تشكيل لواء حلب الشهباء
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:27:23
بتاريخ 8 آب/ أغسطس 2012 استشهد أيهم الذي هو أخي الكبير ودفناه في قرية زيتان، وسقطت صلاح الدين في ذلك اليوم وفي فترة الدفن والتعزية غبت عن حلب لمدة أسبوع تقريبًا، حتى انتهت المراسم، ثم عدت إلى مدينة حلب وعندما عدت إلى مدينة حلب عدت بطريقة تفكير جديدة، لأول مرة أنا أعيش حياتي بدون أن يكون عندي الأخ الكبير الذي يوجهني، وأنا قبل هذا التاريخ كل حياتي منذ أن ولدت عندي أخ أكبر مني، كان أجرأ مني بالخطوات ودائمًا هو الذي يأخذ المبادرة، وأنا دائمًا أتبعه بالخطوات، ولا أذكر أنني أخذت مبادرة في حياتي إلا هو كان صاحب المبادرة دائمًا وحتى في موضوع الثورة كان في كل التفاصيل أكثر جرأة مني، وأيهم ليس فقط لأنه أخي ولكن أيهم كان فعليًا من طليعة الثوار في مدينة حلب وكان من الناس الذين نشطوا في موضوع السلمية، وعملوا على موضوع التنسيقيات "تنسيقية أحفاد الكواكبي" وغيره من التنسيقيات وهو من أوائل الناس الذين اشتغلوا في موضوع تنظيم المظاهرات وحماية المظاهرات ومن أوائل الناس الذين عملوا في موضوع تصفية الشبيحة واغتيالهم، وهو من أوائل الناس الذين خرجوا إلى الريف وساهموا في تشكيل الكتائب الموجودة في الريف الشمالي واستطاع من أن يجعل من الريف الشمالي قاعدة انطلاق للمجموعات والمجموعة التي شكلها في الريف الشمالي وكان ينزل إلى حلب وينفذ عمليات وكان أيهم من طليعة الشباب الذين كانوا شعلة الثورة في مدينة حلب والناس الذين ساهموا في إشعال الثورة في مدينة حلب.
عندما استشهد أيهم رحمه الله، أنا أولًا أصبح عندي مسؤولية كبيرة أمام أهلي وأمام الثورة وأمام أصدقائنا وأمام عناصر الكتيبة أنه يجب علي ملء هذا الفراغ الذي لم يكن من السهولة ملؤه، نتيجة شخصية أيهم التي كانت جدًا قيادية وشخصيته التي كان يستطيع أن يزرع ثقة الناس به من أول جلسة ويستطيع أن يجعل كلمته مسموعة عند الناس من أول حديث، وهذه الشخصية أنا كان يجب علي أو مفروض علي أن يصبح عندي نقلة نوعية في شخصيتي حتى أتحول من الشاب الذي كان طوال عمره يسمع الكلام إلى الشاب الذي يعطي الأوامر، وهذا الموضوع لم يكن سهلًا علي أبدًا في البداية، وهذا الموضوع تم فرضه علي فرضًا وأنا كشخص لا أحب المسؤولية ودائمًا أحب إعطاء الرأي ولا أعطي الأمر، وهكذا كان أسلوبي في الحياة وكان وجود أيهم في حياتي هو الذي جعل شخصيتي بهذا الشكل.
وعندما جئت إلى حلب واجتمع عناصر الكتيبة مرة ثانية، وفي ذلك الوقت كان عدد الكتيبة وكانت تعتبر من الكتائب القوية في مدينة حلب؛ يعني كان عدد مقاتلي الكتيبة حوالي 45 مقاتلًا وتقريبًا الجميع لديه سلاح، ويوجد ثلاثة قواذف آر بي جي ويوجد رشاشي بي كي سي ويوجد رشاش دوشكا ويوجد سيارات بيك آب ونحن نعتبر من المجموعات التي لها وزنها في المنطقة الغربية، وطبعًا لكن لا يتم مقارنتنا بالألوية التي تشكلت مثل "لواء التوحيد" الذي كان عبارة عن اتحاد كتائب الشمال، يعني نحن كنا من المجموعات المحسوبة على المدينة، ولكن نحن كنا أقوى مجموعات المدينة لأن مجموعات المدينة كانت حديثة التشكيل وهي لم تخض المعارك في الريف ولم تستطع كسب الغنائم، ولم تستطع كسب التسليح ونحن كنا من المجموعات القوية، في ذلك الوقت وعندما اجتمعت الكتيبة وفعليًا الذي جمع الكتيبة؛ في تلك الفترة لم يكن للكتائب أسماء وكانت المجموعة هي مجموعة هاشم لأن أخي أيهم كان اسمه الحركي هاشم، ونحن كان اسمنا "مجموعة هاشم" وحتى كلمة "كتيبة أبو أيوب الأنصاري" لم تكن الناس تعرف هذا الاسم كثيرًا وكانت المجموعات تسمى وتكنى بأسماء القيادات التي فيها يعني مجموعة فلان وعلان.
"كتيبة أبو أيوب الأنصاري" في ذلك الوقت كان يوجد فيها عدة أطراف، الطرف الأول الذي هو الشباب أبناء عمي وهم شباب زيتان الذي كان يوجد بينهم محمد العكيدي أبو جمعة وكان بينهم عدنان جنيد أبو هلال، وكان بينهم ابن عمتي يونس العكيدي وكان بينهم عدة شباب من أبناء عمنا وفيصل العكيدي أبو زياد، وهؤلاء الأشخاص هم أبناء عمنا وهم مرتبطون مع أيهم ومرتبطون معي، والجهة الثانية كان يوجد جهة من أبناء حلب الذين كانوا في المظاهرات السلمية مع أيهم وفي التنسيقيات مثل مازن النبهان وياسر نبهان وأنس نبهان وأبي عبيدة شياح وأخيه أبي بكر شياح، وهم يعرفون أيهم من أيام التنسيقيات، وكان يوجد الطرف الثالث الذين هم زملاء الجامعة مثل مالك إدريس ملازم أول، وملهم إدريس ومالك العيسى وعدة أشخاص، وفعليًا الذي كان يجمع هذه الأطراف الثلاثة هو شخص أيهم، وعندما استشهد أيهم رحمه الله أنا أستطيع تحقيق هذا الترابط ولذلك أوتوماتيكيًا يعني وبدون تفكير أن الذي يجمعنا أصلًا هو أنت الذي تستطيع جمعنا لأنه أنت صديق فلان وابن عم فلان وأخو فلان، وأنت تستطيع الجمع والحفاظ على هذه التوليفة نفسها كما كان أيهم يحافظ عليها، ولم يكن الموضوع صعبًا في البداية من ناحية جمع الشباب لأنه بالأصل الذي كان يربطنا هي علاقات القرابة، وكان يوجد اثنان من أبناء خالتي ومن أبناء عمي حوالي سبعة أشخاص ومن أصدقائي في الجامعة حوالي سبعة أشخاص وهذا الذي كان يربطنا مع بعضنا، يعني الذي يربطنا مع بعضنا ليس فترة آنية ونحن بالأصل مرتبطون بالعمر والصداقة ولم يكن من الصعب علي ربطهم ولكن كان فعليًا من الصعوبة إدارتهم في البداية، وكنت أحاول العمل على شخصيتي وأعمل على طريقة القيادة عندي وأحاول تطويرها شيئًا فشيئًا، ولكن كما ذكرت كان صعبًا علي إعطاء الأمر وأنا كنت دائمًا أعطي رأيًا وأحاول التوجيه ولا أفرض ولا آمر.
في بداية قدومي إلى حلب وقد أصبحت قائد "كتيبة أبو أيوب الأنصاري" استطعت حل الموضوع الداخلي ضمن الكتيبة؛ التنظيم الداخلي، وأخذت أفكر أنه أنا كيف يمكنني الحصول على دعم للشباب وطبعًا في تلك الفترة وحتى بعد هذه الفترة بحوالي سنتين أو سنة ونصف لم يكن يوجد شيء اسمه رواتب للمقاتلين، ولكن كان يوجد مصروف المقر مثل الطعام والشراب ووقود السيارات وذخيرة الشباب، وهذا هو كان عبء المصاريف، وأنا استطعت التواصل مع الناس الذين كان أيهم يتواصل معهم وكان منهم مشايخ في الكويت ومشايخ في السعودية وبعض التجار من حلب، وكان العقيد عبد الجبار العكيدي الذي هو ابن عمي والذي كان يستلم المجلس العسكري، وكنت دائمًا أحاول من هذه الأطراف تأمين الذخيرة للمجموعة وتأمين مصاريف المقرات.
في تلك الفترة عندما جئت إلى حلب أذكر أنه حصل موضوع انسحاب "جبهة النصرة" من حي الإذاعة، ونحن كنا من المجموعات الذين ذهبنا لتغطية الخلل الذي حصل في تلك الجبهة، والفراغ الذي سببته "جبهة النصرة" وطبعًا في تلك الفترة كان يوجد صدمة عند الكثير من الناس أنه كيف لمجموعة عسكرية تقرر التخلي عن هذه الأرض ونحن لم نعرف بعد قراءة "جبهة النصرة" وطريقة تفكيرها بشكل صحيح في ذلك الوقت.
من الأمور التي لم أتكلم بها عن أيهم أن أيهم كان من الناس المعادين جدًا لـ"جبهة النصرة" ولفكرهم ولطريقتهم بالتعامل رغم أنه في تلك الفترة لم تكن تظهر منهم أية إشكالات، ولكن أيهم كان عنده تصور أن هؤلاء الجماعة سيخربون الدنيا، لأن نفس الفكر ونفس التيار خرب الدنيا في العراق والجزائر وأفغانستان، وهؤلاء يجب أن نجد طريقة للتعامل معهم مختلفة ولا نتركهم على راحتهم حتى لا يكبروا.
بدأنا في الكتيبة واستلمنا نقطتي رباط، وأخذت أنا أحاول إدارة أمور الكتيبة شيئًا فشيئًا يعني في الفترة الأولى في أول شهرين تقريبًا بعد استشهاد أيهم كانت هي ضمن الكتيبة فقط، وأنا كنت منغلقًا على نفسي قليلًا ولا أحاول الانفتاح على الفصائل أو ما يحصل في حلب أو التشكيلات التي يتم تشكيلها في حلب ولم أكن أكثرت كثيرًا لأن عندي الهم الداخلي الذي هو الحلقة الأولى عندي، التي يجب أن تكون جيدة وقوية.
بعد فترة بسيطة جاء إلي شخص من شباب عندان لا أذكر اسمه وهو كان صديق أيهم وكان من الشباب اسمه وائل عجاج وهو كان من شباب عندان، ونحن عندما كنا نذهب إلى عندان كنا نجلس عندهم في المقرات وهو صديق أيهم وأنا أعرفه، وجاء إلي هو وأبو الصادق محمد بكور يقولون: نحن حاليًا نعمل على موضوع تشكيل لواء يكون منافسًا ويشكل توازنًا أمام "لواء التوحيد" الذي هو فعليًا؛ وكان "لواء التوحيد" يعطي انطباعًا في تلك الفترة أنه هو حلب كلها، وحتى إنه كان اسم اللواء "اتحاد كتائب الجيش الحر المقاتلة في حلب وريفها" وكان يوجد صورة إعلاميًا وعسكريًا، وحتى نحن عندما نحاول طلب المصاريف؛ يعني أنا عندما أتواصل مع الداعم مع الشيخ القطري أو الشيخ الكويتي أو شيخ مغترب سوري مقيم في أي بلد خليجي أعرف أن هذا الرجل يدعم و يرسل أموالًا إلى المجاهدين، وعندما أتواصل معه يقول لماذا أنتم لستم مع "لواء التوحيد" ونحن منذ فترة أرسلنا إلى "لواء التوحيد" اذهبوا وخذوا منهم، وهكذا كان يكون الرد وكانت الصورة التي أعطاها "لواء التوحيد" داخليًا وخارجيًا أنه أنا كل حلب، ولا يوجد عنصر في حلب لا يتبع لـ "لواء التوحيد"، وهذا الشيء بصراحة سبب انزعاجًا وأزمة بالنسبة إلى فصائل المدينة التي كانت شرارة التحرير فعليًا في صلاح الدين، ولولا وجودهم ولولا المعارك التي خاضوها ما تشجع "لواء التوحيد" على دخول المدينة، وهذه الفصائل حاولت العمل على موضوع اجتماع الفصائل مع بعضها وتشكيل فصيل قوي يكون لنا اسمنا ونقول إنه ليس فقط "لواء التوحيد" هو الموجود ويعمل ويستلم قطاعات كبيرة، ولكن نحن أيضًا موجودون بكثرة وبقوة، وكانت الفكرة هي تشكيل "لواء حلب الشهباء" ومن ناحية المبدأ كان التوحد والتنظيم هو خير ونحن تحولنا إلى الحرب المفتوحة مع النظام وتوقفنا عن حرب العصابات، وحتى تدخل إلى معركة الجيوش يجب أن تسعى إلى أن تصبح جيشًا، وأنا لم يكن عندي مشكلة وتستطيعون الكلام باسمي أنني ضمن هذا التشكيل معكم، وهذا الكلام كان في الشهر التاسع أيلول/ سبتمبر أو الشهر العاشر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2012، يعني في تلك الفترة، وكان قائد "لواء حلب الشهباء" في تلك الفترة الشيخ عبد الرحمن التركي وهو قبل الثورة كان عنده محل جملة في السكري اسمه دكان عمو تركي، وهو مشهور في حي السكري وهو من الأشخاص الذين عملوا في فترة السلمية ودعم العوائل النازحة وكان يجمع التبرعات في بداية الثورة، وأيضا دخل عسكريًا وشكل مجموعة وكانت نقاط رباطه في العامرية.
عبد الرحمن التركي كشخص أنا أعتقد أنه شخص جدًا جيد نتيجة اللقاءات التي التقينا فيها، وهو مخلص وصادق وهو أصله من قبتان الجبل، وتربطه قرابة مع الشيخ توفيق، وهو يكون ابن خالة الشيخ توفيق قائد "كتيبة نور الدين الزنكي" وأعتقد أن توفيق كان متزوجًا أخته وحصل بينهما خلاف وهم أولاد خالة ولكنهم ليسوا كثيرًا على وفاق مع بعضهم.
تم تشكيل "لواء حلب الشهباء" وكنا نحضر الاجتماعات في مقر اللواء في العامرية وهنا أنا بدأت أطّلع على عمل الجبهات ومن قبل أنا كنت منغلقًا وكنت أطّلع فقط على نقاط رباطنا وعلى مقر الكتيبة الذي أديره وهذه كانت اهتماماتي، وعندما بدأت أذهب إلى اجتماعات اللواء أصبحت أعرف فعليًا خط الجبهة كيف يمشي من الإذاعة حتى العامرية والمجموعات الموجودة، وفي الاجتماعات كان يتم الحديث أن هذه المجموعات هي مجموعة قوية وهذه مجموعة ضعيفة وهذه مجموعة تؤتمن أو لا يؤتمن بها، وأخذت أتعرف أكثر على المجموعات الموجودة في القسم الغربي من مدينة حلب.
أحد الأمور التي انتشرت كثيرًا على عبد الرحمن التركي في تلك الفترة هو موضوع مستودع الكابلات في العامرية، وهذا المستودع يعني حتى إنهم كانوا يسمونه الشيخ نحاس هكذا كان لقب عبد الرحمن التركي، وهو مستودع كابلات كهرباء ونتيجة القصف احترق المستودع وكان يوجد أشخاص من السكري يعني النقاط التي تطل على هذا المستودع هي نقاط تابعة لـ "لواء حلب الشهباء" الذي تشكل حديثًا، وفي بداية تشكيل "لواء حلب الشهباء" لم يكن يوجد دعم يعني نحن شكّلنا اللواء للتواصل مع الداعمين حتى نحصل على الدعم، وكان النحاس الموجود في هذه الكابلات في المستودع المحروق، وحصل اجتماع أنه ما رأيكم بالسماح للناس المتعهدين بالدخول وأخذ كمية نحاس معينة ضمن فاتورة يعني كل سيارة تدخل حتى تأخذ النحاس سوف نأخذ منه الرسوم، مبلغ 100 ألف[ليرة سورية] وهو يأخذ هذه الأكبال المحروقة حتى يبيعها نحاس ويستفيد منها، وفي تلك الفترة كثر الكلام عن عبد الرحمن التركي على هذا القرار أنه هل هذا القرار كان صحيحًا أم خاطئًا، وأنا برأيي أنها بالأصل كانت كابلات محروقة ولم يكن يوجد مشكلة بالاستفادة منها ولكن الذي سبب الأزمة فعليًا في هذا الموضوع هو عدد القتلى الكبير الذي حصل من العمال الذين كانوا يدخلون لجمع النحاس، لأن مستودع الكابلات كان مكشوفًا على نقاط النظام وكان الكثير من الناس الذين يدخلون لملء السيارات كانوا يُقتلون أثناء العمل، وهم عبارة عن أناس بسطاء يبحثون عن قوت يومهم، وحتى عددهم وصل إلى 75 أو 80 شهيدًا في تلك الفترة، وكانوا يسمونهم شهداء النحاس وهكذا كان يسميهم الناس، وهذه هي من القصص الكثيرة التي قيلت عن عبد الرحمن التركي.
أنا لا أقول أن هذا القرار كان صائبًا أم لا، ولكن عبد الرحمن التركي اتُهِم أنه قام بإفراغ مستودع النحاس، ولكن أنا بحسب علمي أن الأموال التي تم جمعها من مستودع النحاس كانت تدخل إلى صندوق اللواء ولا تذهب إلى عبد الرحمن التركي كشخص أو كمجموعة.
بعد هذه الفترة بثلاثة أشهر أو أربعة من تشكيل "لواء حلب الشهباء" حصل خلاف ضمن اللواء نفسه ما بين قسمين؛ قسم كان تيارًا يقوده أبو الصادق (محمد البكور)، وتيار عبد الرحمن التركي، وفي النهاية كان الاتفاق أن يتنازل عبد الرحمن التركي إلى أبي الصادق عن قيادة اللواء، وأنا لم أدخل في تفاصيل هذا الخلاف ولكن أنا قلت لهم أنا ضمن "لواء حلب الشهباء"، وعندما يتم حل المشكلة وعندما تتفقون أنا في النهاية لا يوجد عندي مشكلة وأنا ملتزم بالشيء الذي يحصل ولكن أنا خارج المشكلة، وأنا لست مع أي طرف لأنه جاء إلي أبو الصادق ويقول أنت معنا ونحن نعرفك ومن هو عبد الرحمن التركي ونحن لا نعرفه من قبل، وأيهم رحمه الله كان صديقي ونحن دخلنا سوية إلى صلاح الدين، وأنا قلت له عليكم حل الخلاف وأنا مع هذا اللواء نفسه، وفعلًا أصبح أبو الصادق هو قائد "لواء حلب الشهباء" وتقريبًا في تلك الفترة كان اللواء يضم ستة أو سبعة كتائب تقريبًا من بينها كتيبة أبي الصادق وكتيبتنا و"كتيبة أمجاد صلاح الدين"، وكان أحمد ذبيح لديه مجموعة ضمن اللواء وأنا لا أتذكر جميع الأسماء الموجودة، وبدأ يعمل أبو الصادق وهو كان من الشباب الذين يقودون المعارك بنفسهم ولا يجلس في المكتب أو الخطوط الخلفية ويعطي التوجيهات، وأيضًا أصيب عدة مرات في تلك الفترة هذا بالنسبة لأبي الصادق.
قبل أن يتكلم أبو الصادق في هذا الموضوع تجربة "لواء حلب الشهباء" فشلت وظهرت أسماء جديدة في ألوية حلب، وفي تلك الفترة كان يوجد في حلب تقريبًا 95 لواءً، بحسب ما أذكر في إحدى الجلسات التي كنت موجودًا فيها مع عبد الجبار العكيدي باعتبار أنه قائد المجلس العسكري قال إنه يوجد لدينا 95 اسمًا لألوية موجودة في مدينة حلب، يعني كان يوجد خمسه أشخاص يسمون أنفسهم "لواء الأمة" هذا على سبيل المثال بغض النظر عن الاسم، وانتشرت فوضى الأسماء في حلب، وهذه الفوضى بقناعتي كانت سببًا أساسيًا في ألا تكون المعارك كبيرة، يعني في تلك الفترة أصبح يوجد هدوء في المدينة، وأصبح حمل السلاح سهلًا وهذا بالنسبة لي كان موضوعًا مؤلمًا يعني نحن عندما حملنا السلاح في بداية الثورة كان السلاح له قيمة معنوية كبيرة جدًا، وأنا حتى حملت البندقية ضد نظام بشار الأسد أنا فعليًا الثمن الذي دفعته أنني تركت جامعتي وتهجر أهلي من منزلنا في جمعية الزهراء إلى خيمة في مخيم الإصلاحية، والثمن الذي دفعته أنه أخي وأختي وإخوتي الصغار حرموا من مدارسهم، وكان ثمنًا جدًا كبيرًا وكانت هذه البندقية جدًا مقدسة بالنسبة لي، وبعد التحرير وهدوء المعارك نسبيًا أصبح حمل البندقية جدًا سهلًا وأصبح تشكيل المجموعات جدًا سهلًا وأصبح الناس يحملون البندقية ولا يدركون قيمتها، لأنه بالأصل لم يدفع قيمة كبيرة وهو دفع سعر البندقية في تلك الفترة 50 أو 60 ألفًا يعني 700 أو 800 دولار في تلك الأيام وهذا كان يؤلمني بصراحة، وهذه إحدى الأمور وأنا هنا بدأت أشاهد الثورة كيف تنحرف وكيف تتغير نظرة المقاتل للثورة عمومًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/05
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في حلبكود الشهادة
SMI/OH/5-07/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-الإذاعةمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-صلاح الدينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لواء التوحيد - حلب
كتائب نور الدين الزنكي
كتيبة أبو أيوب الأنصاري - لواء حلب الشهباء
لواء حلب الشهباء - تجمع فاستقم كما أمرت
جبهة النصرة - حلب
تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب