الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط السلمي في دمشق والمظاهرات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:23:02

هنا خرج عروة والآن أنا أنتبه أن عروة عمل تغييرًا في حياتي، وأنا أعرف أن عروة كان له دور في علاقتي مع باسل بطريقة ما، بسبب اعتقاله نحن تعرفنا على بعض أكثر، لدرجة أن باسل فكر أن يدرس الحقوق وخرج وأنا أصبحت كل الوقت مع عروة، وعروة معروف أنه يكتب بشكل جيد وهو كان يطلق علي 3 ألقاب يعني أنا محاميته التي أنقذته وهو دائمًا يتحدث عن هذا اليوم منذ أن دخلت إلى الفان وقلت له: أنا محاميتك إلى الوقت الذي جئت إلى سجن عدرا وقلت له: أنت اليوم ستخرج والسجين لايشعر بأنه سيخرج يكون الأمر صادمًا بالنسبة له ويقول أنني ملهمته وكتب الكثير من الأمور وحيها مني ومن أمه.

وعروة عندما خرج بقي عند باسل في المكتب وكان ينام على المجلى وهو تعود على النوم في مساحات ضيقة فكان ينام على المجلى وباسل لا يستوعب وأنا أقول لهم: هذا طبيعي اتركوه ولا يجعلوه يشعر بأنه يوجد شيء خاطئ لأنني لي خبرة في هذه الأشياء.

جاء يوم 28 حزيران/ يونيو [باسل] استدعاه فرع أمن الدولة وطبعًا الاستدعاءات إلى أمن الدولة هو شيء ليس جديدًا، وكلنا متوترون لأن باسل لديه مراجعة في الفرع فقال لي: أريد التحدث معك على طرف فدخلنا إلى غرفة ثانية وهو توتر كثيرًا، فذهب [لمراجعة الفرع] وغاب تقريبًا 5 ساعات ونحن متوترون وعروة كان ينظر من نافذة المكتب ويراقب من مدخل البناء حتى يصل باسل، فقال: وصل باسل والمكتب كان في الطابق الثالث فدخل باسل وحملني وقال: لن أبتعد عنك أبدًا في حياتي! طبعًا في الفرع لم ينته من الاستجواب، ولكن قال لهم: هل يمكنني الاستمرار غدًا لأن صديقتي يجب أن تكون في المنزل الساعة 11:00 وأريد الذهاب لتوديعها.

أتذكر في جمعة "آزادي" كنت جدًّا سعيدة فيها فقمت بقص شعري وكان شعري طويلًا جدًّا وقمت بقصة كاريه وذهبت إلى باسل إلى المكتب في يوم الجمعة يعني انتهت المظاهرات فقلت له: أنا اليوم احتفل بجمعة "آزادي" وكانت جدًّا جمعة عظيمة بالنسبة لي، وأنا دائمًا كنت أضع خريطة فلسطين أو حنظلة، وباسل كان يأتي أحيانًا إلى منزل أهلي ويرى كثيرًا خرائط فلسطين فيظن أنني فلسطينية وأنا لم أكن أعرف أن باسلًا فلسطيني وكنت أظن أنه صحفي فقال لي فيما بعد أنه مهندس الكترون. 

أصبحنا بين القصر العدلي وبين [توزيع] مناشير ومطبوعات عن التوعية المدنية، والمظاهرات الطيارة يعني بدأنا نخرج في المظاهرات الطيارة، كنا نخرج مظاهرات طيارة وعروة لا يزال في السجن.

في إحدى المرات في ساحة عرنوس كان هناك مظاهرة طيارة أو كان يوجد 3 مظاهرات طيارة في هذا اليوم في عرنوس وفي مدحت باشا ولا أذكر إذا في الشعلان يعني نفسهم والأمن حفظهم والأمن كان يتجول ونحن جالسون في حديقة عرنوس ونحن نرى أصدقاءنا أمامنا ولم يرني أحد بعد عندما قمت بقص شعري فجاءت امرأة وقالت: اذهبوا لأن الأمن بدأ يعتقلهم وقد جلبوا سيارات الفان فقلت لمحمود: اذهب لأنك من درعا وإذا رأوا هويتك فهذه مشكلة، فذهب محمود ثم وصل الأمن إلى كرسي الحديقة وباسل كان ظهره للشاب والبنت الذين خلفه وجاء الأمن حتى يعتقلهم، وأنا أرى المشهد وهم طبعًا لا يريدون إثارة الجلبة والضجة وبصوت منخفض يتحدثون ولكنني أرى كيف يقولون له: هيا اذهب معنا، وبدأت البنت تبكي فقلت: يا باسل أنا سأقوم بشيء وفقط سايرني في الحديث وهو لايرى ماذا يحصل خلفه فقمت برفع صوتي وقلت له: يا باسل أهلي تحدثوا كثيرًا ويجب أن نشتري الذهب ويجب أن يتحدد موعد العرس وأهلي جدًّا منزعجون وهو أمسك يده وهو أحس أنه يوجد شيء يحصل، فقال لي: يجب أن تحسمي مكان شهر العسل، فقلت له: في تركيا فأشار لي بأن هذا خطأ ثم قلت له: في ايران وكان العنصران بجانبنا ونحن كنا ندعي أننا لانراهم ومندمجون في الحديث ثم قلت له: هيا حتى نذهب ونكمل الجولة فسحبني من يدي ومشينا، ووفاء كانت ترانا من بعيد وهي مستغربة.

وأحد عناصر الأمن كان يقول: أحضرهم أحضرهم والآخر يقول: ليس لهم علاقة وطبعًا نحن وصلنا إلى المكتب ونفسنا منقطع والغباء بأننا جلسنا ربع ساعة ثم نزلنا حتى نرى ماذا يحصل وفي هذا الوقت اعتقلوا الناس وضربوهم، والقصة بأنه عندما اكتشفت وفاء أنني قمت بقص شعري فهي لم تقتنع أنه لا يوجد علاقة بيننا وأننا قمنا بهذه التمثيلية فأصبحت عادة وأصبحنا نذهب إلى المظاهرات الطيارة التي تكون في السوق ونحمل معنا أغراضًا حتى ندعي أننا نتسوق واشترينا محابس (خواتم الخطوبة) من البسطة وأنه نحن ليس لنا علاقة ونحن نستعد حتى نتزوج.

في إحدى المرات قام بخياطة كاميرا خفية في حقيبتي وأنا أفرغت الحقيبة ووضعت هويتي في جيبه وأنا كنت ارتدي فستانًا وحذاء كعب عال وقام بخياطة الكاميرا في حقيبتي. 

كنا نمشي ونحن نمسك بيد بعضنا وبالصدفة في سوق الشعلان خرجت مظاهرة وهجم الشبيحة وضربوا الناس والكاميرا الموجودة في حقيبتي كانت تصور كل هذا، وطبعًا هنا كان أيضًا أمجد السيوفي الذي استُشهد في الغوطة فيما بعد وهو كان يضع في جيبه كاميرات ويصور، وصور الكثير من المظاهرات وكان يوجد رامي فرح قام بركن سيارته وألصق كاميرا على علبة المناديل على تابلو السيارة وطبعًا ترى أصدقاءك يتم ضربهم أمامك وأنت تدعي أنك لا تعلم ولا تعرفهم ولا يمكنك أن تفعل شيئًا ونجونا في وقتها وعدنا إلى المكتب، وكنا قد أخذنا لقطات الشعلان واستخدموا في فيلم "عيوني". 

بشكل أساسي كان باسل جدًّا يركز على نقل ما يحصل، والتواصل مع المنظمات الدولية تحديدًا "أمنستي" وهيومن رايتس واتش بداية كشخص يترجم اللقاءات مع الأشخاص وبعدها بدأ هو بالتوثيق حتى حصلت حادثة حمزة الخطيب ووصله فوتيتش (صور وفيديو) حمزة الخطيب وأنا وضعت رأيي كشخص لديه خبرة في الطب الجنائي بأن الإيذاء للأعضاء التناسلية تم قبل الوفاة وليس بعدها وكنت أجلس في منزل أهل باسل في منزل والده في حرستا عندما تم بث التقرير على الجزيرة يعني خرج من عند باسل.

القنوات التلفزيونية كانوا يتحدثون معي باسم مستعار وأنا أخذت اسم لينا.

في هذه الفترة ظهرت التنسيقيات في دمشق وحرستا ودوما والقابون وبرزة والكل تقريبًا.

باسل فعلًا كان يعمل كل شيء وعندما بدأ الناس ينزحون من حمص كان يوزع المساعدات ويؤمن المنازل وعدا الشق الإعلامي الشق الحقوقي والشق التقني هو أيضًا كان يقوم بإدخال أجهزة للتصوير يعني في إحدى المرات صمم طيارة وصورت مظاهرة في حرستا ونقلتها مباشرًا على قناة الجزيرة، وكان يقوم بإحضار أجهزة الأنترنت والثريا (إنترنت فضائي) وكان يدرب على الأمان الرقمي وفي فترة من الفترات كانت هذه الخبرات جدًّا قليلة لذلك كان الجميع موجودًا، في كفرسوسة يعني لديه علاقة مع الجميع.

سافر باسل إلى بيروت هو وعروة ورامي والمكتب كان مكتظًّا وأنا لا أتذكر ولكن كان يوجد في الجهة التي يوجد فيها باسل شحادة (مخرج سوري قتل في حمص) مجموعة يفعلون شيئًا ولكنني لا أتذكر أبدًا اسمه ونحن كنا نطبع المنشورات في المكتب وأنا ضجرت لأنهم تأخروا كثيرًا وباسل سيسافر وهذه أول مرة يبتعد عني. 

وفي هذه الأثناء كان يوجد شاب منشق يجلس معنا اسمه إبراهيم من مصياف وكان عروة وإبراهيم هم أولادنا وينامون بيننا يعني تمامًا أولادنا والمكتب كان مجهزًا حتى ينام فيه الناس وكان المكتب جدًّا كبيرًا فذهب إلى بيروت وفي اليوم الثاني حصلت مظاهرة الفنانين فكان يرجوني كثيرًا حتى لا أخرج فيها في غيابه فاعتقلوا الفنانين وبعد يومين حولوهم إلى القصر العدلي وكان يوم سبت فذهبت، وطبعًا يوجد فنانون وكل المحامين الذين يخطرون على البال كانوا موجودين لاستجواب الفنانين لأننا نعرف بأنهم سيخرجون، وللأمانة أنا لم أكن سوف أذهب لولا أنه كان بينهم صديقتي وهي صديقة عروة في ذلك الوقت وأهل مي سكاف تحدثوا معي حتى أذهب وأنا كنت أبتعد عندما يكون هناك مشهورون وأنا أعرف أنه يوجد غيري يقوم بالواجب ولا يوجد داع، وطبعًا جاء الشبيحة والناس يقفون في الخارج يعني الكثير من الناس وجاء الشبيحة وهجموا علينا.

الأخوين ملص وإياد شربجي وباسل شحادة ومي سكاف ونضال حسن وجاء في يومها محمد قرشي إلى القصر العدلي حتى يحضر ويوجد قصص عن فارس[الحلو] وريما فليحان ودانا بقدونس وكانوا كثيرين، ونحن وزعنا أنفسنا حتى نحضر الاستجوابات وجاء المحامي العام وقال: لماذا جئتم جميعكم؟ وهل تريدون شهرة حتى أحضر لكم التلفازات؟ ولكننا لم نرد عليه كان اسمه مروان اللوجي، وبالصدفة أنا حضرت استجواب باسل شحادة ونضال حسن وكلهم كانوا بنفس اليوم، وهم استجوبوا البنات في البداية وخرجت البنات وجلسن في مقهًى قريب من القصر العدلي.

 وأنا حضرت جلسة استجواب نضال وباسل أنا ودعد موسى ودعد موسى كانت تجلس بجانبي وباسل يرسل لي رسائل وأنا أجلس في غرفة قاضي التحقيق ويقول: اشتقت لك وأنا أحبك، فخرجنا من الاستجواب حتى يدخل شخص ثالث فاتصل باسل وقال لي: أقنعيهم حتى يذهبوا والشباب سيخرجون لأن الشبيحة سيهجمون علينا وأنا ركضت وخرجت من القصر العدلي ودخلت إلى المقهى خلف القصر العدلي، وقلت لهم: يا جماعة فضوا المظاهرة وقلت لهم: الجميع سوف يتم إخلاء سبيله اليوم وأنا لم أكن أكذب ولم أنته من كلامي حتى جاءتني ضربة هراوة على رأسي وهجم الأمن علينا وبدأ الشباب بإخراج البنات وبدأنا نركض بالشارع كل شخص في اتجاه حتى نهرب من الأمن وفي وقتها كان محمد آل رشي وهذه أول مرة أراه. 

فأخذنا نركض وأنا أقول لباسل: أنا متعبة لا أستطيع الركض وباسل أحضر كل أغراضه معه في الحقيبة على ظهره وهو الآن وصل من لبنان ورائحته مقرفة لأن الماء كانت مقطوعة هناك، فقلت له: لا أريد أن أركض حتى لو أمسكوني وهم بالتأكيد أسرع منا وهم خففوا قليلًا حتى جاءت فدوى سليمان وصرخت: "حرية" فعادوا واستشروا فأوقفنا تاكسي وركبنا أنا وباسل ودانا بقدونس وريما فليحان وأعتقد يوجد شخص خامس وهم كانوا يريدون الإمساك بنا من النافذة ونحن كنا نريد إيصالهم إلى منازلهم ثم نعود، فجاء سائق تاكسي ولكنه شبيح وهو اكتشف بأننا هربنا من المظاهرة أو يوجد شيء فتوقف أمام قسم الحريقة ونادى عليهم حتى يأخذونا، فخرج عناصر الأمن أو الشرطة ففتحنا باب السيارة وهربنا جميعنا واختبأنا في بناء وبعد ساعة بدأنا نخرج ونوصلهم إلى منازلهم وذهبنا إلى المكتب والجميع تعرض للضرب وأحضرنا طبيبًا وعلق لنا السيرومات وأصبح المكتب مشفًى ميدانيًّا والمشهد كان جدًّا غريبًا، وطبعًا انتشر الأمر على التلفازات أنه تم الهجوم على المحامين الذين ذهبوا حتى يدافعوا عن الفنانين وأنا عدت الساعة الـ 10:45 إلى المنزل وأهلي لم يتصلوا معي أبدًا، وأنا ذهبت إلى العمل في يوم السبت وهم كانوا يشاهدون التلفاز ورأوا أنه تم الهجوم على المحامين، ولكن ألا تتخيلون أنني كنت معهم ؟!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/17

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/123-10/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-عرنوسمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

القصر العدلي في دمشق

القصر العدلي في دمشق

الشهادات المرتبطة