العلاقة مع الدولة التركية وزيارة مخيم الضباط وجهود توحيد الجيش الحر
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00;09;43;00
خلال هذه الفترة كانت نشاطات المجلس [الوطني] بارزة باتجاه العلاقة مع الدولة التركية، وجرت لقاءات بين المكتب التنفيذي للمجلس وجميع الهيئات القيادية في السياسة التركية: مع الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء السيد [رجب طيب] أردوغان، وكانت مستمرة مع الدكتور داوود أوغلو (وزير الخارجية)، فكانت العلاقة سياسية بامتياز، وفي الحقيقة وللإنصاف وللتاريخ، لم نشعر يومًا أنَّ تركيا تحاول أن تفرض أحدًا، ولم يكن في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أي ممثل للتركمان، ولم يطلب أحد هذا الشيء على الإطلاق، ولم أسمع، ولم أشاهد أنَّ أي رجل أمن من أي مستوى دخل إلى مكاتب المجلس الوطني، رغم أنَّ مكاتب المجلس الوطني (مكاتبه ومقره) في إسطنبول كان في استضافة وزارة الخارجية التركية، وهي التي كانت تدفع أجور المقرّ الرئيسي للمجلس الوطني. وفي الحقيقة، يعترف بهذه القضية جميع أعضاء الأمانة العامة وجميع أعضاء المكتب التنفيذي، فالمجلس الوطني كان يتمتع باستقلالية كبيرة، ولم يتعرض لضغوط حول هذا الموضوع.
في ذلك الوقت كان لدينا توجه بسبب ازدياد ظاهرة الانشقاق، وأصبح لدينا مئات الضباط من مختلف الرتب على الأراضي التركية، وكان لدينا اتجاهان: الاتجاه الأول هو كيف نزورهم؟ وكان لديهم مخيم في الريحانية، وحدثت زيارات أكثر من مرة من وفد رسمي من المجلس الوطني ورئيس المجلس وأعضاء المكتب التنفيذي. وزرنا الضباط، وبحثنا معهم في الأفق، وقسم منهم كان يعمل على الأرض مع الفصائل، وقسم لم يكن يعمل معهم، ولله وللتاريخ ينبغي علينا أن نقول: كان جزء من الضباط وهم الأكثرية منشقين عن تصميم وانتساب لقوى الثورة انشقاقًا إراديًا وفاعلًا؛ ولذلك لم يقبل أن يخرج من السلك، ويبقى على الحياد، ولكن كان هناك أيضًا بوضوح فريق من المنشقين بمختلف الرتب انشقوا لظروف خاصة بهم وليس لفعل إرادي بالانتماء إلى الثورة، وهذه القضية كانت واضحة.
وحين زرنا المخيمات كانت الخلافات بين الضباط قائمة، ورأينا أنهم قد أقاموا متاريس بين بعضهم، ربما هناك أشياء من مترتبات الماضي أثناء الخدمة في القوات المسلحة أو في أجهزة الأمن، وهناك شيء جديد من الجلوس في المخيمات، ولكن الفضاء العام الأساسي للضباط أن هناك شكوى بأنَّهم لا يجدون المكان المناسب للانخراط به ويضعون جهودهم، ولكن في ذلك الوقت كان عدد من الضباط المنشقين الآخرين الذين يمارسون عملهم التدريبي والقتالي والعسكري مع الفصائل في الداخل. وأذكر واقعة يذكرها كل أعضاء المجلس الوطني، وكنا في المسجد في مخيم الريحانية، وأتى أحد الشباب من إدلب وكان لديه فصائل هناك، وقال: نريد ضابطًا يدربنا في إدلب، ونحن قد أمنا له منزلًا وراتبًا شهريًا، ولكننا نريده أن ينزل معنا إلى الداخل، وهذه حادثة لو لم تجر أمامي لم يكن من الممكن أن أصدقها، وهناك عشرات الضباط موجودون أمامنا، وعرض اللواء سلو (عدنان سلو) هذا الطلب، ولم ترتفع أي يد من أيدي من الضباط الحاضرين للنزول إلى إدلب، وهذه واقعة. وهناك عدد كبير من الضباط انشقوا وخرجوا، واستكانوا للعيش بأي طريقة، وهناك عدد آخر لم يقبل لنفسه إلَّا أن يترك بندقية النظام، ويأتي إلى بندقية الثورة، وعدد منهم قدّموا أرواحهم واستُشهدوا.
وانتقل بعد فترة جهدنا في المجلس الوطني إلى توحيد الجيش السوري الحر؛ لأن الإعلان خرج وأصبح [هناك عنوان]: الجيش السوري الحر، وأصبح له اسم: "الجيش السوري الحر يمثلني"، ونحن كسياسيين أصبحنا نعتز بالجيش السوري الحر. واستدعينا الضباط الكبار إلى إسطنبول بشكل رسمي إلى المجلس الوطني، وكان لدينا إمكانيات، حيث كان المجلس الوطني قد بدأ يتغذى بالمساعدات، وصار صندوقه وافرًا، قلنا: لدينا مال نقدمه، ولكن نريد توحيد القيادة لنعرف مع من نتعامل، فلا يجوز أن يبقى القرار السياسي في جهة والفعل الميداني في جهة أخرى، والبندقية في كل ثورات العالم تمشي بهدي السياسة، وليس هناك حرب بهدف الحرب، ولا قتال بهدف القتال فقط، وإنما القتال والحرب والبندقية تكون تحت الهدف السياسي [وبخدمته - الشاهد]. اجتمعنا مع العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر والعميد مصطفى الشيخ، ولم نستطع أن نجمعهما معًا؛ لأنَّ العقيد منشق قبله (قبل العميد)، والعميد رتبته أعلى، فكيف يمكن ذلك؟ وحاولنا أن نفهمهم أنه في إطار الثورة لا يوجد حضور للرتب، وهناك لقب ثائر، ولكن كيف يمكنك أن تصل لنتيجة، ففي أحد الأماكن يقول لي رياض الأسعد -ليذكره الله بالخير- وهو قدّم تضحيات كبيرة، وفيه صفات من النبل ما يستحق عليها الاحترام، وفي إحدى المرات وأثناء النقاش، قلت له: لا يصحّ هذا الموضوع، فقال: هذا جيشي وأنا حر به. وقلت له: يا سيادة العقيد هذا جيشك وذاك جيش بشار الأسد، وجيش سورية أين هو؟ فاعتذر، وقال: أنا أقصد... وأنا آسف. قلت له: يا رجل، أنت الآن عقيد وتفعل بنا ذلك، لو أصبحت فريقًا ماذا ستفعل؟ والأنكى من ذلك أنهم كانوا يأتون إلى المجلس الوطني من أجل ترقيتهم، هم يريدون فقط سلطة تعطيهم الترقية. وهذا جزء من المرض السوري، وجزء من الأخطاء التي ارتكبناها، ومن هذه الفردية والأنانية والنزوع لها والموجود لدى السياسيين والعسكريين لأنه موجود لدينا كلنا نحن السوريين.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/07/24
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/56-51/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/11/15
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الخارجية التركية
المجلس الوطني السوري
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
مخيم الضباط السوريين في تركيا