الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استهداف الثوار لحواجز نظام الأسد واقتحام الأخير لأحياء حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;22;07;15

بداية الحراك المسلح في حمص نتيجة أفعال النظام ونتيجة البطش الذي صار وعمليات القنص التي صارت [بشكل] شبه يومي، يعني تكون ماشيًا في الشارع فتجد رجلًا وقع بجانبك! خيرًا، [ما الذي حصل]؟ ضربه القناص تبع [الموجود على] القلعة، أو ضربه القناص [الموجود على] بناية أبي سمرا في باب تدمر، [أو] ضربه القناص في باب هود فصار يوجد يوميًّا في شهداء من عمليات القنص.

بالإضافة إلى الأمر الثاني [الذي كان] مهمًّا كان كثيرًا: عمليات الخطف، ويوميًّا صارت توجد عمليات خطف من قبل الشبيحة، والحادثة التي تكلمنا عنها هي خطف سرفيس (حافلة صغيرة) كان متعاقدًا مع معمل [أو] مشغل خياطة أو ما شابه ذلك، [ربما] معمل معمل نسيج أو أو مشغل خياطة [متعاقدين معه] في ذلك الوقت، وفيه صبايا عددهن 12 أو 13 بنتًا، خطفه شبيحة قرية المزرعة والرقة الملاصقة لحي الوعر في نهاية شهر آب/ أغسطس، والرجل كان موظفًا يعمل ربما في معمل سكر أو ما شابه ذلك وقتها على ما أذكر، جاء ليؤكد لنا الخبر، لأنه كان يعرف من [بعض عائلات] البنات المخطوفات؛ عائلات منهن بنتين أو 3 بنات من البنات المخطوفات، وأهلهم أكدوا له الأمر يعني بعد يومين أو 3، والرجل عن طريق أصدقائه كان يتابع الموضوع، فعرف أنه السرفيس (حافلة صغيرة) خطفه أهل المزرعة والرقة الملاصقة لحي الوعر، تم وعلى ما أذكر أنه تمت حدث حادثة الاغتصاب للبنات؛ بنات موظفات يعني كنَّ كلهن من الطائفة السنية، والتخلص من الجثث كان بطريقة بشعة كثيرًا، على طريق المصفاة عندنا يوجد مجرور كبير ففتحوا المجرور وتم رمي الجثث بداخله، يعني فهذه الحادثة كان عم يحكيها لنا، إياها موجودين إحنا وكنا تقريبًا حوالي الـ 15 شخصًا أو 20 شخصًا من من الناس الذين يحملون السلاح، طبعًا [كانت] جلسة عادية، والرجل لا يعرف أننا نحن من حملة السلاح، يعني فكان عم يحكي لنا و[هو] متأثر كثيرًا حتى [إنه] يبكي، وهو رجل كبير بالعمر حوالي الـ 50 عمره، ولا نستطيع أن نذكر اسمه لأنه موجود إلى حد الآن -أطال الله في عمره- في حمص، فالرجل كان كثير متأثرًا [كثيرًا]، والله [كان] يبكي ربما مثل الأطفال على البنات لأنه مثل ما قلت لكم: يعرف بنتين أو 3، يعرف عائلاتهنَّ، وأكدوا له حادثة الاختطاف وأن بناتنا لم نجدهم، وبحثنا عنهم في أفرع الأمن ولم نجدهم، وعند الشرطة لم نجدهم، والموضوع الذي أكده لي ناس مقربون من الشبيحة يعني طبعًا حتى دفعوا لهم نقودًا يعني أكدوا لهم حادثة الخطف وأعطوهم مواصفات السرفيس ومواصفات البنات اللواتي كنّ موجوات في السرفيس.

 فهذه الحادثة كنا مجموعين فيها مثل ما قلت لكم حوالي 15 أو 20 شخصًا يعني، والله كان لها تأثيرًا كبيرًا، فصار هناك إصرار على موضوع السلاح وأنه يجب أن يكون عندنا شيء ندافع [به] عن أنفسنا، آه والنظام طبعًا موجود في حواجز كثيرة صارت منتشرة يعني صارت الأحياء مقطعة فأنت [عندما تريد أن] تذهب من حي إلى حي لا تستطيع [أن] تمشي في طريق عام أو بسيارة، فنُضطر أن نتنقّل هني على الأرجل بين الأحياء أو على دراجة هوائية أو على موتور (دراجة نارية) يعني بين الأحياء من أجل [أن] نتخطى الحواجز، يعني فصرنا نعمل هجمات على الحواجز التي تؤذي الناس لإيقاف هذا الشيء.

 طبعًا هنا أخونا بلال (بلال الكن) كان هذا أني قد استطاع [أن] يحصّل سيارة، وعندنا سيارة ثانية نستخدمها -سوزوكي يعني-، نصعد فيها [ونحن] ملثمون، والحاجز الذي يقوم بإيذاء الناس طبعًا في الليل يعني عناصره متواجدون الدنيا كانت صيفًا، متواجدين عناصره متواجدون خارجًا ومنتشرون حوالي الحاجز ضمن السواتر تبعتهم التي أقاموها، فيصير بيننا وبينهم صد ورد، موضوع سلاح يعني، نرمي عليهم فيرمون علينا، من أجل أن يعرفوا حالهم هني أنفسهم أنهم ليسوا خارج الضرب يعني، ليسوا خارج دائرة الخطر يعني، هم [ليعلموا أنه] إذا استمر الموضوع فسيكون العقاب أكبر وأشد، ناس ارتدعت وناس لم ترتدع.

 بدأنا هنا ننظم العمل أكثر، صار [يوجد] في كل يوم مثلًا هجوم على حاجز يؤذي [المدنيين]، يعني [فأصبحنا] نُجمِّع بعضنا مثل ما تكلمنا، صار يوجد موضوع التنسيق، نجتمع مثلًا -أكثر من حي- وننسق، مثلًا مع حي الخالدية؛ أخي نحن اليوم جئنا من طرفكم، من الطرف الثاني لنضرب هذا حاجز الخالدية لأنه اليوم خطفوا شابين من الحاجز أخذوهم وسلموهم للأمن، وضربوا رجلًا كبيرًا، هذا حاجز الخالدية الذي كان مقابل مدرسة الأموية عند الإشارات عند أنا جامع النور يعني، هذا الحاجز كتير آذى الناس [كثيرًا] فيخرج الشباب من الخالدية، طبعًا من الشوارع الخلفية يضربون على الحاجز، ونحن نأتي من الشوارع المقابلة لهم يعني فيصير هناك رمي على الحاجز بحيث إن هذا الحاجز يرتدع.

 طبعًا -الحمد لله رب العالمين- كانت توجد نتائج طيبة، والنظام هنا بدأ يخاف أكثر وأكثر، وشعر [بالخطر]، وطبعًا الآن النظام عنده ناس سياسيون، وعنده ناس عسكريون وعنده ناس عم تدرس الواقع وعم تسجل الشيء الذي يحدث كل يوم، فكان خوف تبع النظام بدأ يزداد أكثر وأكثر، صارت توجد مؤازرات حتى يعني مثلًا اليوم إذا صار شيء بحي ثان مثلًا هجوم عليه أو شيء [مشابه] فصرنا نخرج لنؤازر الحي الثاني.

في إحدى ليالي رمضان 2011 صارت هناك مظاهرة بحي الإنشاءات في شارع البرازيل، فجاءت مجموعة من شبيحة النزهة أو مساكن الادخار، في تلك المنطقة على طريق دمشق، على الأغلب شبيحة النزهة، -نزهة وعكرمة عفوًا-، شبيحة النزهة وحي عكرمة، رموا على الناس فصار هناك شهداء وصار هناك جرحى على الأرض، فطلعنا نحن من حي باب تدمر باتجاه حي الإنشاءات لنؤازر الناس، طبعًا جاء شباب من بابا عمرو، وأيضًا كانوا كثير طيبين [كثيرًا] وكانوا مسلحين، وتسليحهم كان نوعًا ما جيدًا يعني، معهم بنادق أحدث من بنادقنا ومعهم مخازن... والحمد لله رب العالمين ضربنا على الشبيحة فهربوا -الحمد لله رب العالمين- في ذلك الوقت يعني لم يعيدوها ثانية، لكن مع الأسف في ذلك النهار سقط شهداء في حي الإنشاءات، ربما شهيدان وحوالي 8 جرحى في ذلك اليوم، فصار يعني [يوجد] في العمل المسلح صار فيه تنظيم، مثل ما حكينا صار هناك مثلًا على الاتصال الهاتفي في وقتها فيقول له للشباب: توجد عندنا عزيمة، تعالوا مثلًا، معنى [ذلك] أنه يوجد شيء يعني، إنه في الحارة فيه توجد دوريات أمن جاءت تعتقل أحدًا، فيها فيجب أن نردع هؤلاء، فنتوجه نحن مثلا بنروح مرة إلى الخالدية ومرة إلى باب سباع مرة ومثل ما حكينا إلى الإنشاءات، وصار يوجد تنسيق، والنظام رعبه عم يزداد، وخوفه يزداد تبعه أكثر عم بنزيد وخوفه هو دليل جبنه، يعني النظام جبان، لأنه في بداية شهر أيلول/ سبتمبر بداية شهر أيلول **الشهر العاشر** 2011 حاول النظام كثيرًا مثلاً أن يعتقل أحدًا من المسلحين، وطبعًا هنا مخبرو النظام يعني بقمة عطائهم كانوا، فأسماء الناس التي تحمل سلاح صارت عند النظام، والأعداد؛ أعداد التسليح، والسيارات التي يركبونها مثلًا، كثير كان عم يشتغل وقتها المخبرون [كثيرًا] ومع الأسف كلهم منا وفينا، وهذا الذي يحز بالنفس يعني، وهذه النقطة يجب أن تركزوا عليها، أننا نحن جاءتنا الطعنة من أهالينا الذين كانوا واضعين أيديهم بأيدي النظام، هذه طعنة كبيرة لنا، لماذا؟ لأننا كنا لأنه نحن نظنّ أنهم معنا لكن مع الأسف كانوا ينقلون أخبارنا للنظام بحذافيرها، تخيل أنت [أن] النظام يعرفنا بالأسماء؛ بأسماء الأب وبأسماء الأم، وما السلاح الموجود عندنا، وأين نوجد وأين بيوتنا، يعني معلومات دقيقة 100% من النظام، فالنظام عمل إحصاءً لهذا الشيء، فقال لك: هؤلاء صاروا خلايا كثيرة يعني، ونحن في هذه الفترة تقريبًا من بداية شهر حزيران/ يونيو إلى بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر تقريبًا تستطيع أن تقول 4 أشهر أو 3 أشهر عم نركض بالسلاح يمينًا ويسارًا، ونهارًا وليلًا وهكذا، ونستطيع [أن] نخبئه ثم نخرجه، فصار عندنا نوع من القدرة القتالية يعني، نمت عندنا القدرة القتالية نوعًا ما وليس كثيرًا، يعني صرنا نعرف نستخدم البندقية بدقة أكثر، ونستخدم البي كي سي بدقة أكثر، طبعًا هو رشاش واحد بي كي سي لم يكن يوجد عندنا غيره عند مجموعة بلال الكن، وقاذف آر بي جي واحد، و4 أو 5 حشوات شيء مرطب (أتلفته الرطوبة) وشيء يعمل.

 بداية أيلول/ سبتمبر 2011 هنا النظام مثل ما تكلمنا يعني وصلته الأخبار من المخبرين الذين كانوا هم من أهالي الأحياء يعني طبعًا، بعض ضعاف النفوس كانوا عم يشتغلون مع النظام، وأوصلوا له معلومات كاملة عن أعدادنا وعن نوعية السلاح وعن أسمائنا وأسماء أهالينا وعناوين بيوتنا، فالنظام عمل إحصاءً عن هذا الشي، فعرف أنه هنا صارت توجد خطورة عليه، وأن هذه المجموعات إذا كبرت أكثر من هذا فممكن [أن] نفقد السيطرة، وبالفعل في ذلك الوقت النظام فقد السيطرة على هذه الأحياء الثائرة بحمص سواء كان حي الخالدية أو أحياء حمص القديمة أو حي بابا عمرو أو إن كان حي دير بعلبة.

 فهنا النظام جُنَّ جنونه، ففي شهر التاسع شهر أيلول/ سبتمبر اليوم الـ 7، كان يوم الاثنين على ما أذكر، النظام عمل حملة مصغرة على أحياء حمص القديمة التي هي باب سباع وباب دريب وباب تدمر وباب هود وحي المريجة وحاوطهم في منطقة اسمها الوادي، وهذا ممتد من دوار باب تدمر باتجاه باب دريب، بعد ذلك يكمل على باب السباع، هذا واد يفصل الأحياء القديمة عن الأحياء الجديدة، فالنظام انتشر هنا، تقريبًا جلب وقتها 10 مصفحات و10 آليات ثقيلة معهم بي إم بي وعربات مدرعة، ولم يكن هناك دبابات، وحاول [أن] يقتحم علينا الأحياء، والحمد لله رب العالمين كانت المعنويات كثير كبيرة [جدًّا] يعني، واستطعنا أن نقاوم تقريبًا من شي الساعة الـ 8:00 صباحًا، حتى حوالي الساعة الـ 4:00 عصرًا، والهجمة كانت مركزة على حي باب السباع وحي المريجة، وكان يوجد عندهم مطلوبون، عدد يعني لا بأس به وقتها، حوالي 50 مطلوبًا بالاسم يريدونهم من أجل موضوع السلاح وتسليح المجموعات وقتها، فكانوا طالبين بالاسم من بينهم فهد عودة وأحمد عودة وأبو نزار -رحمه الله- كان مستشهدًا بال بريف [حمص] الشمالي تبع حمص ااا وعبد القادر جمعة وأخوه، فكان النظام آتيًا يريد أسماءً محددة في ذلك الوقت، من ضمنهم الشهيد بلال الكن -رحمه الله- والهجمة جاءت على باب السباع مركزة أكثر وحي المريجة، طبعًا هما ملاصقان لنا بالأحياء، فاستمرت العملية تقريبًا من الساعة الـ 8:00 صباحًا حتى الساعة الـ 4:00 عصرًا وقتها، والحمد لله رب العالمين لم يكن عندنا أي شهيد، [فقط] توجد حوالي 5 أو 6 إصابات وقتها، وإصابات خفيفة -لله الحمد-، ويوجد عندهم قتلى، صار هن عندهم وتوجد آلتيتان دُمرتا وعُطبتا -الحمد لله رب العالمين- آليات مصفحة، واستطاع [أن] ينسحب النظام.

 تركنا يوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء على صلاة الفجر بالضبط يعني، كنا عم نصلي الفجر في جامع أبي ذر الغفاري في حي باب تدمر، بدأت الدبابات [بالحركة، وبدأنا] نسمع صوت الجنازير كأن هناك زلزالًا في الحي، صوت الجنازير فالجنازير [فالدبابات] جاءت من حي الخالدية، باتجاه وادي السايح وباتجاه باب تدمر، بدأت تذهب باتجاه باب السباع وباب هود ،باب دريب وباب تدمر، فطوقوا الحي -الوادي- كله، فنحن أصبحنا في حمص القديمة شبه محاصرين، ليس لنا غير طريق واحد باتجاه السوق، أيضًا كان قطعه النظام، طبعًا بس هناك حارات كثيرة صغيرة، ومداخل لا أحد يعرفها غير أهالي الحي، الحقيقة فالنظام لأنه غريب عنا لا يعرفها.

 استمرت المعركة وقتها من صلاة الفجر تقريبًا حتى أذان المغرب حوالي الـ 10 ساعات، كانت معركة بكل معنى الكلمة، لأول مرة ولأول مرة في حمص في التاريخ الحديث يعني من بعد حقبة الثمانينات يعني تحدث مثل هذه المعركة، دبابات حوالي الـ 6 دبابات أو 7 دبابات، بي إم بي حوالي 5 أو 6 أيضًا، وعربات مصفحة هذه الدواليب يسمونها البي تي إر يعني حوالي الـ 10، سيارات إسعاف وسيارات إطفاء، بكل [هذه الآليات] النظام كان يقتحم فيها علينا والحمد لله رب العالمين لم يقدر [أن] يقتحم علينا الأحياء، صار الاقتحام من يعني من حارات فرعية، واستطاع العواينية (المُخبرون) يعني [أن] يوصلوا أخبارًا للنظام أنه إذا دخلت من هذه الحارة فأنت تستطيع [أن] تقتحم على الموجودين داخلها، كان الاشتباك صدًّا وردًّا بيننا وبينهم، وضربنا لهم دبابة في ذلك الوقت، والنظام عنده حوالي الـ 50 قتيلًا في ذلك الوقت، بتوثيق صفحاتهم هم وقتها، وبإعلامهم هم حوالي الـ 50 قتيلًا، بينهم ضباط، ويوجد ضابط المخابرات الجوية برتبة مقدم قُتل في شارع باب دريب مقابل مدرسة حطين تمامًا، كانوا راكبين سيارة إسعاف تويوتا بيضاء تابعة للمشفى الوطني، فيها حوالي 14 عنصرًا والمقدم معهم، الضابط معهم موجود في شارع باب دريب، قُتلوا كلهم، ولم يخرج منهم أحد، وسيارة إطفاء موجود كان يوجد فيها الجيش، تخيل يعني [هم] جاؤوا هنا في بسيارة إطفاء راكبين فيها، وعادة سيارة الإطفاء يكون فيها ناس الإطفائيون، لا، هنا لأ الجيش ركب سيارة الإطفاء من أن يصل إلى أقرب نقطة يوجد فيها الشباب، ليستطيعوا [أن] يقتحموا الحي، [ولكن] لم يستطيعوا اقتحامه الحي -الحمد لله رب العالمين- 

المعركة صارت سجالًا بينا وبينهم، حتى الشباب في منطقة باب هود استطاعوا [أن] يحاصروا بناء تسلل إليه الجيش، وتقريبًا كان هناك حوالي الـ 10 أسرى، وبُثَّ المقطع وقتها على أن الشباب ت تبعت [المتطوعين في] الجيش أعلنوا انشقاقهم، وهم كاذبون، لم يعلنوا انشقاقهم ولا أي شيء، ولا شي هم أسرى بكل معنى الكلمة، يعني هن ما والشباب طلبوا منهم أكثر من مرة أن يسلموا سلاحهم ويسلموا ذخيرتهم فلم يقبلوا.

 طبعًا هنا في الفترة هاي الماضية في شهر تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس -الحمد لله رب العالمين- كان هناك حالات انشقاق كثيرة لضباط ولعناصر كتير موجودة كلها وكلها موثقة كلياتها، [وفي] ذلك الوقت [انشق] الهرموش (حسين هرموش) وأحمد الخلف ورياض الأسعد وكلهم بدأوا هنا بتأسيس موضوع ال ال الجيش الحر يعني في هذه الفترة، يعني نحن بعد ذلك ربطنا الأحداث ببعضها، فالنظام بما أنه عمل دراسة على الأحياء الموجودة فيها وعدد المسلحين الذين فيها وربطها مع الأحياء الثانية مثل حي بابا عمرو وحي الخالدية، هالأحياء وحمص القديمة، موجودة [وهذه الأحياء] وأعداد السلاح التي فيها وأعداد المقاتلين الذين فيها إذا ارتبطت مع حي بابا عمرو، وصار هناك تنظيم عسكري منظم يعني [كتنظيم] جيش حر في ذلك الوقت، والرستن كان فيها -ما شاء الله- ضباط منشقون، وكلهم يعني من الناس الشرفاء يعني [من] تلبيسة والحولة، والنظام حسب [الأمور بشكل] صحيح، أن هذه أحياء حمص المدينة، وهو [كان] تهمه المدينة في حينها ، هذه وحمص المدينة بأعداد الثائرين الذين فيها وبأعداد المسلحين الموجودين فيها إذا ارتبطت مع الأحياء وعملوا تنظيمًا وعملوا عمليات في وقت واحد فحصرًا ستتحرر حمص يعني وحصرًا سيفقد السيطرة عليها، فهو بدأ بالحلقة الأضعف وكانت [هي] نحن حمص القديمة.

 طبعًا القتال في المدينة يختلف عن قتال الريف، لأنك أنت في المدينة تستطيع أن تحاصرها، وفي الريف المنطقة مفتوحة صعب أن تحاصرها، فهو بدأ بنا، بالحلقة الأضعف في ذلك اليوم بالضبط، يعني في شهر بالشهر أيلول/ سبتمبر، بالشهر التاسع واستمرت المعركة مثل ما حكينا تقريبًا حوالي الـ 10 ساعات، والحمد لله رب العالمين نحن صار عندنا 3 شهداء، من بينهم الأخ بلال الكن، وشهيد من حي باب سباع، وشهيد من حي باب دريب. 

النظام وقتها روج أن الحملة للقضاء على الإرهابي الأول بلال الكن، وأنه هو قاتل أطفال وقاتل نساء ومغتصب، وصاروا يصورونه يعني بصورة بشعة كثيرًا، -للشهيد بلال رحمه الله- وأن هذه الحملة كلها من أجل بلال، طبعًا هي كانت من أجل بلال والشباب الذين كانوا مع بلال، يعني نحن جميعًا كنا موجودين في تلك الأحياء، لكن مثل ما قلت لك بعدها صارت الأفكار تأتينا، وصارت الناس تحلل المواضيع بواقعية أكثر، أن النظام في ذلك الوقت لو ترك حمص القديمة لوحدها بالتنسيق مع الأحياء المحيطة لكان فقد السيطرة، فهو بدأ بنا لأننا كنا الحلقة الأضعف وقتها، وهذا التحليل الذي كان موجودًا على أرض الواقع وهو التحليل الصحيح، يعني هو انتهى من حمص انتقل مباشرة إلى بابا عمرو، و[عندما] انتهى من بابا عمرو انتقل إلى البياضة ودير بعلبة بعدها، يعني بدأ يُقطِّع الأحياء، وبدأ يستهدف حيًّا حيًّا من أجل أن يقضي على الحراك الثوري بشكل عام، وليس فقط الحراك المسلح يعني، والحراك الثوري الحراك الثوري هو حراك مظاهرات سلمية وحراك إعلامي وحراك مسلح فهو حاول [أن] يقضي على هذا الشيء كله يعني في ذلك الوقت.

 المعركة يعني رغم أنه قد مضى عليها تقريبًا هلق 12 سنةً تقريبا إلا أنها إلى حد الآن تفاصيلها من أول طلقة أطلقناها إلى آخر طلقة أطلقناها إلى هذه اللحظة أتذكرها بكل حذافيرها، وكأنها مرسومة الآن أمامي.

 الضرب كان على الأحياء كان بالدبابات وبالـ بي إم بي، لكن نحن كنا في أحياء حاراتها ضيقة متداخلة ببعضها، كان يصير عندنا رمي بالدبابات وبالرشاشات الثقيلة وقتها، والحمد لله رب العالمين توجد ميزة كانت في حمص القديمة أن النظام لا يعرف من أين نخرج، فمرة نخرج من حارة ضيقة ونرمي عليهم، فيرجع ويريد [أن] يهاجم هذه الحارة فيتفاجأ لأنه لا يجد أحدًا، ونخرج من حارة ثانية، فكانت المعركة سجالًا يعني يخف [الضرب فيها] 10 دقائق أو ربع ساعة، الضرب فيها ثم ترجع وتشتد، مثل ما قلت لك كنا نحن نُدير المعركة على الأرض -صدقني- مع النظام بكل ضباطه وبكل آلياته، [ومع ذلك] كنا عم ندير المعركة على الأرض، نحن كنا نختار الوقت والمنطقة مضروب فيها وهو يقف عاجزًا عن هذا الشيء.

 ونحن في الآخر لم يبق عندنا ذخيرة، الذخيرة صارت كتير قليلة [جدًّا] يعني واستشهاد بلال: مثلًا ذكرنا أنه استُشهد بلال في ذلك اليوم، عرفت كيف لكن كما قلت لك: يوجد شيء بعد ذلك اكتشفناه أكبر من موضوع بلال وأكبر من موضوع الاستشهاد، ونحن الذي فهمناه فيما بعد ذلك بموضوع العسكرة وغيرها أن النظام كان يبحث عن الحلقة الأضعف، فكانت حمص المدينة أو حمص القديمة هي الحلقة الأضعف، فانتهى من حمص القديمة في هذا الشهر، وأتذكر بعدها مباشرة اتجه باتجاه باب عمرو وصارت معركة بابا عمرو في شهر تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر، وبقي فترة يضرب بابا عمرو، عرفت كيف وهنا بدأت وقتها جماعة الجيش الحر قسم منهم [يتجهون من الرستن]انقسم باتجاه بابا عمرو مثل عبد الرزاق طلاس [وغيره]، وهؤلاء الناس هل فهمت علي؟..  فلم يكن النظام يشتغل بشكل عبثي، نحن كنا -كما يقولون- ثوارًا بالفطرة، ونحن حملنا سلاحًا بالفطرة، لكن هو كان عنده شي منظم، ونحن اليوم نحكي ذاكرة صحيح؟ ذكرنا أن بلال استُشهد، لكن ماذا كان الهدف من العملية؟ أنا هذا الذي يهمني؛ أن [تعرف] الناس تعرف في ذلك الوقت لماذا هذا الذي حصل؟ لماذا ضُربِت حمص القديمة قبل أن تُضرب بابا عمرو وقبل أن يُضرب حي دير بعلبة، مع أنه كان يوجد فيهما سلاح أكثر؟! عرفت كيف أنا هاد يعني هذا الذي أحب أن أوصله للناس.

[فنحن بعد فترة كنا] قاعدين مع ضباط منشقين كانوا مثلًا موجودين على رأس عملهم في ذلك الوقت وحكوا لنا هذا الشيء، أنت اليوم عسكري، حسنًا، عندك موقع أو موقعان أو 3 يجب أن تقتحمهم، فأي موقع تقتحم؟ تقتحم الموقع المحصّن أم الموقع الهش؟ لا، أنت تختار الموقع الهش، لماذا؟ أول شيء معنويًا [يكون هذا الشيء] أكسب لك وأحبط لهم، وهذا الذي صار، فهو أخد حمص القديمة من أجل أن يحبط المعنويات، وحمص القديمة بما أنه سيطر عليها فقطع بقية الأحياء عن بعضها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/21

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/197-08/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-حمص القديمةمحافظة حمص-المريجةمحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-باب السباعمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-الإنشاءات

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة