الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المؤتمر الصحفي للإعلان عن تأسيس المجلس الوطني السوري في نسخته النهائية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:49:14

في تلك المرحلة، كانت أخبار الثورة السورية هي الخبر الأول على جميع القنوات الإعلامية والدولية، وأي شيء يحصل وله علاقة بسوريا فإن وسائل الإعلام تتابع هذا الحدث من بدايته، ومثل هذا الخبر تبين لاحقاً بأنه أخذ صدىً دولياً كبيراً على خلاف المؤتمرات السابقة، سواء مؤتمر الإنقاذ، أو مؤتمر أنطاليا، أو مؤتمر بروكسل، أو حتى مؤتمر "سميراميس" في الداخل. تبين لاحقاً بعد عدة أيام أن المجلس الوطني أخذ سمعة إقليمية ودولية لافتة عند الدول.

عندما وصلنا إلى هذا الكلام، إلى موضوع الاتفاق يوم الجمعة، قلت له: يجب أن يُقام مؤتمر صحفي، تواصلت مع الأصدقاء في دمشق، وضعتهم في صورة الوضع تماماً، وأنني سأعود يوم السبت قبل انعقاد المؤتمر الصحفي، أريد أن أعود إلى سورية لأن عائلتي هناك، وكان برنامج سفري بهذا الشكل، كنت قد قررت إنهاء المفاوضات والعودة إلى سورية. تكلمت معهم عبر "سكايب"، وكانوا جميعاً يتابعون التفاصيل اليومية التي تجري من نقاشات وغيرها، وربما لم تكن من خلالي فقط، وإنما عن طريق قنوات أخرى، فعندهم منافذ أخرى، وكل شخص في الأمانة العامة له صديق وصاحب، ينقل له ما يجري في المجلس الوطني، وأنا المصدر الرئيسي للمعلومات، ولكن يوجد مصادر ثانوية أخرى.

كانت المفاجأة الصادمة بالنسبة لي أنني قلت لهم: سأعود يوم السبت إلى سورية؛ لأنه سيتم عقد مؤتمر صحفي يتم الإعلان عنه، وأنا سأكون في طريق العودة إلى سورية. فقال لي أصدقائي في دمشق: لا يجب أن تعود إلى سورية. قلت لهم: لماذا يجب ألا أعود إلى سورية؟ قالوا لي: يجب أن تمثلنا في المؤتمر، أنت ممثل "إعلان دمشق" في المجلس الوطني السوري. وقلت لهم: زوجتي وابنتي موجودتان في سورية، وعندما أخرج إلى الإعلام فهذا يعني أنني سأضعهما تحت التهديد، وابنتي لديها عمل، وزوجتي لوحدها في المنزل، وقلت لهما: إنني سأعود. قالوا لي: اطلب زوجتك وابنتك من سورية بأسرع وقت قبل يوم الأحد. ففوجئت، وكانت علاقتي جيدة، وهناك ثقة، ليست ثقة سياسية فقط، وإنما ثقة شخصية مع أعضاء الأمانة العامة، وخاصة مع الأستاذ علي العبد الله، والأستاذ رياض الترك، والأستاذ سليمان الشمر، والأستاذ شيخ أمين عبدي. وكانت هناك ثقة شخصية، وعملنا مع بعضنا سنوات عديدة، وكان التوافق السياسي يجرّ إلى توافق شخصي بيننا على صعيد العلاقات الشخصية. فصُدمت، وقلت لهم: لا أعرف، أنا محتار. كان ابني يدرس في أمريكا، وإذا تواصلت معه فإن لدي قناعة تامة بأن خط هاتف منزلي مراقب، فعندما يأتيني اتصال فإنني أخشى كثيراً أن يصل خبر إلى الأمن بأنني أطلب من عائلتي (زوجتي وابنتي) المغادرة من سورية، ويمنعونهما من المغادرة، وإذا منعوهما من المغادرة فسيكون لدي مشكلة حقيقية، قلت لهم: سأرى إن كان هناك إمكانية لإخراجهما. فقالوا لي: اعمل على تحقيق هذا الأمر؛ حتى يخرجوا، ومعهم مهلة أربع وعشرين ساعة حتى يغادروا. قلت لهم: أعطوني وقتاً كي أفكر. في المساء، إما أنني اتصلت مباشرة مع ابني أو أنني اتصلت مع أسعد العشي، وهو صديق وزميل ابني، درسا معاً، وهما صديقان، وقلت له عبر "السكايب": أخبر أمك وأختك في سورية، اتصل بهما من أمريكا، وقل لهما: والدي يبلغكما السلام، وخلال ساعات يجب أن تكونا في بيروت، واتركا كل شيء في سورية. وبعد فترة بسيطة، قال لي ابني: إن الرسالة وصلت، وسترتبان أمورهما، وتخرجان من سورية بأسرع وقت باتجاه لبنان، وستأخذان سيارة خاصة، وتسافران وتتركان سورية.

كانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت، ليست عندي فقط، وإنما عند معظم السوريين: أن القضية هي قضية أشهر. وهذا كان تفكيراً عاماً، وعندما جلست في إسطنبول وفكرت بأن أستأجر بيتاً، قلت لهم: ستة شهور فقط. استأجرت بيتاً مفروشاً، فقالوا لي: يا أخي، اجعل العقد لمدة سنة، لن تخسر شيئاً. وقلت لهم: لماذا أستأجر لمدة سنة؟ من المؤكد أنه قبل ستة شهور سينتهي الوضع، وأعود إلى سورية. قالوا لي: لا مشكلة، عندما تريد أن ترجع فارجع، واترك البيت. طبعاً، أنا الآن على أبواب السنة العاشرة في إسطنبول حالياً مع الأسف، وهذا أمر محزن.

خرجت زوجتي وابنتي، طلبتا مساعدة أحد الأقرباء، ورتبتا أمورهما بشكل سريع، وأخذتا الأشياء الضرورية معهما، والتي لا يمكن الاستغناء عنها (وثائق ثبوتية، ومستندات، وشهادات، ووثائق ممتلكات) وطلبتا سيارة من أجل الذهاب إلى بيروت، والشخص القريب الذي طلبتا مساعدته قال لهما: استأجرت منزلاً في إسكندرون، وبدلاً من الذهاب إلى بيروت التي تحتاج إلى عشر ساعات، وفيها حواجز، فإننا خلال ساعتين نكون في تركيا، وذلك أفضل من الذهاب إلى بيروت ثم السفر إلى إسطنبول. كانت هذه الفكرة صائبة جداً، وهذا ما حصل.

في صباح يوم الأحد، في تاريخ2 تشرين أول، كان الإعلاميون قد بدؤوا يتوافدون إلى الفندق الذي كنا فيه، كان فندق "التيتانيك" غالباً، وكان هناك مؤتمر صحفي سيُعقد، وكان هناك أفراد من أعضاء المجلس الوطني، و خاصة من أنصار أو "مجموعة ال 74 "، حيث كانت هناك أعداد كبيرة و من جماعات "الإخوان المسلمين" أيضاً، ولكن من "إعلان دمشق" لا يوجد أحد في تركيا، ربما يكون هناك شخصان أو ثلاثة، أو الزملاء الذين شاركوا في النقاشات، مثلاً: الأستاذ أنس العبدة، و الأستاذ جبر الشوفي، لا أظن أنه كان هناك أحد غيرهما من "إعلان دمشق"، هذا كل ما أتذكره عن هذه الحادثة من عشرات السنين.

في صباح يوم الأحد، حوالي الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة، تم الإعلان عن المجلس الوطني السوري، وكان عريف الحفل الأستاذ أحمد رمضان، وألقى الدكتور برهان غليون كلمة، وكان كل من الدكتور برهان غليون، والأستاذ فاروق طيفور، وسمير نشار، وبسمة قضماني، وعبد الأحد اصطيفو، وعبد الباسط سيدا، والأستاذ مطيع البطين موجودين على المنصة. كانوا سبعة أشخاص، وتم إعلان[تأسيس] المجلس الوطني السوري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

تشكيل المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-33/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

أيلول 2011

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

الشهادات المرتبطة