تأسيس ائتلاف شباب "آفاهي" للثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:17:31:01
كل تنسيقية كانت تملك رؤية تعبّر فيها عن نفسها، فهذا الجو تطلّب وجود لجان ضمن التنسيقية، فكان هناك لجان للعلاقات الخارجية ولجان للتواصل المجتمعي والمجتمع المدني والمساعدات الإنسانية والتواصل مع الهيئات الثورية والتنسيقيات الثورية ولجنة الإعلام ولجنة التوثيق ولجنة إعداد المظاهرة ولجنة الانضباط، وكل هذه اللجان تبلورت عن تنسيقية عامودا؛ لتعبر عن تنسيقية كاملة تستطيع أن تمارس المهام بالشكل المطلوب، وحتى إن هناك لجنة متعلقة بالمجتمع المدني بشكل أساسي، وبدأنا في المجتمع المدني من خلال المظاهرات المسائية بالشموع والمظاهرات الصامتة وما رافقها من مبادرات، مثل: تنظيف الشوارع والقيام بمبادرات تعطي رونقًا للمدينة من خلال تنظيف الشوارع وزرع الأشجار والقيام بخدمات المرافق العامة. بعض الخدمات التي تتعلق بالمجتمع كنا نفتقدها، مثلًا: كان النظام يستهدف عامودا بشكل كبير، حيث كان لديها شاحنة إطفاء من عام 1980، تُستخدم في كل ما يحدث في المنطقة الزراعية، وتُستخدم في الصرف الصحي وإخماد الحرائق. لدى عامودا ذاكرة في موضوع إخماد الحرائق، وكان هناك مجزرة في سينما عامودا، ذهب ضحيتها 283 شخصًا، لم يكن هناك فرق إطفاء مدربة أو شاحنات. وكان مقرّرًا أن يكون هناك مستشفى وطني في عامودا على اعتبار أن عدد سكانها تجاوز 50000 نسمة، ولكن تم إلغاء تشييده في عامودا بسبب مشاركتها في انتفاضة قامشلي 2004، فحُرمت عامودا من ميزانيات- كان الفساد موجودًا فيها في الأصل- ومن مشاريع خدمات، فكنا نحمل مشروعًا لعامودا كشباب، ونقول: إن عامودا تحتاج إلى معامل غزل ونسيج، ومعامل للحبوب، ومعامل الأدوية، ومعامل الأغذية. كانت لدينا طموحات كبيرة؛ لأن عامودا تحتاج إلى المزيد من المشاريع لكي تستفيد مجتمعاتها من القطاع الزراعي بشكل أكبر. كل هذه الأمور كنا نركز عليها، وكنا نركز في الدرجة الأساسية على التواصل مع الحاضنة الشعبية، فكانت لدينا اجتماعات دورية مع جميع المشاركين في الشارع الثوري، وكنا نتواصل مع أكثر من ألف شخص، كان يحضر الاجتماع من يجد نفسه من شخصيات الأعيان أو الشباب أو القواعد الحزبية، وكنا نجتمع في صالة الأخ سربست نجاري الذي كان يخصص لنا منزله؛ لأن لديه صالة كبيرة، وكنا أكثر من 120 شخصًا نقوم بالاجتماع، وحصل فيها أول تجربة، ربما كانت فريدة من نوعها على مستوى المنطقة وعلى مستوى سورية كلها، فكل المجتمعين ينتخبون لجان التنسيقية وقادتها، وكان هذا الأمر ملفتًا، وينبع من أنَّ الشارع ينتخب قيادته بنفسه، لذلك وجدنا أن الشارع متماسك أمام جهود التقسيم والتثبيط والإحباط من قبل بعض الأحزاب الأخرى.
في نهاية شهر أيار/ مايو [2011] ، كان هناك جهود من قبل أعيان البلدة لتشكيل لجنة السلم الأهلي، ووجدوا أنَّ التنسيقية استطاعت أن تجتمع تحت عنوان، ووجد أعيان البلدة والمثقفون أنه يجب أن يكون لديهم عنوان، فتشكلت لجنة السلم الأهلي وبحضور أكثر من 150 شخصية في منزل شخصية اجتماعية من عامودا (محمد أمو)، وبحضور الشخصية الوطنية المعتبرة حسين شحادة، والأستاذ تامر، والأستاذ جميل، والأستاذ رجوان عبد الكريم وشخصيات من جميع الأحزاب والحراك الشبابي، وكلهم كانوا في هذا المنزل، وانبثق عنه جملة من الأسئلة المتبادلة: هل لجنة السلم الأهلي موجودة لإيقاف المظاهرات وعدم رفع شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام"، أم هي لضمان سلامة المظاهرة وضمان سلامة الشباب، والتواصل مع الشرطة للإفراج عن المعتقلين، وضمان سلامة البلدة والتظاهرات بالدرجة الأكبر؟ وكان هناك أشخاص من حزب الإرادة الشعبية عن حزب قدري جميل، واتّضحت رؤيتهم بأنَّهم يتعاملون مع الحراك الشعبي من أجل الزيت والصابون، كانوا يستخفّون بالحراك، ويرون أنَّها مؤامرة خارجية ومعارضة خارج الدولة، وكان ردنا واضحًا بأنَّنا أبناء مدينة معروفة، والشباب معروفون من كافة العوائل، وكان هناك دعم للشباب من شخصيات اجتماعية، وكان واضحًا أن الشباب أعلنوا أنَّه لا عودة إلى العهد السابق، عهد الاستبداد وتكميم الأفواه.
كان هناك بعض الأحزاب ترى أنَّ التنسيقية يجب أن ترفع شعارات القومية فقط ولا علاقة لها مع درعا وحمص، كل هذه النقاشات تمّت، وأجاب الشباب عنها بجدارة، وكان هناك تواصل ودي بين لجنة السلم الأهلي وتنسيقية عامودا، وكان للجنة السلم الأهلي مهام أخرى غير سلامة المظاهرات كمهمة التواصل مع السلطات للإفراج عن المعتقلين والتواصل مع الأحزاب والقيادات الحزبية ومع الندوات والأمسيات الشعرية ومع الفعاليات المدنية والمجتمعات المحلية والجهود الإنسانية. كانت التنسيقية على علاقة وديّة مع لجنة السلم الأهلي رغم أنَّ هناك أشخاصًا من السلم الأهلي ضد المظاهرات، ولكن الغالبية كانت تلتزم بأهدافها في سلامة المدينة والشباب. وبعدها لجنة السلم الأهلي قامت بندوات أسبوعية مع قيادات من التيارات الحزبية، كان أبرزها مع الأستاذ رضوان سيدو من حزب المساواة، ومع زرادشت محمد من حزب الوحدة، والدكتور عبد الحكيم بشار عن حزب "البارتي الديمقراطي" (الكردستاني)، ومع الأستاذ أحمد سليمان عن الحزب التقدمي، ومع قدري جميل عن حزب الإرادة الشعبية. وبعد ذلك، كان هناك تأجيل ضمن أحزاب من لجنة السلم الأهلي، فينوب شخصان عن كل حزب، ولكن بصفة فردية ضمن لجنة السلم الأهلي، كان هناك أعيان وشخصيات حزبية وبعض الشباب، وحتى أنه كان هناك -بشكل غير رسمي- أشخاص محسوبون على حزب الاتحاد الديمقراطي، استمروا لمدة شهر، ولكنهم لم يلتزموا بما يصدر عن لجنة السلم الأهلي؛ لأن الكادر من قنديل هو الذي يؤثر على شبابهم، فحتى حزب الاتحاد الديمقراطي في عامودا لم يكن يتجاوز 10 عوائل، وكان يعتمد على هذه المجموعة من الشباب من أصحاب السوابق. فكانت هناك ندوات للجنة السلم الأهلي، وهي فرصة للحوار بين الشباب من تنسيقية عامودا ومن مجمل الحراك مع قيادات الأحزاب الكردية، وكان أبرزها الموقف من الثورة السورية وإسقاط النظام، كان السؤال: لماذا لا تعلن الأحزاب أنها مع الثورة السورية والحراك الشبابي والمعارضة؟ وكان الجواب: لأننا جزء من المعارضة، نحن ندعم الحراك السلمي، ونعتقد أنه مع التغيير.
في المظاهرات كنا نرفع شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام". وهذا السجال كان موجودًا في المحافظات الأخرى، ولكن على اعتبار أن هناك دماء وضحايا وشهداء وآلاف المعتقلين فكان شعار الثورة السورية كلها: "الشعب يريد إسقاط النظام". وكنا معتقدين هذا الاعتقاد، رغم أن بعض القيادات ضمن الأحزاب يشاطروننا الرأي، ولكنهم يقولون: إننا غير قادرين على جعله موقفًا رسميًا. ولكن في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2011، كان هناك موقف رسمي من بعض الأحزاب التي انخرطت مع الشباب، مثل: تيار المستقبل، وحزب "آزادي" بشقيه، وحزب "يكيتي"، كان هناك أكثر قربًا من الحراك الشعبي. وكانت ندوة مشعل تمو، والتي تم تأجيلها بشكل متعمّد من قبل بعض الأشخاص في لجنة السلم الأهلي كي لا يكون هناك المزيد من التواصل بين قيادي كردي ضمن الحركة السياسية الكردية -وهو مقبول، و يحمل هموم الشباب ومبادئ الثورة السورية- وبين الحراك الشبابي، وخاصة في عامودا، كان هناك -حتى الحركة السياسية الكردية- خشية من عامودا، كان هناك اعتقاد واضح أن عامودا صمام أمان المنطقة الكردية، وإن حسمت موقفها فجميع المناطق والبلدات الأخرى ستحذو حذوها؛ لأن عامودا تؤثر عليها بمثقفيها وشبابها وطلابها الكثيرين الموجودين في الجامعات. كان حماس الشباب تخالطه خشية من موقف أهل عامودا.
تأجّل اللقاء، ولكن تنسيقية عامودا كان لها لقاءان منفردان في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2011 مع الشهيد مشعل تمو. وكان اللقاء بين قيادة تنسيقية عامودا ومشعل التمو لقاءً وديًا، تبادلنا الأفكار، وقمنا بتوحيد الجهود ورصّ الصفوف وتنسيق المواقف، واستطعنا من خلال مشعل تمو الاطلاع على مواقف التيارات التقليدية للمعارضة السورية وأبرز المهام التي يجب أن تتصدى لها المعارضة التقليدية، وانبثقت عنها فكرة بأن هناك جهودًا لإطلاق مؤتمر الإنقاذ الوطني فيما بعد في القابون، والتي تمّ بموجبها توجيه دعوة رسمية لتنسيقية عامودا، وأن يكون هناك شباب من تنسيقية عامودا في مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي سيعقد لاحقًا في القابون.
كانت هناك لقاءات مستمرة مع مشعل تمو، وهو ما قابله النظام بالدرجة الأساسية و"بي كي كي" وحزب الاتحاد الديمقراطي وبعض القيادات في الحركة السياسية الكردية بالخشية من هذا الاتصال. وكان هناك تصاعد في تنسيقيات الثورة السورية في القامشلي، مثل: اتحاد تنسيقيات شباب الكرد، وائتلاف شباب سوا، وشباب الانتفاضة، والمجلس العام للحراك الشبابي. وكان التواصل بين الشباب العرب والشباب السريان والشباب الأكراد متصاعدًا، وكان الحراك يزداد زخمًا. في تلك الأوقات، كانت هناك جهود في توحيد الرؤية الشبابية، تمت في 28 أيلول/ سبتمبر 2011 من خلال تجمع لتيارات وتنسيقيات الشباب، وكانت هناك وثيقة من صفحتين تعبّر عن رؤيتنا كحراك شبابي للثورة السورية ولسورية المستقبل ولحقوق الشعب الكردي في سورية، وسمُّيت: الرؤية السياسية للحراك الشبابي الكردي في الثورة السورية.
وقّع على الوثيقة: اتحاد تنسيقيات شباب الكرد، ائتلاف شباب سوا، وأحرار قامشلو، والمنسقون للشباب الكرد في "ديركاحمكو"، وتنسيقية عامودا، وتنسيقية شباب الحسكة، وتنسيقيات عفرين وكوباني، كان هناك زخم لهذه الرؤية. وبعد ذلك، تم تشكيل ائتلاف شباب "آفاهي" للثورة السورية، وهو تعبير عن تنسيقيات مستقلة وقوية، مثل: تنسيقية عامودا، وائتلاف شباب سوا، والمنسقون للشباب الكرد، وتنسيقية طلاب شباب "ديريك". كان هناك عنوان جديد بديل عن اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد أو حركة الشباب الكرد، كان هناك عنوان هو: ائتلاف "آفاهي" للثورة السورية. "آفاهي" كلمة كردية تعني العمران أو البناء، وهي دلالة على أننا نمارس حقوقنا في إطلاق المسميّات الكردية على أي تشكيل ثوريّ موجود في المنطقة، فكان ائتلاف "آفاهي"، وكان هناك المزيد من التنسيق بين البلدات والمدن، فنحن في عامودا شاركنا في مظاهرات مشتركة في القامشلي أمام جامع "قاسمو"، وشاركنا في مظاهرات مشتركة في معبدة وفي الحسكة وفي ديريك والمالكية والدرباسية، وكان لدينا جهد مضاعف مع تنسيقيات الشباب، وكان هناك المزيد من التوثيق الإعلامي والظهور في البث المباشر، والتبادل بين الإعلاميين في التنسيقيات. وكان لدينا جهد مع الأحزاب الكردية أيضًا، في شهر آب/ أغسطس 2011، كان هناك جهود من أحزاب المجلس الوطني الكردي بناء على مبادرة من مثقفين أبرزهم: خليل كالو، حسين أحمد، وإدريس بيلان، وعيسى حسو وغيرهم. كانت المبادرة تنصّ على ضرورة تشكيل عنوان جامع للحركة السياسية الكردية ومغاير عن المسميات الأخرى، وأن يكون لها رؤية واضحة للمشهد السوري بشكل عام والمشهد الكردي بشكل خاص. ومبادرة تأسيس المجلس الوطني الكردي هي منبثقة من مثقفين، وهي بدأت في شهر آب/ أغسطس 2011، وهي على مسارين: مسار تشكيل لجان السلم الأهلي كما في عامودا، وأبرز أهدافها: الحفاظ على سلامة المناطق، وتعزيز العيش المشترك، وترسيخ أواصر التآخي الكردي العربي السرياني في المنطقة، والتواصل مع المجتمعات الأخرى، وكانت مبادرة مستقلين ومثقفين، والمبادرة فيما بعد تطورت لتشكيل المجلس الوطني الكردي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011. وكان هناك مبادرة من الشهيد مشعل تمو، والمرحوم القيادي عبد الرحمن آلوجي، والأستاذ فيصل يوسف، والمفقود جميل أبو عادل، وكان ذلك من خلال لقاء تشاوري في القامشلي لبلورة رؤية واضحة من قبل الحركة السياسية الكردية حول ما يجري في سورية. وعلى اعتبار أن الدكتور عبد الحكيم بشار قيادي في الحزب الديمقراطي الكردي فأقدموا على إعداد لجان في جميع البلدات الكردية، وأن يكون هناك انتخاب للمستقلين، وأغلب المستقلين كانوا محسوبين على الأحزاب الكردية، وكانت الآلية أن يكون هناك لكل حزب عشر مقاعد في المجلس. نحن شاركنا في البداية في اللقاء التشاوري الذي أعد له اتحاد القوى الديمقراطية فيما بعد، وكانت بجهود الشهيد مشعل التمو وعبد الرحمن ألوجي وبعض القيادات الأخرى والمثقفين، وكان العنوان واضحًا، وكان الاجتماع في القامشلي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/08
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مدينة عاموداكود الشهادة
SMI/OH/24-15/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/09/24
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-عامودامحافظة الحسكة-منطقة المالكية (ديريك)شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني الكردي
تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو
حزب آزادي الكردي - مصطفى أوسو
حزب آزادي الكردي - مصطفى جمعة
ائتلاف شباب سوا
حزب العمال الكردستاني
البارتي الديمقراطي الكردستاني - سوريا مكرر
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي - يكيتي – محي الدين شيخ آلي
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) - هجار علي
تنسيقية عامودا
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
حزب الإرادة الشعبية - اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
حزب المساواة الديمقراطي الكردي
إئتلاف آفاهي للثورة السورية
تنسيقية كوباني
المجلس العام للحراك الشبابي الكوردي في سوريا
اتحاد تنسيقيات شباب الكرد (للحذف)
تنسيقية أحرار ديريك
تجمع أحرار قامشلو
تنسيقية عفرين
لجنة السلم الأهلي
حركة شباب الانتفاضة الكرد
البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا - عبد الرحمن آلوجي