جبهة النصرة
يعتبر مؤسسو جبهة النصرة جزءاً من تنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، وقد انتقلت مجموعة منهم تحت إمرة شاب مغمور يصغرهم جميعا يُدعى “أوس الموصلي”، وهو الاسم الذي عرف به قائد جبهة النصرة ”أبو محمد الجولاني” في سجن ”بوكا”, ولم يعرف عنه أي شيء وقتها باستثناء أنه كان مقاتلا سابقا في العراق بعكس رفاق دربه الذين تلاحقهم الاستخبارات العربية ، مثل الأردنيَيْن “أبو جليبيب” و”أبو أنس الصحابة”، صهر ورفيق “أبو مصعب الزرقاوي” قيادي تنظيم “القاعدة” الشهير، والعراقي “أبو مارية القحطاني”، ثم صار بعضهم جزءاً من تنظيم “دولة العراق الإسلامية”، تحت قيادة أبي عمر البغدادي. وكان التنظيم هو الذي أرسلهم بمهمة تأسيس فرع للقاعدة في سوريا, بعد أن طرح أبو محمد الجولاني مشروع الدخول إلى سوريا على إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي، الشهير بـ "أبي بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة، ووافق الأخيرُ على المشروع وخصّص نصف موارد تنظيمه لصالح مشروع الجولاني في سوريا، كما ذكر ذلك الجولاني في مقابلته على قناة الجزيرة. وفي 25 مايو/ آيارلعام 2012 م نُشر بيان مسجل بتاريخ 24 يناير/ كانون الثاني 2012 م معلناً تشكيل جبهة لنصرة أهل الشام من مجاهدي الشام، والتي يشير مراقبون إلى أنها تشكلت قبل ذلك، وتحديداً في أواخر شهر نوفمبر لعام 2011 م. تأسست جبهة النصرة من روافد ثلاثة: 1. تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وهو فرع القاعدة في بلاد الرافدين قبل الانفصال، وفق ما وثّقه الظواهري زعيم التنظيم العالمي للقاعدة في خطابات ومراسلات تنظيمية ذكرها في رسالة قديمة من إصدار مؤسسة سحاب بعنوان "شهادة لحقن دماء المجاهدين"، قبل أن تصبح مسألة نزاع بين تنظيم الدولة والقاعدة بعد تمدده إلى سوريا والانفصام الذي حصل بينهما. 2. خلايا القاعدة التنظيمية القديمة في سوريا، وهي خلايا غير معلنة. 3. المتعاطفون والمتأثرون بأيديولوجية وخطاب القاعدة، وهؤلاء لا ينتمون تنظيميا للقاعدة، والبعض منهم كان ممن خاض تجربة سجن صيدنايا. في ديسمبر/كانون الأول 2012 صنفت الحكومة الأميركية تنظيم "جبهة النصرة" جماعة إرهابية، الأمر الذي رفضه ممثلو المعارضة السورية وقادة الجيش الحر، وقد قرر مجلس الأمن في 30 مايو/أيار 2013 بالإجماع إضافة الجبهة إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة بعد التمدد الواسع للنصرة والنجاح النسبي لها في سوريا، دخل أبو بكر البغدادي سوريا معتمداً على الكوادر العراقية، واستثمر تبعية النصرة التنظيمية له ليحد من تفرد الجولاني الذي بدا مستغنياً ومستقلاً عنه كلياً، لينتهي المطاف بالبغدادي إلى إلغاء اسمي دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة ودمج التنظيمين تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في 9 أبريل 2013. وعندما اعلن البغدادي بأن جبهة النصرة ستصبح جزءا من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق رفض الجولاني هذا الإعلان، ليخرج ـ بعد يوم واحـــــد بتاريخ 10 أبريل 2013 ـ في تسجيل صوتي يعلن بيعته الحصرية للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة الظواهري قائلا: "هذه بيعة منا أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نبايعه على السمع والطاعة". وقد تقاتل التنظيمان في أبريل/نيسان 2014 بعد الانفصال مباشرة، فانتزع تنظيم الدولة من جبهة النصرة كثيرا من المناطق الاستراتيجية، ليتمركز ثقل النصرة في إدلب، وأدى ذلك الى خسارة جبهة النصرة لقاعدتها المهمة في محافظة دير الزور شرقي سوريا ومعها حقول النفط التي كانت توفر للجبهة دخلا ماليا مهما، قبل أن تستعيد جبهة النصرة سيطرتها على المدينة بعد تلقيها مساعدة من فصائل مسلحة أخرى ومنها الجيش الحر، وبعد عودة عدد من المقاتلين الأجانب إلى صفوفها عقب بيان أصدره زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي حدّد فيه أن "الولاية المكانية لجبهة النصرة هي في سوريا، بينما تعود "داعش" إلى ميدانها الأساسي في العراق. واعترض البغدادي علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة، معتبراً تنظيم جبهة النصرة امتدادا له وفي أبريل/نيسان 2014، انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إعلان جماعة النصرة مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعاها للعودة إلى صفوف الجيش الحر. وفي 28 يوليو/تموز 2016 أعلن قائد تنظيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني وبحضور قيادات من التنظيم إلغاء تنظيم جبهة النصرة وفك الارتباط مع القاعدة، وتشكيل كيان جديد بمسمى “جبهة فتح الشام” دون تبعيته “للقاعدة”