مشاورات تشكيل الحكومة وإقرارها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:32:11
في اليوم الثاني، صدر قرار التكليف، وبدأت بالمشاورات التي استمرت لأكثر من 15 يوماً. وطبعاً، كل المشاورات واللقاءات كانت تتمّ في القصر الجمهوري، والتقيت بأعداد كبيرة من الشخصيات، وحتى مع رجال الدين. فقد التقيت مع رجال الدين في دمشق، وتحدّثنا مطولاً معهم، وحتى إنني طلبت منهم أن يقابلوا بشار الأسد وأنا أساعدهم بهذا الموضوع، وأن يتحدثوا معه عن أهمية عدم الاستمرار في الحلّ الأمني، وأهمية إيجاد حلّ سلمي لما يحصل في سورية.
والتقيت بالشيخ البوطي أيضاً، حيث قمت بطلبه، والتقيت به لقاءً خاصاً، وتحدّثنا حديثاً مطولاً معاً، وحاولت كثيراً أن أقنعه، والحقيقة أنه كان مقتنعاً بأن ما يحدث في سورية هو فتنة، وأن المسلسل "ما ملكت أيمانكم" الذي عُرض على التلفاز كان له دور، و"الكازينو"(الملهى الليلي) الذي تمّ افتتاحه على طريق المطار كان له دور أيضاً، وأن "الرئيس" استجاب، وأغلق الكازينو، وأن "الرئيس" استجاب لهم، وأعطاهم موافقة من أجل افتتاح قناة فضائية دينية، ووعدهم أيضاً بأن يفسح المجال أمام الفعاليات الدينية لتأخذ دورها. ورأيت أنه لا يوجد نتيجة من الحديث مع الشيخ البوطي، وحدثني بأنه رأى في المنام حلماً، وأنه استطاع أن يصدّ هذه الغيوم، وأغلق النافذة؛ وبالتالي هذه "مؤامرة وفتنة"، وستنتهي. ورأيت أنه لا يوجد نتيجة من الحديث مع الشيخ البوطي؛ وبالتالي اختصرنا هذا الحديث، وأنهيته في ذلك اللقاء.
ولقائي مع وزير الأوقاف لم أكن مقتنعاً به، ولم أكن أريد أن يستمرّ في منصب وزير أوقاف، وكان معي في نفس الوزارة، ولم أكن مقتنعاً به أبداً، وأنا أعرف أن تقييمه في الشارع السوري غير مقبول، ولكن بشار الأسد صمّم على أن يبقى. فهناك شخصان أراد بشار أن يستمرا: شخص يستمر في الحكومة، وهو وزير الأوقاف، وقال لي: بالنسبة للوزارات السيادية ووزارة الدفاع، يستمرّ فهد الفريج، وفي وزارة الخارجية يستمرّ وليد المعلم لفترة محدودة، وبعدها يتمّ التبديل. وطلب مني تكليف وزير الإعلام عمران الزعبي، وعمران أعرفه بشكل شخصي، وأبديت له مباشرة عدم الرضا عن تكليفه في وزارة الإعلام، ووضعت له أسباباً عديدة، وطرحت له أسماءً أخرى، ولكنه صمّم، وطلب بشكل شخصي أن يكون عمران الزعبي هو وزير الإعلام، وصمّم على هذا الموضوع، وفيما بعد كلّفناه بوزارة الإعلام.
بالنسبة لبقية الوزارات، الحقيقة أنه لم يُلزمني بشيء، حتى إن تغيير وزير الداخلية كان مطروحاً، وعُرضت عدة أسماء، وعندما أبديت له رأيي في موضوع وزارة الداخلية استجاب، وبقي وزير الداخلية في الحكومة. من الأسماء التي كان عليها اعتراض، مثلاً: وزير المالية. لم يكونوا يريدونه في القصر ولا في القيادة، وصمّمت على أن يبقى وزيراً للمالية، وأنا أعرفه، وهو رجل جيد ذو خبرة كبيرة ونظيف، وليس عليه أي شبهة فساد على الإطلاق، وكان من الناس المميزين، وأنا صمّمت على أن يبقى، واستجاب لي. ومثلاً: وزير الشؤون الاجتماعية والعمل كان بشار يريد استبداله، وطرح عليّ أن أعيد ديالا حاج عارف، وقلت له: إن هذه الإنسانة لديها فساد خلال فترة توليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وإن هذا الوزير عمل وفق منهجية صحيحة، وهو إنسان جيد، وخلال فترة عمله ربما لم تكن السيدة أسماء الأسد مرتاحة؛ لأن لها مداخلات كبيرة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ولكنه قام بالواجب المطلوب منه بكل كفاءة بغض النظر عن أسماء الأسد: هل هي ارتاحت أم لا؟
الجمعية التي استلمتها أسماء الأسد والتي تشرف عليها تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعلاقتها المباشرة معها؛ لذلك حتى لا يتمّ إعفاء هذا الوزير عينته وزير العدل؛ لأن اختصاصه في الأساس دكتوراة في الحقوق، وعيّنته وزير العدل، وعيّنت شخصاً ثانياً- أعتقد أنه لم يكن يتخيل أن يصبح وزيراً- وهو من أبناء المنطقة الشرقية، كان اسمه الدكتور جاسم زكريا، وكانت عليه اعتراضات؛ لأن هذا الشخص له مواقف مؤيدة للثورة، وأنا صممت على أن يأتي إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وفعلاً، تمّ تكليفه وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل.
خلال فترة المشاورات استوقفتني بعض المسائل، بمعنى أنها تركت أثراً عندي؛ لأنني دعوت بعض الأشخاص، والحقيقة أن سمعتهم طيبة، ويمتازون بالكفاءة والخبرة، وفوجئت بأنهم اعتذروا عن تولي مهام في الحكومة. وكانت الأسباب أنهم لا يريدون أن يعملوا ضمن هذه الفترة، والدماء تسيل في الشوارع، وحتى إن أحدهم قال لي: إن منطقتي محاصرة، كيف سأعمل وزيراً ضمن حكومة تحاصر أهلي؟! وأنا قدّرت كثيراً هذا الموقف، وهو كان خائفاً من أن يتكلّم معي بهذا الكلام، ولكن نتيجة الجلسة بيني وبينه شعر بالثقة وقال لي هذا الكلام الخاص، وبعض الوزراء اعتذروا أن يكملوا، مثل: وزير الثقافة (رياض عصمت)، وفي المقابل كنت أتلقى اتصالات من مختلف المستويات من القصر والقيادة أو غيرها من الأجهزة الأمنية، كانوا يتوسّطون لفلان حتى يكون وزيراً، وكان هناك مفارقة بين شخصيات تعتذر عن تولي المهام في الحكومة، وبين شخصيات موجودة ضمن الحكومة، وتعتذر عن العمل، وبين شخصيات تقوم بوساطات من أجل أن تكون جزءاً من هذه الحكومة. وطبعاً، ضمن موضوع الوساطات لم آخذ أحداً، وأخذت من كنت مقتنعاً به.
حتى بالنسبة للقيادة القطرية، فقد زرتهم، وقال لي بشار: لا تعرض [الأمر] على القيادة. ولكن تقديراً لهم، ولأن علاقة جيدة تربطني بهم زرتهم في مكاتبهم، وسمعت منهم -بغض النظر عن مناقشة الأسماء- عن رأيهم في التشكيل الحكومي، ومن هي الأسماء المقترحة لديهم، ولكن الأسماء التي عُرضت في الاجتماع هي التشكيلة التي اقترحتها، والتي طلبها بشار، مثلاً: أن نضع اسم وزير الإعلام.
في الاجتماع مع القيادة كان هناك وجهات نظر مختلفة، وكان يوجد بعض الآراء حول بعض الأشخاص بأنهم غير مقبولين، أو لماذا بقي فلان؟ ولماذا أبعد فلان؟ بالمحصلة التشكيل الذي كان موجوداً على المسودات تمّ إقراره، حتى إنه كان هناك اعتراض، مثلاً: من الأستاذ فاروق الشرع على وليد المعلم بأنه لا يصلح لأن يكون ....، وأن لديه مشاكل شخصية ضمن الوزارة، وأنا لا أريد أن أقول الكلام الذي طُرح؛ لأنه مسيء، وحتى بشار كلفني بمعالجة هذا الموضوع، نتيجة للكلام الذي قيل عن وليد المعلم، ومع ذلك تمّ إقرار المسودة التي تمّ وضعها من قبلي، وتمّ تشكيل الحكومة.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
حكومة رياض حجابكود الشهادة
SMI/OH/128-07/
أجرى المقابلة
عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش
مكان المقابلة
الدوحة
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
رئاسة الوزراء - النظام
وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل - النظام
القيادة القطرية لحزب البعث