الموقف الدولي بخصوص الحل السياسي والتنافس في صفوف المعارضة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:51:22
أريد أن أقول إنه منذ بداية باكورة مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي حدث في تونس كان يوجد رسالتان أساسيتان إلى المجلس الوطني السوري بشكل خاص وإلى السوريين بشكل عام السوريين الذين هم مع الثورة والذين هم جزء من الثورة والذين هم الثورة، أولًا ضرورة الحل السياسي وهذا يعني أنه لا يوجد هناك حل عسكري، وثانيًا ضرورة وحدة المعارضة، وهاتان الرسالتان مهمتان لأنهما أولًا تعكسان نوعًا من القلق موجودًا عند الدول تجاه الحالة الموجودة في سورية، والقلق الأول أنهم إما أنهم لا يرون احتمالية حدوث تغيير عسكري أو حسم عسكري أو أنهم لا يريدون أن يكون هناك حسم عسكري وتغيير بالشكل الذي تريده الثورة، وفي الحالتين كانت الرسالة واضحة من قبل هذه الدول، وربما بعض الدول وإن كانت داخليًا تريد التغيير إلا أنه رسميًا وسياسيًا لا تستطيع الحديث إلا بالحل السياسي لتلبية تطلعات الشعب السوري وهذه كانت الرسالة الأولى.
الانطباع العام عن رسالة الحل السياسي لم تكن إيجابية ضمن دوائر المجلس الوطني والدوائر الثورية لأن مفهوم الحل السياسي يعني بالضرورة احتمالية عدم إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه واحتمالية التعايش بصيغة معينة مع صيغة جديدة تجمع النظام والمعارضة واحتمالية عدم التغيير الحقيقي الذي يسعى له الناس والسوريون الثوريون في ذلك الوقت سواء أكانوا ثوريين أو كانوا معارضة أو مجلسًا وطنيًا، كانوا متأثرين جدًا بالذي حصل في ثورات الربيع العربي ورأوا أنه في تونس حصلت وفي مصر حصلت واليمن ستحصل وفي ليبيا الأمور حصلت ولماذا نحن في سورية سوف يكون وضعنا مختلفًا؟ أيضا نحن ممكن أن يحصل عندنا التغيير.
على الرغم [من أننا] نتذكر ما قاله روبرت فورد لقادة المعارضة في 30 نيسان/ أبريل/ 2011 يعني بعد ستة أسابيع من بدء الثورة، وهذه بداية الأسس [التي] استمرت حتى هذه اللحظة يعني أسس السياسة الأمريكية، ما يدلّ على أنه يوجد شيء معيّن كان واضحًا منذ البداية عند هذه الدول يمنع حدوث حسم عسكري من طرف تجاه الطرف الآخر، وهذه كانت الرسالة الأولى.
موازين القوى على الأرض إذا أردت أخذها من وجهة نظر عسكرية بحتة كانت في مصلحة النظام أكثر منها في مصلحة المعارضة لأن النظام عنده جيش وبنية تحتية للدولة وعنده سلاح ثقيل وسلاح نوعي وعنده طائرات وصواريخ، يعني لا يوجد مقارنة في الشيء الموجود عند النظام بالمقابل الجيش الحر في ذلك الوقت كان يعتمد أكثر على زخمه الشعبي والحاضنة الشعبية وقدرته على إحداث الانشقاقات داخل الجيش، وهذا الأمر سوف أتكلم عنه فيما بعد، وهذه الانشقاقات على الرغم من أنها كانت مهمة وبعدد كبير إلا أنها في الحقيقة لم تؤثّر على النواة الصلبة للجيش الذي كان مواليًا للنظام ولا يزال مواليًا للنظام، وإذا أردنا النظر إلى موازين القوى بشكل موضوعي والنظر إلى المشهد من الخارج فأستطيع أن أقول إنه ما زالت في تلك اللحظة موازين القوى هي في صالح النظام وليست في صالح المعارضة ولكن نحن نقول هذا الكلام ونحن نشهد أسبوعًا بعد أسبوع أن فصائل الجيش الحر تقوى أكثر ويكون هناك وعود بالدعم وتحرير لبعض المناطق والنظام يضطرب في بعض المناطق ولا يستطيع الدفاع عنها كما يريد، وأصبح يوجد هذا الشعور أنه نعم قد تكون الآن موازين القوى ليست في صالحنا ولكن شيئًا فشيئًا نحن نقترب من نقطة التوازن وربما بعدها سيُقلب الميزان إلى صالحنا.
أنا أذكر أنه كان يوجد نقاشات مع الأستاذ رياض الترك ضمن إعلان دمشق خلال هذه الفترة أنه كان دائمًا يوجد انتباه لهذه النقطة أنه متى نصل إلى نقطة التوازن التي بعدها يمكن أن يكون هناك إمكانية لانقلاب موازين القوى؟ لأنه إذا لم تصل إلى هذه النقطة لن تنقلب موازين القوى عسكريًا طبعًا، وطبعًا المقصود بها عسكريًا ليس فقط عسكريًا وإنما بالزخم الشعبي والزخم الثوري والزخم السياسي والزخم الدبلوماسي أنه ربما نصل إلى تلك النقطة وعندها يمكن أن يكون هناك انقلاب لموازين القوى.
في البدايات كان موقف الإعلان هو نفس الذي كان على أساسه موقف كتلة إعلان دمشق في المجلس الوطني، وكان يوجد هناك حذر شديد جدًّا من التوجّه إلى الحل السياسي، وفي هذا الشأن كان موقف الإعلان وموقف الإخوان (المسلمين) جدًا قريبينِ من بعضهما بما يتعلق بمفهوم الحل السياسي وفكرة الحل السياسي، وأنا طبعًا يعني نحن كنا مقتنعين في ذلك الوقت أنه إذا كان هناك إمكانية للتغيير فلماذا نذهب إلى احتمالات الحل السياسي؟ وأنا إذا [كنت] أستطيع أن أحصل على التغيير 100% فلماذا سأذهب إلى الحل السياسي الذي يعطيني أقل من هذه النسبة؟ وأنا أحلم بالتغيير وعملي في إعلان دمشق وفي الحركة وفي كل شيء هو من أجل التغيير وجاء الشعب السوري وقام بثورة مستحيلة لا أحد كان يتوقّعها، وأنا هنا أستخدم مصطلح ياسين الحاج صالح لأجل فقط الأمانة العلمية ولكن فعلًا أعجبني هذا المصطلح لأنه في ذلك الوقت هذا الشيء كان مستحيلًا لا أحد كان يتخيّله حتى النظام نفسه بكل أجهزته الأمنية لم يكون يتوقع أن تحصل ثورة وهي ثورة كانت مستحيلة الحدوث ومستحيلة الاستمرار ومستحيلة البقاء، وبما أنها حصلت فلماذا أنا أذهب إلى حل سياسي؟ أنا دعني أستنفد إمكانية التغيير وهذه كانت الفكرة الأساسية، ولذلك الدول كانت تقولها ونحن يوجد شيء في داخلنا يصدّ هذه الفكرة سواء كقادة إعلان دمشق أو المجلس الوطني وهذا الشيء كان يترافق مع دعم لهذه الفكرة سواء ضمن المكونات الأخرى وعلى رأسها الإخوان أو الحراك الثوري الذي كان لا زال يعتبر أن موضوع الحل السياسي ليس مطلبه على الإطلاق وهو يريد التغيير، التغيير بكل معنى الكلمة، وكان لا يزال سقفه أعلى فيما يتعلق بالحل السياسي.
الآن من السهل على الإنسان أن يتكلم بعد سنوات حول هذا الموضوع ولكن في وقتها أنا أرى أنه ربما الناس الذين كانوا يفكرون إلى الأمام أكثر ويفهمون معنى النظام السوري وما هي شبكة العلاقات التي نسجها إقليميًا ودوليًا وكيف هو جعل العديد من القوى الإقليمية معتمدة على وجوده كأداة وظيفية مهمة، وهذا كله كان ربما يجعلنا نفكّر أكثر في آلية وإمكانية حدوث التغيير الذي نحن نسعى له ولكن في وقتها كان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة أو فوق صوت الثورة أو فوق صوت المظاهرة أو فوق صوت الثوريين كانوا إلى حد كبير أستطيع أن أقول إنه في ذلك الوقت كان الشارع هو المؤثّر الأساسي على القادة السياسيين وليس العكس.
الرسالة الثانية التي هي وحدة المعارضة وهذا أيضًا كان يعكس قلقًا لأنه منذ اليوم الأول للثورة كان العالم يرى كم حصلت مخاضات من أجل الوصول إلى قيادة منذ بداية 15/ 3 حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وأنا أتكلم عن فترة ليست سهلة من ناحية الزمن ومن ناحية الأحداث ومن ناحيه المحاولات التي حصلت من المؤتمرات والجهود الكبيرة جدًّا والمُفترض أنها لا تأخذ إلا أسبوعًا مع المعارضة السورية ولو [أن] هذا كانت تحلم فيه طيلة حياتها فكيف تأخذ كل هذه الفترة؟ المفروض [أنه] أصبح يوجد لدينا شيء في الداخل قبل أن نفكر بشيء في الخارج و إذا لا يوجد شيء في الداخل فإن المفروض على الذين في الخارج إذا [كنت] لا أريد أن أقول أسبوعًا فإنها أسبوعان، ولكن لماذا هذا المخاض العسير الذي حصل؟ وكما يقول الدكتور برهان غليون أصبح مثل الولادة القيصرية يعني بمعنى غير طبيعية لهذا المجلس الوطني ومع ذلك الناس جدًّا احتفت به ولكن الدول التي تفكّر وعندها باحثون ومراكز أبحاث هي تنظر إلى الثورة كيف تسير وتراقب كل تفصيلاتها وتشعر بقلق أنه صحيح أصبح عندهم مجلس وطني ولكن نحن نعرف ماذا تفعل هذه المكونات ونعرف أنه منذ اليوم الأول بدأت هذه المكونات تعمل لصالحها أكثر من صالح المؤسسة وبدأ أشخاص من خارج المؤسسة -لأنهم غير موجودين في مراكز القرار في المجلس الوطني- بدؤوا يعملون بالمجلس الوطني وهنا حتى البعض منهم كان داخل المجلس الوطني ولكن لأنه ليس في مركز القرار بمعنى أنه ليس في الأمانة العامة أو المكتب التنفيذي كان عنده مشكلة في هذا الشيء، والكل كان تحت انطباع أن أمورنا اقتربت كثيرًا، يعني النظام على وشك السقوط، وبالتالي الذي يكون في مركز القرار ويكون في الصف الأول هو الذي سوف يكون له حظوة أكثر في مرحلة ما بعد التغيير أو مع بداية التغيير وهذا جعل هناك شغفًا غير طبيعي من شخصيات حتى كان لها ماضٍ نضالي مهم في المعارضة أن يكون لها اهتمام أن تكون في مراكز القرار أكثر من دعم المؤسسة التي من المفترض أن تكون هي الممثلة للثورة، وهذا الشيء طبعًا يحتاج إلى عقليات كبيرة وعقليات لا أريد أن أقول رجال دولة لأنه لم تحصل الفرصة ولكن عندهم مفهوم رجال الدولة ورجال الثورة، يعني الذي يريد أن يعمل من أجل الثورة يجب أن يعرف تمامًا أن هدفه الأساسي هو أن تنجح الثورة لأنه إذا لم تنجح الثورة فلا يمكن لأي مشروع يحمله يستطيع تطبيقه وبالتالي منطقيًا يجب أن تنجح الثورة وهو يعمل بشكل أساسي من أجل أن تنجح هذه الثورة.
أنا عندما أتكلم عن وحدة المعارضة أو عندما الدول التي تعطي هذه الرسائل ابتداء من تونس.
في شهر شباط/ فبراير/ 2012 كان شهرًا جدًّا مهمًّا بالنسبة للثورة السورية، أولًا كان هناك اجتماع أصدقاء سورية في تونس على ما أعتقد وكان يوجد فيه هذه الرسائل، وطبعًا من هنا بدأت عندنا تتوضّح ما معنى وحدة المعارضة، والمجلس الوطني كان يعاني في هذا الموضوع تحديدًا بما يتعلق بوحدة المعارضة، كان يعاني من أربع مشكلات أساسية، أولًا الموقف من القضية الكردية ومكان الكرد في هذا الجسم أو في الجسم الثوري، وثانيًا هيئة التنسيق باعتبارها تمثّل عددًا من الأحزاب السياسية المعارِضة تاريخيًا للنظام وموجودة في الداخل لم تقبل أن تكون جزءًا من المجلس الوطني وبنفس الوقت كانت تعمل على مسار موازٍ ضد المجلس الوطني من خلال التواصلات مع الدول ومن خلال محاولة إعطاء الانطباع أن هؤلاء يغلب عليهم لون واحد بمعنى الإسلامي وأنهم معارضة خارج يريدون القدوم على الدبابات وأنهم يؤمنون بالحل العسكري ولا يؤمنون بالحل السياسي وأنهم مدعومون من الدول التي تريد أن تقوم بتغيير النظام وهذا يُعتبر موسيقا لآذان بعض الدول ويصبح عندها شعور وخصوصًا بعض الدول التي تخاف من التيار الإسلامي المحافظ وبعض الدول التي عندها مشكلة في أن يحصل هذا التغيير الذي ربما يساهم في طغيان لون واحد على بقية الألوان، وهذا الأمر كانت جدًا تلعب عليه هيئة التنسيق سواء داخل سورية في لقاءاتها مع ممثلي السفارات الذين هم موجودون ويُعتبرون حلفاء للنظام أو من السفارات الأخرى أو من ممثليها في الخارج الذين كانوا أيضًا يتواصلون بشكل دائم مع هذه الدول، ومنذ اليوم الأول وهذه النظرة كانت موجودة عند هيئة التنسيق حتى قبل الثورة، أنها تريد أن تضع لنفسها براند أو ماركة، وأنا أقصد الأحزاب التي أسّست، يعني هيئة التنسيق في مكوناتها الأساسية قبل الثورة هذه المكوّنات أيضًا لعبت نفس الدور عندما تكلمنا عن موضوع إعلان دمشق.
إذن عندنا الموضوع الكردي وعندنا موضوع هيئة التنسيق وعندنا البناء بمعنى الجهات أو الأفراد أو الأشخاص أو التيارات أو المجموعات التي هي غير ممثَّلة في المجلس الوطني وتَعتبر أنها يجب أن تكون داخل المجلس الوطني، والشيء الرابع الأشخاص داخل المجلس الوطني ولكنهم لا يعتقدون أنهم في المستوى المطلوب من مركز اتخاذ القرار.
أريد أن أذهب إلى النقطة الأولى لأنني أعتقد أنها لعبت دورًا كبيرًا في إضعاف الموقف السياسي للمجلس الوطني وإضعاف الانطباع عنه ضمن المجتمع الإقليمي والدولي.
نحن نعرف أن الموضوع الكردي هو موضوع له الكثير من التشعّبات الإقليمية ويوجد عندهم لوبي كبير ضمن أوروبا والولايات المتحدة ودائمًا يوجد هناك دعم لحقوق الأكراد في الدول الموجودين فيها سواء العراق أو إيران أو سورية أو تركيا، لذلك كان الموضوع حسّاسًا مع بداية الثورة وكان هناك الرسائل أنه يجب أن يكونوا جزءًا من الجسم أو الكيان السياسي، والحوارات الابتدائية المبدئية التي حصلت أثناء التحضير للمجلس الوطني السوري أو عندما تشكّل لم تصل إلى نتيجة والسبب أن الأحزاب الكردية في ذلك الوقت رفعت سقفها رفعت سقف مطالبها وكانت تطالب أكثر وأكثر بموضوع الفيدرالية أو اللامركزية السياسية ووضعته كمطلب أساسي، وبعد تقريبًا شهر من تشكيل المجلس الوطني السوري تشكل المجلس الوطني الكردي في تاريخ 26/ تشرين الأول/ أكتوبر/ 2011 وتشكّل هذا المجلس في أربيل بدعم ورعاية من الزعيم الكردي مسعود البرزاني الذي كان هو رئيس إقليم كردستان في ذلك الوقت وأيضًا هو داعم بشكل أساسي للحزب نستطيع أن نعتبره التاريخي الكردي في سورية الذي هو جزء من حزب بارزاني أو نفس توجّهات حزب البارتي أو الحزب الديمقراطي الكردي.
طبعًا حصلت محاولات للتعاون وكانت حلقة الوصل إلى حد ما هو وجود الدكتور عبد الباسط سيدا ضمن المجلس الوطني، والدكتور عبد الباسط هو موجود كمستقل وهو فيما سبق كان عنده أحزاب ولكنه موجود أكثر بصفته المستقلة والأكاديمية ولكن طبعًا يوجد علاقات مع الأطياف الكردية بشكل كبير وفي الزيارة التي ذهب فيها رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان إلى أربيل وحصل فيها لقاء مع الرئيس مسعود البرزاني أيضًا حصل حوار ونقاشات مع رئيس المجلس الوطني الكردي في ذلك الوقت الدكتور حكيم بشار ولكن هذه الحوارات لم تصل إلى نتيجة كما ذكرت لأنه كان يوجد سقف معيّن يحاولون طلبه إخواننا في المجلس الوطني الكردي له علاقة بالفيدرالية وهذا كان يواجه إشكالية عند المجلس الوطني السوري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/24
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريالمجلس الوطني الكرديكود الشهادة
SMI/OH/129-55/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/01
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
المجلس الوطني الكردي
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
مجموعة أصدقاء الشعب السوري
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي