تهميش الضباط المنشقين وتهديد رياض الأسعد بعدم الاعتراف بشرعية المجلس الوطني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:42:22
بعد اعتقال المقدم حسين هرموش، تم التأكيد على أن حسين هرموش أصبح موجودًا في سورية، وأصدرنا البيان، وكنا نأمل أن يكون هناك وقوف حقيقي، سواءً على المستوى التركي، أو حتى على المستوى الدولي إنسانيًّا وأخلاقيًّا وقانونيًّا، في القانون الدولي ووفق اتفاقيات جنيف الموقعة في الحروب، وأن يتم حماية المقدم حسين هرموش أو استعادته بحكم هذا التجاوز الدولي، لكن لم نجد ولم يكن هناك صدى لذلك، وكان هناك صدى على المستوى الداخلي؛ لأن البيان الذي أعلنته لأجل المقدم حسين هرموش، أعلنت أن جميع أفرع الأمن التي تُعتبر مسالخ للمتظاهرين والمدنيين أثناء اعتقالهم، وكانوا يموتون تحت التعذيب، أعلنت أنها ستكون أهدافًا مشروعةً لحركة الضباط الأحرار، وبالفعل في اليوم التالي قام الأحرار الموجودين في منطقة حرستا ودوما بضرب مركز المخابرات الجوية الموجود هناك بعد التهديد للنظام المجرم.
الآن أصبح هناك فراغ بعد غياب المقدم حسين هرموش، من سوف يقود حركة الضباط الأحرار بعد المقدم حسين هرموش؟ هل نكمل بالحركة في ظل وجود انقسام: جيش الحر وضباط أحرار، أم يتم التوحيد كما قررنا ونحن في الداخل السوري؟ وتمت الموافقة والإقرار أنه سيتم التوحيد، وتواصلت مع النقيب الشهيد قيس القطاعنة قائد كتيبة العمري في درعا، وأبلغته عن حدوث الخلاف على الأرض، وبالتالي يجب أن نكون يدًا واحدةً مع الجميع، وسلاحًا واحدًا، ووافق النقيب قيس القطاعنة مباشرةً، واتصلت مع الرائد علاء الشيخ قائد كتيبة خالد بن الوليد أيضًا أبلغته بهذا الأمر، ووافق، واتصلت مع النقيب قائد كتيبة أبو الفداء الكردي، أيضًا وافق، وأنا كقائد المنطقة الشمالية موافق، وتم الإقرار بالإجماع أنه يجب توحيد الساحة العسكرية بالمعنى الحقيقي، وليس بمعنى حركة الضباط الأحرار والجيش الحر؛ لأن الحركة كانت معروفةً هي صاحبة الكلمة الأولى، وصاحبة السبق عسكريًّا، وحماية المتظاهرين، ولكن لا يوجد حل سوى إعلان التوحيد. و"الجيش" أكبر من "الحركة"، وتم الاتفاق على توحيد الحركة مع الجيش، وقمت بكتابة البيان بشكل كامل. النقيب يوسف يحيى كان في اليوم التالي سيدخل إلى سورية، وطلب تلاوة البيان بدلًا عني؛ لأنني كنت المنسق، ولم يكن يوجد مشكلة بتلاوة البيان، فكلانا من الضباط الأحرار، وجلس العقيد رياض الأسعد، والنقيب يوسف يحيى، وبقية الضباط أنا والمقدم عبد الستار يونسو، والملازم أول محمد يونسو، والعقيد مالك الكردي، وبقية الضباط في الخلف، وتم تلاوة بيان توحيد حركة الضباط الأحرار بكاملها مع الجيش الحر، حتى تكون تحت مظلة الجيش الحر، وبقيادة العقيد رياض الأسعد.
نحن في المخيم (مخيم الضباط السوريين في تركيا) كنا نبحث على أن يبقى هناك حفاظ على الروح المعنوية للثوار والعسكريين والضباط في الداخل، وفي نفس الوقت نتساءل: كيف تم اختطاف المقدم حسين هرموش؟ ومن خلف هذا الموضوع؟ وكيف سيتم التحقيق؟ وما إلى ذلك. وكل ما هنالك أن المسؤولين الأتراك التقوا مع العقيد أحمد حجازي والنقيب إبراهيم مجبور، وتم سؤالهما عن الخلافات، وكان يوجد هناك خلافات بين النقيب إبراهيم والمقدم حسين، ولكن الضباط الذين كانوا موجودين مباشرةً مع المقدم حسين هرموش، وكانوا في لحظة ذهاب المقدم حسين هرموش من الطنوز الذي هو النقيب عمار الواوي والنقيب يوسف يحيى لم يتم أي تحقيق معهما أو سؤالهما أو توجيه أي سؤال أو استدعاءهما أبدًا، وحتى إنني تكلمت مع المسؤول عن المخيم -المختار- بأننا نحن آخر الأشخاص الموجودين، أنا والنقيب يوسف يحيى وبراء ابن المقدم [حسين هرموش] ومحمد، لماذا لم يتم استدعاءنا أو توجيه الأسئلة لنا؟ ولماذا لم يقولوا لنا: لماذا التقيتم به؟ وهو كان في المخيم لماذا جئتم به إلى الحديقة؟ يعني كان المفروض أنه يوجد عدة أسئلة طبيعية أمنيًّا تُسأل لآخر شخص التقى مع المختطَف على سبيل المثال، ولكن لم يتم توجيه أي سؤال لنا، وأنا حاولت أن أعطي الأجوبة بدون أسئلة، وأنه نحن كنا موجودين تعالوا اسألونا، واستفسروا عسى أن يكون هناك نقاط لمعرفة أين وكيف تم اختطافه؟ ولكن لم يحصل ذلك.
وأكرر كانت غاية التوحيد (توحيد حركة الأحرار الضباط مع الجيش الحر) هي ألا تحدث خلافات في الساحة، وأن تبقى اليد واحدة، والسلاح واحد في الداخل، وترتفع أيضًا أسهم العسكريين المنشقين والضباط، أنه بعد أن كان هناك حركة للضباط الأحرار أصبح الآن هناك جيش، وبعد أن كان مقدمًا أصبح هناك عقيد، والضباط جميعهم موجودون، وبالتالي هي دعوة ضمنية للضباط الموجودين مع النظام للانشقاق والانضمام إلى هذا الجيش الذي تم الإعلان عنه والذي يقف إلى جانب الثورة والشعب.
نحن عندما كنا نعلن انشقاقنا في حركة الضباط الأحرار، كان الشيخ عدنان العرعور يخرج على التلفاز، وقد وقف مع العقيد رياض الأسعد، ولم يقف إلى جانب....، وفي البداية عندما خرج المقدم حسين هرموش كان يحيِّي المقدم حسين هرموش، وعندما أعلن العقيد رياض الأسعد انشقاقه وتشكيل الجيش الحر، ترك [العرعور] حركة الضباط الأحرار وبدأ بدعم الجيش الحر، وحتى الضباط الذين كانوا ينشقون عن النظام ويعلنون انضمامهم للجيش الحر برتبة ملازم، كان يقول له أنت أصبحت برتبة ملازم أول، [وأنت]أصبحت نقيبًا، وكان يقوم بترفيع الضباط المنشقين والمنضمين للجيش الحر، وترفيعهم رتبةً أو رتبتين، بينما الضباط الذين ينشقون ويعلنون انضمامهم إلى حركة الضباط الأحرار لم يتم ترفيعهم من قبل الشيخ عدنان.
الموضوع يجب أن ألا يأخذ بُعد مناصب، بل كان يجب على الشيخ عدنان أن يكون على مستوى واحد تجاه جميع العسكريين، وبالتالي الترفيع يجب أن يكون للجميع؛ حتى لو أنه كان ترفيعًا شكليًّا، ولكن هو عبارة عن روح معنوية، وليس أكثر من ذلك.
بعد التوحيد أصبح التواصل مع العقيد رياض الأسعد، والكتائب التي كانت تعمل باسم حركة الضباط الأحرار، تم تغيير صفحة حركة الضباط الأحرار وإنشاء صفحة للجيش الحر، وبدأنا بإنشاء أمور للارتكاز عليها في المستقبل، لكن أنا قلت للعقيد رياض الأسعد بعد حوار معه، وكان يوجد هناك بعض الخلافات المفصلية حول العمل وكيفية العمل و كيفية التحرك بالنسبة للعسكريين، وهو كان عنده تشبث برأيه، ونحن كنا في مخيم الطنوز في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2011، وبعد توحيد حركة الضباط الأحرار مع الجيش الحر بيومين أو 3 أيام، قلت له: أخشى إذا ابتُلي الشعب السوري بالعقيد بشار الأسد، أخشى أن يتم ابتلاء الثورة بالعقيد رياض الأسعد، مع احترامي للعقيد رياض الأسعد ومنصبه، وما قدم وما ضحى، وقطُعت ساقه في دير الزور، واستُشهد ابنه، وهذا فضل لا ينكره جاحد، وهو وسام على صدورنا، ولكن هذه الثورة ثورة دماء وشهداء وأسرى، وثورة كرامة وثورة شرف وثورة عرض. الثورة تحتاج دائمًا إلى قائد حازم، لا يمكن أن يكون هناك قائد طري في ثورة، فالسياسة تأخذ الوانًا متعددةً، وتأخذ وجوهًا متعددةً، ولكن العسكرة لها وجه واحد، ومهمة واحدة، وهدف واحد، ولا يجوز أن يكون هناك هدف ومن ثم مهمة لاحقة، في الأمور العسكرية في الجيوش، هناك هدف للفصيل أو الفصيلة، وبعدها يوجد مهمة لاحقة، إذاً هدف أساسي ثم مهمة لاحقة.
العقيد رياض الأسعد كان طيب القلب، ولم تكن هناك قرارات حاسمة على المستوى الداخلي؛ لذلك كانت هذه الكلمة هي كلمة وجع أيضًا من القلب، قلتها وأنا أتألم، وأريد أن يكون هناك حزم وشدة في القيادة والقرار والمسؤولية كما كان المقدم حسين هرموش، وكان المقدم حسين هرموش إذا خرج على التلفزيون على قناة العربية يتحدث بقوة وعنفوان وكأنه هو من قام بالعمل عندما كان يتبنى الأعمال العسكرية التي تقوم بها حركة الضباط الأحرار. فالعقيد رياض الأسعد لم يكن يملك هذه الشخصية والكاريزما كما كان يملكها المقدم حسين هرموش.
تعامل العقيد رياض الأسعد كان مع المدنيين أكثر من العسكريين، وهذه الطامة الكبرى، كان العسكريون موجودين على الأرض، منشقين من صف الضباط وضباط، وكان تعامله مع المدنيين ودعمه للمدنيين أكثر من العسكريين.
المشكلة أنه هناك قناعات، وهناك أساسيات، ومن أساسيات الجيوش دعم الضباط ودعم القيادات العسكرية والفصائل العسكرية، وأما في القناعات [قد تكون القناعة أن] القائد المدني أفضل من القائد العسكري، وهذا خلاف أدى إلى مشكلة وصلنا بها إلى مرحلة عام 2019، حيث تم استبعاد الضباط بشكل كامل وتهميش الضباط، وحتى الآن أكثر من 4700 ضابط منشق، و500 ضابط شهيد في اليوم والواقعة والتاريخ، ومع ذلك بسبب التصرفات منذ إعلان الجيش الحر، ومن ثم تشكيل المجلس العسكري الأعلى، ومن ثم تشكيل الأركان (هيئة أركان الجيش السوري الحر) في مؤتمر أنطاليا، والمجالس العسكرية، وكل هذه التراكمات أدت إلى إبعاد وإهمال وتهميش الضباط في كل الثورة السورية، سواءً كانوا موجودين في الأردن أو في سورية أو في لبنان أو في تركيا.
أنا كان خلافي مع العقيد [رياض الأسعد] في هذا الموضوع، والنقيب يوسف يحيى نزل إلى الأرض، ويجب دعمه فهو كان يعمل في حركة الضباط الأحرار، ولم يتم تقديم الدعم للنقيب يوسف يحيى، هذه هي الخلافات الأساسية التي كانت.
طلبت من العقيد رياض الأسعد إصدار بيان بحكم أنه قائد للجيش الحر؛ من أجل ترفيع الضباط رتبتين استثنائيتين، بما فيهم العقيد رياض الأسعد حتى يكون لواءً، وبالتالي يوازي نوعًا ما الجيش الذي يقف في الطرف الآخر، ولكن العقيد رياض الأسعد لم يقبل بذلك. وفيما بعد أيضًا مرةً أخرى أصررت على هذا الطلب في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بعد أن تم نقل الضباط من مخيم قربياص إلى مخيم أبايدن، فاتصل العقيد رياض الأسعد مجاراةً لضغطي عليه، اتصل بالدكتور: برهان غليون، وكان في وقتها رئيس المجلس الوطني، وطلب منه سياسيًّا كمظلة سياسية أن يكون هناك قرار من المظلة السياسية للثورة بترفيع جميع الضباط رتبتين استثنائيتين، والغاية رفع الروح المعنوية للضباط المنشقين وأيضًا فتح الطريق للضباط الذين يريدون الانشقاق عن النظام؛ لأنه أصبح يوجد هناك جيش وترفيع وقيادة عسكرية وقيادة سياسية، وكانت هناك أمور كثيرة مهمة جدًّا في موضوع ترفيع الضباط، وجميع الضباط في الثورات كان يصدر قرار بترفيعهم، ولكن أيضًا للأسف الدكتور برهان غليون اعتذر، وأنا كنت موجودًا، وكنت واقفًا بجانب العقيد رياض الأسعد، وقال إن هذا القرار يحتاج إلى اجتماع كامل للمجلس الوطني، واجتماع للهيئة التنفيذية والأمانة العامة، ووضع عدة معوقات، ولم يتم ترفيع الضباط حتى عن طريق المظلة السياسية للثورة.
بعد أن طلب العقيد رياض الأسعد، وطبعًا نحن قبل أن يطلب العقيد رياض الأسعد من برهان غليون في هذا الموضوع، كان هناك جفاء من قبل المجلس الوطني تجاه الجيش الحر، ولم يكن هناك تواصل حقيقي بين الجيش الحر وما تقوم به الكتائب الموجودة على الأرض مع المجلس الوطني سياسيًّا، ولم يكن هناك لقاءات مباشرة، ولم يكن هناك تنسيق بين المجلس الوطني والجيش الحر، وبالتالي أصبحت تصل معلومات أن المجلس الوطني أصبح مدعومًا سياسيًّا من الدول، وهو المسؤول سياسيًّا كمظلة عن الثورة السورية، فواجب عليه أن يلتقي مع الجناح العسكري كجناح سياسي، وأيضًا أن يقدم الدعم للجناح العسكري، ولم يكن هناك تواصل في هذا الأمر.
ظهر العقيد رياض الأسعد على التلفاز على قناة أورينت، وهدد بعدم الاعتراف بشرعية المجلس الوطني إذا لم يتم التواصل بشكل مباشر مع الجيش الحر، وفي نفس اليوم الساعة 12:00 ليلًا وصل الدكتور برهان غليون من إسطنبول إلى هاتاي من أجل اللقاء مع رياض الأسعد، وكان هناك إنذار قبل التهديد من قبل المتظاهرين والداخل أن هذا كرت أصفر للمجلس الوطني كمظلة سياسية إذا لم يتواصل مع الجيش الحر. وكان الجيش الحر ملاصقًا روحًا وحركةً وكل شيء مع المتظاهرين في الداخل، وأي قرار وأي إعلان، وأي بيان يصدره الجيش الحر يُنفذ على مستوى الداخل، ويختلف عن المظلة السياسية للمجلس الوطني وكيفية تركيبه وكيفية إنشائه.
شعر الدكتور برهان أن المجلس الوطني أصبح في خطر، ليس على المستوى الدولي والسياسي، ولكن على المستوى الداخلي والشعبي والجماهيري والقاعدة الشعبية إذا استمر وتعنت العقيد رياض الأسعد وأعلن رفضه لشرعية المجلس الوطني كمظلة سياسية، [حينها يكون قد] انتهى المجلس الوطني، وسيكون هناك تشكيل آخر. وبالتالي مباشرةً وصل هو وبسمة قضماني ومحمد سرميني -على ما أعتقد- إلى المخيم، والتقوا مع العقيد رياض الأسعد بعد أن كان متعنتًا حتى أيضًا في المقابلة، وأعلنوا عن تشكيل لجنة ارتباط بين الجيش الحر والمجلس الوطني، وفي اليوم التالي تم نشر صورة للعقيد رياض الأسعد والدكتور برهان غليون وبسمة قضماني.
ولكن هذه اللجنة غير موجودة، ولا يوجد اسم ضباط في اللجنة، ولم يتم التواصل أصلًا بين الجيش الحر والمجلس الوطني، وكان هو عبارة عن سحب للكرت الاصفر من القاعدة الشعبية بالداخل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/29
الموضوع الرئیس
بدايات الحراك العسكري في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/48-13/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
9-10/2011
updatedAt
2024/06/10
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة ريف دمشق-مدينة دوماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر
مجلس القيادة العسكرية العليا (المجلس العسكري الأعلى / مجلس الثلاثين)
المجلس الوطني السوري
حركة الضباط الأحرار
كتيبة خالد بن الوليد - حمص
كتيبة العمري
قناة أورينت / المشرق
فرع المخابرات الجوية - حرستا
كتيبة أبي الفداء
قناة العربية
مخيم الضباط السوريين في تركيا