الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إطلاق فضائية بردى وقصة التسمية والبرامج التي قدمتها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:07:21

طبعًا هنا نحن دخلنا في صراع مع النظام، يعني ليس فقط عقدنا مؤتمرًا في الكونغرس والبرلمان الأوروبي والأمم المتحدة ونتكلم بشكل واضح عن التغيير الديمقراطي والتحول في سورية وهذه الأمور، ودخلنا في موضوع الفضائية وهذه الفضائية ستكسر حصار النظام، والنظام واضح [له] تمامًا أننا دخلنا في مواجهة مباشرة وهذه المواجهة المباشرة كان من الضروري أن نحمي قادة الإعلان (إعلان دمشق) في الداخل عنها، لأنه من أسهل ما يكون أن هذا النظام بطرقه المعروفة يستهدفهم بشكل مباشر وغير مباشر، واتفقنا مع قيادة الإعلان أن هذه الفضائية لا تتكلم رسميًا باسم الإعلان؛ حتى لا يتعرض قادة وكوادر إعلان دمشق في الداخل للخطر، وفعلًا النظام ونحن نعرف أن النظام في هذا الموضوع لا توجد عنده خطوط حمراء، وإنما يقال: إنها فضائية داعمة لإعلان دمشق وداعمة لتوجهات إعلان دمشق، وبالنسبة لنا كان هذا لأننا نحن نعرف ما معنى أن الشخص يواجه النظام ونعرف ما هي الأثمان، وقبل فترة بسيطة 12 من قادة الإعلان تم سجنهم بسبب اجتماع المجلس الوطني لإعلان دمشق، ولم تكن عندنا مصلحة إطلاقًا لاستهداف البقية وخاصة قيادة إعلان دمشق في ذلك الوقت التي هي كانت معروفة بالنسبة للنظام، الهيئة الرئاسية التي كان على رأسها طبعًا الأستاذ رياض الترك -حفظه الله- ومعه كان الشيخ نواف البشير ومعه أيضًا الشيخ أمين عبدي الأستاذ سليمان شمر، وكان معهم الدكتور ياسر العيتي لفترة، وهذه الهيئة الرئاسية لإعلان دمشق كان هدفًا أساسيًا أن نحميها ونحمي بقية كوادر الإعلان؛ لأنهم ما زالوا موجودين ويعملون ووجودهم أكثر من مهم كان في ذلك الوقت، وهم الذين يمثلون النبض الحقيقي للإعلان ووجوده في الداخل وبقية المحافظات وحمايتهم كان واجبًا علينا، ونحن قلنا بشكل واضح: إن هذه الفضائية هي داعمة لإعلان دمشق، ولكن بنفس الوقت نحن كنا نضعهم بصورة التحضيرات بشكل كامل وأذكر [أنه] كانت توجد عدة تواصلات حصلت مع قيادة الإعلان عن طريق هاتف الثريا، وكان هذا الهاتف موجودًا عند الشيخ نواف البشير، وكان يأتي خصوصًا إلى دمشق ويذهبون إلى منطقة في ريف دمشق أو حول دمشق حتى يتكلموا فيها معنا بشكل واضح ونكون متفقين على موعد معين وأضعهم في صورة التطورات سواء السياسية أو ما يتعلق بالمشاريع، وهم يضعوننا في صورة التطورات الداخلية أيضًا وعن طريق هذه التفاهمات وصلنا إلى قناعة أنه من الضروري جدًا موضوع الفضائية، ولكن أيضًا من الضروري أننا نقول: إنها داعمة لإعلان دمشق ولا تتحدث رسميًا باسم "إعلان دمشق" حتى نحميهم في ذلك الوقت؛ لأنهم كانوا تحت المجهر تقريبًا بالنسبة للنظام.

اسم الفضائية أيضًا توجد له قصة في البداية كنا نفكر تسميتها فضائية الكرامة لأنه كان عندنا قناعة منذ ذلك الوقت أنه يوجد أمران أساسيان الشعب السوري يحارب لأجلهما هما: موضوع الحرية، وموضوع الكرامة، وذهبنا إلى موضوع الاسم لأن الكرامة أيضًا تحتوي في جزء أساسي منها موضوع الحرية فلا كرامة بدون حرية ولا حرية بدون كرامة، وبالنسبة لنا كان اسم الكرامة أحد القيم الأساسية عند الشعب السوري وهذه التي استهدفها النظام بطرق مختلفة وعلى أصعدة مختلفة، وأنا اقترحت هذا الاسم وفيما بعد تم ترتيب البرومو وكل شيء وبعض الجهات في المعارضة بدأ يصلها بعض الكلام حول القضية ونحن كنا نحاول القيام بهذا العمل بدون أن يتم الإعلان عنه حتى نكون جاهزين 100% وهذا طبيعي في أي مشروع إعلامي، ولكن يبدو لي [أن] البعض بدأت تصله بعض طراطيش (ثرثرة عابرة) الكلام وبدأ يكتب عن هذه القصة وأنه يوجد دعم أمريكي وسببت مشكلة للداعم. وقررنا تغيير الاسم إلى اسم ثانٍ، وأنا كنت أفكر على اعتبار أنني اقترحت الاسم الأول بدأت أفكر بالاسم الذي نستطيع اقتراحه، وخطر على بالي اسم بردى، وطبعًا بردى بالنسبة لي تعني لي الكثير لأنها تنبع من منطقتنا من مضايا في ريف دمشق من مضايا والزبداني، ولكن أيضًا هي تمثل خط حياة بالنسبة للعاصمة دمشق وتمد دمشق بالحياة، وأيضًا هذا المفهوم موجود في الأدب العربي الذي له علاقة بسورية ودمشق وحتى في الشعر ومشهور البيت الذي ذكره أحمد شوقي: 

سلام من صبا بردى أرق    ودمع لا يكفكف يا دمشق

 ودائمًا كانت توجد علاقة خاصة بين بردى ودمشق وعلاقة خاصة بين بردى وسورية، وهو كان واجهة إن صح التعبير واجهة عطاء لدمشق، ومعظم المدن المهمة في العالم عادة ترتبط بأنهار محددة فدمشق مرتبطة ببردى ومن هذا المنطلق نحن استخدمنا الاسم آملين أن يكون هذا أيضًا عبارة عن نهر عطاء ثقافي وسياسي للشعب السوري كله في أنحاء سورية بكافة مكوناته وأطيافه، وهذا السبب الذي اخترنا اسم فضائية بردى من أجله.

طبعًا أعيد وأقول: إننا كنا مسؤولين عن جانب المحتوى لهذه الفضائية، ولم يكن يوجد دعم كبير وكان بالكاد يستطيع تغطية ثلاثة برامج أسبوعيًا، وأنا كنت في كل مسيرة فضائية بردى، أنا لم أكن موظفً بها بمعنى الموظف، وكنا بسبب محدودية الدعم نركز [على] أن ندفع المال للناس المختصين ومعروف أن الأشخاص المختصين بالقضايا التي لها علاقة بالتلفزيون هم بالعادة رواتبهم ليست سهلة، ونحن هنا نتكلم عن محتوى يتم إنجازه في لندن وعندنا التكاليف التي لها علاقة بالاستديو والتكاليف التي لها علاقة بالمذيعين والتكاليف التي لها علاقة بالإداريين والإنتاج والمونتاج والمحتوى والضيوف هذا كله كان يأخذ...، وأنا كنت رئيس مجلس إدارة، ولكن لم أكن موظفًا بالمعنى المباشر فيها، ولكنني كنت مسؤولًا عن خط التحرير وأضع الإطار العام وأناقش الزملاء في الإدارة والمحررين وما هي المواضيع؟ وكيف نتناولها؟ ومن هم الضيوف؟

بداية البث التجريبي كانت في شهر نيسان عام 2009 يعني أخذنا وقتًا كثير حتى نحضر الأمور في عام 2008 وبداية عام 2009 والبث التجريبي كان في شهر نيسان عام 2009 وبدأ البث في شهر أيار عام 2009، وفي يومها قلنا: خرجنا في بيان واضح ما هو الهدف من هذه الفضائية؟ وأنها داعمة لتوجهات إعلان دمشق وهي مفتوحة لجميع السوريين وكل الآراء وكل الأطياف التي كانت موجودة في إعلان دمشق والمعارضة السورية وكل أطياف الشعب السوري، والذي ينظر إلى الضيوف الذين كانوا يحضرون في هذه البرامج والأفكار التي كانت تُحكى والخط التحريري يدرك تمامًا أننا بقينا مخلصين لهذا البيان الذي أعلنا فيه عن بداية الفضائية، وهذا يعكس أيضًا التوجه العام لإعلان دمشق، ونحن كان في فكرنا دائمًا موضوع التغيير وموضوع المقاومة السلمية وموضوع أن الشعب يتحرك؛ وبالتالي لا يمكن في هذه الحالة أن يلتزم الشخص بخط أيديولوجي أو لون أيديولوجي معين أو حزبي ويجب أن ننطلق من الأجندات الضيقة إلى رحابة الأجندة الوطنية الكبيرة التي نستطيع من خلالها التكلم مع أكبر عدد من الشعب السوري.

كان يوجد عندنا ثلاثة برامج أساسية وهذه البرامج الثلاثة كل واحد فيها يعالج منحىً مهمًا للشعب السوري ويهم الإنسان السوري مهما كان سواء كان في موضع مسؤولية أو كان إنسانًا عاديًا يعني مهما كانت درجة وظيفته سوف تهمه ثلاثة أشياء.

البرنامج الأول كان اسمه "نحو التغيير"، يعني الاسم في البرنامج مهم أننا هنا لا نتكلم نحو الإصلاح ولم نقل: الإصلاح وإنما قلنا: نحو التغيير. يعني واضح تمامًا أننا نتكلم عن ضرورة التغيير ومن خلال هذا البرنامج كنا نستضيف نخبة من قادة المعارضة السورية وقادة الرأي في سورية، ويتكلمون عن أفكارهم ويتكلمون عن الشيء الذي له علاقة بالتغيير الديمقراطي في سورية، وطبعًا لا شك بأنني أحضر كاتبًا من خلفية يسارية يتأثر بهذا الطرح أو أحضر كاتبًا من خلفية إسلامية فإنه يتأثر، ولكن في النهاية هو يتكلم عن عنوان كبير وعام، وحتى عندما أحضر أشخاصًا مثل: الدكتور عبد الباسط سيدا وهو كان من أوائل الذين خرجوا في الفضائية كان يتكلم بنفس وطني وكذلك بقية الضيوف، وكان برنامج "نحو التغيير" هو برنامج عميق ويطرح أفكارًا ويناقشها في العمق وبكل تجلياتها وكانت ضمن محاور يكون متفقًا عليها مسبقًا والمحرر يعمل عليها ونحن نعمل عليها وكنا نطلب أيضًا من الإعلان إذا كانت عندهم أفكار وأحيانًا كانوا يرسلون لنا أفكارًا حول هذه البرامج، ولكن لم يكن التعاون بالشكل المطلوب.

البرنامج الثاني اسمه "بانوراما"، وهو يتكلم عن أحداث الأسبوع باعتبار أنه برنامج أسبوعي يذكر أهم أحداث الأسبوع التي حصلت في سورية ويركز على هذه الأحداث ويناقشها ويعلق عليها وأيضًا ومن خلال فريق مراسلينا الذي كان داخل سورية كان دائمًا يكون لنا جزء من هذا البرنامج نطرح به تقريرًا من داخل سورية وهذا كان يعطي قيمة كبيرة للبرنامج وأيضًا يشعر النظام أننا نحن موجودون في الداخل وفي مؤسساته الرسمية وفي المؤسسات الخدمية وكنا موجودين في كل المناطق التي كنا نقدم عنها تقارير وهذه كانت مخاطرة كبيرة في ذلك الوقت.

البرنامج الثالث اسمه "حكي شباب" هذا البرنامج يركز بشكل كبير على مشاكل الشباب وهمومهم وآمالهم وآلامهم والأشياء التي يعانون منها ضمن وجودهم داخل سورية، وكنا نستضيف فيها شبابًا وناشطين يتكلمون عن هذه الأمور وأيضًا كانت مساحة شبابية مناسبة جدًا أن نضيء على هذا الجانب المهم من العمل العام وهذه كانت البرامج الثلاثة الأساسية.

وإذا تم سؤالي: هل كان يوجد تعاون كبير من طرف الإعلان (إعلان دمشق)؟ أستطيع أن أقول: إنه كان يوجد عندنا تقريبًا ثلاثة أقسام لطبيعة التعاون سواء من الأفراد أو من الأحزاب أو من التجمعات السياسية.

كان يوجد أشخاص إيجابيون ويتعاونون معنا بطريقة جدًا إيجابية ويشاركون حتى من داخل سورية، يعني أنا أذكر الأستاذ هيثم المالح -حفظه الله- كان يشارك باستمرار، وفي إحدى المرات رفع الدوز (تكلم بجرأة أكبر) بشكل كبير وأدى إلى اعتقاله في سورية وبعد فترة أُطلق سراحه، ولكن نحن أيضًا خلال الفترة التي كان فيها معتقلًا كان أحد أهم الشخصيات التي كنا نعتني بها كمعتقل.

إذًا يوجد أشخاص دفعوا الثمن حتى يتعاونوا معنا بشكل إيجابي ويوجد أشخاص أيضًا خارج سورية تعاونوا بشكل إيجابي مثل: الدكتور عبد الباسط سيدا، الدكتور عبد الرزاق عيد، والأستاذ سعيد لحدو يعني العديد من الشخصيات التي تفاعلت بإيجابية وكانت تنظر إلى هذه كأداة من أجل إيصال الصوت وهذا هو الشيء الصحيح.

القسم الثاني وقفوا على الحياد، وأنا كنت أسميه في ذلك الوقت الحياد السلبي لأننا نحن في هذه الأمور لا يوجد [لدينا] حياد، نحن في مواجهة وحرب مع النظام وهذه الحرب على الجبهة الإعلامية، وكما نحن نقوم معه بمواجهة على الجبهة السياسية وعلى الجبهة الدبلوماسية وعلى الجبهات الأخرى نحن في حرب مع النظام على الجبهة الإعلامية ولا يوجد مجال للحياد في هذا الموضوع، ولكن البعض منهم كان يتجنب المشاركة خوفًا على نفسه من الناحية الأمنية، وأنا هذا الشيء كنت أتفهمه يعني لم أكن أطلب من أحد داخل سورية أن يخرج باسمه الصريح وبشكل واضح؛ لأنني أعرف ما هو الثمن والتكاليف وكل شخص هو صاحب القرار في هذا الموضوع.

يوجد قسم ثالث كانوا سلبيين تجاه الفضائية ومدفوعين إما بأجندات شخصية لم تكن تريد أن يكون هذا الشيء بهذا الشكل مع هذه المجموعة من الناس أو بأجندة حزبية، يعني مثلًا يوجد أشخاص كانوا محسوبين على اليسار، كانوا يجدون مبررًا حتى يهاجموا الفضائية بناءً على خلفيتهم الأيديولوجية، ويعتبرون أن هذه الفضائية باعتبار أنها بدعم غربي فهذا الشيء لا يتناسب مع خلفيتهم الأيديولوجية والبعض منهم يعتبرها أننا نحن إسلاميين، وأيضًا هو ليس له مصلحة في هذا الشيء وهذا يعكس فعلًا ضيق الأفق بشكل كبير جدًا عانينا منه في ذلك الوقت وبعدها وفي الثورة وحتى الآن، ولكن الغريب أن نفس التوجس هو أيضًا من أطراف نحن أيضًا كنا نُحسب عليها يعني مثلًا الإخوان المسلمون لم يكونوا يتعاملون بإيجابية وطبعًا ليس جميعهم، ولكن الأساسيين فيهم؛ لأنهم أيضًا كانوا يعتبرون أننا أيضًا يعني هذه الفضائية ممولة من الغرب وهم يرون أنفسهم أكثر ضمن محور الممانعة، ونحن نعرف في وقت من الأوقات أنهم يعني في عام 2009 وعام 2010 هم جمدوا معارضتهم للنظام السوري، جمدوا بمعنى أوقفوا المعارضة، وفي يومها من أجل موضوع غزة وأن النظام يقف مع المقاومة الفلسطينية؛ وبالتالي هو كمعارضة سورية يجب أن يجمد هذه المعارضة، طبعًا في ذلك الوقت لا توجد جهة أخرى أخذت هذا الشيء أو هذا التوجه بالعكس كان يوجد الكثير من النقد عليهم بسبب هذا الموضوع، ولكنهم كان عندهم أسبابهم وتكلموا بها، ونحن لم نكن نتفق معهم إطلاقًا وباعتقادي هذه كانت من الأخطاء الاستراتيجية للإخوان المسلمين في ذلك الوقت لأن معارضة النظام هي معارضة جذرية ليس لها علاقة، وآخر شيء يمكن أن يمر على شخص في المعارضة أن هذا النظام هو فعلًا جزء من محور المقاومة والذي حصل بعدها والذي حصل خلال الثورة باعتقادي كان واضحًا جدًا ومن بدايات الثورة يعني بدأت الثورة وهم لا يزالوا مجمدين معارضتهم للنظام، وفيما بعد أدركوا أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر وعدلوا عن قرار التجميد واستأنفوا معارضتهم للنظام.

قيادات الإعلان في الداخل كان عندهم هواجس أمنية خاصة عندما رأوا الاعتقالات التي حصلت وكان واضحًا بالنسبة لهم أنه من يخرج على فضائية بردى التي هي معارضة شرسة للنظام أن هذا الشيء سوف يؤثر عليه أمنيًا، وغالبية قادة الإعلان الموجودين في الداخل أخذوا جانب الحياد في هذا الموضوع ونحن كنا نتفهمه يعني كنا نتفهمه بشكل كامل، وبالنسبة لي كان يجب أن يبقى هؤلاء القادة أحرار وخارج المعتقلات ويقومون بالعمل المطلوب أفضل من أن يخرج في مداخلة لمدة عشر دقائق على قناة بردى ثم يتم اعتقاله وينضم إلى معتقلي إعلان دمشق الذين تم اعتقالهم في أواخر عام 2007.

أنا هنا مرة أخرى [كنت أتساءل]: كيف كان يحسبها الأستاذ رياض الترك؟ أنا ليست عندي معرفة، ولكن أنا بالنسبة لي كنت على قناعة كاملة أنه كان يحسبها بشكل صحيح، وفي النهاية هو مع الاعتقالات التي حصلت ومع انسحاب حزب الاتحاد الاشتراكي من الإعلان كانت توجد هناك مسؤولية كبرى على عاتقه باستمرار الإعلان لأن النظام كان يأمل بسبب هذه الاعتقالات أن يخنق الإعلان أو ينهار وخاصة أنه اعتقل شخصيات محورية فيه، وطبعًا لم يعتقل رياض الترك؛ لأنه توجد هناك حسابات معينة سياسية، ولكن هذا لا يعني أنه كانت عنده حصانة يعني لو كان يريد الخروج والتكلم لكان بكل بساطة ينضم إلى بقية معتقلي إعلان دمشق وأنا كنت أتفهم تمامًا موقفه، وكنت أعرف أنه اتخذ هذا القرار بناء على دراسة متأنية ولم يكن عندي مشكلة. وأنا أعيد وأقول: أنا لم أكن أطلب من أحد من قادة الإعلان التضحية من أجل قناة بردى، وأنا كنت أطلب منهم الدعم بطريقة غير مباشرة والدعم عن طريق الأفكار والدعم عن طريق أعضاء أحزابهم الموجودين في الخارج وعن طريق كوادر الإعلان الموجودة في الخارج، وهذا الشيء كان يحصل من خلال لجان إعلان دمشق في المهجر وبعض الجهات الحزبية التي كانت خارج سورية، وأما أنني أطلب من القادة في الداخل أن يخرجوا بشكل مباشر يعني هذا الشيء هم كانوا أصحاب القرار فيه، وكان يهمنا أكثر أن يبقوا أحرارًا و خارج السجون في الوقت الذي كان فعلًا إعلان دمشق يمر بفترة صعبة جدًا تستهدفه وجوديًا.

النظام وبعض أطياف المعارضة كانوا يحاربوننا والنظام استهدفنا بشكل مباشر من خلال التشويش على الفضائية وبشكل غير مباشر من خلال الضغط على الجهات التي كانت مستضيفة الفضائية بمعنى شركات القمر الاصطناعي.

بعض أطياف المعارضة استهدفتنا بالتشويه يعني يوجد طرف استهدفنا بالتشويش والآخر بالتشويه أو محاولات التشويه من خلال بعض المقالات ومن خلال الذي كانوا يذيعونه بين بعضهم وهؤلاء كانوا من خلفيات أيديولوجية مختلفة يعني لم يكونوا من أيديولوجية معينة، وهذا الشيء كان معروفًا لماذا يعني ضمن الأجندات الضيقة التي لا زلنا حتى الآن نعاني منها يعني لا زلنا حتى اللحظة نحس أنه يوجد شخص يرى نفسه أن الأهم بالنسبة له أن يعارض معارضًا بدلًا من معارضة النظام، وهذا ليس شيئًا جديدًا يعني هذا شيء ليس له علاقة ونحن كنا نراه بشكل واضح في الوقت الذي لم يكن توجد فيه ثورة في الوقت الذي كان من المفترض لهذه النخبة [أن] تكون فاهمة ما هي التحديات والأولويات والشيء الذي يسكت عنه والشيء الذي لا يسكت عنه وكيف نحن يجب أن ننظر إلى هدفنا الأساسي ونترك الزواريب الضيقة ونذهب إلى الهدف الأساسي؛ لأنه بدون أن نصل إلى الهدف الأساسي لا يوجد أحد يستفيد بينما عندما ندخل في الزواريب فإن الجميع يكون خاسرًا، وطريقة التفكير المنفتحة التي يوجد فيها رحابة صدر ويوجد فيها انفتاح على الآخر رغم أن الكثير كانوا يدعونها بكلامهم، ولكن في التنفيذ والتطبيق لم نكن نرى هذا الشيء والدليل على ذلك أن هذه الأداة التي كانت متاحة لهم كان البعض منهم ليس فقط لا يخرج فيها، وإنما يهاجمها ويحاربها لأسباب هي أقل ما يقال عنها: إنها كانت عبارة عن أسباب تعود إلى أجندات ضيقة و ليس لأهداف حقيقية.

طبعًا أعيد وأقول: إنه من حق أي أحد عدم الخروج في الفضائية وعلى العكس حتى نحن كنا نعرض عليهم الخروج والتحدث ضد قناة بردى في نفس الفضائية يعني ليس عندنا مشكلة أن يُقال هذا الكلام، ولكن أنا كشخص أقول: إنني كنت أرغب بأن يكون هناك تعاون أكبر من قبل المعارضة وهجوم أقل لأنه أنتم ليست مشكلتكم في الأداة، ولكن مشكلتكم مع المحتوى تعالوا وقدموا المحتوى الذي ترونه صحيحًا وهذه الأداة هي لكم يعني مثلًا: عبارة عن كأس ماء أنت ماذا تضع فيه فأنت حر يعني تشرب فيه الماء أو غير الماء أنت حر في النهاية هذه هي الأداة وأنا أعطيكم الأداة أنتم تعالوا ساعدونا أن يكون المحتوى بالشكل الصحيح. وطبعًا يوجد جزء منهم كبير ساعد ويوجد جزء لم يساعد وهاجم وهذه طبيعة الأمور.

يوجد شيء ثانٍ أيضًا مهم: طبعًا النظام حاول التشويش ووصل إلى نتيجة من خلال التقرير التقني الذي قامت عليه شركة دولية ووصلنا إلى نتيجة أن التشويش كانت تقوم به إيران وليبيا وتحديدًا جغرافيًا كان يتم التشويش من ليبيا وهذا كان جزء من التعاون في ذلك الوقت ضمن هذه الدول مع النظام السوري ضد فضائية بردى، وطبعًا معروف لماذا إيران تريد أن تدخل في هذه القصة لأنه كان يتم من خلال معارضة النظام هي أيضًا كانت تشعر بالخطر وأن هذا النظام هو مجال حيوي لها، وكان النظام بوابتها إلى العالم العربي كله وعلى لبنان أيضًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/17

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي قبل الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/129-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

04/2009

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

قناة بردى الفضائية

قناة بردى الفضائية

الشهادات المرتبطة