الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اللقاء مع مناف طلاس ومحددات قبول دعوة نظام الأسد للحوار

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:01:24

بداية الأمور الثورة انطلقت من درعا في 18 آذار/ مارس 2011، ونحن شعرنا بالأمل على أنه نحن كنا كتجمع وطني ديمقراطي والحزب واللجان والمثقفين كنا نخبة ولكن لم يكن لدينا عمق جماهيري، الشعب يرى ما يحصل بالناس الذين يعملون في السياسة من سجون وتعذيب وسجن لعشر سنوات و15 سنة و20 سنة ويوجد نوع من الحذر وبدأت الأحداث في درعا وانتقلت إلى كل محافظة درعا وانتقلت إلى بانياس وحمص ودوما وحرستا والغوطة الشرقية والغربية والأمور تتعاظم وبدأت بالمئات والآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف وأخذت الثورات شكل مظاهرات مليونية.

طبعا نحن في التجمع الوطني الديمقراطي والحزب قلنا قد وصل ربيع دمشق إلى سورية وبدأت مفاعيله وهذا الحراك الثوري السلمي يجب علينا ليس دعمه ولكن يجب أن نكون جزءًا منه، وأصدرنا بيانًا من الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي أنه نحن لا ندعم هذا الحراك الثوري من خارجه ولكن نحن نشارك به من داخله، وأيضًا أصدرنا بيانًا من التجمع الوطني الديمقراطي تقريبًا بنفس الفهم، وهنا أنا فوجئت بابن أخي فيصل عبد العظيم رحمه الله يتصل بي ويقول لي يا عمي، ومنزله في المزة الفيلات الشرقية مقابل اتحاد الكتاب العرب، قال: يا عمي يوجد شخص مسؤول طلب منا زيارتك، هذا الكلام في 9 نيسان/ أبريل 2011، قلت له: أهلًا وسهلًا، قال لي: غدًا، قلت له: غدًا الجمعة سوف أذهب إلى حلبون، قال: على كل حال هو سوف يتصل بك ويتكلم معك.

واتصل بي وتكلم معي وجاء إلي في يوم الجمعة قبل أن أذهب إلى حلبون، يعني لأجل التصييف أنا والعائلة، وجاء وهذا الصديق تبين أنه الدكتور بشر عبد المولى من يبرود ووالده محامٍ مكتبه في دمشق شخصية معروفة من الاتجاه القومي الوحدوي الناصري وهو كان زميل أخي أحمد رحمه الله وزميلي في المحاماة وكان من الأشخاص المعروفين، وجاء إلي الشاب الدكتور بشر عبد المولى وقال لي: أنا مستشار في القيادة القطرية وأنا كُلِّفت أن أتواصل معك وأن الرئيس بشار الأسد يريد لقاءك، قلت له أنا: هذا الكلام يحتاج إلى أن أعود إلى المرجعية حتى لو كنت أنا أمينًا عامًا للاتحاد الاشتراكي وحتى لو كنت أرأس الاجتماعات وناطقًا باسم التجمع الوطني الديمقراطي، أنا لست مجرد مثقف يعني أعطي هكذا رأي أنا لابد من أن أعرض الموضوع على المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي على قيادة الاتحاد الاشتراكي وعلى قيادة التجمع، قال لي: حسنًا غدًا، قلت له: كيف غدًا أنا ذاهب إلى حلبون، قلت له: أعطيك جوابًا في الأسبوع القادم، قال لي: كلا بعد غد، قلت له: حسنًا على كل حال، وأنا مباشرة اتصلت مع مجموعة من قيادة الحزب التي هي تقريبًا تمثل دمشق وريف دمشق وما حولها، وبنفس الوقت اتصلت بالحزب والتجمع كان قريبًا مني لذلك أنا اجتمعت وأخذت موافقة من الحزب وأخذت موافقة من قيادة التجمع أنني أدخل في حوار، وجاء بعد يومين أو ثلاثة أيام الدكتور بشر عبد المولى وقال لي: هل يوجد مانع أن يأتي معي مناف طلاس؟ قلت له: أهلًا وسهلًا، وجاء معه مناف طلاس إلى منزله الموجود في ركن الدين بالقرب من أبنية ضباط الشرطة في هذه الطلعة منزله هناك، والمدخل الذي يوصل إلى الهجرة والجوازات لريف دمشق، وجاء هو ومناف طلاس وأنا أعرف أن مناف طلاس كانوا يرسلونه إلى دوما ودرعا لتهدئة الأمور وحلحلتها واستجابة للطلبات بدلاً من أن تتصاعد وترتفع.

عندما جاء مناف طلاس وكان معي من قيادة التجمع عبد العزيز الخير وكان معي حازم النهار، وجاء مناف طلاس إلى منزل بشر عبد المولى الذي هو تحت منزلنا في ركن الدين، يوجد بيننا 100متر فقط، وجاء مناف طلاس بدأ يتكلم بلغة غير لغة النظام يعني يقول إنه مع ثورة تونس ومصر، قلت له: يا سيد مناف أنت تتكلم بغير ما يتكلم عنه النظام في الإعلام وتصريحاته، قال لي: أنا قلت لبشار الأسد عليك أن تدعم هذه الثورات، قلت له: شيء جيد، وطلبوا مني أن الرئيس يريد رؤيتك، قلت له: أنا مستعد للقاء مع الرئيس ولكن عندي مطالب هذه مطالب التجمع ومطالب حزب الاتحاد الاشتراكي كأمين عام الاتحاد الاشتراكي ورئيس للتجمع لدينا مطالب، وقال: ما هي المطالب: قلت له أولًا قبل أي لقاء الإفراج عن جميع المعتقلين الذين تم اعتقالهم، والنقطة الثانية هي إلغاء حالة الطوارئ، النقطة الثالثة السماح بالتظاهر السلمي، قال كيف السماح بالتظاهر السلمي إذا أردتم مقابلته لماذا السماح بالتظاهر السلمي، قلت له: هذا النظام كثيرًا ما أعطى وعودًا لإصدار قانون أحزاب وإجراء تغييرات وأصبح لنا خمس سنوات نتكلم بقانون الأحزاب وهو موضوع في الدرج وبدون ضغط شعبي مستمر لا يقدم أي تنازل، وأيضًا خروجه على التلفزيون السوري، يخرج الرئيس على التلفزيون السوري ويقول الشعب مع التغيير وأنا مع التغيير والشباب مع التغيير وأنا مع التغيير وأنا سوف أعطي توجيهات للقوات المسلحة للأمن بالانسحاب من المدن والسماح بالتظاهر السلمي، وأيضًا العمل على إلغاء حالة الطوارئ التي أصبح لها فترة طويلة، وطبعًا الإفراج عن المعتقلين وأنني مع التغيير والشعب يريد التغيير وأنا مع التغيير والشباب مع التغيير وأنا مع التغيير ولا يفعل كما فعل في مجلس الشعب يرقصون ويدبكون وهو هدد وهو توعد وبدلًا من أن يتكلم بلغة أن لديه الاستعداد للاستجابة للمطالب الشعبية بالتغيير فإنه يخرج على التلفزيون ويقول كذا وكذا، قلت له وعند ذلك يدعو المعارضة الوطنية الديمقراطية لحوار وعند ذلك لا نخرج فقط كحزب وتجمع وإنما نخرج كتجمع وأيضًا نخبر زملاءنا في إعلان دمشق وأيضًا قيادات الحركة الوطنية الكردية ولجان إحياء المجتمع المدني وممثلي الحراك في درعا ودمشق وحمص وبانياس والغوطتين الشرقية والغربية حتى لا يقال كما قالوا في مصر إن الناس يتظاهرون في الشوارع ويتم اعتقالهم ويُعتدى عليهم وهم يفاوضون النظام للمناصب والمكاسب، قال لي مناف طلاس: أنا سوف أنقل ذلك إلى بشار الأسد، وذهب، وهذا حصل في 9 نيسان 11 نيسان أو12 نيسان أو 15 نيسان/ أبريل.

كل الذين حوله سواء من القيادة القطرية أو من قادة الأجهزة الأمنية أو حتى القيادة العسكرية شعروا أن الرئيس عندما يرسل لي مناف طلاس وبشر عبد المولى وأنه يريد محاورتي وأنني أضع مطالبًا والاستجابة لهذه المطالب منها إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي، وفعلًا هو أعطى قرارًا أعطي أول قرار وشكل حكومة جديدة وقال للحكومة الجديدة في أول اجتماع لها بعد تأدية القسم أنه أنتم من جملة الذي قاله أنه يجب إصدار قانون الموافقة على الإضراب السلمي، وفعلًا صدر قرار بالسماح بالتظاهر السلمي ولكنه يحتاج إلى تقديم طلب، وصدر قرار بإلغاء حالة الطوارئ في 24 نيسان/ أبريل ثم عاد مناف طلاس وقال: أنا تكلمت مع الرئيس والرئيس سوف يصدر قرارًا بتعيينك نائب رئيس جمهورية أول، قلت له: أقسم بالله إذا أصدر قرارًا بتعييني نائب رئيس الجمهورية حتى أفضحكم في الإعلام، أنا لا أطلب مواقع ولا منصب أنا من الثمانينات لم أخرج لأجل الموقع ولا المنصب أبدًا وإياكم التفكير في هذا الموضوع، وعاد أيضًا في اجتماع آخر قال: التجمع يشارك في ثماني وزارات، اثنتان منهما سياديات وثمان محافظون وأيضًا في ثلث أعضاء مجلس الشعب، وعبد العزيز الخير يكون وزير الخارجية، ودمعت عيون عبد العزيز الخير وقلنا لهم: يا جماعة نحن لا نبحث عن المناصب ولا مكاسب نحن نريد الحل السياسي للأزمة السورية والاستجابة إلى مطالب الثورة الشعبية السورية وحلًا سياسيًا للأزمة السورية هذا هو الذي يرضينا وهذا هو الذي يوفر على الشعب السوري العناء الكبير جدًا والمطالب الشعبية، عندما يكون هناك حريات وحرية التعبير وحرية اجتماع وحتى عندما تحصل انتخابات مجلس الشعب تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة ويكون فيها أكفأ الناس وأكثرهم شعبية، وهذا قوة للدولة والسلطة عندما يكون هناك تعاون ومشاركة، كل هذا قوة للدولة وقوة للسلطة، وكانت هذه لغتنا والنقطة الثانية أنا فوجئت وأنا أتكلم هكذا بهذا المنطق، أنه ذهبنا وحضرنا في دوما أنا وهيثم المالح اجتماعًا حاشدًا كبيرًا جدًا وهو ألقى كلمة وأنا ألقيت كلمة وانتقلنا من دوما إلى الغوطة الشرقية إلى عربين أيضًا واتصلنا مع الكثير من الناس وهذا الحراك الشعبي نستفيد منه حتى أصبحت المظاهرات في دوما، وصعدت على الجدار وألقيت كلمة في المظاهرات، وكنا نتفاعل مع الحراك الثوري تفاعلًا كبيرًا جدًا.

 أنا خطبت في دوما خطابًا واضحًا بمطالب واضحة وكان ملتفًا حولنا شباب الاتحاد العربي الاشتراكي وأيضًا شباب التجمع والأكثرية من شباب الاتحاد الاشتراكي العربي ولدينا خطاب قوي جدًا، ولكن مع الأسف الشديد، وإذ أيضًا رئيس اتحاد الكتاب العرب يدعوني إلى اللقاء في مبنى اتحاد الكتاب العرب وهو من ريف دمشق، قال يا أستاذ نحن نوجه لك الدعوة كأمين عام للحزب وكرئيس التجمع وناطق باسمه؛ لدينا لقاء في اتحاد الكتاب العرب ندعوك لحضور هذا اللقاء، وأنا ذهبت وكان اتحاد الكتاب العرب مقابل منزل أخي رحمه الله وأولاده في المزة فيلات الشرقية، وذهبت وعندما ذهبت ودخلت إلى مقر الاجتماع وجدت أنهم وضعوا على السدة فلانًا وفلانًا و فلانًا وحسن عبد العظيم، ووجدت مكتوبًا: هذا لقاء وهذه ندوة للحوار مع المعارضة الوطنية، وضعوا لي موقعًا فوق على السدة و"حوار مع المعارضة الوطنية الديمقراطية" وأنا لم أصعد إلى السدة قلت لهم: عندما قالوا لي اصعد على السدة وقفت أنا في الصف الأول وقلت لهم اتصل بي رئيس اتحاد الكتاب وهو كان موجودًا اتصل بي رئيس اتحاد الكتاب العرب وكان على السدة موجود محمد حبش وشخصان آخران، وأنا لم أذهب لملء مكاني بقيت هنا، وقلت لهم اتحاد الكتاب العرب دعاني ووجه لي دعوة لحضور ندوة عن الحراك الثوري والأزمة وكيفية حلها وأنا فوجئت أنه الآن أن هذه الندوة للحوار، أنا لم آت للحوار أبدًا إطلاقًا فرفع بعض الأشخاص صوتهم عاليًا من المتشددين البعثيين من المثقفين ورد عليهم رفيق صالح وهو بعثي ولكنه بعثي نظيف وكان رفيق صالح من طرطوس من بلد حبيب صالح ويكون ابن عمه، رد عليهم وقال حسن عبد العظيم قامة وطنية عالية اخرسوا، وهو يتكلم بشكل صحيح وأنا انسحبت من الاجتماع.

وإذ أنا في 30 نيسان/ أبريل بعد أن صدر قرار إلغاء حالة الطوارئ وبعد أن صدر قرار من الحكومة بالسماح بالتظاهر السلمي وبعد إخراج الموقوفين، وإذ أنا في مكتبي في يوم السبت في مكتب المحاماة دخلت علي دورية مسلحة من مخابرات القوى الجوية عرفت فيما بعد أنها مخابرات القوى الجوية، دخلوا علي وقالوا تفضل معنا، سألتهم إلى أين؟ قالوا: إلى المعلم، وكانت سيارتي في المرآب في كراج النصر وركبت معهم وكانوا مسلحين وأخذوني إلى مخابرات القوى الجوية في حرستا، كان عددهم 5 أو 6 أشخاص وكان رئيس فرع المخابرات الجوية في حرستا محمد رحمون العميد محمد رحمون، وأنزلوني إلى القبو وأخذوا مني ساعتي والأغراض المعدنية والهوية ووضعوني في القبو في زنزانة ومساءً عصبوا عيني وأخرجوني إلى الطابق الثاني الذي يوجد فيه العميد رئيس الفرع ودخلت وأحسست أنه يوجد عدد من الضباط وهو على رأسهم يوجهون لي الأسئلة يقول لي: هل تعرف لماذا اعتقلناك؟ قلت له: نعم لأنني الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي بعد جمال الأتاسي وأنا رئيس التجمع الوطني الديمقراطي المعارض بعد جمال الأتاسي وشيء طبيعي أنه أنتم تعتقلون المعارضة واعتقلتموني، قال: كلا ليس لذلك، نحن نعرف أنك الأمين العام للاتحاد الاشتراكي وهو حزب معارض ونعرف أنك رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والناطق باسمه وهو تحالف معارض ولكن نحن اعتقلناك في شيء آخر، سألته ما هو الشيء الآخر، قال: اعتقلناك لأنه جاءتنا ثمانية تقارير من ثمانية محافظات أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو يقود المظاهرات في ثمانية محافظات، وأنا ضحكت، وسألني: لماذا تضحك قلت له: صحيح هذه التهمة لا ننكرها وهذا شرف لا ندعيه، وقال لي هل تعترف؟ قلت له: نعم أعترف نحن كنا قد كسرنا حاجز الخوف كقيادة حزب وتجمع وطني نحن كاسرين الخوف منذ منتصف السبعينات وعلى الأقل منذ عام 1979 كسرنا حاجز الخوف وليس لدينا عمق شعبي إلا أحزابنا والآن انطلقت الثورة وتوسعت ونحن، وهو قال لي أيضًا: أنتم أصدرتم بيانًا في الحزب وبيانًا بالتجمع أنه نحن لا ندعم الثورة من خارجها وإنما [من داخلها]، لأن إعلان دمشق أصدر بيانًا أنه يدعم الثورة ونحن قلنا لا ندعم الثورة من خارجها وإنما نحن نشارك فيها وفي ترشيدها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/15

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/75-09/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

نيسان/ أبريل 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سوريةمحافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

التجمع الوطني الديمقراطي

التجمع الوطني الديمقراطي

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

اتحاد الكتاب العرب

اتحاد الكتاب العرب

فرع المخابرات الجوية في حرستا / المنطقة الجنوبية

فرع المخابرات الجوية في حرستا / المنطقة الجنوبية

الشهادات المرتبطة