الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

دخول الجيش الحر إلى مدينة حلب والبدء من حي صلاح الدين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:27:13

في فترة وجودنا في الريف الغربي مع حسام الأطرش أجرينا عدة جولات، وكنا نزور القرى الأخرى التي يوجد فيها مجموعات مسلحة حتى نحاول إجراء تنسيق، وعندما يكون هناك هجوم حتى يكون الهجوم مع بعضنا، وكانت غاية حسام الأطرش أنه نحن أصبحنا في "الإبزمو" ولدينا تقريبًا 30 مقاتلًا، وكما ذكرت كان يوجد من شباب "الإبزمو" حوالي 15 شابًا وكان من شبابنا من شباب زيتان حوالي 15 شابًا، وأذكر أنني التقيت مع توفيق شهاب الدين وكانت المرة الأولى في تلك الفترة، وذهبت مع حسام الأطرش وزرنا وذهبنا إلى [قرية] بسرطون، وأيضًا كان يوجد هناك شيخ لديه مجموعة مسلحة وأذكر في تلك الجلسة كان أول مرة يُفتَح نقاش "الدولة الإسلامية" في ذلك الوقت، وكان أيهم موجودًا في النقاش، وكان جدًا حادًا في النقاش مع هذا الشيخ عندما قال: نحن يجب أن نظل نحمل البارودة حتى تحكم الشريعة في هذا البلد، وأيهم كان جدًا حادًا معه في النقاش، وأن هذا الكلام غير مقبول وليس عملك هو إقامة الشريعة ودورك هو فقط محاربة الظالم وليس أكثر من ذلك، وأذكر أنني في تلك الجلسة استغربت حدة أيهم، وكان رد أيهم في تلك اللحظة أن هؤلاء الناس هم الذين خربوا العراق في عام 2004 وعام 2005 لأنه كان يوجد مجموعات كبيرة من المقاتلين ضد الاحتلال الأمريكي وجاءت جماعة دولة الإسلام في العراق وجعلوا المقاتلين يصبحون صحوات بسبب كثرة الضغط عليهم وبسبب المشاكل، وفي ذلك الوقت أنا لم آخذ ذلك الكلام بجدية حتى رأينا بأعيننا بعد سنوات، وأنا رأيت بعيني أنه كان كلام أيهم ونظره في ذلك الوقت صحيحًا جدًا.

نحن خرجنا من حلب في الشهر الثالث [2012] وهنا تقريبًا أصبحنا في الشهر السادس أو بداية الشهر السابع تقريبًا وبدأ يتم الحديث عن موضوع دخول مدينة حلب وأن المظاهرات بدأت تحصل في حلب بأعداد كبيرة والنظام أصبح يرتكب مجازر في هذه المظاهرات ونحن يجب علينا الدخول ونعلن السيطرة على أحياء وتكون هذه الأحياء هي أحياء آمنة للذي يريد أن يأتي ويتظاهر وتكون أحياء محررة من النظام.

وكان النقاش في تلك الفترة حول موضوع دخول المدينة، أنه نحن هل يجب علينا دخول المدينة وكانت جماعة الريف الشمالي في ذلك الوقت نظموا أنفسهم في "لواء الشمال" في البداية وبعدها "لواء الشمال" أصبح اسمه "لواء التوحيد" وبدأت الحواجز في الريف الشمالي تسقط تباعًا، وكان تحرير مدينة أعزاز يعني تبعها بفترة قريبة، وكان الكلام كله عن دخول مدينة حلب، ونحن باعتبار أننا نعيش في المدينة والمدينة هي مدينتنا كنا من الناس المتحمسين جدًا لدخول المدينة بينما كان جماعة الريف الغربي ضد دخول المدينة بشكل أكبر وكانوا أقل حماسًا.

في تاريخ 20 تموز/ يوليو دخلنا مدينة حلب وقبل 20 تموز/ يوليو بيومين نزل أيهم إلى حلب في يوم الجمعة وانضم إلى المظاهرة وقاموا بحمايتها وكان في وقتها انتشار للصور الأولى للجيش الحر في المظاهرة في هذه المدينة.

في الفترة التي كنا نحن موجودين فيها في الريف الشمالي أو في الريف الغربي كانت معظم عملياتنا العسكرية بنسبة كبيرة تحصل داخل المدينة، يعني نحن كنا نتعامل مع وجودنا في الريف أنه منطلق آمن لنا فقط لا أكثر ولا أقل، وبنفس هذا التاريخ كان عندنا منزل استأجرناه في حي سيف الدولة أو هذا المنزل كان مثل مقر صغير لنا وهو كان منزل طلاب وإذا جاءنا أحد من الجيران فإن المنزل يوجد فيه دفاتر وكتب ويوجد فيه طلاب جامعة، ونحن نعرّف أنفسنا بأننا طلاب ندرس، ولكن هذا المنزل كان مقرنا يعني نحن كنا ندخل إلى حلب وننفذ العمليات ونخرج عمليات اغتيال الشبيحة وعمليات استيلاء على سيارات وفي ذلك الوقت كان يوجد لدينا أزمة مركبات، وأذكر في إحدى المرات نزلنا إلى حلب وأخذنا سيارة فان لمؤسسة الهاتف، وأخذنا سيارة بيك آب للدولة، وهذا ما كنا نفعله في حلب، وأحد العمليات التي قمنا بها في حلب أنه في إحدى المرات كان معي عبوة ناسفة وكان يوجد مظاهرة تريد الخروج في حي صلاح الدين في جامع الزبير، وأنا كان دوري هو زرع هذه العبوة تحت باص الشبيحة، وفي ذلك الوقت كان يوجد جرأة غريبة عند شباب صلاح الدين وحتى الأطفال، وكان يوجد عدد من الأطفال يجلسون ويستفزون جماعة حفظ النظام، وهذا هو الشيء الذي جعلني أتوقف عن زراعة العبوة لأنه كان يوجد أطفال موجودين ويجلسون ويتواقحون على جماعة حفظ النظام أنه أنتم ماذا تفعلون هنا ولا يوجد لكم عمل في هذا المكان وهكذا كانوا يتكلمون معهم بهذا الأسلوب وهذا الشيء جعلني آخذ العبوة معي وأعيدها مرة ثانية.

كانت مدينة حلب كلها مطوقة بالحواجز، ولكن كان يوجد بعض الطرق التي ندخل منها وكان يوجد طريق من الليرمون يدخل إلى جمعية الزهراء إلى المالية وحتى إننا نمر من جانب فرع المخابرات الجوية وهذا الطريق لا يوجد عليه حاجز وطبعًا حتى هذه الطرق التي لا يوجد عليها حواجز نحن كنا دائمًا قبل أن نتحرك كنا نرسل أمامنا سيارات كشافة، يعني كان يوجد دائمًا سيارة تسبقنا بحوالي 500 متر، وهذه السيارة وصاحب السيارة غير مطلوب أمنيًا والسيارة نظيفة ولا يوجد فيها سلاح ولا يوجد فيها شيء مشبوه، وصاحب السيارة يجب أن يكون عنده حجة منطقية جدًا أنه لماذا كان موجودًا في الريف أو لماذا كان في الليرمون أو في عندان، ويجب أن يكون عنده هذه الحجة وكان يوجد أحد أصدقائنا عنده معمل في عندان، وكان يذهب ويأتي، وهو كان أحد الكشافين الذين يخدموننا في هذا المجال، وهذه السياسة لم نكن وحدنا نتبعها، كتائب أبو عمارة أيضًا نفس الطريقة يتعاملون وكان مقرهم في عندان، وكانوا يدخلون حلب بنفس الطريقة، و هكذا كان أسلوبنا في الدخول وأذكر أنه في أحد عملياتنا كنا نحتاج إلى سيارة للكتيبة ولا يوجد لدينا ثمن السيارة وكان يوجد سيارة رصدناها تابعة للإسكان العسكري وهي عبارة عن سيارة ميكرو وكانت هذه السيارة تخرج 8:30 من العامرية، وكان أحد أبناء عمي يراقب هذه السيارة ويراقب الموظف سائق السيارة وهذا السائق يكون جاره وهذه السيارة كانت تخرج في الساعة الفلانية وتمر في هذا الطريق، وذهبت مع أحد أبناء عمي الذي هو أبو هلال الذي استشهد لاحقًا رحمه الله، نزلنا أنا وهو معنا مسدسات ذهبنا إلى المدينة الساعة 8:00 صباحًا أوقفنا السيارة وقمنا بإنزال سائق السيارة بعد 500 متر وركبنا السيارة وأخذناها، في ذلك الوقت أذكر الطريق الذي سلكناه هو طريق الراشدين إلى عين جارة وأكملنا بطريق الإبزمو كنا لا زلنا في الإبزمو وكان هذا أسلوبنا بالحركة في موضوع العمليات التي كنا نقوم بها في حلب، ونحن كنا نقوم بعدة عمليات في حلب، وحلب بالنسبة لنا هي ليست منطقة غريبة ونحن نعرف شوارعها وحاراتها وكان في موضوع الدخول إلى حلب متحمسين له كثيرًا.

في البداية دخل أيهم قبلنا إلى [حي] صلاح الدين ونسق مع المجموعات الموجودة في صلاح الدين، وهنا كان بداية التسليح في حي صلاح الدين، وبدأ يظهر عدة مجموعات في حي صلاح الدين.

أيهم نزل قبلنا بيومين وحتى إنه لم يذكر لي أنه يريد النزول إلى حلب، وهو ركب السيارة ونزل مع أحد الشباب وفي اليوم الثاني عاد وقال أنا كنت في حلب، أنا رأيت الصور التي انتشرت في المظاهرة وعرفت أنه أيهم لأنه كان يرتدي قناعًا في ذلك الوقت، والناس كانت ملثمة ورأيت من خلال الصور عبد القادر شاشو والشهيد أبو عباد وكان موجودًا معهم ابن خالتي إبراهيم برو وهؤلاء جميعهم كانوا مقنعين ولكنني أعرفهم من تحت القناع واستطعت أن أميز أشكالهم وأنا هنا عرفت أن أيهم كان موجودًا في حلب وعاد أيهم في اليوم الثاني وقال إنه ذهب إلى حلب، ويوجد مجموعات من صلاح الدين أدخلنا لهم السلاح قبل فترة والسلاح أصبح موجودًا عندهم والنظام دخل إليهم واشتبكوا معه ونكلوا به ولم يستطع الدخول إلى صلاح الدين، وهذه المجموعات جاهزة وبانتظار دخول مجموعات الريف، وهنا نحن قمنا بالتنسيق مع "لواء التوحيد" وكان يوجد كلام أن "لواء التوحيد" سوف يدخل.

أبو الصادق كان أحد شباب صلاح الدين الذين كان ينسق معه أيهم.

ونحن كنا نقوم بالتنسيق عن طريق رفعت خليل الموجود في الريف الشمالي وأن جماعة الريف الشمالي سوف يدخلون حلب من طرف الإنذارات ومساكن هنانو، ونحن كانت فكرتنا بالبداية هي النزول ودعم المجموعات الموجودة في صلاح الدين، وخلق قوة في صلاح الدين ونعلن أن حي صلاح الدين هو حي محرر حتى يأتي جماعة الريف الشمالي، وبعدها نحن نتحرك من حي صلاح الدين إلى السكري والأنصاري والصالحين وهم في المقابل يأتون من هنانو إلى الشعار حتى يتم وصل هذا الخط كاملًا وهذه هي الفكرة وهذا هو الذي حصل.

في ذلك الوقت كنا نلحق الحواضن وفي ذلك الوقت كان عدد الثوار ليس كبيرًا وعدد المسلحين الذين يحملون السلاح كان قليلًا، وكانت فكرتنا وهذا فعليًا هو الشيء الذي حصل، أنني عندما أدخل إلى حي صلاح الدين بـ 30 أو 40 مقاتلًا فإن الناس الموجودين في الحي سوف يحملون السلاح، ومن لديه رغبة في حمل السلاح سوف ينضم، ونفس الأمر في الصالحين والمرجة وباقي الأحياء التي كانت مراكز التظاهر، وبستان القصر والكلاسة بينما حلب الجديدة أو الحمدانية لم تكن مراكز تظاهر، في ذلك الوقت وكانت فكرتنا هي البدء من الأحياء الشعبية، ودخلنا إلى حلب وعندما استعددنا للدخول إلى حلب وقمنا بجمع العدة والعتاد وركبنا السيارات ودخلنا، وكان يوجد أمامنا سيارات للكشافة ودخلنا من الحمدانية يعني الفكرة كانت أنه أنت كيف تكسر الطوق الموجود في حلب، يعني أنت عندما تدخل إلى المدينة أصبح من الصعب جدًا أن يتم التمييز بين الشبيح والجيش الحر وأنت تتكلم عن خمس سيارات تحمل السلاح في حلب المدينة، وأكيد هؤلاء ليسوا من الجيش الحر، ومن المستحيل أن يكونوا من الجيش الحر بالنسبة لحواجز النظام وكانت الفكرة أن أنت كيف يمكنك أن تكسر الطوق أو تجد الطريق حتى تصبح من خلاله في داخل المدينة، يعني حتى نحن من قبل عندما كنا نقوم بعمليات عسكرية واغتيالات وعبوات ناسفة داخل المدينة لم يكن همنا كيف نتحرك بسلاحنا داخل المدينة وحصل معنا أحد المواقف في إحدى المرات، نزلنا وأخذنا سيارة بيك آب لشركة الهاتف وأثناء محاولتنا الخروج من حلب كان يوجد حاجز على دوار المالية للمخابرات الجوية وكان يكفي أن أرفع يدي وألقي عليه التحية وأمرّ من الحاجز بكل بساطة وحتى عندما نزلنا أنا وأبو هلال، وأخذنا سيارة ميكرو الإسكان العسكري، أيضًا كنا شابين ونرتدي الجعب والسلاح وأيضًا صادفتنا دورية وكان يكفي أن أرفع يدي وألقي عليه التحية وهو سلم علي في المقابل واستمرينا في طريقنا، يعني الأمر كان بهذه البساطة، وإذا عدنا قليلًا إلى الوراء وسألتني هل تعيد هذا التصرف فأنا لا أعرف إذا كنت سوف أعيده، ولكن كان يوجد شيء من الجنون والثقة والاعتماد على غباء النظام وهكذا كنا نتعامل، والأمر نجح معنا ولم يتم القبض علينا.

دخلنا المدينة؛ وفي الحمدانية أحد المواقف التي خفنا فيها خفنا من المتظاهرين ونحن دخلنا إلى الحمدانية إلى الحي أولًا وكان يوجد مظاهرة بالصدفة في طريقنا، وسياراتنا كانت تمشي وهي محملة بالسلاح وكان خوفنا من هجوم المتظاهرين علينا ولم يكن خوفنا من الشبيحة، وقمنا بتغيير طريقنا يعني دخلنا في آخر المظاهرة وغيرنا طريقنا وعدنا وحاولنا الذهاب من شارع آخر.

دخلنا إلى صلاح الدين واليوم الثاني كان هو يوم الجمعة واعتلى كل المنابر شباب من الجيش الحر وتم إعلان حي صلاح الدين أنه حي محرر، وهذا اليوم كان من أجمل أيام حياتي عندما أرى الناس كيف يتعاطفون والنساء والشباب والمسنين كانوا جميعهم يتفرجون علينا وهم يدعموننا بكل ما عندهم. 

أحد المواقف المواقف التي أشعر بها بالسعادة عندما أذكرها كان يوجد معنا ابن خالتي وهو من شباب صلاح الدين وهو يسكن في صلاح الدين، وفي ذلك اليوم أذكر أنه جاءت إمرأة كبيرة بالعمر ونحن كنا نمشي خلف إحدى المظاهرات، وكنا نقوم بحمايتها وهو كان شيئًا من الاستعراض، لأنه في المنطقة لا يوجد أمن، وجاءت هذه المرأة ووضعت في جيب ابن خالتي بعض المال وضعت 200 ليرة في ذلك اليوم وقالت له يا ابني والله لو كان عندي غيرهم ما بخلت بهم وهذا ما عندي وقال لها اتركيهم عندك وهذا المال لن يحرر البلد وقالت اشتروا فيهم طلقتين واضربوهم في سبيل الله، وفي ذلك اليوم كان شعور السعادة وشعور أنه فعلًا يوجد ناس يعلقون أمالهم بالحرية والكرامة والعيش في بلد حرة ويعلقون كل آمالهم علينا، وكان شعورًا من ناحية جدًا جميلًا ومن ناحية مسؤولية جدًا كبيرة.

فعلًا دخل شباب "لواء التوحيد" من الإنذارات، وهنا النظام بدأ الحشد باتجاه صلاح الدين وأرسل أرتالًا وهذه الأرتال حاولت العبور، وهي جاءت من حماة وحاولت الوصول إلى حلب، وهذه الأرتال تم استهدافها بقسم كبير منه؛ قسم ضرب في خان السبل وقسم في سراقب وقسم في تفتناز، وما تبقى وصل إلى حلب ولكن كان يوجد كمائن على طريق الشام (دمشق) ضربت الرتل في أكثر من موقع ولكن الرتل كان أكبر بكثير من أن يتم تدميره على الطريق، وبدأ الاقتحام بتاريخ 3 آب/ أغسطس تقريبًا من عام 2012 باتجاه صلاح الدين من حي الحمدانية من الحي الأول، وسبق هذا الاقتحام قصف بقذائف الهاون وكانت أول مرة أشاهد منظر سقوط قذيفة هاون على منزل ومنظر الأشلاء وهذا المنظر رغم كل سنوات الحرب لم أستطع التعايش معه ولم أستطع الذهاب إلى منطقة منكوبة أو مجزرة وأساعد في موضوع الجثث والأشلاء، لأنني كنت أشعر بالعجز بأنني لا أملك شيئًا لحماية هؤلاء الناس، وأنا كجيش حر أدّعي أنه من مسؤوليتي حمايتهم، أنا كنت أخجل أن أذهب إلى مكان القصف لأنني الذي ادعى أنه يجب عليه حماية هؤلاء الناس، أنا عاجز عن حمايتهم وهذا المشهد أنا لم أستطع التصالح معه بأي شكل من الأشكال، وهذه أول مرة أرى هذا المشهد وكانت آخر مرة أحاول فيها رؤية هذا المشهد.

في هذين اليومين في 2 و3 آب/ أغسطس 2012 سكان صلاح الدين نزحوا من حي صلاح الدين، وحتى أحد مواقف الدعم الشعبي التي أذكرها في ذلك اليوم؛ وهنا باعتبار أنه بدأ القصف، بدأت إطارات سياراتنا تثقب بسبب الشظايا وكان يوجد كومجي (ميكانيكي) على دوار صلاح الدين وهذا الرجل دائمًا أذهب إليه لأجل إصلاح السيارات بدون مقابل وهو لا يرضى أن يأخذ أجرة نهائيًا ونحن كان مقرنا بجانب مدرسة القنيطرة، وأذكر أن هذا الرجل قام بتجهيز أغراضه وكان يريد السفر ويريد إخراج عائلته إلى قريته لأنه بدأ الاقتحام والقصف، وهو لا يوجد عنده القدرة على المقاومة، وقبل أن يسافر جاء إلى مقري وقال: كيف حالكم يا شباب، وقال: أنا أريد السفر وقال قبل سفري أريد أن أعطيكم بعض العدة من المحل حتى إذا تم إعطاب إطارات سياراتكم حتى تستطيعوا إصلاحها، وفعلًا ذهبنا إلى محله وأعطانا بعض العدة وعلمنا كيف نتعامل معهم، يعني هذا الرجل البسيط شعر بأنه ترك ثغر، وأنه انسحب وجعل خلفه ثغرة فارغة وهو لا يريد ترك هذه الثغرة فارغة، ولم يقبل السفر والتأمين على عائلته وأخذ أطفاله قبل أن يؤمن علينا أنه نحن لن تنقطع بنا السبل على مستوى تصليح إطار سيارة، وفي ذلك الوقت نحن وأنا شخصيًا لا أكترث للموت أبدًا وأنا كنت جدًا سعيدًا في ذلك اليوم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/09/28

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/5-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

20 تموز/ يوليو 2012

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-صلاح الدينمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء التوحيد - حلب

لواء التوحيد - حلب

كتائب أبو عمارة للمهام الخاصة

كتائب أبو عمارة للمهام الخاصة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الشهادات المرتبطة