاق من وادي الضيف، وأيضًا التحق معنا ثلاثة أشخاص من أبناء عمي وأصبح عددنا حوالي 13 شابًا جميعنا من أبناء العمومة، وكانت مجموعتنا مع مجموعة حسام الأطرش التي كان عددها بنفس عددنا كانت هذه هي "مجموعة الإبزمو".

شاركنا في ذلك الوقت في معركة [معبر] باب الهوى الأولى، وهذه المعركة كانت بالنسبة لي تقريبًا في الشهر السادس حزيران/ يونيو عام 2012، وقبلها بفترة بسيطة كنت لأول مرة أرى سلاحًا يدخل من خارج سورية إلى سورية يعني وصلنا سلاح عبر صناديق وكان يوجد في الصناديق قذائف آر بي جي عدد كبير وقنابل عدد كبير وكان يوجد بنادق ناتو وهي نفس النوعية التي يحملها الجيش التركي، ولكن بنسبة كبيرة كانت ذخيرتها سيئة ولا تعمل وأذكر أنه كان يوجد شاب من "حيان" كان لقبه النقيب نمر وهو من عائلة أوسو وهو ليس نقيبًا ولكن كان لقبه النقيب نمر (علاء منصور أوسو، قُتل في 17 تموز/ يوليو 2012)، وبحسب ما أذكر وأنا لم أكن معه في المعركة ولكن الرواية التي سمعتها من الناس أنه قتل وهو يحمل أحد هذه البنادق لأنها لم تطلق النار وكان يوجد عدد كبير من الذخيرة التي وصلت لهذه البنادق كانت غير صالحة للاستخدام.

وهذا السلاح وصل من معبر أطمة في بداية تشكيل المجالس العسكرية، وفي ذلك الوقت أيضًا انشق العقيد عبد الجبار العكيدي، كان قد انشق قبلها بفترة بسيطة وفتح مقرًا في دارة عزة وجلس في أطمة إلى فترة وأيضًا جلس في تل رفعت إلى فترة وكان هذا السلاح لأول مرة يصلنا، يعني قذائف الآر بي جي كانت كلها جديدة ولكن قسمًا كبيرًا منها فاسد وبنادق الناتو كان قسمًا كبيرًا من ذخيرتها غير صالح للاستخدام وحتى أذكر أننا كنا نحضر هذه الذخيرة، ونقوم بعرضها على الشمس حتى تنشف قليلًا ولاحقًا أصبحنا نستخدم هذه البنادق يعني نحن كنا نعاني من قلة السلاح وهذه البنادق رغم أنها لا تعمل ورغم أنها يمكن أن تقتل الشباب الذين يحملونها وأنا ذكرت قصة النقيب نمر وأنا لا أجزم أن القصة هذه عن النقيب نمر ولكن هذه القصة حصلت وإذا لم تحصل مع نمر حصلت مع غيره، ونحن بعد هذا الذي حصل أصبحنا نستخدم هذه البنادق كقناصة وأصبحنا نحاول تأمين مناظير لها، وأصلًا مداها جيد والمدى المجدي لديها أفضل من الكلاشنكوف، يعني القناص إذا أطلق النار ولم تخرج الطلقة لا يوجد مشكلة وهو في الأصل يكون بعيدًا قليلا عن خطوط الاشتباك، وهكذا أصبحنا نستخدم هذه البنادق وبعد أن وصلت دفعة السلاح الأولى بدأنا معركة في باب الهوى وأذكر في ذلك النهار المعركة استمرت حتى الساعة الخامسة فجرًا ولم نستطع الدخول إلى المعبر، ولكن في ساحة سرمدا نتج عن هذه المعركة خسائر كبيرة للنظام في الدبابات حوالي 25 دبابة وهكذا كان يتم الحديث على القبضات وأنا لم أر الدبابات محترقة ولم أر هذا العدد وهذه كانت من المعارك المهمة في ذلك الوقت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/09/28

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/5-04/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-حيانمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مطار منغ العسكريمحافظة إدلب-باب الهوى

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

كتيبة المثنى - تل رفعت

كتيبة المثنى - تل رفعت

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب

الشهادات المرتبطة