النازحون إلى وادي بردى واقتحامه والمياه موضوع تفاوض
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:48:02
أنا أريد الحديث منذ أن بدأت الحاجة البديلة عن الدولة سواء الطبية أو الإغاثية، وخاصة عندما بدأ أهل حمص يأتون إلى دمشق ونحن نعرف أنهم رحلوا إلى دمشق والحقيقة نحن استغلّينا اللجان الإغاثية التي كان اسمها إغاثية ولم تكن تحمل [صفة] إلا أنها إغاثية وليس لها أي اسم ثانٍ وتشكّلت من عدة شخصيات وكانت تعمل، ونحن كان عندنا في المنطقة أو في قريتنا يوجد شيء اسمه لجنة أو جمعية خيرية وكانت تُعيل كل الناس وكل الأسر التي تحتاج وكانت أسماؤهم مدوّنة وكانت هذه الجمعية موجودة منذ سنوات وتدعم هذه الأسر، يعني يوجد لبِنة أساسية لهذا الموضوع وهذه نفسها توسّعت وأصبحت تعمل والحقيقة نحن كنا نعرف بانطلاق الباص من حمص حتى يصل إلى المنطقة ونحن نعرف العدد الموجود في هذا الباص والحقيقة أنهم كانوا في البداية ينزلون في المسجد ثم يبدأ توزيعهم على المنازل وكان يتم تقديم كل المنازل بشكل مجاني.
كان النظام يمنع تشكيل الجمعيات والروابط بشكل عام ونحن كان لدينا مثلًا جمعية أبرار القلب فأسميناها رابطة وهي تابعة مؤسسيًا إلى نقابة وكلمة جمعية كانت ملغيّة ونحن عندما نريد تأسيس جمعية تدعم الناس نحن سميناها جزءًا من جمعية في داريا وجمعية داريا مرخّصة قديمًا ونحن لأننا سابقًا كنا نتبع إلى السجل المدني في داريا فأحضرنا ترخيص جمعية داريا فرع أشرفية الوادي، يعني الحقيقة نحن وجدنا مخرجًا بحيث أصبحت جمعية ضمن إطار وهي كانت موجودة قبل الثورة بفترة وهي كانت تُعنى فعلًا بالأرامل والمحتاجين في المنطقة وكانت تغطّي كل شيء، ونحن عندنا على مستوى القرية كانت تغطّي جميع الناس، والأشخاص الذين يعملون فيها كانوا معروفين وهم أولًا من جميع العائلات وثانيًا أشخاص موثوقون وثالثًا نحن نعرف وهم كانوا يذكّرون الناس بالدفع وكانت تكفي بشكل عام يعني تقدّم ما يسند هذه العائلات وهي كانت مرخّصة بشكل رسمي كجزء من جمعية داريا وهي موجودة من قبل الثورة وكان لها مقر معروف ضمن الأوقاف ضمن القرية.
في هذه الفترة كان يوجد حماسة لدى جميع الناس ولا يوجد شيء اسمه ثورة في تلك الفترة وكان الأشخاص المؤيدون للنظام أو المعارضون كانوا يعملون بدعم كل شخص يأتي وهذا الأمر للتاريخ، وكان لدينا همّ هو إحصاء المنازل الخالية ونحن منطقتنا كانت سياحية ولدينا عدد المنازل أكثر بكثير من السكان وفي قريتي كان عدد السكان هو ربع عدد المنازل وباقي المنازل كان يُستفاد منها إما في السياحة أو لأشخاص غير موجودين، والمنطقة السياحية دائمًا يوجد فيها فائض بالبيوت وربما هذا ما جعل الناس تستطيع أن تأتي إلى منطقتنا والمشكلة كانت في تعويض هذه المنازل من الأثاث والأدوات الأساسية، والحقيقة هنا كانت تدخل الجمعية وتتواصل مع التجار والجمعيات في دمشق لدعم هذا الموضوع والحقيقة أنها لعبت دورًا كبيرًا، وكان الكثير من التجار يرسلون كميات من الإسفنج والبسُط وحتى البرّادات، وأنا أذكر في إحدى المرات قالوا لي إنه يوجد منزل لا يوجد فيه شاشة تلفزيون بلازما، والحقيقة هذا دليل أنه كان يوجد أريحية بالعمل وكان الناس مرتاحين، وفي ذلك الوقت كان أكثر الناس إمكانياتها المادية دُخولها (وارداتها) المالية مرتاحة.
كانوا يقولون إنه سوف يصل الباص بعد ساعة أو ساعتين أو في وجه الصباح وكان يستنفر عدد كبير من الشباب ويوجد قسم من الشباب تُوفي -رحمه الله- ومنهم من بقي ويتم نقل الناس إلى المنازل، وأنا تقريبًا أجزم بأن أكثر المنازل في تلك الفترة، وطبعًا بعد أن خرجنا تغيّر الحال لأنه حتى أهل المناطق أصبحوا في ضائقة ولكن في تلك الفترة كل شيء كان مجّانيًا، وحتى الذي كان يريد استئجار منزل كانت الجمعية هي التي تدفع له الإيجار ولا تجعل النازح هو الذي يدفع الإيجار، وبالتالي أعتقد أن الذين سكنوا في تلك المنطقة ستبقى في ذاكرتهم تلك الأيام.
عندما جاء الناس إلى المعرة -وأنا رأيتهم في الشمال- قالوا نزوحنا من المعرة قد أثّر بنا كما أثر في وادي بردى لأن استقبال المعرة لهم وكيف استقبلوهم في منازلهم ودائمًا هذه الفترات كانت تسجّل للناس وأنا أعتقد بأن جميع الناس الذين سكنوا في تلك المنطقة في تلك الفترة يعرفون، وبعدها بدؤوا يأتون من الغوطة الشرقية يعني بدأ النزوح أيضًا من مناطق الغوطة الشرقية ويعرف إخوتنا الذين سكنوا كم كان يوجد تآلف بين الناس وحتى إنهم أصبحوا جزءًا، يعني يبدو أن الناس في الشدة تجتمع أكثر من الفرح مع كل أسف، وإذا رأينا المناطق أيام الحرب والحصار كانت علاقة الناس أقوى من أيام الهدوء.
المشكلة التي كانت في تلك الفترة أنه كان يوجد أشخاص يتم الاعتداء عليهم وكان يوجد جزء من إخوتنا ومن أخواتنا اللاتي اعتُدي عليهن وسواء تدبيرها الطبي، وكان يوجد صعوبة في البدايات والرضا النفسي ورضا العائلة وهنا كان يوجد دور للدكتورة وحتى إنه كان يوجد أخوات مهمات في ريف دمشق ومنهن من دخلن السجون وكنّ يعملن على هذا الملف وأنا لا يوجد عندي الكثير من التفاصيل ولكن للشهادة هذا الملف موازٍ للنزوح عندما حصل الاعتداء عليهن.
في هذه الفترة أصبحت الجمعيات تدعم كل النازحين أو الذين تم تهجيرهم قسرًا إلى المناطق وأصبحوا أولوية لدى الناس، وكان عنف النظام يشتدّ في تلك الفترة سواء على الغوطة الشرقية أو على باقي المناطق حتى حصل أول دخول على منطقتنا إلى منطقة وادي بردى وكان ذلك في 1/ شباط/ فبراير عام 2012، والحقيقة هذا الأمر كان حاسمًا، وإما أن تكون هنا أو هناك بالنسبة لأكثر الناس وبالنسبة للأطباء وبالنسبة للمعلمين أو الموظفين، وبدأ الناس ينقسمون في بداية عام 2012 وأنا أعتقد حتى شهر أيار/ مايو حتى حصلت انتخابات، وفي البداية خلية الأزمة التي حصل فيها تسميم وأيضًا حصلت انتخابات المحافظة قبلها ولم تحصل انتخابات في المناطق المحررة وإنما أخذوا قدسيا التي كانت خارج إطار المنطقة لأنه في عين الفيجة كسروا الصناديق واحتجّ يومها النظام وأنا حضرت إحدى الاتصالات ما بين اللواء -رحمه الله- أحمد الغضبان وهو كان يتحدث مع آصف شوكت ويسأله: ماذا يحصل عندكم؟ والدولة ستفعل مشكلة، فقال له: لماذا هم جاؤوا؟ والحجة أنهم أحضروا الصناديق وملؤوها وكانوا يريدون أخذها و[القول:] إن جميع الناس انتخبوا مع أنه لم يشارك أحد في الانتخابات في تلك الفترة.
لم يشارك أحد في الانتخابات لأن الناس أخذت قرارًا بعدم شرعية النظام وانفصلت عنه، والمنطقة كانت قد رفعت علم الثورة الأخضر وأزالت جميع أعلام النظام من جميع المؤسسات وكانوا يعتبرون النظام غير شرعي في تلك المنطقة وكانوا يقولون: هذه المنطقة لا تتبع للنظام وأعلن الناس انفصالهم، وأُرغم الناس بعد الهجوم الذي حصل في تاريخ 1 شباط/ فبراير.
وطبعًا في تاريخ 1 شباط/ فبراير دخل لواء من الحرس الجمهوري حتى يحتلّ المنطقة عسكريًا وطبعًا تم التصدّي له ببنادق عادية والمنطقة طبعًا كلها يوجد فيها سلاح ونحن في منطقتنا لا يوجد منزل إلا وفيه سلاح من الأساس وتاريخيًا كل الناس يعرفون أن هذه المنطقة يوجد فيها سلاح لأنها كانت منطقة جبلية ونحن تاريخيًا بعيدون عن المدن، وأنا اذكر أن منزلنا كان بعيدًا وحتى إن الضباع في أيام الثلج كانت تنزل إلى داخل القرية بالإضافة إلى الذئاب، ومعروف أنه لا يوجد منزل إلا ويوجد فيه سلاح والدولة كانت تعلم أنه لا يوجد منزل إلا وفيه سلاح والمنطقة كلها يوجد فيها سلاح ولذلك عندما حاولوا اقتحام القرية خرجوا وقاوموهم والحقيقة حصلت معركة وأنا كنت بعيدًا قليلًا وسمعت أن الشباب وقد حصل صِدام وهذا حصل في بداية الصباح تقريبًا مع الفجر تقريبًا، وأنا حاولت الخروج من المنزل واتصل معي في وقتها الدكتور وائل صهر اللواء أحمد غضبان وقال لي: إن اللواء يريدك، وقال إنه حصل صدام وسقط شهداء ونحن نريد المفاوضة ونريد أن يحصل فك اشتباك، وأنا هنا حاولت المجيء من بعيد ولكنني اعتُقلت على الباب لأن النظام أرسل لواء دعم من أجل اللواء الأول وكان لا يزال على أطراف القرية ومنزلي كان في تلك المنطقة، وأذكر أنهم اعتقلوني وعرّفت عن نفسي أنني فلان وهذا منزلي، وبعد مناورات تركوني وأنا كنت أرتدي الثياب الرسمية، وربما هذا سهّل وبعدها أنا قمت بتغيير ملابسي وقلت لهم: أنا سوف آتي إليكم، فقالوا: لا تأتِ لأنه حصلت خيانة وأنه أثناء المفاوضات حصل إطلاق نار ونحن كان عندنا أربعة شهداء وأصبحوا تسعة شهداء ويوجد مشكلة، وبعدها قلت له: أنا سآتي، وطبعًا كان من الصعب الذهاب في الطرقات وأنا كان يجب عليّ الذهاب في طريق فرعي راجلًا بين الشجر ولا يمكننا المرور من الطرقات الرسمية فاضطررت أن أذهب مشيًا إلى عين الخضرة مسافة اثنين أو 3 كيلومترات ثم وصلت إلى هناك.
وعندما وصلت إلى القرية كان جميع الناس وكأنه على رأسهم الطير (صامتون) ولديهم تسعة شهداء ونحن نعلم أنه في تلك الأيام لم يكن يوجد حرب وهذا يُعتبر رقمًا جدًا كبيرًا بالإضافة إلى عدة جرحى والناس مصدومون بالذي حصل ثم ألقيت نظرة على الجرحى وأحدهم كان يحتاج إلى نقل إلى عين الفيجة وقمت بالإسعافات الأولية وطلبت نقله إلى عين الفيجة لأنها كانت الأبعد، وأنا كنت سوف أذهب بعده إلى عين الفيجة حتى نستطيع أن نُجري له تفجير صدر. تم طلب انسحاب قوات النظام وخروجها وأخذ قتلاهم وبعدها حصلت المفاوضات وأنه لا يجب أن تدخل قوات النظام، وطبعًا في يومها قطع شباب القرية المياه واتفقوا على عودة المياه وبقاء موظفي النبع أنفسهم، وفي وقتها خرجت إشاعة أن الثوار لديهم الكلور ويمكنهم إضافة هذا الكلور إلى المياه وهذا يؤدّي إلى تفجير كبير ولكن كل هذا كان عبارة عن إشاعات، ومادة الكلور هي مادة لتعقيم المياه، واتفقوا أن يبقى نفس الموظفين ونفس التقنيات ولكن سوف يتم تشكيل إدارة محلية وبدون حضور [عناصر] الأمن، وفعلًا بعد مفاوضات نزلت لجنة إلى دمشق في وقتها وطبعًا أنا برأيي أن بشار الأسد في وقتها كان يريد اقتحامها وتدميرها ولكن حصل اتفاق أن يذهب المفاوضون من قريتنا وبقيت هذه الاتفاقية عدة سنوات.
وبصراحة في تلك الفترة حصلت اتصالات وأعتقد أنه كان أول اتصال على السكايب ولم يكن يوجد واتساب وكان يوجد فقط السكايب وكان الاتصال ضعيفًا وفي تلك المرحلة بدأت التشكيلات العسكرية وكانت لا تزال كتائب وألوية، وأعتقد [أنه] كان أول اتصال في هذه الفترة مع الشيخ زهران [علّوش] -رحمه الله- وهو كان صاخبًا ونحن كنا نريد تشكيل مجلس عسكري، وقال: من الذي صرّح؟ ولماذا تصرّحون؟ ومن الذي يدّعي أنه رئيس المجلس العسكري؟ وحصل هذا الحديث وحصلت التشكيلات، المكتب الطبي والمكتب الإغاثي، وكانت في تلك الفترة مكاتب وهي كانت في بدايتها في تلك الفترة وأصبحت أقوى فيما بعد، والشيخ زهران كان يقول: من أنتم؟ -يسأل الشيخ زهران- وأنا اذكر أنني قلت له -وطبعًا الشباب الذين لا يزالون على قيد الحياة يعرفون التطورات بعدها- وقلت له: لولاي ما خرجتم ولكنتم في السجن، وفي وقتها كما نذكر أن النظام أطلق سراح المساجين الذين كانوا في السجون، فقلت له: ماذا تقول؟ وبعدها حصلت لقاءات بعد فترة ولكن أول محادثة على السكايب كان جدًا صاخبًا الحديث، وللأسف ليس فقط نحن وإنما أي شخص يلتقي مع الآخر كان يقول له: من أنت؟ يعني العسكري يقول للمدني والمدني يقول للسياسي، والحقيقة هذا الموضوع كان كارثيًا، وكما ذكرت سابقًا عندما كنت في المشفى جاء أبو الثورة واستُشهد، عندي لا أحد يقول لي إنه أبو الثورة وكل شخص كان يقول كأنه أبو الثورة وكلنا اليوم من أحفاده وكانت هذه هي المشكلة أنه كل شخص ينسب لنفسه أنه هو أبو الثورة، و[يقول:] من أنت؟، وهذه كانت من أكبر نقاط ضعف الثورة السورية وهي عدم الاعتراف بالآخر للأسف، ولا أحد يرى الزاوية الموجود فيها مع أن كل الزوايا فيها من اشتغل بالثورة السورية وجميع الناس اشتغلوا، يعني السياسي مهم والإغاثي مهم والطبي مهم والعسكري مهم ولكن لا أحد وحده مهم، فكانت هذه الصراعات وعدم الاعتراف بالآخر حتى خرجنا إلى الأردن وبدأنا في الأردن مرحلة ثانية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/21
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في وادي بردىكود الشهادة
SMI/OH/80-19/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-وادي بردىشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الحرس الجمهوري