بدأنا في عقد عدة ورشات عمل وخرجنا بمذكرة أعتقد أنها من 60 إلى 70 صفحة مع مخططات بيانية وجدول زمني وإنشاء مواد للتميز للتعليم الموازي والنهوض في البيئة والمجتمع.

وأتى يوم اللقاء وكنا بحدود 10- 11 شخصًا وطعموهم من 2 أو 2 ليسوا من فريقي أنَّه على أساس (من المفترض) مجموعة من منظمات المجتمع المدني ستقابل أسماء الأسد، ونحن في المطار قال: فلان لن يخرج في الطائرة لماذا؟ قال: لأنه مطلوب من الأمن السياسي، قلنا: يجب أن نقابل أسماء الأسد وقالوا: هناك كتاب من الأمن أنَّه يجب أن يُعتقل ومعي صبية كانت جريئةً للغاية وقالت: لا يجوز ونحن سنقابل أسماء الأسد، واتصلت بفارس كلاس مدير مكتب أسماء الأسد وقالت له: "هيك هيك القصة" وأتت التوجيهات أنَّ الطائرة لا تطير حتى يخرج هذا الشاب ويجب رئيس الأمن الجوي برئيس الأمن السياسي لرفع الحظر، وخلال ثلاثة أرباع الساعة أتى التوجيه برفع الحظر عن زميلنا، وذهبنا إلى اللقاء جانب مستشفى المواساة في قصر تشرين بدمشق وكان اللقاء هناك وكانت فقط هي ونحن معنا 10 أو 11 شخصًا واللقاء طال بحدود الـ4 ساعات، وقالت: نحن دومًا نستقبل وفودًا ويقول: نحن سنقوم بكذا وأول مرة أستقبل ناسًا لديهم منجز وآتون في مشاريع حقيقية، وأنا كنت مقلًّا في الحديث والزملاء أخذوا الحديث كل من في اختصاصه وواحد في التعليم وآخر بالاقتصاد وكذا.. وقدمنا هذا الكراس وقالت: أعدكم بأني سوف أقرأه ونبدأ المشاريع مع بعض ومزحت مع تلك الصبية: "ممكن نخرج من عندك يعتقلوه" وقالت: الموضوع انتهى، وفعلا الموضوع انتهى، والتفتت إلي: بما أنك عضو مجلس المدينة ما رأيك بمسودة قانون الإدارة المحلية الموجودة عن التشاركية؟ وهذا القانون كان يُحضر من 2009 كان يُحضر قانون جديد للإدارة المحلية، وليس بسبب الثورة ووضعوا نسخة على التشاركية وأنا رأيتها نسخة سيئة جداً، وحين سألتني قلت لها: والله في الحقيقة يقولون في لبنان كان هناك قانون اسمه قانون انتخابات يقولون له: قانون غازي كنعان قلت: هذا قانون الإدارة المحلية على التشاركية ونحن نسميه قانون تامر الحجة، مع أنه كان ما يزال محافظاً، وهو نسخة مشوهة عن القانون القديم، وثانيًا: هو معتقد أنَّه سيبقى محافظًا طول عمره وواضعه على مقاس المحافظين.

وانتهى اللقاء وعدنا من حيث أتينا وافتتحنا عدة أندية للتميز وواحد في الأشرفية وواحد في الصاخور، وكان زميلنا عبد الرحمن ددم مسؤولًا عن أحد النوادي وكانت اشتدت الثورة ومع ذلك زارت حلب وزارت أحد نوادي التميز، وبعد أسبوع من اللقاء شكلت لجنة فيها فنيون وخبراء من داخل الوزارة وخارجها لتكوين قانون الإدارة المحلية، وأحد أعضاء هذه اللجنة هو المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية وهو كفء ومجاله تخطيط حضري وتنمية عمرانية، وكان أحد الأفراد.

 وفعلًا هنا خرج القانون 107 ولم يخرج كما تريده اللجنة وأنا علمت فيما بعد والـ 107 كان فيه أنَّ المحافظ منتخب بينما في المسودة خرج معين وفي القيادة القطرية تقصقص الـ 107 ليكون ضمن مقاسات مناسبة ولكن هو جيد جدًّا أحسن من القانون القديم والمسودة التشاركية.

وهنا لم يكن هناك انقطاع ليس مع أسماء الأسد ولكن مع مكتبها والعلاقة شبه يومية وشبه أسبوعية ونزلوا بعد فترة وكل هذا الكلام شهر 5 (مايو/أيار) 2011 وشهر 11 (تشرين الثاني/نوفمبر) عام 2011، وأتى الفريق وقالوا: هناك مشكلة في دار الأحداث في دمشق وحلب، والولد يدخل ممكن سارق مناديلًا ويخرج قاتل، ويجلس الولد في السجن ويوضع مع المحشش حتى يعرض على القاضي لأشهر، والخدمات سيئة أردأ مما تتصورون ولم أرَ في حياتي بناءً أو مجتمعًا أسوأ من هذا البناء وقال: نريد منكم فريق عمل ماذا نعمل لحماية الأطفال؟ وهي فكرة نبيلة وقال: يا فراس أنت وزملاؤك يجب أن تقودوا الفريق، فلم يكن مني إلا أنا وزميلين من الزملاء الذين معنا تواصلنا مع قائد الشرطة والمحافظ وجمعية رعاية المسجونين ودار الأحداث نفسها وقاضي الأحداث ورئيس نيابة الأحداث وطلبت اجتماعًا، وأتى نائب قائد الشرطة وعضو مجلس المحافظة، والاجتماع كان بقيادتنا كمجتمع مدني وهم لا يعرفون أن يعملوا كذلك ومسكنا وشخبطنا وخرجنا بمذكرة واكتشفنا أنَّه يجب أن يكون أكثر من غرفة لقاضي الأحداث وإحداث أكثر من غرفة وطلبوا أن يحصل تعديل في قانون الأحداث، ورفعت مذكرة قانونية إلى القصر الجمهوري من أجل تسريع إجراءات الحدث ويدخل يومان حتى يعرض على القاضي وهذه التعديلات في القانون ذهبت، وخلال أسبوع يأتيني هاتف يقول شخص: الأستاذ فراس مصري أقول: نعم يقول: أنا المستشار القانوني في القصر الجمهوري وقال: أنتم أرسلتم مذكرة بخصوص القانون، وقلت: نعم، فقال أريد الاستفسار عن بعض النقاط، فقلت له: أنا ليس الشخص الصحيح وأنا أيسر أمر الفريق وسأعطيك رقم القاضية وهي قاضية ووكيل نيابي وكانت فنيًّا مهارين، وسأعطيك أرقامهم وتكلم معهم وماذا يقولون لك يكون صحيحًا وتشكرني وبعدها اشتدت الثورة ولم نتابع تلك الأمور..

في شهر 11 (تشرين الثاني/نوفمبر) عام 2011 وصار هنا علاقة قوية حتى أزورهم في المكتب في دمشق ويتصل بي فارس كلاس مكالمةً ويقول لي: "كيفك أبو فريس" وليس هناك ألقاب، وقال: متى آت إلى دمشق وقلت: خيرًا قال: "والله السيدة تريد أن تراك" وقلت له: متى؟ وقال: إذا الأربعاء ممكن تأتي يكون جيدًا، وكان يوم سبت قبل 3 أيام وقلت: لا يوجد مشكلة ما هو جدول الأعمال؟ قال: مفتوح، ومن معي قال: "لحالك نحجز لك" قلت: لا.

قبل يوم الموعد أنا في فندق فينيسيا في دمشق وذهبت وأخذتني السيارة إلى قصر الشعب

ودخلت السيارة إلى مبنًى من المباني وأنا أنظر رأيت السيدة وسلمنا وتفضل ودخلنا إلى غرفة مكتب وجلسنا فقط نحن وفي البداية قالت: أتشكركم والفريق يعمل بشكل رائع وأنا نزلت زيارة في حلب، وأعتذر لم أستطع رؤيتك، وهي نزلت في مكان النشاط، وأمنيًّا لا يعطون المحلات وكان عبد الرحمن موجوداً ، فنظرت ومشت وقلت: ليس هناك مشكلة وكنت جريئًا في الحديث وقالت: ما رأيك في وضع حلب؟ وكما يعلم الجميع اتُهمت حلب أنها تأخرت في الثورة مع أنني أدعي أنَّ حلب لم تتأخر في أي يوم في الثورة ولكن نداء حلب من أجل الوطن الذين وقعوا عليه وسنأتي إليه وقالت: ما رأيك فيما يجري في حلب؟ وقلت:  "حلب على كف عفريت تغلي" وقال: خيرًا أليس لأنَّه قتل ابن المفتي؟ (أحمد حسون - المحرر) قلت: ابن المفتي مثله مثل أي شاب آخر في سوريا، وقلت لها هذه العبارة مع أنَّه لا يجب أن أقول، قلت: هناك شخص مجرم في سوريا اسمه محمد سعيد بخيتان وهو قال أنَّ الشعب السوري يخرج في مظاهرات من أجل كأس لبن وسندويشة (شطيرة) فلافل فهذا الشخص الذي له 20 سنةً في السلطة لماذا لم يعطيهم سندويشة شاورما وأشربهم علبة بيبسي؟ وعيب أن يتكلم عن الشعب السوري أنَّ عينه في الأكل، وتلك التصريحات تغلي فقالت: نحن نعمل على التغيير وسيكون هناك مسودة قانون أحزاب وغدا تشكلون وتنافسون على السلطة والحديث بهذا الخصوص، ومن طرائف الزيارة وأنا أستثمر وإيجابي وكان هناك المكتبة الوقفية في حلب والهيكلية من أجل أن تصدر بقرار من وزير الأوقاف لها سنة ونصف، وأخذت ملف المكتبة الوقفية معي وأنا أحب أن أستثمر كل حدث في حياتي وقلت لها: "هكذا هكذا القصة" وتذكرت في تلك الزيارة تكلمت لها عن الشهيد نور مكتبي وأخرجت لها صوره في الاعتقال الأول كيف التعذيب وأنه معتقل مرةً أخرى، وألمحت لي أنَّها غير مخولة في التدخل في الأمور الأمنية وحاولت أن أقوم بحركة تجاه نور وانتهى اللقاء في حدود ساعة وثلث ووُدعنا بأحسن مما استقبلنا به ومرة أخرى استمرت العلاقة مع مكتب أسماء الأسد ونعمل على دار الأحداث وغيرها.

وكنت قائلًا غلطًا إلى الشهر 8 (آب/أغسطس) 2012 والعلاقة حين أتى اللاجئون، وحين أتى اللاجئون، مديرية التربية في حلب رفضت فتح المدارس والأمن كذلك، وصار لدينا مشكلة حقيقية لإيواء الناس وعبر الأمانة السورية للتنمية استطعنا أن نأخذ موافقة لاستيعاب النازحين من الريف واستيعابهم في المدارس، وهذه مجمل العلاقة مع الأمانة السورية للتنمية ومكتب أسماء الأسد وهذا في المجمل.

حلب وحماة أكثر مدينتين ربما نُكبوا في عام 1980 وحماة خرجت في رمضان 2011 وأكلت قتلة وبعدها همدت -لو تذكر- واليوم حلب أنا قلت في سياق كلامي أنَّه حين يكون قاضي التحقيق يحقق في قضايا لها علاقة بالفساد أوغير الفساد يكون في الغرفة وعلى الكرسي المجاور مساعد في الأمن العسكري، ونحن سهرنا سهرة في 2007 الأمن العسكري سألنا عنها في 2009 والضغط الأمني ومديرو بلدية حلب لا يمر يوم لا يدخل عناصر الأمن إلى جميع غرف المدراس في البلدية ليعرفوا ما يحدث ويشاركوا في الفساد والضغط الأمني في حلب وهذه إحدى المشكلات التي أخرت خروج حلب كان يخرج مئات وتُقمع.

والمؤسسة الدينية في حلب بغض النظر وهي قسمان: قسم وقف مع الثورة وقسم وقف ضد الثورة، ولكن حتى القسم الذي وقف مع الثورة كان شديد الاحتياط رحمة في الناس لما يعرفه من بطش النظام وكان دائمًا يميل إلى الحوار مع النظام وليس إلى المهادنة والتنازل ولكن الحوار بدون إلحاق ضرر في المجتمع وهذا أمر ثان -المؤسسة الدينية-.

والأمر الثالث: يقال إنَّ حلب بترول (وقود) سوريا ومؤسساتها الرسمية وجو الفساد الذي أُسس في حلب من كونها أكبر بلدية موجودة في سوريا هي بلدية حلب والطبقة الوسطى والتي هي مهندسون وحقوقيون واقتصاديون والذين خاضوا الشأن العام وأُتيحت لهم فرص الفساد الكبيرة، وكانوا يميلون إلى الاستقرار وهذا رجل مرتاح وأموره جيدة ويستفيد والطبقة الشعبية مناطق السكن العشوائي والسوري جلود وكانوا هناك شيء اسمه الرضا عن الواقع، وأيضًا هذه كلها تكهنات مني وتحليلات وأنا أحلل لماذا تأخرت الثورة في حلب. 

في حلب أيضًا كان هناك العقيد كفاح ملحم نائب رئيس فرع الأمن العسكري والذي أتوقع أنه مدير إدارة وهو من دورة باسل الأسد وأصدقائه ولديَّ معلومات عنه، وكان هو يقود بعض التحقيقات ولكن هو عُيَّن في 2011 رئيسًا للشبيحة وهو مركز إدارة الشبيحة ومع الأسف قليل التربية والذي رُبي في حيه على المخدرات والسرقات والربا مثل زينو بري واستغلال حاجة الناس هذا ينقلب فورًا ويعمل مع النظام.

والشبيحة من بيت بري من مناطق مع احترامي الشديد لنخب من بيت البري الذين خرجوا مع الثورة وهم مثقفون وبعض العائلات الأخرى أصبحوا تحت سلطة كفاح ملحم، وهذا النظام كما وصفه الدكتور إبراهيم سلقيني الفاسد الفاسق المجرم لا يدفع من جيبه فأطلقت يد هؤلاء الشبيحة بالتعاون مع الإدارات المتوسطة والدنيا في البلدية الفاسدة في استباحة أسطحة الأبنية والأراضي غير المشغلة ليستفيدوا.

وهذا الشبيح من أين يأخذ أجرته؟ عمّر سطحًا واستفد، والقصة مثل شرطي المرور وهو راتبه قليل ويدفع أموالًا ليكون في نقطة معينة وهو يلمها في شهر واحد وحين تنخفض الرواتب في بلد ما، هو تشجيع على الفساد وأتت الثورة صارت عملية استباحة وعادة يكون الفساد خدًّا وعينًا ولكن هنا حصلت استباحة وهذه الاستباحة أشغلت الناس ببعضها.

 وحين تخرج مظاهرة ليس الأمن يقمعها ولكن الشبيحة هم يقومون بذلك وأيضًا هذه من أسبابها ولكن لا شيء معلن عن ذلك.