بعدها كان لدينا نزلة إلى روما -روما هي الحلم- يوجد لقاءات ومن حظي التعيس أنهم اختاروا عدة أشخاص منهم أنا، ونحن فقط أجرينا اجتماعات ولم نتجول في روما، وكان يوجد اجتماع بخصوص لجنة حقوق الإنسان ووزارات.. 

اجتماعان حضرتهما وحدي، ويوجد الاجتماع مع رئيسة البرلمان، وكنا أعتقد 6 أشخاص، [كان الموضوع] عن حقوق الإنسان في سورية. 

في الاجتماع مع رئيسة البرلمان لم يحصل شيء مهم، ومثل كل الاجتماعات التي نجريها مع السياسيين، وكل شخص يتحدث عن تجربته الشخصية وانعكاسها على وضع حقوق الإنسان في سورية، الذي هو جدًا متنوع من الانتهاكات قصف أو حصار والاعتقال هو دائمًا المشهد الأبرز، وكانت مهتمة، وسألت عدة أسئلة وجاوبنا.

في ذلك الوقت موقف الحكومة الإيطالية كان جدًا ضد النظام السوري، وكنا نركز كثيرًا أن نشرح لها أن الصراع في سورية ليس [ بين] نظام و"داعش" يوجد نحن، وهم فعلًا لا يرون كثيرًا، يعني الفائدة الوحيدة لأن الناس الذين لديهم فكر معين بالنضال يعني الموضوعية بالطرح والعلمانية من المهم أن تراهم الناس، لأنه حتى السياسيون الأوروبيون أو الإعلام الأوروبي أو حتى الأمريكي الغربي هو يرى المشهد فقط نظام و"داعش" ولا يريد أن يرانا، يعني هم أخذوا قرارًا بعدم رؤيتنا، ولكن نحن على الأقل ننفي الحجة، ونحن عرّفناكم بأنفسنا ونحن الشريحة الأكبر ولا يوجد حجة حتى لا تروننا، فكنا جدًا نركز على هذه القصة.

آخر مراحل التدريب كانت مع امرأة اسمها ليما، وهي أخذت جائزة نوبل للسلام، وهي من دولة إفريقية نسيت اسمها، وهي كانت إحدى أهم الأسباب التي أوقفت الحرب الأهلية في ليبيريا التي استمرت لمدة 14 سنة بين الإسلام والمسيحيين وأوقفتها النساء، وهي تحدثت لنا مثالًا عن كم تستطيع المرأة أن تفعل، كانت في المساجد والكنائس تجتمع النساء وهي تجتمع معهن، وهذا كله لسنوات قبل أن تذهب إلى الأمم المتحدة وتتكلم بالقصة أساسًا، وفي إحدى المرات لم يستقبلوهن، وذهبن على حسابهن وأقمن اعتصامًا على الباب. 

حصلت عدة أمور جميلة في السفر، أنه كان ذكرى اختفاء الأب باولو -اختطاف الأب باولو- وكان أخوها موسيقيًا وجاء يعزف، وكنا نكتب على لوحة كبيرة على الأرض، ونكتب عليها نرسم سوريين وإيطاليين بهذه المناسبة. 

فعدت إلى الشام (دمشق) في اليوم الثاني مساء وذهبت إلى باسل، وأنا محملة بالأخبار عن أوروبا، ويمكنني أن أقول: إنها كانت بداية مرحلة في حياتي، كانت جدًا مفيدة، والتدريبات كانت 20 يومًا يعني سواء من ناحية الحصول على شهادات وأنا صحيح أنني قلت لها: إنك تعملين بشكل خاطئ، ولكنني في النهاية دمجت [التعليم] الأكاديمي مع العمل الميداني وسوية يمكنك أن تخرج بخلاصة جديدة، وبعدها بـ 5 سنوات أنا وضعت دليلًا لتدريب عائلات المفقودين أو لأخذ الشهادات وبات يستخدم في عدة دول، أنا أكيد استفدت من خبرتي والشيء الأكاديمي الذي درسته.

قصة الفرق بين التوثيق الحقوقي والتوثيق الأدبي جدًا مهمة، الأدب أو الفن بشكل عام، وحتى الصحافة تتكلم بطريقة، والحقوق تتكلم بطريقة ثانية جدًا مختلفة، وأريد أن أقول: إن تسوية الخلافات أو النزاعات جدًا طُرحت هناك، والعمل الجماعي طُرح كثيرًا، وطريقة الكتابة أو التعبير جدًا استفدت منها، وهذا ساعدني كثيرًا في حياتي المهنية. 

توجد أسماء مهمة يعني رشا عمران كانت معنا، وجاء نصير شما وهو كان معنا أيضًا في البرلمان، ويوجد الكثير من التفاصيل الجميلة التي عشناها، بالإضافة أنني أيضًا أنا كنت أول مرة في أوروبا، وأنا وباسل بالصدفة لدينا الكثير من الأصدقاء الطليان (الإيطاليين) وهم جدًا يعيشون القضية السورية، ولاحقًا كل هذه العلاقات [ساعدتنا] فاشتغلوا أشياء كثيرة لباسل. وأصبحت توجد محاولة لإعادة العلاقات السورية الإيطالية، وزيارة علي مملوك لإيطاليا، وأنا كنت أتحدث مع الصحافة الإيطالية وكنت أشارك في حملات عن خطورة الموضوع، وخاصة [أن] باسل جدته، أم والده هي إيطالية، وفي وقتها طُرح موضوع منح باسل شيئًا اسمه مثل: مواطنة فخرية، ولكن باسل اختفى، وهذا لم يكن مطروحًا في رأسي أبدًا وإطلاقًا، وأنا من سورية كلها كنت أريد سجن عدرا فقط، وكنت أرى باسلًا في سجن عدرا، فقد كنت أشعر حتى لو فقدت يدي أو رجلي لايهم لا أريد شيء من الحياة سوى رؤيية باسل في سجن عدرا.

نحن أصبحنا في شهر آب/ أغسطس 2015 

بعد أن عدت بعدة أيام حصلت المعجزة، وخرج مازن درويش، وهو في البداية اختفى وذهب إلى الفرع وبعدها خرج مازن، وهنا من نهاية شهر آب/ أغسطس 2015 بدأ الناس يقولون: إذن باسل سوف يخرج، يعني كان في وقتها أبرز -أحس كلمة "أبرز" مهينة لأشخاص آخرين- ولكن من الأشخاص الذين تم الحديث عنهم كثيرًا لأنه ليس شرطًا أن الذين تم الحديث عنهم كثيرًا في الإعلام هم أهم شيء، ولا أحد أهم من أحد أبدًا، ولكن من الأشخاص الذين تم الحديث عنهما كثيرًا وهما معروفان وتتم زيارتهما في عدرا هما باسل ومازن، وبغض النظر أن مازنًا تم تحويله إلى محكمة الإرهاب، وباسل إلى المحكمة الميدانية، ولكن الناس أصبح لديهم توقع كبير أن باسلًا اقترب خروجه، وفي هذا الوقت إدارة السجن بدأت تقول لي: إن باسلًا سوف يخرج، وحصلت هذه المعركة في شهر أيلول/ سبتمبر، وتزامنت تقريبًا مع التدخل الروسي العسكري، وطبعًا انقطع طريق السجن يعني أنا كنت مُحبطة لأنه قُطع طريق السجن، وروسيا دخلت إلى بلدنا بشكل نظامي.

لم يكن يوجد مجال من طريق [مدينة] التل للذهاب إلى السجن، والأمر جدًا صعب، وأنا كنت أذهب من هذا الطريق أحيانًا، ولكن في ذلك الوقت أصبحوا في الخارج.

فُتح الطريق وذهبت إلى باسل وبدأت إدارة السجن تقول: جهزي نفسك حتى يخرج باسل، وبعدها بدأ باسل يقول: أنا لست متفائلًا، وأصبح باسل غريبًا قليلًا، وأنا كنت أحس أنني جدًا متعبة وأعصابي متعبة وجسمي متعب، وبدأ باسل يعيد أغراضه شيئًا فشيئًا الكتب وأنا أهديته قطعة من الذهب فأعادها، وبعدها وهو منذ أن دخل إلى سجن عدرا وهو يجرب أن يصنع لي ميزانًا، وأنا شعار مهنتي هو الميزان، وبرجي الميزان، وجاء عيد ميلادي في 30 أيلول/ سبتمبر 2015 ذهبت إلى باسل وكان فيي ضيق، وقال: أهم شيء أنني انتهيت من الميزان، وأعطاني الميزان، وأعاد لي بعض الأغراض، وقلت له: إنهم قالوا لي: إنك سوف تخرج، ولن يطول الأمر، فقال: كلا، سوف يصفونني (يقتلونني)، فقلت له: من أين تأتي بهذه المعلومات، وهل أنت تعرف شيئًا؟ فقال: كلا، ولكن أنا أقول إنهم سيصفونني، ولا تصدقيهم،  تشاجرنا وخرجت.