الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نقاشات إعلان دمشق وأطياف المعارضة قبيل انطلاق الاحتجاجات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:38:07

المناخات من بعد اجتماع الأمانة العامة، وتشكيل اللجنة التي كما ذكرت مؤلفة: مني، ومن الدكتور ضحاك، والأستاذ كورية. أجرينا لقاءات مع حزب الاتحاد الاشتراكي، ولقاء مع الأستاذ محمود مرعي أيضاً، ولكن لا أعرف في ذلك الوقت هل كان منفصلاً أم يمثل جماعة مختلفة غير الاتحاد الاشتراكي؟ لا أذكر التفاصيل. الهاجس الذي كان موجوداً عند الاتحاد الاشتراكي، كما أذكر أنه تطرق إلى الموضوع الكردي أكثر من الثورة السورية، كانت لديهم مخاوف من الموضوع الكردي. لم يكن الموضوع الكردي في ذلك الوقت مثاراً، ولكن على ما يبدو أنه يوجد حدس فيما لو حصل شيء في سوريا، فإن الوضع الكردي إلى أين سيتجه؟ هذه اللقاءات قمنا بها في الحقيقة، في 16 آذار، ألحقناها بزيارة للدكتور عارف دليلة، وتكلمنا من وحي البيان الذي أصدرناه عن رؤيتنا، ونريد: أن نسمع رأيك، وإلى أين ستذهب الأمور؟ وأنت ماذا ترى؟ أعتقد أن ياسين الحاج صالح كان موجوداً مع عارف دليلة. الدكتور عارف كان قليل الكلام جداً، وكان مستمعاً أكثر من أن يعطينا أجوبة. سمع ما نتكلم به وما نتداوله، ولم نأخذ رأياً واضحاً منه عن الذي نستطيع أن نفعله. ياسين كان يسمع، ولم نقصد ياسين بالذات، ولكن التقيناه صدفةً. وبعد مقابلتنا مع عارف دليلة، لم يكن فيها شيء مثمر على الصعيد السياسي أو على صعيد الرؤية: ماذا عندك من أفكار وتصورات؟ وإلى أين ستذهب الأمور؟، ولكن كان يوجد نوع من العبارات المرنة المطاطة: يجب أن نرى وننتظر، يعني مواقف لا يمكن أن أقول عنها أنها يمكن أن تؤسس (تؤدي) إلى شيء مشترك مع الدكتور عارف. ثم ذهبنا إلى الأستاذ ميشيل كيلو، كنا في سيارتي، وذهب معنا ياسين الحاج صالح، وعندما وصلنا إلى منزل الأستاذ ميشيل مساءً، وجدنا عنده عدة أشخاص كلهم من الفاعلين السياسيين، أذكر أنني رأيت الأستاذ أكرم البني، والأستاذ حميد مرعي، وربما يوجد آخرون، ولكن لا أذكرهم.

قبل نقاش الهدف من زيارتنا، كان يتم تناقل أخبار الاعتصام الذي جرى أمام وزارة الداخلية، والذي شاركت فيه سهير الأتاسي والطيب التيزيني، وأعتقد أن الاعتصام كان بخصوص الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وكالعادة إلغاء حالة الطوارئ أيضاً. ولكن هل هذا الاعتصام بهذا التوقيت (في المناخ السائد في سورية والمنطقة) من الممكن أن يشكل شرارة ما أم لا؟ سمعنا أنه تم سحب سهير الأتاسي من شعرها لمسافة خمسين متراً على الأرض، وسمعنا أنهم تعاملوا بخشونة وقسوة مع الدكتور الطيب التيزيني أيضاً، وهو متقدم بالعمر- أعتقد في ذلك الوقت كان عمره سبعين سنة- وضربوا رأسه على عمود الكهرباء! وطبعاً، بالإضافة [إلى ذلك] تم تداول أخبار نشطاء آخرين، ولكن لم تعد تسعفني الذاكرة لأذكر الآن التفاصيل كلها قبل تسع سنوات أو عشر سنوات.

طرحنا فكرة الموضوع الذي أتينا من أجله مع كل الزملاء، وليس فقط مع الأستاذ ميشيل كيلو. لم نخرج بقرار أو رؤية واضحة أيضاً-طبعاً، الأستاذ ميشيل هو قامة سياسية معروفة ووطنية، وله نضاله وحضوره في أي عمل أمر مهم- و(إعلان دمشق) من خلال هذه الطروحات يمكنني أن أقول: إنه قفز على بعض الإشكاليات الشخصية أو حتى مع إعلان دمشق، إن كانت مع الأستاذ ميشيل أو آخرين: دعونا نبحث عن أفق جديد على ضوء الشيء الذي يمكن أن يحصل في سورية، والذي يحصل في المنطقة العربية، وأن نتشارك الرأي، ونترك الذي خلفنا، وننظر للأمام.

كما أفاد الأستاذ ميشيل أنه من السابق لأوانه التفكير في هذا الموضوع: تشكيل لجنة، أو هيئة، أو شيء مشترك؛ لأن الأمور غير واضحة، وغير ناضجة، والرؤية ضبابية، فسورية إلى أين ستذهب؟ هل سيحصل شيء أم لا؟ على ما يبدو أن إعلان دمشق كان قد قفز إلى الأمام كثيراً، أكثر من الواقع، أو أن استشرافه للمستقبل كان في محله؛ لأن الأحداث فيما بعد أتت، وأكدت نظرته؛ حيث انطلقت الثورة بعد أيام، في 18 آذار.

بالنسبة للأستاذ ميشيل، في فترة إعلان دمشق، وبعد تأسيسه بفترة بسيطة، تم اعتقاله وبقي مسجوناً لثلاث سنوات. عندما خرج من السجن كانت اعتقالات إعلان دمشق قد حصلت أثناء غيابه، يعني وهو في السجن جاء معتقلو إعلان دمشق إلى السجن، وعندما خرجوا جميعاً من السجن لم يكونوا متحمسين إلى العودة مباشرة إلى النشاط السياسي؛ جميعهم أخذوا مسافة، وليس فقط للراحة وللمراجعة، بل لمراجعة أداء إعلان دمشق أيضاً.

لا شك بأنني شخص مستقل. كان هناك حساسيات بين البعض ومع بعض شخصيات إعلان دمشق، أو مع بعض شخصيات حزب الشعب؛ لأنه يوجد بينهم تاريخ طويل من الممارسة السياسية ومن الاشتباكات أو الإشكاليات، ليس في المواقف السياسية الرئيسية، إنما قد يكون في الممارسة أو في بعض التفاصيل.

عندما تذهب أمانة دمشق إلى الأستاذ ميشيل، أو الدكتور عارف، أو حزب الاتحاد الاشتراكي، أو إلى آخرين، وتطرح هذا الشيء رغم أنها قفزت على الشيء الماضي، وحتى إعلان دمشق لاحقاً، قفز على خلافه مع الإخوان المسلمين تحديداً: عندما انطلقت الثورة، وبدأ النقاش حول تشكيل إطار سياسي في المجلس الوطني السوري. نحن لنا تاريخ، وكنا نعرف أن الإخوان المسلمين خذلونا في أكثر من محطة سياسية، سواء بانضمامهم لجبهة الخلاص، أو تجميد معارضتهم للنظام السوري بالمطلق، أثناء حرب غزة، في نهاية عام 2008، ومع ذلك– ربما هذا الطرح بعد الثورة وبعد نتائجها، [يعد] طرحاً غير دقيق، وأثبت عدم صحته:" أن الثورة تجب ما قبلها"- نحن تبنينا هذا الموقف: أن نجمع كل الطاقات وكل الهيئات وكل الأحزاب التي اختلفت سابقاً (ما قبل الثورة) على قضايا في إعلان دمشق، وخارج إعلان دمشق. تعالوا حتى نفتح صفحة جديدة، ونلائم خطواتنا وإيقاع خطواتنا على خطوات الثورة التي يمكن أن تحصل، يعني أن نؤسس شيئاً جديداً (أوسع من إعلان دمشق) في الصيغة التي ترونها.

هذا الموقف كان موجوداً حقيقة، وهذا- بتقديري- تُرجِم عملياً في المجلس الوطني السوري. كما أنني شاركت، سواء في الدوحة أو لاحقاً في إسطنبول، في النقاشات التي أدت إلى تأسيس المجلس الوطني السوري. لكنني أريد العودة إلى 16 آذار. في 16 آذار جلسنا جلسة طويلة، وتبادلنا الرأي لم يكن يوجد مواقف حاسمة ومواقف مشتركة تؤدي إلى تأسيس شيء جديد. هذا الموضوع في الحقيقة، حتى تاريخ 16 آذار 2011 لم يكن موجوداً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-03/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-محافظة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

الشهادات المرتبطة