الانقسامات داخل تشكيل الجيش الحر وتسميات الفصائل العسكرية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:33:08
نتيجة خلافات الضباط مع العقيد رياض [الأسعد] حاولوا الانقلاب عليه، وكوني جئت حديثًا طلبوا مني أن أتولى القيادة، والحقيقة أنا لم أجد مبررات منطقية، والظروف سوف يكون لها انعكاس سلبي فرفضت هذا الأمر، وقلت لهم: لا يجوز يا شباب وهذا الأمر يسيء لنا وللثورة وليس هذا وقت ذلك، دعونا نشكل حلقة نتعاون فيها وهو يبقى موجودًا، ونحن نتعاضد معه ونساعده في تصنيع القرار. وصحيح أن الشخص إمكاناته ضعيفة وأنا أراها، وأعرف أنه ليس لديه تلك الإمكانيات، ولكن الشباب أصروا، وعندما أصروا قلت لهم: أعتذر. وبعدها تكلمت مع العقيد حجازي ورياض وقلت لهم: هكذا هو الوضع ويجب علينا إجهاض هذا المشروع. والحقيقة هنا رياض تحرك وتواصل مع أخ عمار لأنه النقيب عمار الواوي كان يدعم هذا الموضوع، فتواصل مع أخ عمار، وشكل ضغطًا عليه، وتكلم أحمد حجازي مع جماعة الإخوان لأن لهم علاقتهم مع عبد الستار [يونسو] فشكلوا عليهم ضغطًا فأفشلوا هذه المحاولة، وطبعًا هي تكررت أكثر من مرة.
في هذه الفترة وصلنا أول مبلغ مالي، وحاولنا فتح حساب بنكي، وحاولنا كثيرًا، ولكن الأتراك لم يفتحوا لنا حسابًا باسم الجيش الحر، وهذه مشكلة؛ لأنه عندما تدخل الأموال كيف سوف نضبط الأموال؟ ومن سوف يصدق ما جاء من أموال وقيمتها؟ ففتحنا حسابًا شخصيًا باسم نبيل السعيد الذي ذكرت اسمه، ونبيل في الحقيقة لم يمضِ سوى عشرة أيام فتكلم معه مدير البنك وقال له: يجب أن تسحب المال، لأنه لا توجد إمكانية، لأنه توجد ضغوط، وسوف تتم مصادرة الأموال وسيُعاقب وصاحب الحساب كذلك، فقلنا له: نحن بالتأكيد لا نريد أن يتضرر أحد، ويجب أن نحترم قوانين البلد.
مع أول مبلغ 5000 دولار وهو مبلغ لا يفعل شيئًا نزل الملازم أول تيسير إلى المناطق الحدودية إلى داخل سورية، ومن هناك قال للذين اسمهم ثوار لأنهم في الحقيقة كان معظمهم مهربين ويرابطون على الحدود، قال لهم: إن الجيش الحر لديه مال، وبدأ الحديث أنكم أنتم نائمون على المال، ولكن هي مجرد 5000 وماذا يفعل هذا المبلغ؟ وبدؤوا بالتهديدات، وأنا نفسي طويل (كثير الصبر)، ولكن العقيد رياض ليس لديه القدرة، وانزعج منهم، وفي اليوم الثاني جاءنا أشخاص من أطمة وبدؤوا يهددوننا [قائلين]: أنتم لديكم أموال ونائمون عليها، ولكن يا جماعة 5000 دولار ماذا تفعل؟ وهي لا تفعل شيئًا، ثم بعدها جاءنا مبلغ 10 آلاف دولار، فأصبح المبلغ 15 ألاف دولار، وهذا المبلغ كان من متبرع، ومباشرة أخذ العقيد رياض كل المال، وأرسلها جكارة (كي يغيظهم) إلى جبل الزاوية، وأصبح أي مبلغ يأتي يرسله إلى المجموعات، وبالتالي نحن لم تعد لدينا قدرة حتى نشكل أو نفعل..، يعني ما حصل هو رد فعل، يعني إذا كلما وصلنا مبلغ.. يعني للأسف زملاؤنا هم الذين كانوا يقولون للثوار: جاءهم كذا وكذا. ونحن هنا نتشاحن معهم، فقلنا لهم: اتركوا الأمور والثوار يأتيهم بطريقتهم الخاصة واعتبروا أننا لسنا جيشًا حرًا، أو اعتبرونا فصيلًا مثلكم، ودعونا نشكل..، ولكن رياض كان لديه تعاطف مع منطقته، ويجب أن يرسل إلى منطقته، ولا يريد أن يتشاجر مع الثوار الموجودين على الحدود كل يوم، يعني هذه كانت البدايات والخطوط الخاطئة والفاشلة.
بنفس الوقت كنا نرى تعزيز العلاقة بين أحمد حجازي وعبد الستار يونسو وضابطين أو ثلاثة مع الإخوان [المسلمين]، وحصل حديث أن الإخوان هم مستقبلنا، وهم من سوف يحكم البلد، فقلت لهم: أنتم إلى أين ذاهبون بهذا الطريق؟! وهذا الكلام مستحيل، ونحن كنا في البدايات، فقالوا: أمريكا تريد الإخوان. فسألتهم: لماذا تريد الإخوان؟ وما هو الدليل؟ فقالوا: لقد سلموا مرسي في مصر، وسلموهم في تونس ويمشون باتجاه ليبيا. فقلت لهم: هذا تحدٍ بيني وبينكم وإذا أمضى الإخوان سنتين في مصر فأنا لا أعرف شيئًا. وفعلًا لم يستمر مرسي لمدة سنة، وقلت لهم: إن السياسة الأمريكية سياسة غادرة يعني سياسة خداعة، وتجر الناس إلى حالة معينة، وبعدها تضرب الضربة القاصمة، وهذا الكلام غير صحيح، ولا يمكن للعالم اليوم أن يتقبل الإخوان المسلمين أو الدولة الدينية، والتجربة الإيرانية لن تتكرر، رغم أنها كانت مصلحة وهم قاموا فيها وساهموا فيها، ولكن رأوا مساوئها، فالتجربة الدينية خلص (انتهى أمرها). وبدأت أتحدث معهم، وأقول: إن سورية بالذات بلد لا يمكن أن يُحكم إلا بالديمقراطية؛ لأنه بلد متنوع، ومن هنا بدؤوا يقولون: أنت العلماني. وأصبح اسمي العلماني، فعانيت في الحقيقة مع زملائي قبل الآخرين من هذا، وهذا في الحقيقة كان ينتقل حتى إلى الثوار، يعني أحاديثنا وتقييماتنا كانت تُنقل لهم، وهذا أعطى رد فعل سلبي قليلًا باتجاهي، ولكن بنفس الوقت كنت مضطرًا في الكثير من المواقف أو اضطررت أن أكون على الإعلام لأسباب كثيرة..
هنا طُرحت فكرة الحكومة العسكرية وعارضتها، وفكرة المجلس العسكري وكل هذا في البداية، وكنت من أشد المعارضين لهذا الأمر.
هنا أصبحت علاقة الشباب مع الإخوان (الإخوان المسلمين) فقط من أجل هاتف، يعني الإخوان لم يقدموا شيئًا، وقدموا لهم هاتفًا وكمبيوترًا للأشخاص الذين كانت لهم علاقة معهم، وفي تقديمهم لم يكن يوجد تمييز، يعني ما الذي يربط ضابطًا بالإخوان [المسلمين] من أجل هكذا أمور، وحتى فيما بعد مع الإخوان تكلمنا معهم أكثر من مرة أنه إذا أردتم التقديم فقدموا للثورة عن طريق الجيش الحر، ولا توزعوا بهذه الطريقة، ونحن سوف يكون لدينا إحصائية للذي وردنا، وفي نهاية الثورة سوف نقول: من هو الذي قدم؟ وكل شخص سوف يظهر تقديمه، وعلى ضوئها الشعب سوف يميز من الذي فعلًا قدم للثورة، وحكمًا عندما تقدمون أكثر للثورة فإن الشعب سوف ينتخبكم مع برامجكم، ويقولون: هذا وقف مع الثورة، يعني الشعب السوري ليس متنكرًا لهذا، ولكن إذا وزعتم هنا وهناك ستحدثون مشكلة، ويحصل عندنا اختلاف، وأنا تحدثت فيما بعد عن الفصائلية حتى على الإعلام، وأنا أعتقد أنني من أول الناس الذين تحدثوا، وقلت لهم: اختلاف السياسيين ومهما اختلفوا يعني أقصى ما يصلون إليه هو صفعة أو ضرب بالكراسي، ولكن اختلاف السلاح هو كارثة، وحذرت وهذا كان من البدايات، ورأينا أننا في النهاية وصلنا إلى كارثة، ولكنهم كانوا يقولون: يجب أن تكون هناك فصائلية، وأن الثورة لا يجب أن تكون برأس واحد، وبدؤوا يطرحون أفكارًا، ونسمع أفكارًا، وكل تعدد الرؤوس من أجل سهولة السيطرة، وكأنها طبخة محشي، يعني للأسف هذا الذي حصل.
هنا أيضًا في المخيم بسبب هذه الخلافات أيضًا برز عندنا خلاف أو تنافس على القطبية، فكان رياض وحجازي، وحجازي كان يستقطب أعدادًا من أهل جسر الشغور، وشكلوا له مثل العزوة، ورياض أيضًا أراد أن يشكل عزوة، وأيضًا أحضر عدة أشخاص، فأصبحت قوة مقابل قوة، ومستقبلًا أصبح الوضع أسوء.
هنا أيضًا طرحوا إجراء ترقيات للضباط وأيضًا عارضتها، يعني في ذلك الوقت قلت لهم: دعونا على رتبنا، والناس تُقتل ويوجد دماء، ونحن جالسون ونفكر في الترقيات. يعني الطريقة غلط وغير مقبولة، وطرحت لهم هنا فكرة أتاتورك أنه كان عقيدًا وكان يقود، والآن ليس هو الوقت المناسب، وبعدها عندما نحقق الثورة يخلق الله ما يشاء، والحقيقة موضوع الترقيات شكل عليّ ضغطًا إن كان من الضباط أو صف الضباط ومن الجميع أنه يجب علينا إجراء ترقيات ومكافأة للذي اشترك في الثورة، ولكن المكافأة تكون بعد نهاية الثورة وليس في وقت عمل الثورة، ونحن الآن في البدايات، يعني هل أصبح الانشقاق عملًا بطوليًا؟ ونحن ماذا قدمنا بالانشقاق؟ والانشقاق موقف وأنا لا أنكر الانشقاق أنه موقف، ويحتاج إلى جرأة وإلى قرار، ولكن في النهاية هو ليس كل شيء، والحقيقة عارضته في البدايات كثيرًا.
هنا حصلت معنا حادثة، وتفاجأنا بدخول الجندرما (قوات الدرك التركية) وطلبوا الرقيب المنشق مهيمن الطائي وأخاه، وهم كانوا ثلاث إخوة فأخذوا اثنين منهم (مهيمن وأخاه الثاني)، أخذتهم "الجندرما" من أجل ترحيلهم، وأخذوهم إلى مخفر قربياس من أجل الترحيل إلى سورية، ولا أحد يعرف ما هي الأسباب، وهاج المخيم فأشار إليّ بعض الأشخاص أن هذا الأمر خلفه رياض وحجازي، فذهبت إلى رياض وسألته: لماذا فعلت ذلك؟ فقال: حجازي وراء هذا الأمر. وطبعًا الذي فهمته أنهم رتبوا لهم عملية وأنهم من "السلفية" و"القاعدة"، وطبعًا الشباب كانوا يحملون الفكر السلفي، ولكن ليس ذاك الفكر..، ولكن قالوا: إنهم "قاعدة". وطبعًا كل القضية أن مهيمن الطائي كان متحدثًا ويخرج على الإعلام، والحقيقة أن كل الضباط لم تكن لديهم القدرة على مجاراته في الحديث الإعلامي، والحقيقة أن مهيمن الطائي برز، ومن يسمع لمهيمن الطائي لا يسمع للآخرين، والرجل لديه القدرة على التحدث، فكانت هذه طريقة لترحيله.
هنا بدأ الغمز أنه من رحّل حسين هرموش نفسه الذي رحّل مهيمن، ويوجد تشابه، وإذًا المصدر واحد، وهنا بدأ الغمز على أن يكون رياض وحجازي بطريقتهم، وطبعًا أنا مقتنع أنه ليس رياض وحجازي وراء موضوع حسين هرموش، وإنما الخلاف دفعه أن يخرج من المخيم، والمخابرات كانوا منزعجين من مواقفهم كضباط والكلام الذي كانوا يقولونه وانفعالاتهم كانوا يترجمونها بكلام غير مضبوط، هذا ولّد رد فعل لدى عناصر المخابرات الذين قاموا بخطف حسين هرموش.
هنا اتصل معي العميد مروان سويدان، وهو ضابط متقاعد قديم موجود في فرنسا أو إسبانيا، وموجود مع رفعت الأسد، وهذا الذي فهمته، وبدأ يتحدث عن رفعت الأسد، ويقدم لي رفعت الأسد، وشعرت أنه نفس الحدث الذي فعله معي الشيخ طلال التركاوي وبجانبه عبد الحليم خدام [تكرر] الموقف ورفعت الأسد بجانبه، حيث بدأ يقدم رفعت الأسد، وقلت له: رفعت الأسد بكل المقاييس هو قاتل ومجرم، ورفعت الأسد مشارك في جرائم حماة، ورفعت الأسد هو المسؤول عن مجزرة تدمر، ورفعت الأسد مسؤول عن نزع الحجاب في دمشق، وكل هذه الأحداث كان وراءها رفعت الأسد، فبدأ يدافع عنه دفاعًا غير طبيعي. وطبعًا تكررت محاولات مروان سويدان معي أكثر من ثلاث مرات في ذلك الوقت، وهي محاولة لقبول رفعت الأسد معنا في الثورة، ويمكن أن يأتي إلينا، ويصبح قائدًا للجيش الحر، والحقيقة أنا كنت أرفض، وأنا نفسي طويل في المحاورة، ولكن في النهاية لا يمكن ذلك وهذه من الثوابت المستحيلة، يعني أنا أريد أن أتخلص من المجرم، وأحضر المجرم [الآخر]، وهذا الأمر من المستحيلات، ولا يوجد مجال، وهو حاول كثيرًا.
بعد هذه الخلافات اتفقنا من جديد، وكل عدة أيام كان يحصل خلاف، وبعدها حصل اتفاق، ولكن هنا ماهر رحمون (ماهر النعيمي) أصبح على الإعلام، وبدأ يحاول أن يأخذ دور الصدارة، ولا أحد ينكر أن أسلوبه الإعلامي كان جيدًا، والثورة في الحقيقة كانت تُقاد إعلاميًا، والشعب مع الأسف في الحقيقة لم يكن يتفاعل مع المبادئ، وكان يتفاعل مع الصوت والصورة، فالبطولة عنده صوت وصورة للأسف هذا هو الواقع، فمن يقدم أداء أفضل.. فأصبح ماهر النعيمي هو البطل، وينادونه البطل، فهو كبرت معه (أصابه الغرور)، فأصبح ماهر يريد التحكم، ووصل معه الأمر لدرجة أنه حتى لم يعد أحد يسألني، وهو بدأ يمدح رياض، ورياض كان يحب المديح كثيرًا، وكلما مدحته تقترب أكثر منه، وهو يريد من يمدحه، وأنا لا أجيد هذه اللعبة، ومن هنا كان ماهر أكثر إجادة فأصبح هو المقرب الأول في تلك الفترة إلى رياض.
هنا اتفقنا على توزيع المهام، فسموا كتائب، وسموا في دير الزور كتيبة "الله أكبر" وهي أول كتيبة تسمى في الجيش الحر وتسمية "الله أكبر" لا أحد يختلف عليها في كل الأديان، ولا يوجد عليها مشكلة، ولكنهم بدؤوا يسمون أسماء معظمها يحمل اسمًا طائفيًا، يعني سوف يفهمها الآخر بهذا الشكل، وماهر أصر أن يسمي في دمشق كتيبة معاوية بن أبي سفيان، فقلنا: يا ماهر لا يمكن ذلك، وهذا سوف يستفز العلويين. وهو يقول: نحن نريد أن نستفزهم، ولكن هذا غلط، وأنت تعمل مع العسكر والسياسة، وهذا الأمر بالمنطق لا يمكن أن يحصل.
التنظيم حصل بأنه توجد مجموعة ثوار في مدينة معينة أو حي معين في شمال دمشق أو غرب دمشق ومثلًا: في داريا كتيبة وفي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية؛ لأنه كانت الأعداد قليلة، ونحن كنا نحاول من هذه النواة أن نشكل كتيبة وبعدها يتم تنظيمها، وهكذا كانت الفكرة، ولكن للأسف زملائي الضباط في نتيجة التصويت كانت آراؤهم كلها في مساندة ماهر، وبالتالي أنا كنت الخاسر في الرأي، وبالتالي سموا الأسماء كما يريدون، وفي معظم الأحيان كان يحدث معي هذا الشيء؛ لأن العواطف كانت مسيطرة في الحقيقة، وأنا كنت أريد قدر الإمكان أن أغلب العقل على العواطف، ولكن لم يكن ينجح الأمر في أغلب الأحيان، وحاولنا مع الإخوة الأتراك أن يساعدونا في التنظيم العسكري، وعرضنا عليهم أن يقدموا لنا مراكز تدريبية في ثكنات مهجورة في الغابات، وهم دائمًا كانت حجتهم أنه لدينا المعارضة ولا نستطيع وهذا يحتاج إلى قرار. فقلنا لهم: أنتم لديكم ثكنات مهجورة ولا تصل إليها "الخنازير". يعني يمكننا إجراء معسكر هناك، وإذا كان غير ممكن فنحن لدينا مناطق محاذية للحدود، ولكن نحن نحتاج إلى حماية، في البداية نحن ضعفاء، يعني بمجرد أن يصبح لدينا تنظيم فإن النظام سوف يركز كل قوته، ولكن نحتاج إلى القليل من المساعدة، ولا نريد أن تأتينا رمايات نارية باتجاهنا، ولكنهم رفضوا؛ وبالتالي أصبح يوجد عدم سيطرة على العناصر المنشقة، والعنصر المنشق عندما يأتي إلى أين سوف يذهب؟ وإذا دخل إلى المخيم فإنه يجلس في المخيم، وإذا ذهب إلى المناطق فإن المناطق لم يكن مسيطرًا عليها، يعني لا توجد مناطق وسوف يذهب إلى البراري أو إلى أهله، وفي هذا الوقت لم يكن يوجد سيطرة للجيش الحر، فكان بعضهم يعودون إلى النظام، وهذه كانت مشكلة ولا نستطيع أن نجمع الناس في مكان واحد حتى نستطيع تنظيمهم.
كان الإخوة الأتراك يسوفوننا ويقولون: الصبر الصبر. ويعشمونك بالانتظار وسوف نساعدك، والحقيقة في ذلك الوقت قلنا لهم: لنتكلم في الحقيقة الوضع في سورية لا يُحل بهذا الشكل، وإذا لم تتدخلوا بشكل قوي يعني إما أن تدخلوا بقواتكم أو تعطونا أسلحة تساهم، والبعض بدأ يقول: يا أخي، لا يمكن أن ندعو قوات أجنبية. ولكن هل هذا النظام يسقط فقط بالسلمية ونلوح له بالإعلام؟! هذا النظام إذا آباد الشعب كله..، وأنا أعيش في قلب هذا النظام وأعرفه، وهذا النظام لا يفهم إلا بالقوة العسكرية، ولكن لم نصل إلى نتيجة.
هنا تكلم الأتراك مع العقيد رياض من أجل الذهاب إلى أنقرة، وكان مجموعنا 11 ضابطًا، وأنه في أنقرة سوف نأخذ لكم منازلًا، وكل شخص يجلس في منزله، وتصبحون قريبين على العاصمة والقرار، وننظمكم هناك، فطرح رياض الفكرة علي وعلى الجميع، ووافقه الجميع في وقتها إلا أنا رفضتها، والحقيقة أنه أخذ برأيي، وأنا قلت له: إذا نحن ذهبنا إلى أنقرة فنحن أصبحنا بعيدين عن مسرح الميدان ومسرح الأحداث، وبالتالي أنا لن ألامس الثائر ولا أرى الثائر، ولا أقترب منه. وثانيًا: عندما أذهب وأجلس في منزل فإنه لن يبقَ لدي هذا الإحساس بالمأساة، ولكن عندما أكون في الخيمة فإن المأساة دائمًا توخذني وتدفعني حتى أعمل وتدفعني إلى التحرير، وأنا شريك، وأنا كان وضعي أسوأ من وضع الثائرين في الداخل؛ لأن الثائرين يجلسون في منازل ويلتجئون، ولكن نحن وضعنا في الخيام والأرض والمطر..، وهذا يدفعني أكثر من الثائر نفسه في الميدان حتى أتابع العمل في الثورة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/02
الموضوع الرئیس
تطور نشاط الجيش الحركود الشهادة
SMI/OH/29-20/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/26
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
تنظيم القاعدة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الجيش السوري الحر
حرس الحدود التركي / الجندرما
مخيم الضباط السوريين في تركيا