الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استقالة عضوي مجلس الشعب اثر مجزرة ازرع

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:04:04

إطلاق النار حدث أثناء تشييع الشهداء (شهداء مجزرة ازرع) في اليوم التالي، حيث كان الشيخ ناصر الحريري موجوداً، وهو عضو مجلس شعب في البرلمان السوري، وأتت جموع المتظاهرين من عدة قرى للدخول إلى مدينة ازرع للمشاركة في التشييع، في تاريخ 23 نيسان 2011، ومنعت قوات النظام ذلك، ووضعت الحواجز في كل المداخل الرئيسية، وخاصة من جهة جسر ازرع الشيخ مسكين، حيث منعت دخول أغلب الناس الذين يريدون المشاركة في التظاهر. 

خرجت وفود من مدينة الحراك أيضاً في اليوم الذي تمّ فيه تشييع أسامة الحراكي، وأذكر أنه كان هناك الشيخ أحمد الصياصنة، وشارك بالتشييع، وأتت معلومات باعتقال الشيخ أحمد الصياصنة، ولكنها (أي عملية الاعتقال) باءت بالفشل.

في هذا اليوم عند دخول الأخ الشيخ ناصر الحريري عضو مجلس الشعب من جهة الشيخ مسكين، وشاهد القوات والجيش السوري موجوداً، قام أحد الضباط وهو ضابط من الفرقة الخامسة بإطلاق النار على الشيخ ناصر الحريري، وحصلت ملاسنة بينه وبين الضابط، والضابط يتبع للفرقة الخامسة، وأعتقد أنه النقيب غاندي الجزار المعروف في مدينة ازرع، وحدثت مشادة كلامية بينه وبين الشيخ ناصر الحريري، وكان يعرف الشيخ ناصر الحريري معنى أو حكم قرب "الشيخ مسكين" من "ازرع" وحساسية الموضوع فدخل فيما بعد قبل أن يُطلق النار عليه، وقال للضابط: إن تمّ قتلي فلا يوجد مشكلة فأنا من هذه اللحظة أعلن انشقاقي؛ لأني شاهدت الجيش السوري وهو يطلق النار -وليست عناصر أمنية- على المتظاهرين. وطبعاً، المجموعة التي تدخلت مع ناصر الحريري دخلت إلى التشييع فيما بعد، وقابلت قائد الفرقة الخامسة أو قائد اللواء 12، وقال له حرفياً: إن الجيش أطلق النار، وهذا الأمر لا يجوز، وأنا عضو مجلس شعب، وأنا التقيت بالدكتور الرئيس بشار الأسد، وأخبرته أنه يجب حلّ المشكلة، ووعدني أن يتمّ حلّها. وطلب في هذا اليوم بعد مراسلات بين ناصر الحريري ودعبول (رئيس مكتب بشار الأسد) -كما سمعنا- طلب حلّ المشكلة، فقال له: أنا سأقوم بحلها. فقال له: أنا أحلها. وفيما بعد التقى به في الخطاب الذي تمّ عندما التقى بشار الأسد بلجنة درعا أو مشايخ درعا، وعرض على الشيخ ناصر حلّ المشكلة، وقال له [كلاماً] بمعنى: أنا أزورك في بيتك، وأرسل لك سيارة من القصر، فقال له الشيخ: إن المشكلة تنتهي بقدومك إلينا، ولا يوجد حلّ غير ذلك، ويجب معاقبة الأجهزة الأمنية. وطبعاً، بشار الأسد بناء على كلام الشيخ ناصر الحريري -كما سمعنا- استجاب، وقال له: أنا سأزورك في بيتك، وسآتي إلى محافظة درعا، وأعزي، وأنهي الخلاف الموجود. فعندما رأى الشيخ ناصر رعونة الأجهزة الأمنية وإطلاق النار الكثيف عليه أعلن انشقاقه في هذا اليوم، في مجزرة ازرع أو أثناء تشييع شهداء مدينة ازرع. 

أذكر في هذا اليوم أن مفتي درعا الشيخ رزق أبا زيد أعلن انشقاقه، وعضو مجلس الشعب المهندس خليل الرفاعي أعلن انشقاقه أيضاً، وهم من أبناء محافظة درعا، وكان هناك تعاطف كبير، وحصلت ضجة كبيرة على وسائل الإعلام إثر حادثة مجزرة ازرع وإطلاق النار على عضو مجلس الشعب الذي أعلن انشقاقه من داخل مدينة الشيخ مسكين، وأعلن عن تشكيل جسم ثوري في ذلك الوقت. ومن هنا بدأ عامل الانشقاق، وكانت بداية الانشقاق لشخصية سياسية موجودة في مجلس الشعب أو في حزب البعث الحاكم الذي كانت تسيطر عليه الأجهزة الأمنية، كما قال الشيخ ناصر الحريري، فحتى خطابات مجلس الشعب أو الكلمات أو أي قرار يأتي من القصر الجمهوري، ومجلس الشعب هو عبارة عن مجلس لا يحلّ ولا يربط (ليس له أي دور)، وهو عبارة عن مجلس أمني كما قيل. 

هذه الحادثة أخذت منعطفات كبيرة في الثورة السورية، وبدأت حوادث الانشقاق على أثرها، وأذكر في هذا التاريخ حادثة انشقاق المجند وليد القشعمي، وهو أول جندي سوري أعلن انشقاقه بالصوت والصورة وعلناً مع مجموعة في دوما أو حرستا عندما رفض إطلاق النار على المتظاهرين في ذلك الوقت. 

شارك الناس، [وكان هناك] خوف من رد فعل النظام والاعتقالات، وكانت [مشاركتهم] عبارة عن تشييع بشكل مريب، وخيّمت علامات الحزن بعد هذه المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 13 شهيداً وما يقارب 40 جريحاً. طبعاً، القوى الأمنية والعسكرية المحيطة بمدينة ازرع كانت [سبباً في] الخوف من الاعتقالات والخوف من ارتكاب مجزرة أخرى، وكان النظام في هذا اليوم أيضاً حذراً من رد فعل في منطقة ازرع أو القرى المحيطة المجاورة، وخاصة بعد إطلاق النار الذي حدث على الشيخ ناصر الحريري ومحاولة اعتقال الشيخ أحمد الصياصنة والوفد المرافق له. 

استقالة ناصر الحريري كانت على الهواء مباشرة على إحدى القنوات الفضائية مباشرة (23 نيسان)، وفي هذا اليوم سقط 4 شهداء (في اليوم الثاني للتشييع): الشهيد من مدينة الشيخ مسكين، وهو طالب هندسة، أول شهيد سقط هو أمجد الحسين، وشهيد من بلدة ابطع، وشهيدين من نوى. وعند منع أهالي نوى من دخول مدينة الشيخ مسكين وأثناء رجوعهم تمّ حرق مخفر وناحية "الشيخ مسكين"، وكان هذا اليوم حدثاً تاريخياً بعد إطلاق النار وسقوط شهداء على الحاجز الغربي في جسر ازرع. وبعد ذلك توجّه أهالي نوى في ذلك اليوم، وهذا حدث تاريخي يُسجل، حيث قام أهالي نوى باقتحام قسم الأمن العسكري والاستيلاء عليه، وحدث تبادل إطلاق نار وقُتل عناصر من فرع الأمن العسكري في ذلك اليوم، وسقط أيضاً شهداء من أبناء مدينة نوى، وكانت هذه حادثة مهمة في تاريخ الثورة السورية، حيث كان أول هجوم علني أو مسلّح واضح وصريح على قسم الأمن العسكري في مدينة نوى، وبعد ذلك اعتُقل الأشخاص الذين قاموا بالهجوم على فرع الأمن العسكري، وهم معروفون وحادثة الطير وسبير وهذه الرواية التي عرضها النظام السوري على التلفزيون فيما بعد. 

تمّ اعتقال ناصر الحريري فيما بعد، وأخذوه إلى القصر [الجمهوري]، واستقبله رضوان الأبرش، وأعطوه بيانات مصورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/17

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/96-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

23 نيسان 2011

updatedAt

2024/01/26

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-نوىمحافظة درعا-الشيخ مسكينمحافظة درعا-منطقة ازرعمحافظة درعا-إبطعمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

مفرزة الأمن العسكري في نوى

مفرزة الأمن العسكري في نوى

الفرقة الخامسة في ازرع

الفرقة الخامسة في ازرع

اللواء 12 في ازرع

اللواء 12 في ازرع

ناحية الشيخ مسكين للحذف

ناحية الشيخ مسكين للحذف

الشهادات المرتبطة