قبل نهاية التعزية بيوم، في اليوم 12 للتعزية، وكنا في هذا الصباح سنقيم حفلة مولد وتنتهي التعزية، وفي اليوم السابق لهذا اليوم، كان هناك تأبين للأستاذ إسماعيل العمر في قرية قرقولي التي تبعد عنا مسافة 1 كيلو متر، وهو رئيس حزب الوحدة، وقد توفي في عام 2010، ونحن أرسلنا أخي الدكتور عبد الرزاق نيابة عن العائلة حتى يذهب ويلقي كلمة في الذكرى السنوية لوفاة الأستاذ إسماعيل عمر، فذهب أخي عبد الرزاق، وألقى كلمة، ثم عاد، وقال: كانت هناك كل الأحزاب الكردية، يعني عبد الحميد درويش، وعبد الحكيم بشار، ومحي الدين شيخ آلي، ونصر الدين، وكل قيادات الأحزاب الكردية، وفؤاد عليكو، وبشار أمين، ومصطفى جمعة رئيس حزب "ازادي"، ومصطفى أوسو رئيس حزب "ازادي" الآخر؛ لأنه كان هناك حزبان باسم "ازادي"، وقال: إذا كان هناك مجال سنرسل وفدًا من رؤساء الأحزاب الكردية من أجل عمل لأنهم كانوا قد أتوا وقدموا واجب العزاء. فسألني أخي: ما هو رأيكم؟ فقلت له: ألا تعرف من أجل ماذا؟ فقال: الفكرة هي من أجل تأسيس المجلس الوطني الكردي. وهذا الكلام كان في تاريخ 19 تشرين الأول/ أيلول قبل تأسيس المجلس الوطني الكردي بسبعة أيام؛ لأن المجلس الوطني الكردي تأسس في تاريخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر. فقلت: لا مشكلة، ومن يريد أن يأتي أهلًا وسهلًا والمضافة كبيرة، وتتسع. وفي اليوم الثاني، جاء وفد بحدود 65 شخصًا من كل الأحزاب الكردية، وكان الوفد برئاسة أبو حميد عبد الرحمن الوالو عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي -جمال الشيخ باقي. وطبعًا باعتبار أن عبد الرحمن كان قريبًا علينا وقريته لا تبعد سوى 3 كم، وهو عضو في اللجنة المركزية، وكان تقريبًا المنسق العام لتشكيل المجلس الوطني الكردي ضمن مدينة الدرباسية وريفها ورأس العين، وهو كان المسؤول والمكلف من قبل الأحزاب. وطبعًا من كل الأحزاب كان هناك كوادر من أعضاء اللجنة المركزية موجودون، ولكن ليس الصف الأول.

جاء الرجل في الساعة 9:00 صباحًا، وبعد الاستقبال فتح الموضوع، وقال: نحن ذاهبون لتشكيل المجلس الوطني الكردي، يعني مجموعة الأحزاب الكردية بالكامل والحركة السياسية الكردية، ونحن ذاهبون لتشكيل المجلس الوطني الكردي، ونتمنى من تيار المستقبل وأنتم كعائلة بأن تكونوا جزءًا أساسيًا من هذا المجلس الوطني. وطبعًا أنا تكلمت بإسمي، وقلت له: نحن مستقلون، وليس لنا علاقة بتيار المستقبل وفقط عبد الحميد وعبد الرزاق هم من أعضاء تيار المستقبل والذي أسس تيار المستقبل ذهب، ونحن لا نتدخل بخصوصية تيار المستقبل، ولكن نحن كمستقلين لا يشرفنا أن نكون جزءًا من هذا المجلس الكردي. وأنا تحدثت عن نفسي وعن الأستاذ صدام والدكتور رعد والدكتور محمد وهم إخوتي، ونحن ليس لنا علاقة بالحركة السياسية الكردية، وقلت: نحن لا يشرفنا أن نكون في المجلس الوطني الكردي. فرد ريزان شيخموس وقال: نحن أيضًا لا يشرفنا كتيار المستقبل أن نجلس مع قيادات سياسية كردية كهذه. وحاول كثيرًا [متحدثاً عن] وحدة الصف الكردي السوري ومن هذا الكلام الديماغوجي الذي اعتادت عليه الحركة السياسية الكردية، وبقي لأكثر من ساعة هو ووفده المرافق، ثم غادروا بدون أي نتيجة، ونحن سمعنا مساء أنهم عقدوا اجتماعًا في قرية شور بصران، الآغا رشيد بدران شيخ عشيرة سمعيلة، وهي جزء من عشيرة "كيكي"، واجتمع عنده أكثر من 200 شخصية لإنتخاب ممثلي الدرباسية وريفها ورأس العين ضمن المجلس الوطني الكردي.

نحن كعائلة حسمنا الأمر وجماعة تيار المستقبل قالوا: نحن لن نأتي. وطبعًا جاء في اليوم الثاني فؤاد عليكو، وهو لم يأتِ إلينا كعائلة باعتبار أن شباب تيار المستقبل بقوا عندنا في القرية، ولم يذهبوا إلى منازلهم، وهو جاء حتى يجلس مع تيار المستقبل، ونحن لم نحضر اجتماعهم، واجتمع فؤاد عليكو وبشار أمين وجماعة "آزادي" و"يكيتي" وتيار المستقبل باعتبار أنهم كانوا في هيئة التنسيق [لجنة التنسيق الكردي]، فاجتمعوا مع بعضهم، وقال لهم ريزان شيخموس: نحن مصرون على مذكرة اجتماع تاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2011 ، يعني المذكرة التي صدرت بحضوركم، وأن يكون أساس تشكيل مكون سياسي كهذا هو التنسيقيات والحراك الشبابي ومن يرغب من الحركة السياسية الكردية، وليست الحركة السياسية الكردية هي التي تشكل المجلس ونحن نكون لواحق لها، وإذا أنتم تتنصلون من هذه الوثيقة التي وقعتم عليها يعني من أصل 115 شخص وقع 109 أشخاص ومنهم أكاديميون ودكاترة جامعة ومنهم أطباء ومحامون ومهندسون وليس السياسيون فقط. وأحد الموقعين كان الدكتور عمران حمدي، وهو دكتور مشهور في الحسكة ومعروف، وهو كان موجودًا وحاضرًا معنا في الاجتماع، فأكد شباب تيار المستقبل على هذا الشيء أننا لا يمكننا المشاركة مع الحزب الديمقراطي التقدمي ومحي الدين شيخ آلي وجماعة حزب "البارتي" الذين هم جماعة عبد الحكيم بشار، لا يمكننا المشاركة معهم وليس فقط لأنهم خذلونا في بيان اغتيال مشعل تمو أو في بيانات الاتهامات لمحاولة الاغتيال والافتراء على مشعل في محاولة الاغتيال، ولكن نحن جماعة تيار المستقبل مقتنعون بشكل كامل بما صدر عن وثيقة 5 أيلول/ سبتمبر 2011 ، وهنا كان هناك نقطة أساسية بأن هذا المكون الذي سوف يتشكل يجب أن يكون جزءًا من الثورة السورية وجزءً أساسيًا، والبند رقم واحد هو إسقاط النظام وإجراءات التغيير الديمقراطي في سورية. وفي ذلك الوقت المجلس الوطني الكردي لم يتبنّ إسقاط النظام، وهو كان يطالب بالتغيير الديمقراطي، ولكن تيار المستقبل أكّد على أن موضوع الخلاف هو خلاف سياسي وليس خلافًا شخصيًا بين رؤساء الأحزاب الكردية والمرحوم مشعل.