الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاق ثورات الربيع العربي والمظاهرات الأولى في سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:45:18

أنا غادرت إلى السعودية في آخر سنة 2010 في تشرين الأول/ أكتوبر ، القدر أسعفني كنت ذاهبًا إلى العسكرية إلى الخدمة الإلزامية، لكن فجأة يتصل أحد أقربائي مثلًا: خالي في الشام (دمشق) يقول لي: أنا عندي فيزا (تأشيرة دخول) عمل للسعودية ما رأيك [أن] تأتي لتشتغل معي مع أنه كانت حساباتي كلها وقتها أنني سأذهب إلى الخدمة الإلزامية وكلها سنة ونصف ويعيننا الله على هذه السنة والنصف، وأرجع أستأنف حياتي بالشام (دمشق) بشكل طبيعي إلا أني آثرت الذهاب فقط تجنبًا للأوضاع غير اللائقة التي يراها الشباب السوري أثناء خدمتهم الإلزامية تعاملهم المهين الذي يراه الناس، ولأن هذا ليس مؤسسة وطنية ولا جيشًا لخدمة الوطن ولا للدفاع عنه كمؤسسة، كان قد وُضع كله بتصرف النظام والدفاع عن النظام، فذهبت.

فجأة في كانون الأول/ ديسمبر بدأت المظاهرات في تونس في سيدي بوزيد بالبداية [كنّا] نتفاعل مع الحدث على أنها مظاهرات احتجاجات كذا فجأة تطور الموضوع، مظاهرات في تونس في ساحة القصر التي كانت لا تُمحى من الذاكرة و"الاتحاد العام التونسي للشغل" دخل على الخط وصارت هناك حركة تونسية كبيرة وراء المظاهرات انتهت طبعًا بانحياز الجيش لصالح الثورة الشعبية وإجبار بن علي على المغادرة والتغيير، كانت لحظة لا يمكن وصفها إن هذا كما قال الأستاذ ياسين أبو صالح: إنه "سقط الأبد في تونس". يعني كانت هذه عبارة لا يمكن أن تُمحى في ذاكرتي، أن هذا الشيء الذي نحن اعتقدنا أنه هو من سابع المستحيلات أن الشعب يتحدى القمع ويتحدى الضغوط الأمنية ويقوم وبعدها الجيش ينحاز له ويصير يدخل في عصر التغيير كان شيئًا مذهلًا. 

في فترة قريبة جاءت مصر في 25 كانون الثاني/ يناير أيضًا المصريون كانت عندهم حركة 6 أبريل، والمصريون أذكر أنني رحت إلى مصر أول مرة في عام 2006 في رحلة مع "مركز الأهرام للدراسات" والتقينا بعدد من أساتذة العلوم السياسية الذين يعملون في المركز ، الدكتور عمرو الشوبكي، الدكتور وحيد عبد المجيد عاطف عبد الجواد، وأذكر [في] وقتها كان الدكتور شوبكي يقول: في مصر مطروحة مسألة التوريث هناك رغبة عند مبارك بتوريث الدور، لكن هناك توقعات بأن الجيش المصري ممكن أن يكون له رأي مغاير في لحظة ما وحركة 6 أبريل موجودة. 

وأنا في مصر دُهشت بهذه الزيارة؛ لأنني أذكر كنت أبدل شريحة الهاتف الخليوي الخاصة بي وإذا بشخص يدخل على المحل حاملًا- وقتها كانت حرب تموز في لبنان-علم لبنان وعلم فلسطين وردد: "يسقط حسني مبارك" ثلاث مرات في المحل وخرج والناس يبتسمون هذا بالنسبة لواحد جاء من سورية شغلة (أمر) لا يمكن تصورها أنه كيف دخل شخص حكى كلمتين وخرج ولا أحد [إعترض]...، فكنا نحس أن هناك زخم مصري بعدم الرضى عن مسألة توريث الحكم لجمال مبارك، و[في] تلك الزيارة أيضًا رحت إلى الإسكندرية كان في مهرجان "للإخوان المسلمين" أول مرة وتغدينا معهم (بعض أعضائهم) كانت أول مرة نشاهد "الإخوان المسلمين" لايف (بشكل مباشر)، فالحركة 6 أبريل أخذت الزخم وانطلقت في مصر محاولات قمع النظام الى آخره الذي نعرفه كلنا معركة الجمل بعدها انحياز الجيش المصري لمطالب المتظاهرين وإعلان مبارك التنحي، مصر بما تشكله من وزن في العالم العربي كان وقعها كبيرًا وقع قضية التغيير فيها كبير جدًا، كلنا قاعدون نترقب ونتابع الأحداث ليلًا نهارًا بآمال طويلة عريضة. 

كنا نتواصل أيضًا الآمال عريضة كنا نحكي على الهاتف أحيانًا ونعلق على الأحداث ونبارك لبعض ما يحصل ودائمًا السؤال أنه: [هل] ستنطلق في سورية [أم] لن تنطلق في سورية؟ يعني السؤال مطروح، بعدها بعد فترة أنا لم أكن جزءًا منها سمعت من الأصدقاء أنه كانت توجد تحضيرات في سورية تُشغل بشكل سري بدأت المسائل بالتضامن مع ما حدث في ليبيا مع انطلاق الثورة الليبية التضامن مع الثورة المصرية ولاحقًا كان هناك تحضير لإطلاق حراك ما في سورية. 

الحادثة الأولى التي كانت شعبية والتي لها وقع في النفس كانت هي موضوع الحريقة (مظاهرة الحريقة) لما احتج الناس على أن هناك شرطيًا أساء لأحد أصحاب المحلات والذين يعملون في المحلات، وصارت مظاهرة تهاجم الشرطة وبدأ رفع الشكوى من التسلط من الفساد من القمع ولو بعبارات ملطفة واضطر وزير الداخلية أن ينزل [إلى الحريقة]. 

فواضح تمامًا كان أن الناس آخذة الزخم وهذا ما كان يصير في ظروف أخرى بعدها موضوع تصويرها، ليس فقط موضوع التفاعل مع الحدث يعني محل جدي في سوق مدحت باشا أعرف المنطقة جيدًا، يعني أحيانًا تصير صدامات مع الشرطة وكذلك صدامات على مواضيع عادية وكذا ممكن [أن] تصير، لكن ماذا يمكن أن يصير إما تصير وساطات للتدخل إما تعلق خناقة (يحدث عراك)، لكن ليس مظاهرة بشعارات أو بنداءات وبتصوير واضح الناس تريد التصوير ستبدأ تنقل الشرارة واضح أن هؤلاء الناس متفاعلون مع الحدث العربي، وأنا أرى هذا الذي يصير وضمن السياق الحالة العاطفية التي كنا فيها فلا نصدق أن هذا في الحريقة يحصل أننا فرحون وإلى آخره إلى أن جاءت لحظة 15 آذار/ مارس ولاحقًا 18 آذار/ مارس.

طبعًا في تلك المرحلة بدأت تخرج دعوات على "الفيسبوك" كان أول شيء بـ 25 شباط/ فيراير، كان يوجد دعوة لإطلاق ثورة سورية بشهر شباط/ فبراير ودعوات أخرى على "السوشيال ميديا"، ونحن لا نعرف أنا ومجموعتي من أين تخرج هذه الدعوات؟ اكتشفنا لاحقًا أنه هناك أصدقاء كانوا جزءًا من هذه الدعوات، لكن نحن لم نكن متأكدين من هم أصحاب هذه الدعوات بسبب الهاجس الأمني الذي عندنا نتيجة التجارب السابقة، كان يوجد نوع من الشك بالموضوع تمت الدعوة لمظاهرة في الحميدية في 15 آذار/ مارس، وأنا وقتها صار هناك اتصال بيني وبين سهير الأتاسي وكانت تقول لي أنها تريد أن تنزل. وأنا أقول لها: فقط طولي بالك (اصبري قليلًا) هذا الموضوع نحن لا نعرف إذا كان هذا الموضوع صحيحًا [أو] غير صحيح [ربما] مصيدة من النظام هذا نظام أمني خبيث. واكتشفنا لاحقًا أنها لا هي مصيدة ولا هي شيء، اكتشفنا أيضًا أن الناس الذين يدخلون إلى العمل السياسي الجديد أو العمل الثوري أو التظاهر ليست عندهم الحسابات التي عندنا نحن أبناء التجربة السابقة التي كانت تتخوف كثيرًا من الفخاخ الأمنية وتأخذ احتياطاتها، وكان هذا مفسرًا ومبررًا بحكم التجربة وبحكم ما عشناه. 

في 15 آذار/ مارس أظن الجامع الأموي أيضًا وقتها والحميدية يعني انتهى الأمر الثورة وصلت إلى الشام (دمشق)، هذا الإعلان الرسمي أنه من الجامع الأموي تخرج الثورة وكذا من قلب العاصمة وصلت، اعتصام [وزارة] الداخلية يحدث، أيضًا أنا أجلس في السعودية وأتابع هذه الأحداث، والدي نزل وحضر اعتصام الداخلية، باعتصام وزارة الداخلية في 16 آذار/ مارس الذي كان تضامنًا مع أسر المعتقلين، والدي حضر وقال لي: كان الاعتصام قصيرًا جدًا الزمن لم يطل، فورًا صارت هناك حملة اعتقالات للناس ولبعض المشاركين ليس الكل، وبالتالي انفض بسرعة لتأتي بعدها الانطلاقة الشعبية الكبرى كانت في درعا، وقتها لم نكن نعرف لما خرجت المظاهرات، احتجاجًا على الاعتقالات التي وقعت بحق أطفال (أطفال درعا - المحرر)، وتعامل السلطات مع الأهالي الذي كان فيه استعلاء وأذية، لابد من أن الناس يطالبون بأولادهم يعني وكيفية تعامل عاطف نجيب معهم وعدم تجاوب النظام مع مطالبهم أو إقالة عاطف نجيب أو الطلب منه أن يعتذر للناس أو إطلاق سراح الأطفال، فنحن قاعدون نشاهد خارجًا بدأنا نرى كيف الحركة تنتقل من محافظة لمحافظة صرت أتواصل مع الأصدقاء والشبكات القديمة [وأسأل]: كيف أستطيع أن أساعد؟ ماذا أستطيع أن أعمل؟ 

في البدايات كانت الطلبات تأتي بالتغطية الإعلامية لأنه لا يوجد إعلام حر في سورية، وبالتالي علاقة الإعلام العربي والدولي محصورة بعدد معين من الشخصيات السورية، والآن هي على نطاق واسع ولا أحد يقدر [أن] يكتب على "الفيسبوك" الخاص به وسوف يصل للإعلام كيف هذا الموضوع، فكنا نحن أنا من ضمن مجموعة كبيرة من الناس مهمتنا تداول الخبر حول ما يحصل في بانياس حول ما يحصل في حمص وفي الرستن وفي إدلب لاحقًا في كل المناطق هذه هي المهمة الأولى. 

عندما تطور العمل قليلًا وصارت هناك تنسيقيات وصار يوجد احتياجات لها علاقة بتنظيم مظاهرات بإعلام ببعض التكاليف المتعلقة بأن الناس بدؤوا يضطرون للهروب من بيوتهم يستأجرون بيوتًا وإلى آخره، أو نأتي بكاميرات صغيرة مخبأة في أزرار أو حتى كانت في القبعات هذه الكلف بسيطة كانت أحيانًا بحاجة الى دعم فنحن أيضًا كنا نبعث مبالغ مادية بسيطة تتناسب مع هذه الاحتياجات، وأنا وقتها حاولت [أن] أنزل إلى سورية حاولت [أن] أؤجل وأعمل تأجيلًا للخدمة الإلزامية بحسب قانون المغترب في دول الخليج بقصد العمل يؤجل كل سنة يمكن أن يقدم طلب تأجيل خدمة إلزامية ويحق له [أن] ينزل 3 أشهر في السنة، وأنا كنت أريد أن أؤجل وأنزل، الثورة ماشية (مستمرة) سوف أنزل نزلة واحدة ولن أرجع، كانت هكذا الأحلام والتفاؤل، وكان قد رُفض طلبي ثلاث مرات لا أعرف لماذا، لكن كان دائمًا يأتيني رفض فما كانت عندي وسيلة لأنزل إلى سورية في تلك المرحلة وعند الحدود لا توجد مناطق قد خرجت عن سيطرة النظام والحدود ما تزال بشكل رسمي تشتغل.

 طبعًا أنا كنت أكتب باسمي، ليس عندي اسمًا حركيًا، لاحقًا عندما الهيئة العامة للثورة تشكلت عملت اسمًا حركيًا؛ لأننا كنا سندخل إلى أجواء نحن لا نعرف الناس الذين [نعاملهم]... كلنا نستخدم أسماء حركية فعملنا نفس الشيء، لكن بتلك الفترة على "الفيسبوك" كنا نكتب.

طبعًا تطور الحراك بدأت الظاهرات تنتشر صار يظهر مفهوم التنسيقيات التي هي المجموعات التطوعية التي تحاول تنظيم المظاهرات وتدعو لها وترفع شعاراتها، بدأ تشكيل التجمعات مثل: "لجان التنسيق المحلية" مثل: "اتحاد تنسيقيات الثورة" لأن الناس المتظاهرين والثوار صاروا يدركون أن هناك حاجة للتنسيق بين المحافظات السورية لتنظيم الحركة لتنظيم التغطية الإعلامية لتنظيم الشعارات لتنظيم الأهداف إلى آخره، وكان لي دور مثلما حكيت بموضوع أن نساعد قدر الإمكان بتأمين الاحتياجات المادية عندما يصير هناك تناقل الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي و"فيسبوك" تحديدًا لأجل التغطية الإعلامية. 

بعد فترة "لجان التنسيق المحلية" يتواصلون معي في البداية يريدون أن يطوروا رؤية سياسية، فكنت أشاور عددًا من الناس، كنت أنا واحدًا من الناس الذين شاركوا في إبداء الرأي بهذه الرؤية، السيدة سهير الأتاسي طلبت مني أن أساعد بوضع نظام داخلي وهيكلية "لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية"، وأنا رأيت أنه لابد من أن نحاول [أن] نجمع الجهود مع بعضها البعض إن كانت لجان تنسيق أو اتحاد تنسيقيات لأسباب عديدة فضلت المجموعتان [أن] كل أحد يضم بشكل تشتغل لوحدهم، مفهوم بتلك الظروف عوامل الثقة تلعب دور معظم العمل كان سريًا. 

مع تقدم عمر الثورة مع التقدم بالزمن ظهرت ليس فقط تنسيقيات شبكات إعلامية مثل: "شبكة شام" وغيرها بدأت تنسيقيات تظهر. وخارج موضوع اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، صار يخرج تعبيرات كثيرة منها مثلًا: "صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد" على "الفيسبوك" التي أيضًا في البدايات لم نكن نعرف نحن من يقف وراء هذه الصفحة من هم الناس هل هي اختراق؟ هل هي فخ؟ لم نكن مستوعبين نحن ما الموضوع [إنها] البداية بعدها، إلى أن اتضح لاحقًا أن شبابًا سوريين مغتربين بشكل أساسي شخص اسمه فداء السيد هو آدمن (مدير) الصفحة ووالده من "الإخوان المسلمين" الذين اضطروا لمغادرة سورية في أيام الثمانينات. 

انتقلنا بعدها من اتحاد تنسيقيات الثورة السورية مع بروز كل هذه الظواهر ، لأن هناك فكرة: تعالوا نجمع بعضنا لا يجوز لهذه الثورة أن تبقى فقط عبارة عن تنسيقيات هنا وهناك تظهر دون معبّر سياسي عنها من دون أن تعبر عن نفسها سياسيًا وعن رؤيتها، لأنه لم يكن يتم السماح بحصول مظاهرات شعبية كبرى عارمة مثلما صار في مصر في ميدان التحرير أو ساحة القصر في تونس، ولا النظام يتجاوب، النظام في تلك المرحلة صارت عدة محاولات بتلك الفترة سنة 2011 مثل مؤتمر [منتجع] صحارى الذي قاده فاروق الشرع ومثل: المؤتمر الثاني الذي قاده الدكتور رياض داوودي نتائجهم المتواضعة جدًا كان يتم رفضها يعني حتى النتائج المتواضعة جدًا يتم رفضها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/15

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السوريةصدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/51-13/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط - آذار 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

جماعة الإخوان المسلمين في مصر

جماعة الإخوان المسلمين في مصر

الشهادات المرتبطة