الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مشاهد من تحرير مدينة اعزاز

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:28:18

توجهنا باتجاه الريف الشمالي وأنا أتذكر التاريخ بدقة لأنه يوجد حدث حصل ومن الصعب نسيانه، وهو أنه أثناء مشينا على الطريق وقبل أن نصل إلى مارع أو اعزاز أو هذه المناطق كلها رأينا سيارة قادمة للثوار، ويبدو أن حمزة (حمزة الخطيب) ويوسف (يوسف الموسى) عرفوا الشخص الموجود في السيارة الذي كان يجلس فيها من الأمام، وأشاروا لبعضهم ووقفنا السيارتين بجانب بعضنا والسيارة كان يوجد فيها أبو حيدر وهو مؤسس كتيبة "التوحيد والجهاد" التي تطورت لاحقًا وأصبحت لواء "حلب المدينة الإسلامي"، ورأينا أبا أحمد خطاب وهو القائد العسكري لكتائب "أبي عمارة" كانوا في السيارة من الأمام، وكانوا ذاهبين إلى قرية كلجبرين من أجل دفن شهيد موجود معهم في صندوق السيارة، وهو استُشهد في اعزاز وقلنا لهم: سوف نذهب معكم إلى القرية وهذا كان أول منظر لأخذ شهيد. 

وذهبنا إلى قرية كلجبرين وكان الناس مجتمعين يعني وصلهم خبر من قبل ومجتمعين أمام الباب على باب منزل الشخص الشهيد ونحن أدخلنا الشهيد ونحن نكبر "لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله" ووضعناه في ساحة المنزل لتوديعه من قبل أهله، وأنا صورته وهذه أول مرة أصور مقطع استشهاد وأنا صورته بنفس الطريقة التي كنت أراها في مئات مقاطع الفيديو السابقة وهي عباره عن ورقة تكتب عليها الاسم والتاريخ، وهو كان اسمه ياسر أو حسين سقار وهو شرطي منشق -تقبله الله-.

 وطبعًا الفكرة أنه لاحقًا في حلب أنا نسيت القصة ولكن فيما بعد في حلب يوجد شخص من أعز الناس على قلبي وهو أبو الحسنين القائد العسكري لتجمع "فاستقم" وهو اسمه علاء سقار ونحن فيما بعد كنا جالسين نتحدث عن أول شهيد رأيته وعرفت أن هذا الشهيد هو أخوه الكبير لأبي الحسنين، وبعد أن صورنا الشهيد وتركناهم أكملنا طريقنا. 

وذهبنا في البداية إلى مدرسة وأنا لا أذكر ترتيب الأحداث هنا بدقة ولكن ذهبنا إلى مدرسة في مارع وهي كانت مقرًّا لكتيبة جيش الحر ومررنا من طريق بجانب مطار منغ، والفكرة أنه نحن ذاهبون إلى منغ إلى البلدة وكنا نرى مطار منغ وهو كان مكشوفًا على يسارنا والمطار أحيانًا يستهدف هذا الطريق بضربه، وأنت يجب عليك المرور فيه بسرعة وكان فعلًا شعورًا لا يوصف أنه بجانبك مطار وهم يجلسون به وأنت تتحرك في الخارج بحرية، وكل الرحلة كانت شعورًا لا يوصف؛ يعني أنت في حلب تمشي وخصوصًا إذا أنت خائف أن تكون مطلوبًا تمشي وأنت خائف وأنت المحاصر، وكل البيئة والكيان الذي حولك هو كيان يهددك، وفي الريف الشمالي أنت تمشي بالسيارات مع أشخاص يحملون سلاحًا وأنت تملك هذه الأرض والنظام وشبيحته وجيشه وحتى داخل قطعة عسكرية ضخمة مثل مطار هم المحاصرون، وهذا الشعور أنا أتذكره ولا أنساه في وقتها يعني لا أنسى الإحساس الذي أحسست فيه في وقتها أنه إذا نحن قادرون أن نفعل ذلك فإن النظام سوف يسقط لا يوجد مجال (لا محالة).

أنا لا أذكر وجود حواجز للجيش الحر ونحن عندما بدأنا بالاقتراب من اعزاز بدأت أصوات الضرب تُسمع والمدينة استقبلتنا بهذه الأصوات صوت الرصاص، وعندما دخلنا إليها كان يوجد انتشار بكثافة للناس والمجموعات والسيارات ويحملون سلاحهم والجعب العسكرية، ودخلنا مع أبي محمد منغ إلى شباب يعرفهم كان اسمهم كتيبة "شرارة الشمال" وهم من منغ واسم قائدهم أبو الطيب، وهذه الكتيبة نفسها كانت ضمن تشكيل اسمه "صقور الشهباء" وتشكيل الصقور أُعلن عنه لاحقًا وقائده هو شخص من أهم الأشخاص الذين أثروا بتشكيلات الشمال أو غير بشكل الشمال وهو الملازم أول المنشق محمد طلاس من أبناء الرستن وهو معروف في الشمال باسم أبي الجولان لواء "صقور الشهباء" هذا استمر حتى النصف الأول من عام 2013 وكان له مشاركات كثيرة بارزة، وهذا اللواء كان جدًّا حركًا ونشيطًا في العمليات العسكرية يعني شارك في ضرب مخفر الخفسة بجانب الرقة وتحرير بلده مسكنة، وفي تحرير بلدة مسكنة شارك اللواء ولواء "مصعب بن عمير" إلى دخول حلب وحصار منغ وتحرير مدينة الباب وكل هذه كان مشاركًا فيها.

 وفي تحرير مدينة الباب أُصيب أبو الجولان وهذا كان أول قائد عسكري رأيناه وبعدها عرفنا أن معركة تحرير اعزاز كان لها 3 قادة عسكريين وهذا كان أولهم محمد طلاس أبا الجولان كضابط عسكري ويعطيك إيحاء أنه ضابط عنده قدرة للتنظيم والقيادة وله هيبة بين عناصره وأفراده ولا يتحدث كثيرًا وعنده نشافة (جديّ) يعني أظن أنه هكذا يجب أن تكون صورة القائد.

وعندما رأينا الشخص الثاني الذي كانت طباعه معاكسة تمامًا، ولكنه أيضًا قائد وهو فعليًّا القائد الذي قاد المعركة ككل وهو أبو راشد وهو ضابط منشق أعتقد رتبته نقيب من عائلة الغزالي (النقيب أحمد الغزالي) وهو معروف في الشمال من "عاصفة الشمال" وهو مشهور بمقطع الفيديو [يقول فيه:] "هذه دباباتك يا بشار الأسد والله سوف تنتهي"، هذا هو أبو راشد وهو شخص مرح بطريقة صعب تصورها في مكان معركة وخصوصًا نحن لسنا متعودين ولم نر معارك من قبل وكان صادمًا أن ترى شخصًا بهذه الطاقة وهذا المرح دائمًا ويمزح مع الجميع، وهو شخص لطيف وهو صاحب بنية جسدية قوية وهو فعليًّا قائد المعركة وهو شخص شرس ومقدام وهو كان قائد "عاصفة الشمال" في ذلك الوقت وهي مجموعة من أبناء اعزاز وشكلها وقادها عمار داديخي ولكن أبا راشد كان العسكري وعمار داديخي هو من أبناء الشمال.

الشخص الثالث الذي لم نلتق به في اليوم الأول وإنما في اليوم الثاني وهو حجي مارع -تقبله الله- عبد القادر الصالح وهو كان أحد القادة الثلاث وأنا أقول أنهم 3 قادة لأنه عندما تم تحرير مستشفى اعزاز العسكري وكانت تتمركز فيه عدة دبابات، وكان النظام يتخذ منه مقرًّا، وهو في طرف مدينة اعزاز وعندما بدأت عملية تحرير المستشفى بعد يوم من عملية التحرير صورناهم جميعهم، وجاء القادة الثلاثة لكن عمار (داديخي) لم يأت وهنا يجب أن نعرف أمرًا أنه عمار كان لديه نزعة أن يظهر نفسه مظلة للجميع يعني أبو راشد هو القائد العسكري إذًا الذي يجب أن يكون موجودًا في البيانات وهذه الأمور، ولكن عمار لا يحب الظهور الإعلامي كشخص وهو غير متواجد دائمًا؛ يعني كان لديه هذا الفصل بين قيادة عامة وقيادة عسكرية، وأعتقد أنه شيء قريب من "لواء التوحيد" بين أبي جمعة (عبد العزيز السلامة) وحجي مارع العسكري بنفس المبدأ.

مع تحرير المستشفى وهو حدث لاحق جلسوا ثلاثتهم سوية وعندما كنا نتكلم عرفنا أنهم قادة المعركة وكانت المعركة يوجد فيها مجموعات أخرى كان يوجد فيها كتائب من الباب واستُشهد أحد قادتها وكان يوجد فيها مجموعات من مختلف مناطق الريف الشمالي وكان يوجد فيها الكثير من المنشقين الذين انشقوا أثناء المعارك السابقة في ريف حلب الشمالي في نفس المعركة، ولكن هؤلاء الثلاثة هم كانوا قادة المجموعات الأكبر ولذلك كانوا موجودين وسنتكلم لاحقًا عما جاء في البيان ولكن سأتحدث لماذا هؤلاء الثالثة قادة. 

أول شخص التقينا معه هو أبو الجولان في منزل بسيط في المدينة وعرفنا أن الأمن العسكري وأن معركة مدينة اعزاز فعليًّا هم يحاولون تحرير بناء المبنى العسكري، وفي تلك الفترة كانت معارك تحرير الريف بشكل عام أبسط مما هي عليه اليوم وأنت لا يجب عليك الدخول وتمشيط المدينة بشكل كامل أو البلدة وكان يكفي أن تسيطر على مخفر القرية أو فرع في القرية أو حتى حاجز وتسيطر عليه وتضربه حتى تتحرر هذه البلدة أو القرية والنظام في وقتها بنى كل منظومته الدفاعية في الأرياف على حواجز عسكرية كبيرة نوعًا ما يتراوح فيها عدد العناصر من 50 إلى 250 عنصرًا على الحاجز الواحد وتسليحها يبدأ من دبابة إلى عدة دبابات لأجل عملية الرعب، وهذه الحواجز كانت هي نقاط سيطرته الفعلية وتكون على الشوارع الرئيسية وعلى مداخل المدن الأساسية وعلى الشبكات الحقيقية وهو كان يريد تأمين هذه الشبكات بيديه، وداخل القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي كان يضع في المخفر مجموعة عسكرية إضافة إلى الشرطة الموجودين أصلًا في المخفر، وإذا كانت المنطقة هي في الأساس يوجد فيها فرع فإنه يتم تعزيز هذا الفرع وهذه كانت بنية سيطرة النظام على الريف الشمالي في ذلك الوقت، وهي نفسها البنية التي سهلت للثوار تحرير الريف الشمالي يعني النظام في وقتها وأنا لا أعرف إذا كان لديه خيارات كبيرة أن يكون لديه غير هذه البنية على اعتبار أنه اعتمد مع هذه البنية على نقاط تجمع أساسية مثل مدرسة المشاة وكلية كذا ومطار منغ وهذه نقاط تجمع أساسية لقطاعاته العسكرية وأي حاجز يُضرب منها كان يُرسل له مؤازرة يعني هذه هي منظومته الدفاعية وهي منظومة فعليًّا سهلت للثوار تحرير الريف الشمالي بسرعة، وأنا لا أعرف إذا كان لدى النظام حل أفضل من ذلك لأجل الحفاظ على سيطرته على الريف الشمالي، ولكن على اعتبار انه جمع وركز قوته ونفوذه وسيطرته وحجمه في هذه المناطق فأصبح ضربهم سهلًا، يعني أصبحت كل حواجز الريف الشمالي تشهد عمليات إغارة دائمة وبعض الحواجز تشهد عمليات نسف كاملة وكان يدخلها الثوار ويغنمونها بما فيها وخصوصًا مع كم الانشقاقات الهائل في تلك الفترة، يعني لا يوجد حاجز تضربه إلا ويكون قد نسق مع 5 أو 10 أشخاص من الموجودين عليه وأنت تذهب وتجد الحاجز ينتظرك حتى تسيطر عليه، وهذا شيء كان جدًّا مساعدًا باستثناء بعض الحواجز التي كان يوجد فيها معارك ملحمية مثل حاجز عندان.

في مدينة اعزاز الذي حصل أنه طبعًا تكرر ضرب المخافر والحواجز في عدة مناطق في الريف الشمالي وأصبح واضحًا أن الطرفين اجتمعوا في معركة مفصلية، وطرف الثورة ركز كل قوته حتى يسيطر على معبر باب السلامة واعزاز، وكان من المستحيل السيطرة على معبر باب السلامة إذا لم تستطع السيطرة على كتلة الأمن العسكري في اعزاز التي تحصن فيها جماعة النظام، وهم لم يتحصنوا فقط في بناء الأمن العسكري وهم أخذوا بناء الأمن العسكري وكتلة كاملة في محيطه يوجد فيها فيلات وجامع حاج فاضل -نسبة للشخص الذي بناه- والجامع كان نقطة مميزة جدًّا ممتازة للمحاصرين داخل هذه الكتلة أولًا تم استخدام مئذنته كبرج قنص وهذا البرج كان يرصد المدينة كلها، والقناص وأنا في الثورة كلها رأيت 3 قناصين محترفين يعني بمعنى محترف على مسافة 1000 متر يمكنه إصابة الهدف بدقة، وهذا أحدهم وهذا محترف إلى درجة أننا كنا نرمي له خشبة على مفرق يرصده وكان يصيبها قبل أن تصل إلى الأرض أحيانًا، وأحيانًا عندما تلمس الأرض كان يصيبها، وفعليًّا كان يشل حركة الثوار وسبب عددًا من القتلى في صفوف الثوار يعني أعدادًا كبيرة.

وكان هذا الموجود في يد النظام والباقي حصار من قبل الثوار ويحاولون الاقتحام عليه ويفاوضونه لأجل الخروج والانسحاب، ولكن هؤلاء ثابتون ولديهم قيادة تقول لهم: سوف يأتيكم المدد، وفعليًّا النظام لم يقرر تركهم ولم يتركهم وبدأ النظام يرسل الرتل تلو الرتل إلى الريف الشمالي، يعني حتى أذكر نحن بعد اليوم الأول ذهبنا حتى نستريح في منزل قريب من اعزاز يعني أنا لا أعرف إذا هي قرية في ذلك الوقت، وأنا فيما بعد أصبحت أعرف المنطقة ولكن أنت إذا أول مرة تدخل إليها لا تستطيع المقارنة بين معرفتك اللاحقة وما حصل سابقًا، وأنا لا أعرف إذا كان هو منزل متطرف في المدينة أو شيء في الريف وكنا نجلس ونشرب الشاي والجماعة يجلسون، وأحدهم جاءه اتصال، وقال: من يساعدنا منكم؟ فقلت له: أنا سوف أذهب ونحن انتبهنا أثناء دخولنا أنه كان يوجد "قاظان" وهي توضع في الحمامات لأجل تسخين الماء كانت موجودة على طرف فكانت هذه حشوات ألغام وأنا تطوعت معه حتى أساعده وكنا نحمل القاظانات ونضعها في سيارة سوزوكي، وضعنا تقريبًا 5 يعني قاظان بالكامل كان محشيًّا وفعلًا كان شيئًا مخيفًا، وأنا أول مرة أحمله وأنا ندمت لأنني قلت له: سوف أذهب معك.

 وأنا ذهبت معه مع أحد الشباب ولكنني لا أذكره يعني من شبابنا، وكان السائق يقود بسرعة كبيرة من أجل الوصول إلى الشباب ويبدو أنهم قالوا له أنه يوجد رتل يتحرك ويجب عليهم تلغيم الطريق، وهذه كانت أفضل طريقة لمواجهة الأرتال وفعليًّا هذه هي الطريقة التي دمروا فيها أغلب أرتال النظام وليس بالمواجهات المباشرة أو قذائف الآر بي جي وكانوا يلغمون الطرقات ويأتي الرتل وينفجر بالدبابة وتشل حركة الرتل والباقي اشتباك بسيط.

كان السائق يقود بسرعة شديدة والخزانات في الخلف كانت تصطدم ببعضها وعندما تصطدم أنا قلبي يقف وأنه سوف نموت ونحن عرفنا فيما بعد أن الذي يطبخهم هو شاب من الذين ذهبوا إلى العراق وتعلم في العراق طبخ الألغام بهذه الطريقة، وهو كان يطبخ أغلب الألغام في الريف الشمالي لأجل الأرتال ونحن وصلنا ووجدنا شابين على دراجة نارية كانوا ينتظروننا، وأعطيناهم القاظانات وأخذوها لأجل تلغيم الطريق ونحن عدنا، وأثناء العودة كنت أتحدث معه وقلت له: أنت كنت سوف تقتلنا مستحيل كيف لم ينفجروا لو أنهم جرات غاز كانت فجرت، فقال: لا يوجد فيهم صاعق لا ينفجرون بهذا الشكل، وهنا عرفت أنه يوجد شيء اسمه صاعق وهو الشيء الذي يخيف.

بعدها في مدينة اعزاز كانت من الأمور الملفتة للنظر أنه كان لديهم إذاعة موجهة عبر مكبرات صوت نفس الموجودة في صالات الأعراس لونها أسود وشكلها مربع جميعها موجهة إلى المسجد يعني باتجاه الكتلة المحاصرة، ويوجد ميكرفون وكل حين شخص يستلم هذا الميكروفون ولا يشتمون ولكن يقولون: "عليكم الأمان انشقوا" ونحن عندما وقفنا قلت له: "إذا نحن تحدثنا بلهجة قد يقتنع" وتكلم معه رامي مكسور في البداية وقال: أنا من حماة اخرج وعليك الأمان ولك عهد الله ولم يخرج، وحمزة تكلم في وقتها وقال: أنا من حلب وأنا أيضًا تكلمت وقلت: أنا من دير الزور واخرج وعليك الأمان، ولكن لم ينشق أحد منهم.

 وبعدها بدأت الإذاعة تُستخدم لأمور أخرى عندما يئسوا من انشقاق هؤلاء العساكر بدأت تُستخدم بدلًا عن تسهيل الانشقاق إلى ترهيب الموجودين، وهم لا يوجد لديهم إذاعة ولكن كان ردهم بالرصاص، وأنا حتى أكون منصفًا الذين كانوا محاصرين داخل هذا المبنى كانوا 17 شخصًا فقط في هذه الكتلة وكان صمودهم أسطوريًّا يعني عندما تحررت فيما بعد، واستطاع الثوار الدخول والاقتحام كان موجودًا في التحرير أبو عروة وأنا لم أكن موجودًا لأننا ذهبنا إلى حلب وهو بقي موجودًا يعني المناظر التي رآها يعني الخبز عندهم والطعام الذي عندهم كان لونه أخضر وكان منشورًا على السطح في الشمس حتى يقتلون العفونة الموجودة فيه حتى يستطيعون أكله.

القناص كانت بجانبه كتلة غائط والجثث المقتولة عندهم منذ زمان كانت متفسخة ورائحتها مريعة، ومع ذلك بقوا موجودين وصامدين عسكريًّا حتى الفترة الأخيرة، وهم صحيح أنهم يُعتبرون محترفين عسكريًّا وجموع الثوار حولهم ليسوا بهذا الاحتراف، ولكن صمودهم بذاته كان يعني عسكريًّا كان صمودًا يُحترم ولم يستسلموا وكانوا ينتظرون حتى تصلهم الأرتال.

 وأحد الأرتال يوجد شاب اسمه براء أو بهاء وهو من "شرارة الشمال" من "صقور الشام" وهذا الشاب قصّر عمر معركة اعزاز، أحد الأرتال التي أرسلها النظام فعلًا وصل إلى عند الحارة ولو أنه التف لكان استطاع الدخول إلى هذه الكتلة المتحصنين فيها، ومعهم سيارة يوجد فيها ذخيرة وطعام هم حاولوا الإنزال بالمروحيات ولكنه لا يصل كله وهذه السيارة والبراد الذي يوجد فيها ذخيرة وطعام كان سوف يدخل إليهم بالإضافة إلى أشخاص آخرين موجودين في السيارات العسكرية ومعهم دبابات، وهذا استهدف أول دبابة وهو كان يقنص بالناتو (بندقية صناعة بلجيكية) واستطاع قتل أو أنه عفوًا كان يمسك قاذف ار بي جي واستهدف الدبابة فعطبها ولم تعد تستطيع المشي، والسيارة أكملت الطريق من خلفها، وهذه القصة أنا أنقلها عن أبي عروة (عبد الله الموسى) وبعدها ركض، وهو كان معه سلاح رشاش نحن نسميه الناتو ونسميه قناصًا وهو ليس سلاح قناصة ولكن بسبب أن سبطانته طويلة نوعًا ما فإن لديه مدًى أعلى ودقة أفضل وهذا الشاب هو منشق وقصة انشقاقه عجيبة، هو انشق من تدمر وذهب مشيًا حتى وصل إلى الريف الشمالي وانضم إلى الشباب وانشق مع سلاحه وعندما أطلق النار من سلاح الناتو استطاع قتل السائق قبل أن يلتف وتحسم المعركة.

 وأنا لا اتحدت عن الترتيب وأنا كل همي في هذه القصة في كل قصة الريف الشمالي أنني أريد أن أعطي تصورًا عن شكل العمل العسكري في تلك الفترة كيف كان وبساطته من طرف الثوار، وأيضًا طريقة النظام وعمل النظام عسكريًّا والنظام استمر بتأمين شبابه وعدم انشقاقهم وثباتهم، واستطاعوا الثبات والذين كانوا موجودين كانوا على قدر عال من الشراسة وأنا لا أعرف لماذا وهم لم يكونوا جميعًا من الطائفة العلوية وكان يوجد منهم من السنة وكان يمكنهم الاستسلام ولا يُقتلوا، وأنا لم أكن أعرف لماذا؟ يوجد سبب ما جعل هؤلاء الأشخاص يثبتون هذا الثبات، وفعلًا كان ثباتًا يُحترم.

أيضًا من المشاهد في اعزاز كان يوجد شاب وهو أكثر شخص ذهب معنا إلى النقاط وهو من ريف حلب الشمالي ونحن كنا نمشي معه في اليوم الأول وهو الذي أخذنا إلى النقاط الثانية، وفي اليوم الجديد أنا افتقدته وبدأت أسأل عنه ولكنه استُشهد وعدد الشهداء الذين سقطوا بالقنص من قبل قناص النظام كان كبيرًا.

 ومعركة اعزاز أعتقد أهميتها الأساسية ليست في حصار هذا العدد القليل في هذه الكتلة وأهميتها الكبيرة هي بضرب الأرتال التي كانت تتوجه إلى المدينة وإجهاض محاولة النظام لإعادة سيطرته على المدينة، وأعتقد أن لقب مقبرة الدبابات لمدينة اعزاز لم يكن عبثًا وفعلًا اعزاز قبرت عددًا هائلًا من الدبابات للنظام في هذه المعركة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/19

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/44-27/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

تموز 2012

updatedAt

2024/07/19

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-منطقة اعزازمحافظة حلب-مدينة اعزازمحافظة حلب-كلجبرينمحافظة حلب-مخيم باب السلامةمحافظة حلب-منغمحافظة حلب-مدينة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

كتائب أبو عمارة للمهام الخاصة

كتائب أبو عمارة للمهام الخاصة

لواء عاصفة الشمال

لواء عاصفة الشمال

لواء صقور الشهباء

لواء صقور الشهباء

لواء حلب المدينة

لواء حلب المدينة

كتيبة شرارة الشمال - منغ

كتيبة شرارة الشمال - منغ

مفرزة الأمن العسكري في اعزاز

مفرزة الأمن العسكري في اعزاز

مطار منغ العسكري

مطار منغ العسكري

كتيبة التوحيد والجهاد - لواء حلب المدينة

كتيبة التوحيد والجهاد - لواء حلب المدينة

الشهادات المرتبطة