بدء اجتماعات الاتفاق النهائي لتشكيل المجلس الوطني السوري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:45:16
جرت لقاءات في أول يوم، وفي اليوم الثاني، قالوا: سننتقل إلى مكان آخر (إلى فندق آخر). في فندق "دريم بارك"، أمضينا ليلة أو ليلتين، ثم جاءت مجموعة من الأصدقاء، لا أعرف من هم، ولم أعد أذكر، أخذوني إلى فندق اسمه: "تيتانيك"، أظن أنه في القسم الآسيوي أيضاً، ولكنني اكتشفت أنه لم يأتِ إلى الفندق جميع "الإخوان المسلمين" أو جميع المقيمين في فندق "دريم بارك"، لم ينتقل الجميع، وإنما انتقلت مجموعة، وكنت من ضمنها، أتينا إلى فندق "التيتانيك". وفي فندق "التيتانيك"، اكتشفت أشخاصاً جدداً وأشخاصاً من غير المجموعة التي في الفندق، ومع الوقت اكتشفت أنهم "مجموعة الـ 74" الموجودون في "فندق تيتانيك"، ومن ضمنهم "الإخوان المسلمون الحلبيّون"، وهنا كانت الحركة. أما في الفندق السابق فقد كانت الحركة للأستاذ فاروق طيفور والأستاذ ملهم الدروبي وجماعة الإخوان، ولكن في فندق "التيتانيك" كانت الحركة للأستاذ أحمد رمضان، والأستاذ عبيدة نحاس، والدكتور نجيب الغضبان، والدكتور عبد الرحمن الحاج، والكثير ممن كانوا ضمن "مجموعة الـ 74"، ولا أعرف أغلبهم، أو ربما لا أعرفهم جميعاً.
عندما جلست مع أبي هشام [رياض الترك]، وقال لي: خذ معك المزيد من المال. فإنه أعطاني رقم هاتف في دمشق، وقال لي اتصل بهذا الرقم إذا احتجت إلى معلومات، وخاصة حول "مجموعة الـ 74"، هذا الشخص ذو اطلاع، يعرفهم كلهم. ولاحقاً، عرفت أن هذا الشخص كان ينتمي إلى حزب الشعب سابقاً، ولكنه غادر حزب الشعب، ويبدو أن أبا هشام يعرفه، ويثق به، وقال لي: اتصل بهذا الشخص من أجل معلومات عن "مجموعة الـ 74". لم أتصل بهذا الشخص مباشرة عندما وصلت إلى إسطنبول، ولكنني بدأت أتواصل معه لاحقاً، وأسأله، ومن دون أن أسأله على الهاتف، قال لي: هؤلاء هم مجموعة أبناء آوى؛ وبدل أن تسميهم "مجموعة الـ 74" يجب أن تسميهم أبناء آوى؛ لأن أبناء آوى جميعهم ثعالب وماكرون، كلهم متناغمون معاً.
فيما بعد اكتشفت أن هذا الرجل (الأستاذ ماهر عيسى) كلامه صحيح؛ لأنني اكتشفت أن جميعهم تيارات، وهذه التيارات تتآمر على بعضها البعض، فضمن هذا التكتل (مجموعة الـ 74) كانت هناك 4 أو 5 تيارات، ولكن يوجد منافسة وصراع على النفوذ والهيمنة ضمن هذه المجموعة.
عندما نقلونا في اليوم الثاني أو اليوم الثالث من تاريخ وصولي إلى إسطنبول إلى فندق "تيتانيك" بدأت تُعقد اجتماعات مصغّرة بشكل أكبر، فقد يكون في القاعة حوالي 20 شخصاً، ومن أبرز الأشخاص الذين كانوا موجودين أو المجموعات الموجودة، كان الدكتور برهان غليون في إسطنبول، كان الأستاذ فاروق طيفور و الأستاذ ملهم الدروبي ممثلين عن "الإخوان المسلمين"، وكان كل من الأستاذ أحمد رمضان والدكتور نجيب الغضبان و الأستاذ وائل ميرزا والدكتورة بسمه قضماني و الدكتور عبد الباسط سيدا ممثلين عن "مجموعة الـ 74"، وكان الدكتور عماد الدين الرشيد موجوداً، و كانت مجموعة من الشباب والصبايا ممثلين عن الحراك الثوري، ويوجد شاب من حمص اسمه عماد حصري، كان ممثلاً عن لجان التنسيق المحلية، وكان معه حسام القطلبي، وكان الأستاذ نضال درويش ممثلاً عن "الهيئة العامة للثورة السورية"، وكان هناك شخص من آل الشلبي، لا أعرف إذا كان من "الهيئة العامة للثورة السورية" أو من المجلس الأعلى. ربما يكون من جماعة عماد الدين الرشيد، ولكنني لا أعرف إذا كان موجوداً في التنسيقيات، وكان ابن الشلبي مقيماً في مصر. ومن المجلس الأعلى لقيادة الثورة بشكل أساسي أتذكر الأستاذ مطيع البطين، وقد يكون الشلبي مع المجلس الأعلى لقيادة الثورة، ويوجد الكثير من الشباب، ولكنني لا أتذكر أسماءهم.
هذه المجموعة كانت تتناقش، ونتيجة هذا النقاش بدأت أعرف أكثر، وأتعرف على الأشخاص وعلى انتماءاتهم السياسية، وإلى أين ينتمون. ومن هنا عرفت و من حدة النقاش والصراع الذي كان يحصل بين ملهم الدروبي وبين أحمد رمضان، بأن هؤلاء "إخوان مسلمون حلبيّون"، وهؤلاء "إخوان مسلمون" في الإطار الرسمي أو الحمويون مجازاً، رغم أن الأستاذ ملهم الدروبي ليس من حماة، ولكنه كان يتبع الإطار الرسمي، حصل بينهم نقاش حاد، و كان الأستاذ حازم النهار موجوداً عن "هيئة التنسيق" ضمن الموجودين في النقاش، و جرى النقاش، وكان استدراكاً للكلام الذي دار في الدوحة، ولم يتمّ الاتفاق عليه، و كان عن رموز النظام وإسقاط النظام الاستبدادي وكل هيئاته ومؤسساته ورموزه، ولم يتم ذكر اسم بشار الأسد، ولكن تم ذكر رموزه، بالإضافة إلى التدخل الدولي الإنساني. أنا لا أذكر أننا زعمنا في الخطوط العريضة بأننا ممثلون للثورة السورية، وإنما لتحقيق أهداف وطموحات الثورة السورية، فلم نذكر بأننا ممثلون عن الثورة السورية.
طُلب التدخل الدولي الإنساني لأنه لا يوجد في العرف أن تطلب المعارضة من الأمم المتحدة أو في بيان عام التدخل العسكري، وطلب التدخل العسكري يجب أن تتوجه فيه بالكلام إلى مجلس الأمن مباشرة أو إلى دول معينة، أما التدخل الدولي الإنساني فهو من مهام الأمم المتحدة و من ميثاق الأمم المتحدة، و يحقّ للأمم المتحدة التدخل الإنساني، وحصل أن تدخلت الأمم المتحدة في عدة مناطق في العالم تدخلاً إنسانياً، والتدخل الإنساني يحتاج أحياناً إلى قوة عسكرية، ولا يحتاج إلى إغاثة فقط ومساعدات إغاثية من أجل إيقاف حرب أو إيقاف مجازر و من أجل إنقاذ المدنيين، هذا يشمل تدخلاً عسكرياً، ولكن لم تكن عبارة التدخل عسكري بشكل واضح ومباشر، كان هناك تدخل مدني فقط.
ودار نقاش حول هذه الأمور، ولكن كان هناك اجتهاد، فعلى سبيل المثال: كان لديّ هذا المفهوم بأن الوضع يتطلب تدخلاً عسكرياً لوقف مذابح المدنيين، ولكن بالنسبة للدكتور برهان غليون فإنه أعطى تصريحات بأنه ضد التدخل العسكري، فبعد أن أصبح الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري أصبحت لديه تصريحات بأنه ضد التدخل العسكري. مطالب ديمقراطية، وتدخل عسكري، وإسقاط النظام، كانت هذه هي العناوين الرئيسية، وكانوا بضع بنود رئيسية، وتم التوافق عليها بين أغلب القوى الموجودة، وكان حازم نهار موجوداً، ولكن نتيجة للمواقف السابقة "لهيئة التنسيق الوطنية" في اليوم الثالث انسحب حازم النهار ، ولم يوقّع على اتفاق تأسيس المجلس الوطني السوري لأنه كان يراسل "هيئة التنسيق" في دمشق، وعبارة إسقاط رموز النظام تعني بشار الأسد.
النقاش كما أذكر لم يكن واضحاً بخصوص موضوع طلب التدخل العسكري، أو أننا في هذا المطلب لم نطلب تدخلاً مباشراً، وإنما كان تعبيراً ملتبساً نتركه للظروف عندما نضطر له؛ حتى لا نقول مباشرة: إننا طلبنا تدخلاً دولياً. إذا سألت الدكتور برهان غليون فإنه يعطيك رأياً آخر مختلفاً عن رأيي، ولكنني أتكلم عن رأيي كأحد المشاركين والموافقين، فقد كنت أفهم طلب التدخل الدولي لحماية المدنيين ربما يشمل تدخلاً عسكرياً، ولكن إذا سألت الدكتور برهان سيقول لك....
لم يجرِ نقاش بالتفصيل في هذا البند بهذا الوضوح؛ حتى لا يحصل التباس؛ لأنه لاحقاً عندما أطلق الدكتور برهان تصريحاً بهذا المعنى لم يكن موضع إجماع من قبل أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري؛ لأنني في ذلك الوقت ظهرت في برنامج تلفزيوني على قناة "الجزيرة"، وسألوني هذا السؤال، أنا أجبت، وذكرت ما حصل في بنغازي، وقلت: ما هو موقف السوريين إذا تعرضوا لنفس الموقف الذي يتعرض له الليبيون في مدينة بنغازي، وكانت قوات بشار الأسد مثل قوات معمر القذافي، تريد أن تقتحم مواقع المظاهرات، وكان هناك مدنيون، ولولا التدخل العسكري الغربي-حيث تدخلوا بالطيران- ماذا سيكون مصير مدينة بنغازي، ونحن سيحلّ بنا نفس الأمر. إذا تعرضنا لتهديد بهذا الشكل يجب أن يكون هناك طلب لتدخل دولي عسكري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/30
الموضوع الرئیس
تشكيل المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/86-28/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
أيلول 2011
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
الهيئة العامة للثورة السورية
لجان التنسيق المحلية في سوريا