هذا الشخص هو المدعو نديم بالوش، وعليه من الله ما يستحق، وأنا لا أعرف إذا كان يمكنني أن أضع رأيي الشخصي في هذه المقابلة، وهو شخص آذى العمل الثوري على عدة مستويات، وما يزال أثر أذاه حتى الآن، يعني ما يزال هذا الأثر وهذه الأذية حتى الآن في وقتنا الحالي.

ونديم بالوش تربطني فيه علاقة معرفة على المستوى الشخصي، وعلاقة صداقة على المستوى العائلي، وعلاقة قرابة بعيدة على المستوى العائلي، أو علاقة صداقة على المستوى الأسري وعلاقة قرابة على المستوى العائلي، يعني أسرتي والدي ووالدتي هم أصدقاء مع عائلته مع والده ووالدته، وعائلتنا الكبيرة يوجد علاقة نسب مع عائلته الكبيرة.

نديم بالوش هو أحد الأشخاص الجدليين في تاريخ الثورة في اللاذقية، وهو شخص كان يدعي انتسابه إلى الحركة الإسلامية الجهادية واعتقل قبل الثورة في عام 2004 أو 2005، اعتقل في تركيا، وبحسب ما قيل لنا -وهذا الموضوع أنا غير متأكد منه- ولكن أذكر أنها المرة الوحيدة التي تدخل فيها سيارات المخابرات السورية إلى الأراضي التركية وألقوا القبض عليه في مدينة إسطنبول وعادوا به إلى سورية، وكان الموضوع بالتنسيق مع الحكومة التركية كما قيل لنا، وأنا لست متأكدًا من صحة هذه المعلومة، وكان هذا الكلام يدور في أروقة العائلة والمعارف والحلقة الضيقة في ذلك الوقت، أن المخابرات السورية ألقت القبض عليه في تركيا وأعادوه إلى سورية واحتجز في سجن صيدنايا حتى عام 2007 ليخرج بعدها بطريقة مفاجئة جدًا، وخرج بعد الاستعصاء الذي قام به.. الاستعصاء الشهير الذي قام به معتقلو سجن صيدنايا من الحركات الإسلامية، وعندما خرج ذهبت أنا ووالدي إلى منزل والده لأجل المباركة والتهنئة، وهو كان موجودًا وجلست قربه في بداية اللقاء، وبعد التهنئة وللأمانة في 2007 كان عمري 15 سنة تقريبًا، وتوجست من الجلوس بجانبه، وكان شخصًا غير طبيعي في نظراته وحركاته وعيونه وحركات رأسه، وكان شخصًا مضطربًا وبقي مضطربًا حتى آخر أيامه، وأنا لن أدخل في تفاصيل ما حدث معه في سجن صيدنايا لأنني بعيد فيزيائيًا عن الموضوع ولو أنه عندي بعض المعلومات، ولكن المعلومات دقيقة وحساسة جدًا ولا أستطيع أن ألعب بها أو أنسى أي تفصيل، ولكن هناك كتب عن الموضوع وشهادات ووثائق عن الموضوع ومقالات كتبت عن الموضوع من قبل أشخاص كانوا هناك، وأنا أقصد الاستعصاء وما فعله نديم في الاستعصاء، وكيف التقى مع آصف شوكت وكيف خان أصدقائه المعتقلين وبقي هو و5 أو 6 أشخاص من "اللوبي" الخاص به، وقال للمعتقلين من الحركات الإسلامية -ومن بينهم كان ابن خالتي حسن- قال لهم: عندما نخرج سوف نقتلكم كما نقتل عناصر النظام، ولن نقتل عناصر النظام وسوف نقتلكم أنتم، لأنهم كفار وأنتم مرتدون.

وكان يوجد تشدد تافه وسفيه جدًا، وكان المفاوض الأساسي هو حسن صوفان، ويسمى قائد الاستعصاء، وقد عُين لأنه الأكثر حنكة ودهاء وأخلاقًا، فعين حسن صوفان من طرف 95% من المعتقلين وحتى الشيوعيين، يعني المعتقلين الشيوعيين الذين كانوا موجودين في صيدنايا عينوا حسن صوفان، وحتى إنه كان هناك معتقلون مسيحيون وكانوا جميعهم في بوتقة واحدة إلا نديم بالوش وثلته الصغيرة، وواجهوا بعضهم أمام آصف شوكت، وبعدها نديم بالوش جلس مع آصف شوكت لوحده وتناقشوا في التسوية، ولا أستطيع أن أسرد تفاصيلها بالضبط لأن الموضوع ليس سهلًا، وتناقشوا في التسوية بطريقة معينة، ولاحقًا سُليم السجن و فُك الاستعصاء وخرج نديم بالوش، ولاحقًا تبريرات نديم بالوش عما حدث من وجهته الخاصة قال إنه كذا وكذا وأنا لست كذا.. ولكن الطرف الآخر كان لديه تأكيدات كبيرة جدًا من أشخاص كانوا موجودين أنه كان خائنًا وعميلًا ومجرمًا، ووحده الله يعلم خبايا تلك الأمور وتلك الأماكن.

بعد سنوات، يخرج نديم بالوش في فيديو مشؤوم ويقول فيه إنه استطاع صناعة سلاح كيماوي وجربه على عدة أرانب في منطقة كنسبا في ريف اللاذقية. وخرج بفيديو يقول: إن النظام ستنتظره أيام سوداء بعد تفعيل هذا السلاح وتوجيهه إلى الضباط وتوجيهه إلى النقاط العسكرية. يعني هو سلاح عبارة عن مبيدات حشرية وأشياء بدائية وجربه على عدة أرانب وخرج بفيديو، وعلى المستودع الذي جربه فيه رسم أو كتب: "كتيبة الكيماوي"، وما زال حتى الآن وحتى هذه اللحظة النظام السوري بممثله بشار الجعفري في الأمم المتحدة يستخدم هذا الفيديو كوثيقة للهروب من التهمة المؤكدة على النظام باستخدام الكيماوي في الغوطة وخان شيخون وغيرها من المناطق، ويقول: لسنا من نستخدم الكيماوي، وأهل المنطقة كانوا يجهزون ويحضرون هذه الأسلحة لاستهدافنا بها فانفجرت بينهم، وهذا دليل على أن الثوار كانوا يصنعون الأسلحة الكيماوية. ويُخرج فيديو لنديم بالوش. ومجرد إخراج هذا الفيديو على سخافته أمام المجتمع الدولي يحدث تشويشًا، وكان بشار الجعفري يحدث تشويشًا في هذا الفيديو ويشاغب به حتى يميع القضية وحتى يسخف ويحور طريقها، واستفاد النظام كثيرًا بهذا الغباء الأسطوري الذي اشتهر به نديم بالوش.

قبل الثورة بعد خروجه من المعتقل من صيدنايا وقبل الثورة افتتح نديم بالوش عملًا في مدينة اللاذقية، ويعتبر هو الأول من نوعه في اللاذقية إن لم يكن في سورية وإن لم يكن في بلاد الشام وإن لم يكن في الشرق الأوسط، افتتح نديم بالوش مكانًا في عام 2008 أو 2009 محلًا تجاريًا لبيع الأعضاء والمستلزمات الجنسية الاصطناعية في مدينة اللاذقية في منطقة مشروع الصليبة، وهي عبارة عن أشياء وأعضاء بلاستيكية ومستلزمات لهذه الأشياء، وسبَّبَ فاجعة وصدمة في مدينة اللاذقية، وحتى اللافتة.. أو أعتقد أنه فتح المحل في منطقة الزراعة، وهو افتتح محلين محل بلاي ستيشن وفي ذلك الوقت كان يوجد اكس بوكس وأول من أحضر قبضات الـ 3 دي، وكان يوجد تمويل غريب ومكان كبير وصالة ألعاب مثل الصالات التي نراها الآن ونظارات 3 دي في عام 2008 أو 2009 في منطقة الزراعة، وهي منطقة علوية وهي منطقة يطغى عليها يعني أغلبها من العلويين، وافتتح هذا المحل وبقي مفتوحًا لمدة قصيرة قبل أن تغلقه الدولة، وكان لديه صور وأعضاء وتعليم، يعني يدخل إليه الشخص ويتعلم كيف يستخدم.. وشباب وبنات ومواد طبية وأشياء وأجهزة الكترونية لهذه الأمور.. وسبَّبَ صدمة في مجتمع اللاذقية، يعني والده لا يعرف أين يخفي وجهه، ووالده رحمه الله الأستاذ سهيل بالوش توفي من فترة قريبة في السعودية، وهو رجل طيب وخلوق ومتدين من رجال الدين الأكارم، وكان مالكًا لمعهد البالوش، وهو معهد تعليمي للمراحل الإعدادية والثانوية، وهو من الرجال الأفاضل أصحاب السمت الطيب والخلوق ووجهه سمح، ووالده تبرأ منه ومما يفعله، وهذا هو نديم بالوش الذي ادعى لاحقًا أنه ممثل للإله في المنطقة، وأنه هو الصواب وغيره الباطل.