تشييع القتلى المدنيين و اطلاق النار الحي على المتظاهرين في اللاذقية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:59:04
في هذه اللحظات، عرفت بأن حملة الاعتقالات العشوائية قد بدأت، وعرفت بأنهم بدؤوا بأخذ الناس من الشوارع؛ ليقولوا: إنهم مسيطرون على الوضع. تكلم معي محمد، وقال لي: تعال إلى منزلي. كان منزل محمد ضمن نطاق الدائرة التي أغلقها الشباب، فذهبنا إلى محمد أنا وأيمن، وقال لي بالحرف الواحد: أنت لن تذهب إلى أي مكان، وإذا أردت الذهاب إلى الاعتصام فاذهب، ولكن مكان نومك هنا في منزلي، على اعتبار أن زوجته ابنة عمي. ولكنه خلال هذا الوقت، وعندما كنا في المظاهرة أخذ بناته وزوجته بسيارة، وأرسلهن إلى القرية، وبقي في المدينة، فنظرت إلى أيمن، فهزّ رأسه، وبقينا عند محمد في منزله. في اليوم الثاني، ذهبنا إلى التشييع، وبدأ الناس يذهبون إلى التشييع، يريدون تشييع الشهداء، واستيقظت صباحًا، ومشيت في شوارع الصليبة وأوغاريت والمنطقة، حتى وصلت إلى طرف حي القلعة باتجاه الطابيات، وذهبت من القلعة إلى الطابيات باتجاه الصليبة، كان" مشروع الصليبة" في هذه الدائرة، فبدأت أرى النعوات، وصورتها، وأرسلتها إلى جماعة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ذلك الوقت، وأرسلت لمحمود العريان ومحمود مرعي،وأرسلت لراسم أتاسي. طبعًا، كان الإرسال عن طريق "الإيميل" حتى "واتس آب" لم يكن موجودًا بعد. رأيت من الشهداء وائل العك، ومصطفى بيازيد، وكان هناك مجموعة أسماء (أربعة أو خمسة أسماء)، كانت نعواتهم موجودة، ومنهم شاب عمره سبعة عشر عامًا، وشخص عمره ثمانية وعشرون أو تسعة وعشرون عامًا، أذكر ذلك تمامًا، فعرفت أن هناك مجموعة. وفي الليل، يوجد مجموعة غير الذين رأيناهم. من خلال النعوات، عرفنا أن هناك مجموعة وقعت (مجموعة شهداء)، في الصباح، كان هناك أربعة شهداء سيتم تشييعهم، واجتمع الناس بقوة، وخرج الناس بزخم. كان صوتي مبحوحًا، ولا يخرج صوتي أبدًا؛ لأنني هتفت كثيرًا أول يوم، ونزلت، وذهبت باتجاه الشيخ ضاهر (أنا وأيمن)، ووقف الناس حتى يصلوا، كان هناك خالد كمال، ووقف الناس أمام مخفر الصليبة، وبدأ الزخم. وفي ذلك اليوم، كان هناك إطلاق رصاص بشكل كثيف، وارتفعت حالة العنف إلى السماء، ورجعنا إلى ساحة الاعتصام، وفوجئت ليلًا بأن خالد كمال تكلم على قناة العربية عن التفاصيل، وعاد في اليوم الثاني، في التشييع، نقل خالد الصورة بشكل كامل عن الذي يجري في اللاذقية، وتحول الموضوع إلى ساحة اعتصام وحراك مدني ومواجهات حقيقية، بصراحة، كانت مواجهات قاسية جدًا، وبدأ صوت الشبيحة يخرج.
اتصل بي الطبيب عوني الشامي، وقال لي: كيف حالك؟ فقال لي: لا أريد أحدًا من الشباب أن يأتي لعندي، إلى هنا، ولا أريد أن أراكم. ففهمت عليه، وأغلقت الهاتف، وفهمت أنه [يريد أن يقول]: لا تأخذوا الشهداء أو الجرحى إلى" مشفى الأسد". وجاء محمد عيروط، ودخل، والتقيت به، وقال لي: يوجد تصفيات تحدث للشباب في" مشفى الأسد"، لا تذهبوا باتجاه" مشفى الأسد" أبدًا. فقلت له: أنا فهمت من عوني هكذا. فقال لي: هذا الذي يحدث.
كيف الوضع في بانياس؟ فقال لي: الوضع أسوأ. وطبعًا، يوجد أشياء لم أتحدث بها عن بانياس، في ليلة اليوم الثامن عشر كانت بانياس مثلها مثل درعا، خرجت برمتها، وحدثني محمد عيروط عن التفاصيل الكاملة التي حصلت في بانياس، في اليوم الثامن عشر، فقال لي: صلينا في المسجد، وقام الشيخ حتى يخطب، فوقف أحد الشباب، وقال له: يا شيخ، لا نستطيع أن نتكلم، وعن ماذا سنتكلم؟ وحولنا الدنيا منتفضة، حاول الشباب البارحة في الشام (دمشق) أن يخرجوا في مظاهرات، وقامت الساعة، واعتقلوا شبابًا بعد اليوم السادس عشر وقبله بيومين، وعن ماذا تريد أن نتكلم؟ فقال له الشيخ أنس: معك حق، قوموا يا شباب، وتركوا المسجد، وخرجوا في ساحة بانياس، وبدؤوا يهتفون بعض الهتافات؛ فجماعة المفرزة (مفرزة الأمن العسكري في بانياس) قالوا لهم: ماذا يحصل؟ فقالوا لهم: نريد أن نصلي هنا. فقالوا له: يا شيخ أنس، الجامع يحتاج إلى منبر. فقال لهم: حسنًا، أين تريدون؟ فقالوا له تفضل معنا. وذهب معهم، ودخل إلى مفرزة الأمن، وصعد إلى الشرفة، والناس في الشارع، وخطب في الناس، وتكلم عن ضرورة التغيير وعن الذي يحدث، واجتمع الناس في بانياس، ولكن الأمن حاول أن يتعامل معهم بهدوء وعقلانية في اليوم الثامن عشر؛ لذلك لم تأخذ الصخب الذي أخذته درعا، ويبدو أن الأخبار بدأت تصل رويدًا رويدًا من درعا؛ لأن الناس في المظاهرات لا يشاهدون التلفزيون، وعندما جاء محمد سألته، قلت له: كيف الوضع في بانياس؟ فقال: أصبح أسوأ. وقبل ذلك بيوم، كانت قد بدأت الحملة الكبيرة على بانياس في الخامس والعشرين، وبدأ إطلاق النار، وبدأت ملاحقة الناشطين، ومنهم أنس شغري الذي كان عمليًا أهم الناشطين الذين عُرفوا في بانياس فيما بعد. كتب أنس على الحيطان عبارات بسيطة، وكان أنس في بعض المظاهرات يستيقظ صباحًا، ويطلب من الشباب أن ينظفوا الساحات، ويكونوا هادئين في بانياس. فالنظام لم يعجبه هذا الموضوع، وجعل من أنس شغري شغله الشاغل، وبدأت رحلة البحث عنه.
بالعودة إلى محمد عيروط، قلت لمحمد: ما معنى ذلك؟ فقال لي: لا يستطيع أحد أن يذهب إلى" مشفى الأسد". وأنا بحكم عملي في الطب، في مؤسسة طبية فإنني أعرف أغلب الأطباء الموجودين في المشافي وخارج المشافي. فقلت له: حسنًا، وتواصلت مع أشخاص في المشفى الوطني، ومنهم ممرضة علوية، فقالت لي: إن الوضع هنا ليس أفضل. كان اسمها هند، قالت لي: الوضع ليس جيدًا أبدًا، وليس أفضل [من وضعكم]. كان يتم التخلص من الشباب في الحقيقة، أو بالأحرى، إن هند قالت لي: يوجد جريح تم ضربه، فحاولت أن أخبر من أراه يتحرك، أو يخرج صوته قليلًا في المظاهرة، حاولت أن أقول له: إذا حدث أي شيء حاوِلوا أن تبحثوا عن أطباء من أصدقائنا الموجودين، وهنا نضمد، ونعمل، والذي تكون حالته خطيرة لا يوجد مجال [لعلاجه]، والميزة في ذلك الوقت بأننا لا نرى أحدًا يقود المرحلة، لا يوجد أحد له تأثير، ولا يوجد أحد له صوت، والناس تعمل كخلية نحل، كانت تعمل كمجموعة كاملة.
في اليوم الثاني، في السادس والعشرين ليلًا، التقى كل من محمد حاج بكري، وفهد راعي، وجمال مكييس، وجمال أبو سويس بأيمن جابر، وأيمن جابر صهر بيت الأسد وشبيح كبير. في منزل محمد، حضرت الحوار الذي دار بين محمد وفهد راعي وجمال مكييس، [حيث قالوا]: يجب عليكم ضبط القصة، وأنتم مسؤولون في الصليبة عما يجري، وأنتم لكم تأثير على الناس، ويجب أن تحلوا [الموضوع]، والكلام كان من محمد، حيث قال له: أنتم من أوصل الناس إلى هنا، وأنتم من تعاملتم مع الناس بهذه الطريقة، وأنت من أي منطلق تتكلم معي؟ فأنت لست مسؤولًا في الدولة، وليست لك صفة رسمية، فماذا أنت؟ فقال له: أنا مواطن لدي إمكانيات بأنني أستطيع أن أقف، ويكون لدي جيش، وأستطيع أن أقف في وجه المؤامرة التي تحدث، فأنا من هذا الباب أتكلم، وأنا أريد أن أقف في وجه هذه المؤامرة.
بعد عودتهم إلى الصليبة، وصلت الأخبار بأنهم التقوا بأيمن جابر، والحقيقة أن الشيخ فهد راعي تعرض لموقف، وهجم عليه بعض الشباب، وضربوه حتى تأذى جسديًا، كان الشباب في الاعتصام من شباب الصليبة. في السابع والعشرين من الشهر، توسعت حملة الاعتقالات، وبدؤوا يعتقلون بشكل عشوائي، ولكننا هنا لم نعد نخرج خارج الساحة، وطلبوه إلى فرع الأمن أو فرع الحزب، أصبح رؤساء الأفرع الأمنيين ومحافظ اللاذقية رياض حجاب يجتمعون في فرع الحزب.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/11
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/49-15/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار/ مارس 2011
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةمحافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة اللاذقية-الصليبةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة العربية
فرع أمن الدولة في اللاذقية 325
مجلس محافظة اللاذقية - النظام
فرع الأمن العسكري في اللاذقية
فرع الأمن السياسي في اللاذقية
فرع حزب البعث في اللاذقية