هجوم "جبهة النصرة" على الفرقة 13
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:32:24
في منتصف عام 2015 حاول أهلي العودة من لبنان، وطبعًا أخي جمعة وعبد الله لا يستطيعان العودة لأنه كان يوجد على جمعة محاكمة عسكرية (عند النظام) وعبد الله في سن العسكرية (التجنيد الإجباري)، ولكن حاولت والدتي وأخواتي البنات وأخي الصغير عمار العودة وكان الخوف كبيرًا ولكن والدتي قررت العودة إلى سورية، وهنا بدأنا نسأل عن الترتيب وبدأنا نحاول التواصل مع سائقي الباصات ولم نستطع الوصول إلى شيء، وفي لبنان سأل أخوالي بعد أن أصرّت والدتي على العودة واتفقوا مع سائق باص على إنزالهم على طريق حمص ووصلوا إلى معبر حمص وأوقفهم حاجز النظام بعد أن قطعوا الحدود اللبنانية وقال لهم: أنتم دخلتم عن طريق باب المصنع في الشام (دمشق) ولا يمكنكم العبور من حمص، وطبعًا كان يوجد حاجز القطيفة في الشام وهذا من أقذر الحواجز وكل السائقين يعرفونه والكثير من السائقين حذّرونا من المرور من هذا الطريق، وقال لهم [السائق]: أنا لا يمكنني إدخالكم من هذا المعبر وعليكم الذهاب إلى معبر دمشق، وهنا كانت الإجراءات يعني أوقفنا جميع الصفحات على الفيسبوك أنا وأخي جمعة وحاولنا قدر الإمكان ألّا نخبر أحدًا حتى يكون الوضع سرّيًا، ولكن للأسف لم تتيسر الأمور والنظام حاول بشتى الطرق أن يعود أهلي إلى طريق الشام وقال لهم: سوف نرسل لكم سيارة من هنا تأخذكم سيارة من معبر حمص إلى معبر الشام وسوف تدخلكم من هناك، ولكن أهلي رفضوا هذا العرض، وهذه كانت أول محاولة لعودة أهلي بعد خروجهم في نهاية عام 2012.
وفي بداية الشهر الثالث عام 2016 عاد المقدم أحمد سعود إلى المعرة وكان يريد التجهيز لمظاهرة كبيرة في المعرة تثبت بأن جبهة النصرة ليس لها وجود، وطبعًا المظاهرة هي للتأكيد على استمرارية الثورة وهي كانت في ذكرى الثورة ولكن هدف المظاهر الأكبر هو أن تثبت أن الشمال المحرر هو ليس عبارة عن بقعة سوداء تسيطر عليها جبهة النصرة أو غيرها من الفصائل الراديكالية، واستدعى [المقدّم] الإعلاميين الموجودين عندنا في المعرة وطلب منهم جميعًا الحضور إلى مقر الفرقة، وطبعًا يوجد بعض الإعلاميين لأنه يوجد مشاكل شخصية مع المقدم أحمد سعود رفضوا الحضور، ولكن الغالبية جاؤوا، وجاء شباب من التنسيقية وتم الحديث أن جمعة "الثورة مستمرة" وسوف تكون بتاريخ 4 آذار/ مارس، وهذه المظاهرة يجب أن تكون جدًا كبيرة حتى تم التواصل مع تنسيقية كفرنبل وتنسيقية المناطق المحيطة بمعرة النعمان، وبالفعل تم التجهيز للمظاهرة بشكل جدًا كبير، وحتى جميع إعلاميّي الفرقة تقريبًا كنا خمسة موجودين في المظاهرة، وكل شخص أخذ زاوية لأجل التصوير وبدأت المظاهرة وحضرها الكثير من الضباط المنشقّين من بينهم المقدم أحمد سعود والمقدم فارس بيوش من كفرنبل والنقيب علي السلوم من حيش، وأعتقد كان موجودًا ضابط من عائلة عفيف وكان يوجد فيها الكثير من الضباط والكثير من نشطاء الثورة، وكان [الإعلامي] هادي العبد الله موجودًا وألقى كلمة خلال المظاهرة، وكانت المظاهرة تضمّ ليس فقط أبناء معرة النعمان وإنما أبناء المنطقة بشكل عام، وجميع المناطق جاءت إلى المظاهرة وكانت المظاهرة في ساحة الحزب ولم تكن على الطريق الدولي ولا في ساحة الجامع الكبير، لأن ساحة الجامع الكبير لا تتّسع لهذه الأعداد.
ونحن انتهينا من التصوير وانتهت المظاهرة وذهب الناس ونحن ذهبنا إلى مقر الفرقة نحن إعلاميي الفرقة ثم سمعنا أصوات إطلاق رصاص في مكان وجود المظاهرة لأننا قريبون من ساحة الحزب، وسأل الشباب على القبضات اللاسلكية وقالوا إنه: يوجد اشتباك بالأيدي بين سامح السماحي شقيق العقيدين علي ويوسف السماحي، جبهة النصرة هجمت عليه وضربته وطبعًا سامح كان مع الفرقة 13، والأمر الذي حصل في تلك الأثناء أن جبهة النصرة بعد أن انتهينا من المظاهرة جاءت إلى الساحة وكان موجودًا عشرة أو 12 شخصًا من جبهة النصرة وبدؤوا يهتفون الهتافات الإسلامية وأن جبهة النصرة مستمرة وباقية وكانوا يهتفون ضد الفرقة 13 والعلمانيين، وكان سامح موجودًا واعتدوا عليه وضربوه على وجهه وأدموه وتدخّل العقيد علي السماحي -رحمه الله- وهو كان شقيق سامح وقال لهم: عليكم فض الاشتباك، ثم ذهبوا إلى مقر الفرقة.
وفي هذه الأثناء عندما وصل الخبر لأبو محروس طلب من عناصر الفرقة جميعًا الاستنفار وكادوا يهجمون على جبهة النصرة، والفصائل الموجودة في المعرة مثل فيلق الشام وعباد الرحمن والأحرار من باقي الفصائل جاءت إلى مقر الفرقة وقابلت أبو محروس المقدم أحمد سعود وقالوا له: علينا تهدئة الوضع وسوف نرى من الذي اعتدى على سامح السماحي، وبالفعل هذا هو الذي حصل، وحتى إنه كان يوجد صيحات على قبضات اللاسلكي بين عناصر جبهة النصرة وعناصر الفرقة 13 وكان عناصر الفرقة يتوعّدون عناصر جبهة النصرة، وبعدها هدأ الوضع في جمعة الثورة مستمرة في تاريخ 4 آذار/ مارس ولكن استمرت المشاحنات، يعني في المعرة كنا نرى عناصر جبهة النصرة ينظرون إلينا بأعين غاضبة يزوُرونا (ينظرون إلينا شزَرًا) وكانوا يريدون افتعال مشكلة مع الفرقة 13 ولكن بطريقة لا يكونون هم فيها أساس المشكلة.
والذي حصل في جمعة "تجديد العهد" كانت هذه الجمعة بعد جمعة الثورة مستمرة وكان تاريخها 11 آذار/ مارس أيضًا تم التجهيز لمظاهرة مماثلة لمظاهرة الثورة مستمرة ولكن بغياب الضباط لأن المقدم أحمد سعود كان في هذه الأثناء موجودًا في تركيا ولكنه أوصانا أن تكون الأعداد كبيرة وطلب من باقي الإعلاميين والتنسيقيات الموجودة حول المعرة الذهاب إلى المعرة، وبالفعل الذي حصل أنه حصلت المظاهرة ولكن أبناء الريف لم يأتوا إلى المعرة والمظاهرة كانت كبيرة بعض الشيء، ولكن بعد بداية المظاهرة وطبعًا نحن الإعلاميين كنا منتشرين في المظاهرة لتصويرها وتغطيتها من جميع الجوانب، وسمعنا أصوات أبواق السيارات والدراجات النارية فكان عناصر جبهة النصرة قادمين من شارع الكورنيش وجميعهم معهم الرايات السوداء ومكتوبًا عليها: لا اله إلا الله محمد رسول الله، ويكبّرون ويريدون الدخول إلى مظاهرتنا، وطبعًا نحن كانت هتافاتنا: الشعب يريد إسقاط النظام، و: الله سوريا حرية وبس، وهم كانت هتافاتهم: لا اله إلا الله محمد رسول الله، وتكبير، وهذه كانت هتافاتهم المختصرة، وأنا كنت على سطح مبنى الحزب والساحة كلها مكشوفة أمامي وبدأت أقوم بتصوير جبهة النصرة وهي تدخل إلى المظاهرة حتى تندمج مع المظاهرة [الأولى] وأول شخص دخل من جماعة النصرة كان معه الراية السوداء وصعد على المنصة المخصصة للمتظاهرين ورفع العلم الأسود وبدأ يقول: تكبير، وهنا كانت الهتافات قريبة من بعضها إلى حد كبير، ولكن الذي حصل أن عناصر جبهة النصرة الذين كانوا خلف هذا الشاب حاولوا الاشتباك بشكل مباشر مع المتظاهرين، يعني دخلوا مباشرة ويريدون افتعال مشكلة وحتى إنه كان معهم أخشاب وأسلحة بيضاء وأكثرها كانت عبارة عن عصِيّ.
وبدأت جبهة النصرة تضرب المتظاهرين، وحاول بعض الشباب المتظاهرين التهدئة ولكن تطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي بشكل كبير ثم تدخل العناصر الأمنيون الذين كانوا موجودين حول المظاهرة وقاموا بفض الاشتباكات بالأيدي، وأنا عندما كنت أقوم بالتصوير كان يوجد أحد عناصر جبهة النصرة يريد الإمساك بعلم الثورة وإنزاله من يد أحد الأشخاص الذي كان يرفعه، ويدعس عليه، وهنا كان يوجد أربعة أشخاص موجودين حول الشخص الذي يرفع علم الثورة وقاموا بضرب عنصر جبهة النصرة وأدموه ومنعوه من الاعتداء على علم الثورة، وهنا هدأ الوضع وجميع عناصر جبهة النصرة انسحبوا ولم نرَهم، وخاصة القياديين أبناء المدينة مثل فواز الأصفر وأشخاص آخرين كانوا موجودين في المظاهرة من أبناء المعرة، وبعد أن انتهت المظاهرة كان يوجد توعّد من قبل جبهة النصرة بإزالة عناصر الفرقة وكانت هذه هتافاتهم داخل المظاهرة أنه: نحن سوف نقضي عليكم كما قضينا على جمال معروف، وهذا الكلام كان عبارة عن إنذار للفرقة 13.
وطبعًا عناصر الفرقة 13 في هذه الأثناء أغلبهم كان موجودًا على الجبهات وكان العدد الموجود في المعرة جدًا قليلًا، وكان يوجد عناصر موجودون في مارع مُحاصرون خلال حرب "داعش" في بداية عام 2016 وكان يوجد عناصر مرابطون على جبال التركمان وكان يوجد عناصر في ريف حلب وريف حماة، يعني غالبية عناصر الفرقة كانوا غير موجودين في المعرة وخاصة أبناء المعرة، كانوا موجودين في مارع في ريف حلب الشمالي، وجبهة النصرة حاولت اغتنام هذه الفرصة.
والذي حصل أنه في يوم السبت في تاريخ 12 آذار/ مارس عام 2016 أنا كان عندي صديقي في لواء الأمة -الذي انضمّ هذا اللواء لاحقًا إلى جبهة النصرة- وفي أحد المعارك قُطعت يده وكنا دائمًا نزوره لأنه موجود قريب من حيّنا وهو صديق لمجموعة أصدقائي وكنا دائمًا نذهب إليه، وفي أحد الأيام كنت عنده ودخل شخص من عناصر لواء الأمة يُدعى أبو زهير البم وهذا شاب من عمرنا وأكبر مني بسنتين، وجلسنا وبدأنا نتحدث في أمور السياسة الخاصة به بما أنه من جبهة النصرة وأنا تابع للفرقة 13، وقال إنه: أنتم مشروعكم ليس على حق وأنتم علمانيون وأنتم تدعُون إلى الديمقراطية والحرية وكل هذه الأمور مُنافية لديننا ولشرعنا، وأنا حضرت في تلك الأثناء خلال وجودي عند صديقي يعقوب الكثير من الجلسات وخاصة عندما يكون فيها عناصر من جبهة النصرة من أبناء المدينة وقلت لأبو زهير: أنتم إلى ماذا تدعون حتى أعرف؟ فقال: نحن ندعو حتى تقوم الدولة الإسلامية، فقلت له: وماذا تختلفون عن "داعش" الآن؟ فقال: إن "داعش" مُغالية أكثر منا، فقلت له: يعني أنتم مُغالون؟ فقال: لا، ليس كذلك ولكن "داعش" لها طريق آخر، ونحن وصلنا إلى نقطة أنه يجب علينا إغلاق النقاش، وقلت له: أبناء الثورة التي قامت وصاحت بالحرية الآن تجدهم موجودين في الفرقة 13 وباقي الفصائل، وأنت يا أبو زهير كنت سابقًا تتمنّى أن تنضمّ إلى الفرقة 13، وانتهى الحوار.
وأنا خرجت من عند يعقوب الساعة التاسعة ليلًا ووصلت إلى شارع عندنا في المعرة اسمه شارع الإنترنت لأنه كان يوجد فيه الكثير من مقاهي الإنترنت، وسمعت مآذن الجوامع تصيح، وأنا في البداية لم أكن أعرف ماذا يقولون، ولكن الشيخ مراد تناري كان مُصابًا وموجودًا عند أحد أقربائه الموجودين في هذا الشارع، وقال لي: يا عبد القادر إن جبهة النصرة قامت بمحاصرة المعرة من كل الجهات وبدأت تقتحم المعرة حتى تقضي على الفرقة 13، يعني هذا كان بتاريخ 12 آذار/ مارس والأمور كانت جدًا متوتّرة وعناصر الفرقة لا يوجد منهم أحد في المعرة، فقلت له: ما هو الحل الآن؟ وماذا سوف نفعل؟ فقال: يجب علينا إيقافهم فقلت له: كيف وما هو الحل؟ ولا يوجد أحد من عناصر الفرقة حتى يقاتل، فقال: ليس لنا إلا أن يقوم الشعب بالمظاهرات، فقلت له: ولكن لا يوجد أحد، فقال: أنا وأنت موجودون.
ومباشرة نزلنا إلى شارع الكورنيش إلى دوار الزهراء والشيخ مراد كانت إصابته في خاصرته، وكان يوجد شظيّة، هو خلع البيجاما وبقي في الثياب الداخلية وأصبح يهتف ويقول: هيا كبّر، وأنا بدأت أكبّر ونمشي في الشوارع وبدأ الناس يجتمعون حولنا، أصبحنا ننادي على القبضات اللاسلكية: يا أهالي المعرة الموجودين داخل المعرة، [جبهة] النصرة تريد اقتحام المعرة وتريد قتل أبناء المدينة، ومن يحبّ الله والنبي والثورة يجب أن يخرج حتى يتظاهر، وأنا بما أنني كنت في شارع الإنترنت مباشرة فتحت هاتفي وتواصلت مع المقدّم أحمد سعود وسألته إذا كان يعرف التفاصيل، فقال: إن جبهة النصرة أحضرت الكثير من العتاد ولم نكن نعرف في البداية نوع العتاد ولا أعدادهم، ولكن هم قرّروا القضاء علينا بالفعل، وأنا سألته عن الوضع فقال: أنا أتواصل مع الفصائل الموجودة في المعرة، والشيخ أحمد علوان في هذه الأثناء كان له موقف جدًا جدّي ويُحتذى به، أنه على القبضات اللاسلكية بدأ يقول: إن عناصر جبهة النصرة هم بُغاة ويجب قتالهم أو ردّ صِيالهم، وكانت هذه نقطة [جيّدة] أن الشيخ أحمد علوان لأول مرة يُفتي ضد النصرة، وكانت نقطة جدًا جيّدة ولكن لم يكن يوجد أحد حتى يتجاوب مع هذا الأمر.
واستمرينا في المظاهرة في شارع الكورنيش عند دوار الزهراء، ونحن وصلنا خبر أن جبهة النصرة موجودة في آخر شارع الكورنيش على الطريق الدولي بالقرب من المخفر، ونحن في المظاهرة طبعًا أنا كان معي الكاميرا وبدأت أصوّر خلال المظاهرة وأهتف، ونحن وصلنا إلى نهاية شارع الكورنيش باتجاه شارع المساكن والطريق الدولي، وبالفعل كان يوجد الكثير من العناصر لجبهة النصرة وكانوا منتشرين على الطريق الدولي، وكانوا جميعهم مسلحين ويوجد سيارات مثبّت عليها رشاشات ثقيلة 23 و 14 ونصف، وأنا الذي استغربته أنه في هذه الأثناء كنت أنظر إلى عناصر النصرة فوجدت أبو زهير البم، هذا العنصر من لواء الأمة الذي كنا نتحدث [معه] سابقًا عند يعقوب، وهو كان موجودًا في المقدمة واستغربت من وجوده هنا، لأننا كنا نتحدث منذ قليل ونحن هنا كنا نطالب جبهة النصرة وكان موجودًا الشيخ عبد المعطي الأسعد قائد لواء عباد الرحمن وكان موجودًا الدكتور عمرو الجندي قائد الأحرار وأمير الأحرار في معرة النعمان، وبما أنه كانت علاقتي بعض الشيء جيدة مع الدكتور عمرو أنا سالت الدكتور عن الوضع فقال: نحن تواصلنا مع قيادة الأحرار وقالوا إنهم سوف يرسلون رتلًا لفك النزاع إلى المعرة حتى يمنعوا جبهة النصرة من الاقتحام، وسألته: وماذا عن الفيلق (الشام)؟ فقال: الفيلق سوف يرسل رتلًا من جبل الزاوية إلى المعرة ولكن نحن يجب علينا الآن الصمود، وكان موجودًا ملازم أول اسمه حسين الجمال استُشهد لاحقًا -رحمه الله- وقال لي الملازم حسين: هل يوجد معك هاتف؟ فقلت له: نعم، فقال هيا نذهب حتى نتكلم، يجب علينا التواصل مع قيادة صقور الشام الموجودين في جبل الزاوية حتى يرسلوا أرتالًا إلى المعرة، وبالفعل ذهبنا إلى مشفى السلام الذي كان قريبًا من مكان المظاهرة وحاولنا التواصل ولم نستطع التواصل، وأنا في هذه الأثناء فتحت الإنترنت من المشفى وتواصلت مع المقدم أحمد ووضعتُه بـ [صورة] آخر التطورات وقلت له ماذا حصل، وقلت له إنه يوجد أرتال سوف تدخل من قبل أحرار الشام والفيلق والصقور إلى المعرة، وطبعًا في البداية قال لي المقدم أحمد: لن يأتي أحد، فقلت له: الآن كان يقول الدكتور عمرو والشيخ عبد المعطي وحسين جمال [إن الأرتال ستأتي] فقال: جميعهم كذّابون، وقال: لن يأتي أحد لأن الأمر جاء من قيادة جبهة النصرة بعدم التدخّل.
وأنا بصراحة استغربت من كلام المقدم، أنه: هل من المعقول أنه يئس إلى هذه الدرجة؟ وعناصر فيلق الشام الذين كانوا موجودين عندنا في المعرة ولواء عباد الرحمن نشروا بعض النقاط داخل المدينة هم والأحرار ونشروا نقطة عند حاجز الدلة على المدخل الشمالي لمعرة النعمان ونشروا نقطة جنوب المعرة ونشروا على رأس شارع الكورنيش نقطة، و[قالوا:] إنها حواجز موجودة لعناصر الفيلق لفضّ النزاع، والذي حصل أنني لاحقًا عرفت من أصدقائي الذين كنت معهم سابقًا في كتيبة بيت المعمار أنه يوجد شخص من جبهة النصرة يدعى أبو القاسم جاء إلى حاجز الفيلق وقال لهم: ماذا تفعلون هنا؟ هل جئتم لفض النزاع؟ وقال: لا تخافوا نحن مع الأيام سوف نأتي ونقضي عليكم ولكن في تلك الأثناء لن تجدوا أحدًا حتى يأتي ويقوم بفضّ النزاع، وهو كان تهديدًا مباشرًا لعناصر الفيلق، وطبعًا عناصر الفيلق الساعة 12 انسحبوا من كافة الحواجز الطيّارة (المؤقتة) ونحن بقينا في الساحات والشيخ مراد تناري أيضًا كان موجودًا معنا رغم إصابته وهو كان ينزف، وكان موجودًا معنا في المظاهرة، وفي هذه الأثناء أصبحوا يقولون إن عناصر جبهة النصرة يقتحمون من الجهة الغربية لمعرة النعمان من طريق كفرروما، ونحن ذهبنا جميعًا وكنا تقريبًا عدد المتظاهرين 100 شخص، ونحن وصلنا إلى طريق الصناعة كفرروما وكان يوجد رصاص خطّاط يخرج من اتجاه كفرروما باتجاه السماء، وكان يتم إطلاق النار في الهواء ونحن كنا فقط نرى الرصاص ولا نسمع أي شيء، ونحن بقينا في الساحة في ساحة الصناعة على طريق الصناعة واستمرينا حتى قالوا إن جبهة النصرة تقتحم من جهة البريد من حاجز البريد وسوف تدخل إلى المعرة، يعني نفس دخول الجيش في عام 2011 في الشهر الثامن، وبالفعل دخلت جبهة النصرة وعندما وصلت إلى ساحة المتحف إلى المربع الأمني السابق الذي كان موجودًا -وطبعًا المتحف لم يكن أبدًا مع الفرقة وكان مع كتيبة بيت السعيد- والذي حصل أن جبهة النصرة انتشرت في هذه المنطقة ووضعوا القناصين على البريد، وطبعًا يقابل البريد مقر العقيد علي السماحي وهم نصبوا القناصات والرشاشات في هذه المنطقة، وطبعًا العقيد علي السماحي هو مع الفرقة 13، وأخذوا المقرات وأخذوا ينصبون أسلحتهم مقابل مقرات الفرقة 13، وطبعًا لم يكن يوجد أحد موجودًا في المعرة من الفرقة 13 إلا العقيد علي السماحي لأنه كان موجودًا مع أخيه العقيد تيسير وكان العقيد تيسير ليس منضمًّا مع الفرقة ولكن كان مواليًا للفرقة وهو يعمل في المخفر، وحصل اشتباك متبادل بين الطرفين ونحن بقينا في المظاهرات وذهبنا إلى ساحة الحزب مرة ثانية وأصبحنا نحاول أن نجمع أكبر عدد ممكن من الأهالي الموجودين في المعرة، وحتى إننا أصبحنا نقوم بشيء مثل الفوضى وبدأنا نطرق أبواب الدكاكين ونقوم بالضجيج داخل المعرة حتى ينزل الناس لأن جبهة النصرة قررت كما تكلّم المقدم أحمد أنها سوف تقضي على الفرقة 13.
نحن استمرت مظاهراتنا حتى الساعة 3:00 تقريبًا وأنا في هذه الفترة ذهبت إلى مقر العقيد علي من الحارات واستطعت الوصول إلى المقر، وكان موجودًا بعض الأشخاص من فصائل أخرى وليس فقط من الفرقة، وسألتُهم عن الوضع فقالوا إن عناصر جبهة النصرة الآن دخلوا إلى مقبرة الشيخ حمدان التي هي بجانب المقر، وهم الآن يحاصرونها من الجهة الجنوبية من البريد، فقلت لهم: وما هو العمل؟ الآن فقالوا: لا نعرف ولكن إن شاء الله لن يدخلوا إلا على جثثنا.
هنا أصبحت الساعة 3 والمتظاهرون بُحّت أصواتهم ولم نعد نستطيع الكلام، وأنا عدت إلى المنزل وعاد المتظاهرون إلى منازلهم وقالوا إن جبهة النصرة بما أنها جلست في مكان الجيش (النظام) فإنها سوف تفعل كما فعل الجيش، وفي اليوم الثاني سوف تقوم بعمليات اعتقال، ومع الأسف جبهة النصرة كانت تواصل عملياتها وكانت معسكرات الفرقة 13 موجودة في الحامدية وليست في المعرة، وجميع أرتال جبهة النصرة كانت موجّهة باتجاه الحامدية، وكان يوجد أرتال بسيطة عندنا في المعرة، ونحن هذا الأمر عرفناه لاحقًا وكان تقريبًا يوجد بحدود 40 شخصًا داخل هذه المعسكرات ومعسكرات الأسلحة، من بينهم كان موجودًا رُماة التاو ورماة الفاغوت، يعني الأسلحة المضادة للدروع وجبهة النصرة حضّرت في هذه الأثناء حوالي 2000 مقاتل للهجوم على الفرقة 13، وكان يوجد سيارتان مفخختان لأجل استخدامهما في المعسكرات إذا حصل استعصاء وهي وضعت على تلة بنصرة وهي تلة مقابلة للمعسكرات قاموا بنصب مدفع 57 والأسلحة التي استخدمتها جبهة النصرة بالفعل كما قال الكثير من أهالي المعرة إنه لو تم استخدام هذه الأسلحة ضد النظام لكانوا استطاعوا إرجاع النظام إلى الشام، ونحن بعد أن عدنا في الساعة الثالثة أنا وصلتني رساله من أخي جمعة في لبنان وقال لي إن مقرات الفرقة 13 سقطت ويوجد عناصر من جبهة النصرة قُتلوا وأنا قلت له: [غير صحيح] ونفيت هذا الخبر في البداية، وقلت له إنه لا يوجد شيء ونحن الآن عدنا والنصرة موجودة الآن فقط في المتحف والبريد، وأنا نمت الساعة 3 واستيقظت الساعة 5:00 على صلاة الفجر ولم أستطيع النوم كثيرًا، وهنا بدأت الأخبار تتوارد بشكل متتالٍ على مواقع الفيسبوك.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/16
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/12-24/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آذار/ مارس 2016
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-مدينة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فيلق الشام
جبهة النصرة
حركة أحرار الشام الإسلامية
الفرقة 13
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش