الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاجتماع في تونس والخلاف حول مدة رئاسة المجلس ولقاء المرزوقي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:16:05

سأقول أنه من بعد الحادثة الرئيسية والتي كانت بعد شهرين من تشكيل المجلس تقريباً، وهي التعاون مع هيئة التنسيق لمؤتمر موحد مع المعارضة مع الجامعة العربية، تسمم الجو في المجلس ولم يتسمم فقط على مستوى الهيئة العامة والهيئة السياسية، بل على مستوى الأعضاء، وأصبح هناك تشكيك بالرئيس وأنَّه مدسوس من هيئة التنسيق أو متحالف معها، والأعضاء والذين أغلبهم ليس لهم علاقة في السياسة ولم يكن أحد يجتمع معهم ولا [نعرف] كيف يفكرون وهذا كله كُتب على الورق، وكنت أرى تشويشاً كبيراً حصل ولم أكن متجاهلاً له، وأنَّ هناك دولاً كثيرة دخلت على الخط، والنظام وإيران وحزب الله كلهم بدؤوا بتشتيتنا، وفكرت أنا في حسم موضوع الصراع على رئاستي وهم يريدون أن أستقيل، وأنا كنت متردداً في أن أستقيل لأنَّني بذلك خذلت الناس الذين وثقوا بي وينتظرون أن أقوم بإنجاز، ولا أريد أن أقول: إنَّ المجلس [الوطني] فشل مثل المؤتمرات الثانية، وكنت أحاول إنقاذ المشروع لأنه ليس مشروعاً شخصياً، ولكن الثورة بحاجة لقيادة تعرف كيف تتعامل مع الدبلوماسية والعالم، فوجدت أن أفضل طريقة هي [عقد] مؤتمر في الهيئة العامة، ليحصل النقاش وننهي التشويش ونجد حلاً للمشاكل وحلاً أمام المكتب التنفيذي.

 وكان المكتب التنفيذي متردداً بالتعامل معي، فهل أنا فعلاً من هيئة التنسيق؟

الدعوة كانت بالنسبة لي لمعالجة الموضوع، وكان المكتب التنفيذي والهيئة السياسية رافضين ومن أجل ذلك لم يضعوا يدهم أبداً لا في التنظيم ولا التمويل ولا الإدارة ولا شيء، وكان شخصان فقط من الأعضاء عملوا ونظموا الأمور، وأمنا دعوات وتبرعات صغيرة من اثنين من رجال الأعمال، ولم يكن لدينا دعم مالي ولا شيء وأنا قلت: في المؤتمر تتوضح الأمور ونعود وننطلق من جديد ونصفي الحسابات السلبية ونبدأ من جديد.

وعلى هذا الأساس دعيت ومن الناس الذين عملوا، ولم يضع أي أحد من المكتب التنفيذي يده بالموضوع، والذين فعلوا ذلك من أعضاء متعاطفين، وبعد ذلك شككوا في الهيئة وفي الأشخاص المساهمين بها.

 وأنا صديقي (منصف المرزوقي) من وقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومن 30 سنة واتصلت به وكان قد أصبح رئيس الجمهورية [التونسية] وقلت له: نريد أن نقوم باجتماع وليس لدي غيرك وأريد تونس أن تأخذ المبادرة. وتونس هي مهد الثورات العربية لا يوجد نقاش، ورئيسها هو أول رئيس ديمقراطي ونابع من الثورات وصديقي الشخصي وأنا أعمل معه في منظمة حقوق الإنسان منذ عشرين سنة فبقي صديقاً، واتصلت به وقال لي: تونس أمامك مفتوحة، ولكن نحن ليس عندنا أموال بكل بساطة، وقلت: نحن نريد فقط بيئة إيجابية معنا ولا نستطيع أن نذهب في أي مكان إلَّا في الخليج ولم تكن أبداً مقبولة.

ووعدني وأنه لا يوجد إشكالية وقام بكل التسهيلات وذهبنا واجتمعنا هناك وحتى أظن وضعنا بفندق، نحن دفعنا وقال: ممكن نساعدكم لوجستياً وهي لها رمزية في تونس ونحن أيضاً أحرار لسنا تابعين لتونس، وتونس خارجة من ثورة ديمقراطية.

وكان يدور حولي الكثير والذين أتوا كانوا رافضين فكرة عقد المؤتمر ولا أعرف كيف كانوا يفكرون كيف يعملون ولست في قلب المعارضين لرئيس المجلس، في أول الاجتماع أنا عقدته وحاولت أن تكون الجلسة جدية وإيجابية وقدمت التقرير السياسي كرئيس مثل كل تقاليد المؤتمرات التي تحترم نفسها، وعلى النقاش ولم يناقش أي شخص في أي كلمة وفي وقتها طلبت من سمير [نشار] وكان رئيس المكتب المالي ولم يكن لديه شيء يقوله فلم يكن هناك مال ولا شيء وتكلمنا قليلاً، وبعد ذلك خرج وليد البني وكان ممثل المجلس في القاهرة أو مسؤول العلاقات الخارجية أو شيئاً من هذا القبيل وكان معروفاً ومعارضاً في سورية وسجن مع جماعة منتدى الحوار الوطني، ووقف في القاعة وقال لهم ولم يكن له أي موقع وقال: أنا أقترح أنَّ هذه قصة الثلاثة أشهر (مدة رئاسة المجلس الوطني) لا تجوز وهو لم يكن صديقاً لي. وخرجت منه وقال: أنا أقترح سنة بدل ثلاثة أشهر، وضجت القاعة، والقاعة فيها 150 شخصاً، هناك قرابة 30 شخصاً آتين محضرين أنفسهم بالعصي والكراسي، وأنَّ هناك قراراً متخذاً بالتعطيل أو لنقل: موقف سلبي من الاجتماع وكان هناك مضاربة وهناك من حمل الكراسي وضرب الآخرين ومنهم سمير نشار، لم يحمل كرسي، ولكن كان يدعم من يقوم بذلك، ومنهم السفير السابق الذي كان في قطر والذي كان ممثلنا بمرتبة سفير وكان من أكثر المتحمسين للضرب والقتل- نزار الحراكي - أنَّ هؤلاء معتبرين نفسهم أنَّهم الثوار وأنا المتخاذل وأنَّهم بكل قوتهم وعنفهم لا يمررون هذا القرار، وانقسموا إلى فريقين، وهناك الأغلبية وقفت وأنَّ هذا معقول والأغلبية غير منظمين وغير متفاهمين ولا آتين بعصي معهم وأشخاص عاديون وبحياتهم غير متقابلين مع بعضهم، ولا يرونني وأنا رأيت المنظر فأنا بكيت، واعتبرت أنَّ القضية انتهت وظهرنا أنَّنا نحن يعني بدل أن نظهر صورة متماسكة أمام الدبلوماسية الدولية، وأنا برأيي انتهى العنوان السياسي للثورة من تلك الأيام. فأوقفتهم أنا وقلت لهم: لننهي [الموضوع] أو خرج شخص وقال نصوت، ويمكن وليد وقلنا: لنصوت. وقلت لهم هذا ليس موضوعاً للقتل والنقاش وكانت الأغلبية المطلقة مع هذا القرار، وكانت مجموعة صغيرة التي عملت هذا الموضوع، وعادوا إلى الضرب والقتل وأصبحوا أعنف من قبل وكان بينهم من حوران، وليس لأنَّهم من حوران ومنهم [نزار] الحراكي، وكانوا مقتنعين أنَّ برهان خائن للثورة لأنَّه عضو في هيئة التنسيق وهو مدسوس هنا، والذي رأيته أنَّ هناك أشخاصاً مجيشين ناس بسطاء وهم لا يعرفونني من قبل والذي يعرف برهان غليون قبل ذلك مستحيل أن يقول ذلك، فحدث قتال وضرب فقلت: ألغينا التصويت، وألغينا التصويت رغم الإيجابية وأنا الذي ألغيته. وقال شخص ثان غير وليد لنجعلها 6 أشهر وأنا لم أكن مسيطراً على المجلس.. والحل الوحيد في تلك الأزمة هو التصويت، وعادوا أغلبية مطلقة وعدنا لنفس القصة والقتل والضرب وأنا في تلك الحالة ويمكن في هذه المرحلة الثانية بكيت وقلت: سنلغي التصويتين وسنبقى مثلما نحن. وقلت لهيثم المالح: تعال استلم الجلسة وهو يقول: أنه استلم الجلسة، وأنا الذي أتيت به لأنَّه الأكبر في السن، والإخوان [المسلمين] لم يكن لديهم أي موقف والإعلان (إعلان دمشق) كانوا صامتين ولم يأخذوا أي موقف، وهم معتبرون أنَّ العلمانيين يتقاتلون مع بعضهم وأنَّ هذا لصالحنا ولماذا ليتدخلوا ليدافعوا عني أو يشتموني فتكون خسارة ببلاش فتركوا الأمور تسير كما هي.

هذه كلها جلسة واحدة أنا سلَّمت لهيثم وهيثم بدأ يصرخ بأعلى صوته وضرب على الطاولة، وخرجت إلى الخارج أنا قليلاً صفنت (سرح خاطري) وعدت وختمت الجلسة وقلت لهم: لننهي الموضوع، وفي الجلسة الثانية نناقش. وكنا نريد أن نقوم بلجان وانتخابات للهيئة السياسية، وفي تلك الفترة هذه بعدها أنا أردت أن أذهب وأرى وأنا كنت ذاهباً إلى أشخاص أصدقائنا.

ولا شخص من المكتب التنفيذي أتى وقال شيئاً هم كانوا شامتين بي، وكأنَّ المجلس هو ملكية خاصة ولبرهان غليون والمفروض هو لكل شخص جالس هنا، والمسؤولون في المكتب التنفيذي كلهم مسؤولون وإذا انتهى المجلس هذا ليس عقاباً لبرهان غليون وهم ليسوا سيئين بالضرورة الأفراد، ولكن لا يعلمون ما معنى هكذا عمل أمام الدول وأمام النظام وكيف يمكن أن يحوِّل الموضوع والمهم لا أعرف ما حدث بعد ذلك .

وغير قصة اللقاء مع المنصف [المرزوقي]، في اليوم التالي وزعنا الأعضاء للجان وأنا عينت رؤساء اللجان: لجنة الإعلام وحقوق الإنسان والعلاقات الخارجية وإلى آخره، وهناك لجان لم يأتِ لها أحد والناس تكوَّموا على [لجنة] الإعلام والعلاقات الخارجية، وباعتبار أحمد رمضان كان هو المسؤول الإعلامي للمكتب التنفيذي في المجلس فكان هو في رئاستها، وفي العلاقات الخارجية لم أعد أتذكر من كان فيها، ومررت عليهم وحقوق الإنسان ولا شخص، حتى المسؤول عن حقوق الإنسان حضر في لجان ثانية، ورأيت أنَّ الكل يريد إعلاماً وخارجية، واعتبرت أنا أنَّ هذا جزء من الجهل في السياسة لدينا، ومن يومها كنت أعلم أنَّ هناك اغتيال سياسي للشعب السوري خلال 50 سنة، ولم يفاجئني الذي حدث إلى حد أن أرمي الكف وأقول: السلام عليكم، وأنَّ هذا وضعنا ويجب أن نحاول أن نعمل مع ظروفنا وأوضاعنا.

كان عماد الحصري وأتى ليلاً وأتى معي كمال اللبواني وكان هو مستشرسًا ضدي، وعلى أساس أنَّنا سنتكلم مع بعض وتكلمنا مع بعض، والحراك [الثوري] كان مع إيجاد حل للخروج من الأزمة، وخليل حاج صالح سميته رئيس لجنة الحراك وكان هناك لجنة للحراك، وسمعت بعد ذلك أنَّه لم يكن فرحاً أنَّي ورطته وأنا أعتبر أنَّني أعطيت الحراك موقعاً ومكاناً، وهو كان ممثل اللجان (لجان التنسيق المحلية) في تلك الفترة، وحتى الناس الذين أعطيتهم وزناً اعتقدوا أنَّ هناك مؤامرة عليهم وكان هناك جو، وتوضَّح لي بعد تطوَّر الأحداث أنَّ هناك شيء يحدث وأنا لم أكن في خلفيته، وهنا بسبب التشويه والتجييش والشائعات من قبل النظام و[أن] هؤلاء عملاء لقطر وأمريكا، وكله وضعته (صنفته) أنَّها مشاكل كبيرة ولم أكن متصوراً أنَّ هناك موقفاً يتطور ويُعمل عليه لإخراجي من رئاسة المجلس وهذا بعد ذلك توضَّح.

أول شيء استقبلنا [المنصف المرزوقي] وقمنا بخطاب مشترك وموجود أعتقد في أرشيفات تونس وغيرها، وأنا تكلَّمت عن الثورة التونسية، وهو لم يقطع العلاقات مع الدولة السورية، بل قام بطرد السفير السوري بوجودنا نحن وأكثر من هكذا موقف صعب. ونحن باعتبار أنه لم يكن لدينا فكرة، ضمن الوفد الذي كان هناك مقابلة رسمية ليس معي فقط بل مع الوفد، وكان هناك 4 أو 5 أشخاص وكان هناك مقدم وضابط مهم وكنت أنا أقدِّره لأنَّ لديه وعياً سياسياً وقلت لهم: سنلتقي مع المنصف وأنا تكلَّمت، ويمكن كان عبد الباسط [سيدا] وكنا ثلاثة أو أربعة وكلهم من المكتب التنفيذي والضابط الذي نسيت اسمه يقول: يا حضرة الرئيس نريد أسلحة، وتعصَّب منصف المرزوقي وهم يتكلَّمون ولا يعرفون الموقف، وهو موقفه صعب ومازال جديداً وفوراً يريدون إرسال السلاح، وتونس كانت في يومها تريد أن تخرج من الأزمة وقال: أنا لا أريد أن أرسل السلاح ولا أستطيع.

فهو تكلَّم ولم يشاورني وتكلَّم وأنا قلت: لا نريد سلاحاً فهل تونس أصلاً قادرة على الخوض في هذا الموضوع ومواجهة دول، وخرج في خطاب أكد على سلمية الثورة، ومن اعترض على البيان التأسيسي للمجلس الذي يقول أنَّنا ضد التدخل الخارجي إلا بمشاورة المجلس الوطني وحماية المدنيين ونحن قلنا: نريد مناطق حظر جوي ومعابر آمنة. وقلت أنا ولم أخبّئ نفسي: نحن لدينا ملايين الشباب الذين هم مستعدون أن يضحوا بروحهم، نحن نريد تدخل سياسي، نريد حظر جوي، وكان هذا خطابنا وليس تعالوا حررونا وإلى اليوم لا أقولها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/21

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/91-19/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

19/12/2011

updatedAt

2024/04/18

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الشهادات المرتبطة