الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشكّل الجيش السوري الحر وبدايات تحرير المدن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:31:20

بعدما تمت المجزرة في قرية البيضا بشكل خاص ومدينة بانياس حي رأس النبع وأُحكمت القبضة الأمنية والعسكرية بشكل كبير وكُثفت الاعتقالات بين صفوف الشباب وزُرع الرعب والخوف وبدأت التقارير الكيدية من ضعاف النفوس وبعض الجواسيس والمرتزقة ضد أهلهم وأبنائهم، مُورس ضغط كبير جدًا على الثوار ولم يبقى أمامهم إما أن يبقوا في البراري وبالتالي أمام ضغوط صعبة أو الخروج إلى الخارج، وهذا يعني أن الثورة في بانياس وضواحيها نزلت إلى أدنى مستوياتها بالكامل خاصةً بعد المجزرة، أمام هذا الأمر كنت في الأشهر الأولى اضطررت للخروج والضغوط التي مُورست علي إلى مخيم ييلاداغ على الحدود التركية السورية الذي يبعد عن مدينة كسب حوالي 3 كم فقط لأتابع مسيرة الثورة التي كانت قد أخذت المنحى السلمي في المظاهرات التي كانت تُواكب المظاهرات في بقية المحافظات السورية والتي انتشرت بشكل كبير جدًا، ولم يستطع النظام كبتها أو التخفيف منها أو حتى القضاء عليها ما استطاع، وبالتالي كنا نُواكب هذه الثورات ونرفع الشعارات بما يتناسب مع المحافظات السورية، وكنا نُجهز لهذه المظاهرات بكتابة العبارات، أنا كان خطي جميل فأكتب العبارات للشباب، ويخرج عقب صلاة الجمعة بشكل كامل إضافة إلى بعض المظاهرات التي كانت تترافق مع بعض المناسبات العامة فضلًا عن يوم الجمعة.

في هذه الفترة كنا نُغطي المظاهرات نُغطيها على القنوات الفضائية وخاصة "الجزيرة" و"العربية" كانت تربطنا صداقة مع مراسل "الجزيرة" الأخ أحمد زيدان الذي استمر ورافقنا هناك لتغطية النشاطات السلمية آنذاك، لم تدخل المظاهرات أو لم تدخل الثورة المرحلة المسلحة التي استجر فيما بعد [الشعب] إليها النظام الفاجر، كانت لنا هذه الوقفات، إضافة بعد أشهر قليلة تم تشكيل الكتائب بعدما انشق المقدم حسين هرموش -رحمة الله عليه- أعتقد في بداية حزيران/ يونيو، ثم تبعه العقيد رياض الأسعد في نهاية حزيران/ يونيو على ما أظن [كان الانشقاق في 4 تموز/ يوليو 2011 - المحرر]، وتم تشكيل لواء الأحرار ثم كتائب "الجيش السوري الحر" وبالتالي صارت بعض المعارك التي يمكن أن تُحرر مناطق معينة فتحررت بعض المناطق على أيدي هؤلاء الشباب الذين بدأوا بالتشكيلات العسكرية عن طريق المجموعات والكتائب والثوريين من هنا وهناك.

 بدأت في كل بلدة فيها المظاهرات أو فيها الحراك والتي ينبغي أن تحرر، فكان هناك نشاط عسكري جيد جدًا مع الرغبة الموجودة عند هؤلاء الشباب والحماس الذي يتمتع به هؤلاء الشباب والحقد على هذا النظام المجرم الذي لم يجدوا منه إلا كل القمع وكل الإفساد والإجرام، وبالتالي جاءت هذه الفرصة لم يكونوا يرغبون بقضية العمل المسلح، لكن النظام المجرم بدهائه حاول أن يستجرهم لحمل السلاح فما وجدوا أنفسهم إلا ليدافعوا عن أهلهم، وخاصة عندما استهدف المظاهرات بالقتل، بدأ القتل بواحد إلى عشرة إلى 50 إلى 100 بكل مظاهرة، وصلت أعداد القتلى من هؤلاء الشباب بالمظاهرات إلى العشرات.

 أمام هذا العنف وأمام خروج الطائرات لكبت هؤلاء الشباب الذين لم يجدوا الشباب أمامهم إلا أن يُدافعوا عن قراهم وعن بلداتهم وعن أهلهم، وبالتالي اضطروا لخوض المعارك أمام هذا النظام الفاجر، وتم تحرير المناطق وصار لدينا ما يُسمى المناطق المحررة، وبالتالي لم تعد هناك ضرورة للذهاب إلى تركيا ممكن له أن ينحاز إلى تلك المناطق التي لا يوجد فيها نظام وطُهرت الأرض منهم، وبالتالي أصبحت ملاذًا آمنًا لهؤلاء المطاردين وأصبح هؤلاء الشباب من المنضمين إلى فصائل "الجيش الحر" و"لواء الأحرار" .

 زادت الانشقاقات العسكرية سواء من الضباط سواء من العناصر علمًا أن هذه الانشقاقات كانت تُكلف هؤلاء الشباب سواء من الضباط أو العناصر قد تُكلفهم أرواحهم، والكثير منهم وقع في قبضة الجيش والأمن عندما وشى بهم بعض أصدقائهم الذين كانوا يشكون بأنهم سينشقون عن هذا النظام وينضمون إلى "الجيش الحر".

كثرة الانشقاق بشكل كبير زادت الثقة في قوات الشباب زادت الحماسة عندهم، كثرت الكتائب العسكرية التي تحمي المدن والبلدات، ازدادت المناطق المحررة و كل هذه الأمور زادت الثقة عند الشباب بأن هذه الثورة إن شاء الله تعالى ستكون منصورةً، أمام هذا الواقع، كان العمل العسكري أو القمع بالطائرات والصواريخ وكل أنواع السلاح من المروحيات من البراميل المتفجرة التي لم نكن نعلم عنها شيء، كانت تُلقى على المناطق المحررة وخاصة في جبل الأكراد آنذاك والذي تحرر تقريبًا من بداية الثورة، وكان ملاذًا رائعًا لشباب مدينة بانياس وقرية البيضا والذين عمدوا و شكلوا تشكيلًا عسكريًا تحت اسم شهداء بانياس وأبناء القادسية، وخاضوا معارك ضارية مع بقية الفصائل التي شُكلت في منطقة الساحل أو جبل الأكراد.

كذلك كان في مدينة اعزاز على نفس المبدأ عندما تحررت وسُميت آنذاك بمعركة أو مجزرة الدبابات آنذاك أعتقد في 2012 على ما أظن، كانت المعركة ما قصدته هنا أن الحماس موجود عند الشباب موجود عندنا مناطق كما قلت محررة نحن كنا نُواكب هذا الأمر معهم.

كان لدي مجال للعمل الإعلامي والتغطية والعمل الدعوي في اللقاء مع هؤلاء الشباب من أجل الإجابة على كثير من تساؤلاتهم لأجل الحض على الجهاد لأجل تعليمهم مقاصد الجهاد في الشريعة الإسلامية أننا لا نُحب العنف ولكن لا يمكن لنا أن نسكت عندما يُعتدى على أهلينا وعلى أعراضنا وعلى مناطقنا، فكان لا بد من الرد اضطرارًا لهذا الأمر كما فعل أو كما أراد هذا النظام الفاجر، وهذا النظام الفاجر أراد من استجرار الثوار لاستخدام السلاح لنية خبيثة أو لهدف خبيث كان استخدمه الهالك حافظ الأسد عندما استجر المعارضة في سنة 1980 لاستخدام السلاح عندما دمر حماة وقام بهذه المجزرة وقتل أكثر من 50 ألفًا وهدم بيوتًا على أهلها، فاضطر الشباب لأن يُدافعوا عن أنفسهم، وأخذ قرارًا بأنه يُحارب عصابات إرهابية، وإراد هذا المجرم بشار الأسد بأن ينحى منحى أبيه استجرار المعارضة والثوار لاستخدام السلاح، ويقول: أنا أتعرض إلى مؤامرة كونية وأتعرض لهجمات من عصابات مسلحة، وبالتالي لي الشرعية الكاملة في قتال هؤلاء المتمردين، هذا ما أراده هذا النظام لكن هؤلاء الشباب وجدوا أنفسهم مضطرين لحمل السلاح وللدفاع عن أنفسهم بل ولخوض المعارك عندما كان النظام يقوم بالاقتحامات على قراهم وكان يهدم مدنهم ويُلقي عليها البراميل المتفجرة ،والتي كان لها أثر كبير جدًا على البناء وعلى المزروعات وقتل هؤلاء الشباب، ثم استخدم الطائرات الحربية التي كانت تُدمر [ما تقصفه] بالكامل مع المليشيات التي استقدمها من هنا وهناك، وخاصة ميليشيات حزب الله وميليشيات إيران التي بلغت إلى أكثر من 70 ميليشيا من الشيعة و"الصفويين والروافض".

وبالتالي أصبحنا الآن أمام خطر كبير جدًا أمام تحديات بإعداد الخطط بترتيب المعارك لتحرير المدن، وفعلًا هؤلاء الشباب نجحوا في تحرير أكثر من 80% من أراضي سورية بفضل الله سبحانه وتعالى.

مما شهدته أنا بنفسي عندما كنت أتردد على جبل الأكراد في بداية الثورة بعدما تشكلت كتائب "الجيش الحر" كنت أعمل مع إحدى المنظمات في دعم هؤلاء لتأمين المواد الغذائية لـ"لجيش الحر" والذي كان متواجدًا في ريف الساحل في ريف حماة في ريف إدلب وفي مدينة اعزاز في  ريف حلب الشمالي، فكنت أُدخل إليهم المواد الغذائية من هذه المنظمة، وبالتالي أصبح لي التماس والعلاقات المباشرة وبشكل يومي هذا الأمر، اطلعت على كثير من الأمور وخُضت معهم المعارك، كانت من المعارك التي خضتها معهم معركة البنايات، كان هناك بناية بنايتين لم تتحرر في جبل الأكراد قريبة من منطقة العيد، وكان التخطيط لهذه المعركة، كانت معركة رائعةً جدًا فيها أكثر من 70 عنصر ومنهم علويون ومنهم سنيون قُتل منهم، كان دوري قبل أن يذهب الإخوة إلى المعركة أن أقف معهم وأُذكرهم بمعارك النبي صلى الله عليه وسلم من أجل شحن هؤلاء الشباب والاستعداد للمعركة وأن يُخلصوا فيها النية، لأن كلًا منهم كان كتب وصيته وقد لا يعود مرة ثانية حتى يلُاقي ربه في ساحات الجهاد، كان دوري مع بدء المعركة أن المعركة ستبدأ عندما أنتهي من آذان المغرب، أنا أذنت المغرب والإخوة الذين سيبدؤون في المعركة يعرفون أنه عندما أنتهي من آذان المغرب سيتم تفجير الجسر، هناك منطقة جسرين لا بد من تفجيرهما، فهذه كانت بداية على أن المعركة ستبدأ بالهجوم على البنايات، تعثرت المعركة قليلًا وبقيت حتى الساعة 2:00 ليلًا، وتمت والحمد لله بتحرير البناء، والشباب استطاعوا أن يتغلبوا عليهم، كان دوري التكبير في المآذن مأذنة المسجد في الليل بصوت يُسمع الجميع، كانت معركة جميلة جدًا خاضها الشباب، أعتقد استشهد أكثر من أخ معنا، انتهت هذه المعركة بنصر الشباب، وهذه زرعت الأمل الكبير عند هؤلاء الشباب.

 أيضا من المعارك التي حصلت فيما بعد معركة عائشة أم المؤمنين والتي حررت أكثر من 12 قرية ،لكن لم تستكمل معهم فتم التراجع لأسباب أنا أذكرها هنا على سبيل المثال: أن هؤلاء الشباب عندما خاضوا تلك المعارك إذا ما نظرت إلى القوة التي بين أيديهم فتراها 1% من القوى التي عند النظام، لكنهم كانوا يملكون من الإيمان ومن العزيمة ومن الإرادة ومن الصدق ومن الإخلاص ما يدفعهم لأن يذهبوا ويخوضوا تلك المعارك، وكلهم أمل بالنصر إن شاء الله تعالى في الوقت الذي لا لم يملك عناصر النظام المجرم أي عقيدة قتالية، وبالتالي كانوا يهربون أمام هؤلاء الشباب، كان القائد العسكري - رحمة الله عليه تم اغتياله أبو فراس العيد آنذاك- يُدرك تمامًا والجميع كنا نُدرك أن هؤلاء أغلب هؤلاء العناصر كانوا من السنة وبالتالي لا يقدرهم النظام، وكانوا عبارة عن أصفار كما يُقال على الشمال لا قيمة لهم، ولو قتلناهم فنحن نقتل أبناءنا، هذه النقطة خاصة أننا كنا في 2012 ، فكنا نُدرك إذا قتلنا هؤلاء إنما نقتل أبناءنا وبالتالي كان أغلبهم يُعفى عنهم أو يتواصل مع أهاليهم أو يبقوا معنا آنذاك، نفس هذا المشهد حصل عند تحرير خربة الجوز، وبنفس الفترة تقريبًا كان عندنا حوالي 22 أسيرًا لما تواصل معي الشباب كنت في منطقة العيدو في جبل الأكراد، وكان الجو شتاء مظلمًا، يُريدون أن يلتقوا بنا من أجل أن نحكم بهؤلاء الأسرى، فدخلنا إليهم ووجدت آنذاك عندهم وقد سبقني إلى المكان الأخ أبو بصير الطرطوسي آنذاك، وكنت أعرفه من سنة 1980 قبل أن يخرج إلى أفغانستان، أعرفه كان من طرطوس التقيت به آنذاك بعد مغيب أكثر من 30 سنة، فجاء ليحكم، وكان من المفكرين الذين ينظرون ويُدركون كيف يُفكر النظام حتى قال لي بالحرف الواحد: هؤلاء سنة ومن مصلحة النظام أن نقتل هؤلاء فنحن نقتل أبناءنا، ويأخذ هذه الورقة من أجل أن يقول هؤلاء مسلحون يقتلون عناصر "الجيش الحر" وبالتالي يتخلص من السنة، ويربح ورقة قوية ضدنا، وبالتالي يُمكن لنا أن نعمل على ضم هؤلاء إلينا ممن نثق بهم، ومن لا نثق به يمكن أن نتخلص منه بطريقة لبقة، أو نُرسله إلى أهله إن لم يكن عليه أي بعد التحقيق لم يكن في رقبته أي دم، هذا بشكل عام كان التعامل مع هؤلاء، وبالتالي كنا حريصين جدًا على أن نُعطي هؤلاء الشباب شبابنا أبنائنا المجاهدين، أنك أنت تحمل السلاح وكما كان يقول الشيخ عبد الله عزام: أن حامل السلاح إن لم يملك دينًا ربانيًا أو خلقًا نبويًا يضبطه يُقيده ويُجمده يتحول إلى قاطع طريق، وبالتالي كنا حريصين بأن يمتثل أبناؤنا المجاهدين للأخلاق الإسلامية والقيم الدينية حتى لا يتحول أي واحد منهم لأن يكون قاطع طريق، 

هكذا كان التعامل مع هؤلاء في السنوات الأولى وخاصةً ممن كان يُنسق من أجل أن ينشق ومنهم من بقي مع هؤلاء الشباب وبقينا تقريبا حوالي ثلاث أو أربع سنوات وبعضهم ما زال مع الإخوة المجاهدين بل وبعضهم استشهد، ومنهم شاب علوي وكان أهله يتواصلون معه فيقول: لن آتي إليكم وسأبقى مجاهدًا مع هؤلاء الشباب، كانت مواقف جميلة جدًا من فتوحات لهؤلاء الشباب الذين خاضوها، خاضوا تلك المعارك مع هذا النظام المجرم الذي كما قلت عناصره لا يملكون منها العقيدة القتالية، وإنما كانوا يهربون ويتركون مواقعهم مباشرةُ هذه بعض المواقف التي شهدتها بنفسي، موقف كما قلت عائشة أم المؤمنين والتي كانت معركة عصيبة جدًا جُرح من شبابنا الكثير واستشهد بعضهم، لكن خاضوا معارك ضارية أمام هذا الجيش المجرم، أيضًا معركة البنايات كما قلت، وتحرير خربة الجوز وأيضًا معركة كسب التي يُمكن أن نتكلم عنها في مكان ثاني، معركة تحرير إعزاز والتي سُميت بمجزرة الدبابات عندما غطى هذه المجزرة  المرحوم مراسل "الجزيرة" عمر خشرم، كنت آتي إليها من أجل أمرين دخلت إلى منطقة اعزاز مباشرةً بعد تحريرها بيومين فقط، وكان معي مراسل "الجزيرة مباشر"  الأستاذ أحمد زيدان كان موجودًا وأعتقد مراسل ثالث دخلنا وعملنا جولة كاملة في إعزاز وكيف كانت 35 دبابة في معارك تعُطي رسالة واضحة بأن هؤلاء الشباب من أفضل الشباب في الثبات والحماس والقوة والشجاعة أمام هذا النظام الفاجر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/10

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/159-47/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2001 - 2012

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-ريف إدلب الجنوبيمحافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة اللاذقية-جبل الأكرادمحافظة إدلب-خربة الجوزمحافظة اللاذقية-كسب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

الشهادات المرتبطة