الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
default.jpg

حزب الله اللبناني

شارك حزب الله بشكل معلن إلى جانب قوات الأسد داخل سوريا في شهر مايو/أيار 2013 خلال معركة القصير وريف حمص الغربي، بالرغم من مشاركته منذ بداية الثورة بشكل سري حسبما كشفت دراسة لمركز دراسات الحرب المعروف باسم ISW، حيث تشرح تفاصيل تورط الحزب وممارساته منذ بداية الثورة حتى العام 2014. ففي 29 أغسطس/ آب من عام 2011 نشرت جريدة "النهار" اللبنانية خبرا عن تشييع قتيل من الحزب يدعى حسن علي سماحة في بلدة الكرك بمنطقة زحلة شرقي لبنان. وقالت الصحيفة إن الحزب أفاد بأن سماحة سقط "خلال قيامه بواجبه الجهادي" دون إشارة إلى المكان، وهو مؤشر ضمني على سقوطه في سوريا, في حين أن وزارة الداخلية اللبنانية حاولت نفي الخبر, وقال متحدث باسمها للصحيفة إن سماحة قضى في حادث سير ببيروت. واستمر تكتم قادة الحزب على تورطه رغم استمرار تشييع جنازات القتلى لغاية أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 عندما سقط أحد أبرز قياديي الحزب في سوريا محمد حسين الحاج ناصيف الملقب بأبو عباس، وقتها اضطر الحزب إلى الإعلان عن وفاته وشارك قادته في تشييعه, مع استمرار استخدام اللازمة الدعائية القائلة إنه مات "أثناء تأديته واجبه الجهادي". وتشير دراسة لجيفري وايت المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لدول المشرق العربي وإيران، نشرها معهد واشنطن، إلى أن مقاتلي الحزب إضافة للمقاتلين الشيعة الأجانب يتخذون من المزارات ومكاتب المرجعيات الشيعية والأحياء الشيعية في دمشق ومحيطها مراكز تجمّع لهم. وتوالت مع الوقت مشاركة حزب الله في عمليات النظام العسكرية، إذ انتقل بعد السيطرة على ريف حمص الغربي، ليشن عملية عسكرية واسعة انتهت بالسيطرة على القلمون الغربي والشرقي، ثم على مناطق ريف دمشق الجنوبي المحيطة بمدينة السيدة زينب، إضافة إلى المناطق السورية الحدودية مع لبنان، وأهمها منطقة الزبداني ومضايا، كما سجل مشاركة حزب الله في محافظات درعا وحلب ودير الزور. ويبلغ العدد الكلي لمقاتلي حزب الله المشاركين في القتال داخل سوريا قرابة 10 آلاف مقاتل سقط منهم حوالي 1000 عنصر حسبما تشير مصادر إعلامية بينهم قيادات من الصف الأول، أهمهم مصطفى بدر الدين وجهاد مغنية وفادي الجزار وحسن علي جفال، وسمير القنطار. وارتكب الحزب العديد من المجازر بحق المدنيين خلال الثورة، وتشير وسائل إعلام إلى أن أهمها هي: مجزرة دير بعلبة في حمص في نيسان 2012، مجزرة المالكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، مجزرة تل شغيب بريف حلب في مارس/آذار 2013، مجزرة قرية أم عامود بريف حلب في نيسان/أبريل 2013، مجزرة قرية رسم النفل بريف حلب في حزيران/مايو 2013، مجزرة المزرعة بريف حلب في حزيران/مايو 2013، مجزرة النبك بريف دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2013، مجازر مدينة داريا بين العامين 2012/2017، كما كان للحزب دور رئيس في حصار مدينة الزبداني ومضايا ومخيم اليرموك. ونفذ حزب الله عدة عمليات إعادة تموضع في سوريا، من مناطق بمحيط حلب، وإدلب، وشرق سوريا، وحتى حمص، باتجاه غرب سوريا، والعاصمة دمشق. وأصبح ثقل وجوده وتمركزه يتمحور في محيط العاصمة، وريفها، والقلمون وصولاً إلى ريف حمص من الجهة اللبنانية، وتحديداً مدينة القصير، التي أصبحت قاعدة عسكرية أساسية وكبرى له. لكن إعادة التموضع هذه، لا تعني أن الحزب ترك نقاطه السابقة بشكل كامل، إنما احتفظ بنقاط مراقبة أو فرق استشارية عند كل نقطة حساسة، على نحو يشرف مسؤول من قبله على مجموعات سورية أصبحت هي الممسكة بزمام الأمور على الأرض. وينتهج حزب الله في سوريا، بالتكافل مع إيران، النموذج نفسه الذي اتبعته طهران مع حلفاء لها بالعديد من دول المنطقة، ومن بينها لبنان ودور الحزب فيه، أي تعزيز أدوار أبناء المنطقة الأصليين، مقابل الإشراف عليهم ودعمهم ومساعدتهم. فطهران كما حزب الله يعلمان بأن البقاء هناك لن يكون طويلاً أو أبدياً. والغاية الأساسية تبقى بالحفاظ على النفوذ والتأثير. وبذلك، يخفف الحزب وإيران من الأعباء والتكاليف المالية والبشرية، مقابل الاحتفاظ بالقوى الموالية التي تصون مناطق النفوذ، وتضمن الحضور في أي عملية مفاوضات. وتلقى حزب الله خلال مشاركته في سوريا عدّة ضربات عسكرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في محيط العاصمة دمشق، ركزت على استهداف مواقع عسكرية وقيادات مهمة وقوافل أسلحة. ويسعى الحزب لأن يبقي مناطق في الجنوب السوري خاضعة لسيطرته، كما هو الحال في جنوب لبنان لما لها من أهمية فائقة سواء فيما يتعلق بـ"مواجهة صفقة القرن" وتعطيلها، أو بـ"مواجهة حرب إسرائيلية" أو بما يساعد إيران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة.

أختر الشاهد :