إنشاء صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" والتجهيز لأول مظاهرة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:08:02
مع استمرار صفحة "يوم الغضب" كان السوريون من كل الأقطاب ومن كل الاتجاهات، هناك ناس خائفون أن يعلنوا عن أسمائهم الحقيقية، وهناك أسماء حقيقية كانت موجودة معنا على الصفحة، مثلًا: هناك الكثير من الأشخاص استمروا بالثورة مثل: يحيى الشربجي وغياث مطر وفداء السيد وهادية البغا، وأسماء كثيرة كانت موجودة، هؤلاء كانوا بأسمائهم الحقيقية، وهناك أشخاص كانوا قد دخلوا بأسماء وهمية بعضهم من الداخل وبعضهم من الخارج، أسماء كثيرة موجودة كنا نتكلم عن الحالة الثورية، وكان أغلب الناس يتكلمون عن أخطاء النظام وعن المعتقلات وكم هناك عدد كبير من الأفرع الأمنية، ويتكلمون عن حوادثهم الشخصية التي كانت تحدث معهم، وكيف اعتقلوا، وما الذي كان يحدث معهم في الجيش، وعن نسبة الفساد التي كانت موجودة وعن مخلوف (رامي مخلوف)، وكيف هذا الأخطبوط كان مسيطرًا على الاقتصاد، والناس يتكلمون عن كل مشكلات سورية، وكل المشكلات التي يعاني منها السوريون كانت تُطرح على هذه الصفحة، ويُحكى لماذا السوريون اليوم يريدون أن يخرجوا في ثورة؟.
وهناك جهة مقابلة كانت موجودة، وجزء منها كان يناقش نقاشًا، وجزء منهم يتهجم على الثورة، وهناك ناس يقولون: ليس مطلوبًا ثورة في سورية، كون العنوان العريض لسورية "المقاومة والممانعة" ولكن هناك ناس يقولون 2006 أكبر دليل، فصيل صغير أو ميليشيا [المقصود حزب الله - المحرر] استطاعت [أن] تهاجم إسرائيل ونحن دولة منذ 50 سنة نتسلح، ولم نقم بمعركة معها، فكان السوريون لديهم مليون سبب حتى يخرجوا في ثورة، النقاشات كانت كثيرة، وأغلب الناس يتكلمون عن معاناتهم وحجم ظلم النظام وتهميشه لشريحة واسعة، مثلًا: أهالي دمشق كانوا يتكلمون كيف تحول تجار دمشق من تجار حقيقيين لهم تاريخ من مئات السنين إلى بائعي شاورما، وتجار حلب وصنّاعها، وكيف انسلخت هذه الطبقة والأسماء الكبيرة التي كانت موجودة في سورية وضاعت، وحتى أنها لم تعد مستمرة العائلات الدمشقية أو الحلبية أو العائلات التي من الجزيرة، لم تعد موجودة نهائيًا، خرجت من المشهد بشكل نهائي، والناس بدؤوا يسترجعون التاريخ، ويتكلمون عنها من قدوم البعث (حزب البعث) إلى تلك اللحظة، فكان هناك مآس كثيرة وحجم ظلم كبير.
في الحقيقة كان أكثر الأشخاص المشاركين من المناطق الحدودية، لأن عندهم "سيم كرت" (شريحة اتصال) من دولة أخرى، وهذا كان يُقلق الناس لذلك كانت تشارك المحافظات الحدودية على "سيم" (شريحة اتصال) لدولة أخرى خوفًا من متابعة النظام، والناس كان متخوفين في سورية، وإجرام النظام كان كبيرًا جدًا، وخصوصًا أنَّه قبل هذه المرحلة أصبح هناك اعتقالات لناشطين كانوا مدونين على الصفحات أو على مواقع التواصل، ولذلك الناس كانوا متخوفين من قبضة النظام الأمنية.
كان لدى الناس هاجس الخوف والذي كان خائفًا كان لا يضع اسمه الحقيقي وأغلب الموجودين في الداخل كانوا يستخدمون أسماء وهمية و[هم] يعرفون أنَّ النظام لم يكن يتتبعهم؛ لأنه لم يكن هناك " فيسبوك" مراقب في تلك الأيام، ولم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي تحت قبضة النظام، ولكن الناس كان لديها خوف، وكانت قلقة ألا يكون هناك إجماع في سورية.
حين فشل "يوم الغضب" وشاهد الناس أنه لم ينزل أحد يومها (يوم الغضب) لعدة أسباب ذكرتها سابقًا، فنحن تشجعنا، وقلنا: يجب أن نقوم بيوم آخر، وإذا فشل "يوم الغضب" لا يعني ذلك أنَّ الثورة فشلت، لم نقم بعد بمحاولة للثورة، فاتفقنا مع أغلب الذين كانوا ناشطين ونشاطهم كثيف على الصفحة أن نخرج، وننشئ صفحة أخرى، ونعلن عن موعد جديد لهذه الصفحة، وفي يومها الشباب الذين في الداخل قالوا: سننشئ صفحة جديدة، وفداء السيد يومها؛ يوم 17 ليلًا قرر أن يقوم بالصفحة، واتفقنا أنَّ يوم 15 آذار/ مارس موعد المظاهرات، وذهب ليلًا وقام بالصفحة (أنشأها).
لم يكن هناك خلاف على موعد آخر، وهذا الكلام حدث يوم 17 شباط/ فبراير، وأنت فشل لديك "يوم الغضب"، ومر عليه حوالي 15 يومًا، وأصبحت تريد أن تعطي نفسك فترة كي تجمع أكبر عدد من الناس على الصفحة؛ لأنه لا يجوز أن تقول: غدًا سأقوم بثورة. يجب أن يكون لديك وقت ومسافة، ووجدنا يوم 15 آذار/ مارس هو موعد مناسب ويكون هناك على الصفحة مشتركون وناس من أكبر شريحة من السوريين، وهناك وقت، لم يحدث خلاف، ونحن قلنا: لتكن شهرًا من موعد الثورة. ولا نريد أن نجعله يوم 17 كي لا يكون متماشيًا مع 17 فبراير موعد ثورة ثانية، فلذلك قلنا: لنجعلها يوم 15 في منتصف الشهر القادم. وكان الكلام معقولًا، فقلنا: إذا كان يوم 17 بعد شهر لا نريد أن يتضارب هذا الكلام مع مواعيد ثورة أخرى، لتكن يوم 15. واتفقنا يوم 15 وأنشأنا الصفحة على هذا الأساس.
كانت هناك استجابة أن يوم 15 جيد، مع انطلاق الصفحة في الليلة الـ17 وفي تاريخ 18 شباط، فداء يومها ليلًا في اليوم الـ17 بعد الساعة 12 حيث دخل اليوم الـ 18 من الشهر أنشأ الصفحة، ووضع موعدًا جديدًا للثورة يوم 15 آذار/ مارس، واشترك بها كل الموجودين ونحن الذي كنا ناشطين كان أغلبنا موجودًا على "يوم الغضب" أعلنا على تلك الصفحة أنَّنا سنفتح صفحة جديدة، وسنعلن عن يوم غضب آخر في سورية، وكلمة "يوم الغضب" كما قلت لك سابقًا: لم تكن مناسبة للسوريين ولم تلبِّ طموحهم وتطلعاتهم، فكانوا يريدون شيئًا أكبر من كلمة يوم الغضب والشعب كان أصلًا غاضبًا، فقررنا أن تكون "الثورة السورية"، فعندما ذهبنا لنجعلها.. وفداء ذهب ليجعلها "الثورة السورية" فلم يتحقق ذلك، وهناك صفحات مشابهة، فقام بتسميتها "الثورة السورية ضد بشار الأسد" واستمر هذا الموضوع حتى عام 2015.
حين كنا نتواصل على صفحة "يوم الغضب" ومجموعة السوريين كان منهم من يعرفون بعضهم والأغلبية لا يعرفون بعضهم، وأصبح التعارف من خلال صفحة "يوم الغضب"، أنا أعرف مثلًا أن فلانًا مثلًا نفَسُه ثوري وفلان يعلق وفلان متفاعل مع الثورة وفلان نشيط فكان هناك ترابط بين السوريين على صفحة "يوم الغضب"، فالمجموعات التي تعرفت على بعضها يومها هم نفسهم الذين قلنا [لهم]: يوم الغضب فشل، سنحضر يومًا آخر، تعالوا لنقوم بذلك في يوم 15 آذار/ مارس وكل النقاش على صفحة "يوم الغضب"، وحين أنشأ فداء الصفحة ووضع الرابط على صفحة "يوم الغضب" فكلنا (الذين كانوا متفاعلين مع صفحة يوم الغضب) ذهبنا لصفحة "الثورة السورية" وبعد ساعتين من انطلاقها كانت قد وصلت إلى 7500 مشتركًا، وتفاعل معها الناس مباشرة، والموجودون في "يوم الغضب" خرجوا، وذهبوا إلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، استيقظنا صباحًا وكانت الصفحة قد حققت رقمًا كبيرًا للغاية، وهناك من اعترض على الاسم [قائلين]: لماذا؟ نحن لسنا ضد بشار. ولم نستطع أن نعدل الاسم، ولم نستطع اختيار اسم ثان، فإذا قلت: الثورة السورية تخرج الثورة السورية الكبرى موجودة وثورة صالح العلي فهناك أسماء متشابهة، فلذلك لم يقبل "فيسبوك" غير أن تكتب الثورة السورية ضد بشار الأسد هذا الاسم غير متاح وغير موجود لذلك قَبِله، ولكن عند الصباح أتى الناس واعترضوا (على الاسم) أردنا أن نرجع وسياسة "فيسبوك" لم يكن جميع الناس يعرفونها فبإمكانك أن تعدل في الصفحة قبل أن يكون لديك 200 معجب في الصفحة، فلم نستطع تعديل الصفحة، وبقيت "الثورة السورية" مستمرة بهذا الاسم.
بدأت الصفحة بحوالي 20 أو 30 اسمًا: نسيم سليم، الأخت أم عاصم، حمصي ثوري، وهناك أسماء كثيرة كانت موجودة معنا على الصفحة وهؤلاء الذين كانوا ينشرون ويتفاعلون، والذي كان ينشر أول العمل كان فداء هو مستلم النشر، وكان عدد المشرفين قليلًا، لم يكن هناك 30 أو 40 كنا حوالي 4 أو 5 أشخاص هم الذين ينشرون فقط، ولم نكن متماسكين كثيرًا، وبعد ذلك شكلنا مجموعة ثانية، وتعرفنا على بعضنا أكثر، والصفحة لم تعمل 24 ساعة، بمعنى لم نكن ليلًا نهارًا نعمل وننشر، وهناك أشخاص موجودون في عدة دول، وناس يأخذون الدوام ليلًا وناس يأخذون الدوام في النهار، ونتفق على ماذا سننشر ونحدد بعد ساعة أو ساعتين، ولم يكن لدينا مواد ننشرها، ولكن لدينا رأي عام سوري ما الذي يتم الحديث عنه؟ ونأخذ موادًا من الذي ينتشر في الصفحات المصرية أو الليبية والفيديوهات التي كانت تُطرح والتعليمات حين خروج المظاهرات.
قبل انطلاق الثورة كانت هناك اجتهادات كثيرة من الناس أنَّ "فيسبوك" ممنوع في سورية ومحظور بشكل نهائي، واطلاع العالم والناس على أنَّ الثورة صار لها موعد جديد يجب أن نصل لأكبر شريحة، وفي تلك الأيام كانت منصات التواصل وطريقة التواصل مع الناس، كان المتاح SMS (رسائل نصية قصيرة) فقررنا أن نرسل رسالة للداخل نحن كمجموعة، ووضعنا بوست (منشورًا) على صفحة الثورة [نقول فيه]: كل شخص يرسل للأرقام الموجودة عنده هذه الرسالة النصية لكي يعرف الناس أنَّ هناك موعدًا جديدًا للثورة وهناك ثورة جديدة قادمة لسورية، وأصبحنا نرسل رسائل على SMS من خلال الأجهزة أو من خلال البرامج، ونحن الذين قمنا بهذا العمل، ولم تكن هناك دول ولا منظمات، نحن الموجودون على الصفحة نحن الذين نشطنا وقلنا: يجب أن نقوم بالعملية والكل شارك بها.
وصلت قبل يوم واحد يعني في يوم 14 ستكون هناك مظاهرات ستنطلق وصلت إلى حوالي مليون رسالة، ويوميًا كانت تُرسل، وبدأنا هذا الكلام من حوالي 10 أيام قبل انطلاق الثورة، هذه الفكرة جاءت يوم 5 مارس/ آذار، حيث بدأت هذه الفكرة، وقررنا العمل بها؛ لأنَّ هذه الطريقة مناسبة لكي يتفاعل الناس، وأنَّ هناك موعدًا جديدًا للثورة، وهناك ثورة قادمة لسورية، وكان الكلام كله تحفيزًا للناس ضد الفساد وضد الأحكام العرفية الموجودة في سورية وضد السجون والمعتقلات والاعتقال التعسفي والأشكال من التشليح (السرقة) الممارس ضد الشعب السوري والتحفيز على الثورة، هذا نص الرسائل، ولم يكن نص الرسالة نقول فيه: أوصل رسالتك. ولكننا نقول: أوصل رسالتك للداخل واجعلها تنتشر؛ لأنَّ هناك الكثيرين لا يعرفون كيف يتعاملون مع أجهزة التواصل، وكان في تلك الأيام قد انتشر الموبايل (الهاتف المحمول) بشكل كبير في سورية، وبدأ في الـ 2003 وحتى 2011 كان الناس كلهم يمتلكون الموبايلات، ولم تكن وسيلة تواصل أخرى إلا الاتصال والـ SMS، فقررنا أن نرسل رسائل عن طريق SMS
المنشورات التي كانت تنتشر على الصفحة.. نحن أنتجنا مقطع لحث السوريين على الاشتراك في المظاهرات السلمية حصرًا، وكنا نتجنب دخول السوريين في العنف وتجنب الحديث عن الطائفية، كنا نحذر من هذا الموضوع؛ لأننا نعرف أن النظام سيحرف الموضوع لموضوع طائفي، فكانت أغلب المنشورات والمقاطع التي تصلنا من ناشطين كانوا هم من يقومون بها، لأن الناشطين بدؤوا يصورون مقاطع، ويرسلونها؛ حتى يحفزوا الناس على الاشتراك بالثورة، فكان الذي يصلنا من مقاطع -الناس قاموا بتصويرها- ننشرها، بالإضافة إلى التعليمات حول كيفية خروجك في مظاهرة على اعتبار أن شعبنا من الخمسينات لا يعرف ما هي مظاهرة، يعرف مسيرة مؤيدة، أما مظاهرة معارضة فطوال حياته لم يشارك بها، ولذلك كنا ندعو الناس حين ينزلون إلى مظاهرة [أن] يأخذوا معها كمامة أو علبة سفن آب (مشروبات غازية) في حال أطلقوا غازًا مسيلًا للدموع، وكل شخص مرتبط بشخص آخر من أجل أن يبلغ أهله في حال تعرض للاعتقال أو الضرب، ويأخذوا معهم بطارية أخرى لجهاز الموبايل (الهاتف المحمول)، هذه النشاطات التي كنا نمارسها ونكتبها على الصفحة، ونبعد السوريين عن أي مظاهرة عنيفة.
كان المتظاهرون المصريون.. يعني الثورة المصرية مثلما نحن شاركنا على صفحاتها وتفاعلنا معها فالإخوة المصريون كانوا مشاركين معنا على صفحة "الثورة السورية" وكانوا بما أن الثورة انطلقت عندهم وصارت عندهم خبرة مما كان يحصل فكانت تنتقل لنا الأحداث في مصر لصفحة "الثورة السورية"، وما يحدث في مصر مثل: معركة الجمل كلها كنا نأخذها، وننشرها على صفحة الثورة أنَّ هذا ما يحدث، حتى الأحداث في ليبيا كان الثوار الليبيون الموجودون على صفحاتهم موجودين على صفحاتنا ونحن كذلك.
بدأنا بموضوع "الرجل البخاخ"، وهو أحد أذرع الثورة، ونحمس الناس أن يكتبوا شعارات تحفز على الثورة، وكان يصلنا الكثير من الصور والنشاطات ونقول للناس: لا تكتبوا على منزل شخصي أو مكان عمل حتى نعلم حجم إجرام النظام، وكنا نوعي الناس إذا أرادوا أن يكتبوا شعارات ضد النظام أن يكتبوها على مكان حكومي: على مدرسة أو سور مستشفى أو على مكان حكومي كي لا يتأثر الناس ويتضرروا من وراء تلك الكلمات التي تحمس على للثورة.
مرت صورة: "إجاك الدور يا دكتور" مثل الكثير من الصور، كانت موجودة في دمشق وحمص وفي اللاذقية كانت موجودة، وهناك الكثير من الشعارات كُتبت في أماكن عامة وانتشرت، وهذه الصورة انتشرت مثلها مثل غيرها، ولكن هذه الصورة أخذت تفاعلًا كبيرًا بعد أن وصل للناس أنَّه تم اعتقال أطفال درعا، ولذلك كانت تلك الصورة الأكثر شهرة والأكثر تداولًا لليوم والتي هي على جدران مدارس درعا.
واحد من الذين كتبوا على جدران درعا موجود، وأدلى بشهادته، وهو من أطفال درعا الذين كتبوها، [قصة] أطفال درعا هي أن شبابًا.. طلاب المدرسة هم الذين كتبوا، وكون درعا حدودية وواضح أن الحراك في درعا والمشاركين في صفحة الثورة فيهم نسبة كبيرة من أهالي درعا، وكان [أهالي درعا] متشجعين للخروج في الثورة أكثر من غيرهم، الإضافة التي أستطيع إضافتها أنَّ الشيء الذي كنا قد جهزنا له مع خروج الثورة ومع مظاهرات الثورة هي طريقة التواصل، يعني كيف كنا نتواصل مع بعضنا؟ أن تتواصل عن طريق السيم (شريحة اتصال) السوري كان صعبًا ومستحيلًا، وأغلبه كان تحت المراقبة؛ فلذلك نحن شجعنا الشباب ليأتوا بخطوط من الدول المحيطة وخاصة في المحافظات والمناطق السورية الحدودية والتي فيها شبكة تغطي، وبدأ الشباب يأتون "بالسيم كارت"، فالذين في الأردن قد تصل التغطية للمنطقة التي هم فيها، فصاروا يحضرون "سيم كارت" أردني، وأهل الدير والبوكمال يحضرون "سيم كارت" عراقي، وأهل القلمون يحضرون" سيم كارت لبناني"، وهكذا الناس كانوا يجهزون أنفسهم في حال خرجت الثورة من أجل أن يحدث تواصل؛ لأن الناس بدؤوا يتعرفون على بعضهم فكانت منذ يوم 18 شباط/ فبراير إلى يوم 15 آذار/ مارس، والناس تشابكوا مع بعضهم أكثر، وصار هناك تواصل أكثر وتعارف، والناس تعرفوا على بعضهم أكثر، وأصبحت هناك ثقة بين الناس، والناس بدؤوا يحاولون أن يبحثوا عن طريقة للتواصل، ومن غير الممكن أن أحمل الجهاز، وأفتح "فيسبوك" وأبحث عنك وتبحث عني حتى نتفق، فالناس اضطروا أن يحضروا "سيم كارت" من الدول المجاورة كي يتواصلوا مع بعضهم.
في يوم 14 ليلًا بدأ النقاش حوالي الساعة 07:00 أو 08:00 أنَّه غدًا موعد المظاهرة، والشباب السوري بصراحة كان لديه حماس عال جدًّا، وكنا نرى التفاعل قويًّا للغاية، وكان هناك من يرسل رسائل، ويكتب على الصفحة أنَّها إذا لم تخرج ثورة غدًا سأشعل نفسي لأكون بوعزيزي سورية، أنا غدًا مستعد أن أشعل نفسي لأكون شرارة هذه الثورة في حال لم تخرج مظاهرة، وبقينا نتناقش حتى وجه الصبح (الفجر) : أنه ما هو المكان الأفضل للثورة؟ وأين هو المكان الأفضل للتجمع؟ وكانت العين على دمشق لتكون شرارة الثورة، الناس اقترحوا اقتراحات كثيرة، والتجربة التي حصلت في يوم 5 شباط/ فبراير جعلتنا نبحث عن المكان الذي يريح الناس أكثر في حال خرجت مظاهرة، حتى إذا ما حدث ضغط عليهم لا يظهرون وأن يهرب الناس لأننا نعرف حجم إجرام النظام.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/10/08
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/50-02/
أجرى المقابلة
عبد الرحمن الحاج
مكان المقابلة
الدوحة
التصنيف
مدني
المجال الزمني
02-03/ 2011
updatedAt
2024/12/16
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية
حزب البعث العربي الاشتراكي
صفحة نحو حراك شعبي في سورية - يوم الغضب 5 شباط 2011