الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مؤتمر أنطاليا وتهميش مجلس الثلاثين والتدخل الدولي في قرارات توزيع السلاح

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:22:15

في مؤتمر أنطاليا، ولنتكلم بشكل أدق وبتفاصيل، عندما تمت الدعوة إلى مؤتمر أنطاليا، وبحسب ما وصلنا أنه من المفترض أن يكون هناك 150 شخصًا من جهة السعودية والتي هي الجبهات، و150 من المجالس [العسكرية]، وعندما وصلنا في الحقيقة وجدنا أن السعودية التزمت بهذا الموضوع، وجماعة الرائد ماهر [النعيمي] بدلًا من أن يكون [العدد] 150 شخصًا وصلوا إلى 450 شخصًا، ومن كل فصيل [كان] يأتي 3 أو 4 أو 5 أشخاص، وكل شخص يكون ممثلًا لفصيل.

أثناء الدخول إلى المؤتمر، كان التفتيش دقيقًا جدًّا، وممنوع دخول [الهاتف] الجوال والكاميرا، أو أي شيء. والاتفاق الذي تكلمنا به عن اللقاء مع الضباط -أنا والضباط- من أجل إما أن يكون مؤتمر أنطاليا فاعلًا من أجل إسقاط النظام وفق التسليح الكامل وعدم التسليح الفردي، وأن تكون القيادة عسكريةً كاملةً بقراراتها وفق أهداف الثورة السورية، أو الانسحاب من هذا الأمر ولا نضع دماء الشهداء في رقابنا تحت ظل مؤتمر لا نعرف ما هي نتائجه، وهذا الخطاب الذي قمت بتجهيزه لتلاوته في المؤتمر، وبالفعل تكلمت بهذا الكلام بشكل تفصيلي، وكنت أتوقع أن يكون هناك انسحاب من قبل الضباط، حتى لا نكون نحن أقل ما يمكن كشهود زور على ما قد يحدث في المستقبل تحت تأثيرات دولية أو تدخلات دولية في الشأن السوري دون أن يكون التدخل لصالح الثورة السورية.

أثناء الانتخابات أنا وقفت مع حلب بحكم أن لواء الأبابيل كان موجودًا في حلب، ونحن الجبهات كنا متفقين [على] التسلسل العسكري، فكان العميد عبد الناصر فرزات والعميد عبد الرحمن والنقيب عمار الواوي وفق التسلسل العسكري، وكنا نتشاور مع عبد القادر الصالح أننا -نحن- نضع رئيس المجلس العسكري من قبلنا (السعودية) ومن قبل الجبهات، وأنتم تضعون عضوًا في مجلس الثلاثين من عندكم، فقال لي بالحرف الواحد: نحن العقيد عبد الجبار العكيدي، وكان رئيس المجلس العسكري المسمى من قبل ماهر سابقًا، نحن لا نريده ولا نقبل به ولا نقبل بتصرفاته، ولكن إذا وضعتم شخصًا من حلب، سوف نزيل العقيدي، ونوافق لكم، وإذا أردتم وضع شخص من خارج حلب، سوف يبقى العقيدي، قلت له: يا أبا محمود، ولكن نحن عسكريون لا يمكن أن أضع رتبةً حديثةً في المجلس، وتوجد رتبة أقدم؛ فالأقدم هو العميد الركن الدكتور المهندس عبد الناصر فرزات، وهو كان في الأكاديمية في حلب، وهو الآن موجود معنا، ومستعد أن يعمل في حلب، والعسكرية لا يوجد فيها فلان من حلب أو حماة أو دمشق، وهي قرار عسكري، فأنا من حماة وخدمت في دمشق وخدمت في القنيطرة وخدمت في دير الزور، فلا يوجد هذا الموضوع، فقال لي: لا، من الآن إما أن تختاروا شخصًا من حلب، أو سيكون العقيدي، قلنا له: نحن سنأخذ قرارنا بموجب عملنا كجبهات. ثم جئنا إلى الانتخابات حتى نحن نرشح، وهو رشح العقيدي، وهو كان يريد الاتفاق معي أنه أنت ضع شخصًا من حلب وينجح من تريده، وإذا لم تضع (شخصًا من حلب) سوف نذهب إلى الانتخابات، وهو يعرف نفسه بالشكل الطبيعي أنه إذا ذهب إلى الانتخابات سوف ينجح، لأن أكثرية المجالس العسكرية أو جماعة قطر هم الأكثرية. ونحن أصرينا على أن يكون هناك تسلسل عسكري، ورشحنا العميد عبد الناصر فرزات، وأومأ عبد القادر الصالح للمنتخبين بأن يكون العقيدي، وتم إعادة انتخاب [عبد الجبار] العقيدي.

طبعًا العقيدي هنا تم وضعه رئيسًا عضوًا في مجلس الثلاثين أيضًا، وأخذ منصبَين؛ عضوًا في مجلس الثلاثين ورئيسًا للمجلس العسكري، لأنه لا يريد ترك المجلس العسكري، وفيما بعد، كان عليه الاختيار؛ إذا أردت البقاء كمجلس عسكري، يجب أن تغادر مجلس الثلاثين، وبالتالي غادر مجلس الثلاثين.

كان هناك اختيار وكان هناك الانتخابات، ولكن في الحقيقة كانت الانتخابات محسومةً، لأن الأكثرية هم المجالس العسكرية الذين كانوا يتبعون لقطر، وبالتالي تم وضع معظم القيادات، أو إعادة التشكيل من جديد، و[لكن هو] نفس التشكيل القديم.

 يوجد فقرة أخرى، أن الداعين إلى المؤتمر تم الاتفاق على إبعاد أو استبعاد العقيد رياض الأسعد من الحضور في المؤتمر، والعقيد أحمد حجازي -رئيس أركان الجيش الحر- أيضًا لم يحضر، والعقيد مالك الكردي -نائب قائد الجيش الحر ورئيس المكتب المالي- لم يحضر، والعميد مصطفى الشيخ تم منعه أيضًا من الحضور، والملازم أول عبد الرزاق طلاس بحسب ما سمعت أيضًا عندما توجه إلى الحضور أيضًا تم إيقافه ومنعه من حضور المؤتمر. وكان هناك شخصيات بمن فيهم أيضًا عمار الواوي، وكان يوجد قرار قطري بمنعي من حضور المؤتمر أيضًا، ولكن لم يحصل ذلك، وأصرت السعودية على حضوري، وحتى لو أن السعودية اتفقت على منع حضوري كنت سوف أحضر، لأنه لا يمكن أن أسمح لأحد أن يحضر مؤتمرًا يخص وطني وبلدي بدون أن أحضر، وهذا ليس من حقه أن يختار ما يريده، وأنا كنت قد قررت الحضور، ولا زلت حتى الآن أي شيء يخص الثورة ويخص الوطن سوف أكون موجودًا به، سواءً قُدمت دعوة إلي أو لم تُقدم، بما فيه مصلحة الثورة السورية، وبعيدًا عن موضوع الاتفاقات والمفاوضات والأمور السياسية، [فأنا] لم أدخل في أية اتفاقيات حدثت؛ سواءً سابقًا أو في المستقبل. 

في مؤتمر أنطاليا شُكّلت هيئة أركان، وهيئة الأركان لم تلغِ المجالس العسكرية الموجودة -لم تقم بإلغائها- حتى لا يحدث هناك نوع من الفوضى، وحافظت على وجود المجالس العسكرية، ولكن تبعيتها تكون مباشرةً لهيئة الأركان، وليس للمجالس [العسكرية] أو للرائد ماهر، لأنه تم إلغاء القيادة المشتركة -وكانت سابقًا اسمها القيادة المشتركة- وتم إلغاء القيادة المشتركة وتشكيل هيئة أركان، وبالتالي المجالس العسكرية أصبحت تابعةً تلقائيًّا لهيئة الأركان، وتم إلغاء اسم القيادة المشتركة وتم وضع هيئة الأركان مكانه، وبقي الوضع كما هو عليه في الداخل كمجالس عسكرية، ولكن تم إلغاء الجبهات التي شُكلت قبل تشكيل مؤتمر أنطاليا.

العقيد عبد الجبار العكيدي انتُخب عضوًا في مجلس الثلاثين، وكان المفروض أنه يوجد رئيس مجلس عسكري غير عبد الجبار العكيدي، ولكن عبد الجبار العكيدي بحكم أنه في المجلس العسكري كان هو الكل بالكل (أمره مطاع) في حلب، وهو المسؤول عن التواصل إعلاميًّا وعسكريًّا وماليًّا، فلم يقبل بأن يترك المجلس العسكري، وخاصةً أن مجلس الثلاثين ليس له عمل مباشر على الأرض، ولكن عمل مجلس الثلاثين هو عمل تقني؛ متابعة أعمال هيئة الأركان، ومراقبة مؤسسات هيئة الأركان، وإعطاء قرارات: وهي محاسبة ومراقبة وعزل رئيس الأركان وتعيين رئيس الأركان، وبالتالي كان عمل مجلس الثلاثين هو عمل تقني أكثر مما هو عسكري بالنسبة للطرف الآخر، لذلك لم يقبل العقيد عبد الجبار العكيدي أن يبقى في مجلس الثلاثين، علمًا أن مجلس الثلاثين هو في الحقيقة لو تم تفعيله بشكل كامل لكان وجوده مهمًّا جدًّا جدًّا، ولكن العميد سليم إدريس همّش مجلس الثلاثين بشكل كامل، ولم يكن يرد على أحد في مجلس الثلاثين، ولم يكن يحضر اجتماعات مجلس الثلاثين، ولا يقبل أن يرد على توصيات مجلس الثلاثين. وكان قراره منفردًا بحكم أنه يوجد دول وافقت على أن يكون العميد سليم إدريس موجودًا، وهو مدعوم، وهو قالها أكثر من مرة وفي أكثر من تسجيل صوتي، أنه تم قد وضعه من قبل أكثر من 80 فرع مخابرات دولي؛ يعني مخابرات الدول هي التي وضعت سليم إدريس، وبالتالي لا يستطيع مجلس الثلاثين عزل سليم إدريس، و[كان قد] تم توجيه تهديد وإنذارات له، فوجه هذا الكلام بشكل مباشر إلى مجلس الثلاثين، وأنا حضرت أكثر من مجلس علمًا أنني لست عضوًا، ولكن كان هناك مراعاة في هذا الأمر، وتم إبلاغ العقيد عبد الجبار العكيدي إما أن يكون في مجلس الثلاثين أو يعلن انسحابه حتى يتم وضع شخص آخر مكانه، فمجلس الثلاثين أبلغ سليم إدريس أن هذه التصرفات الفردية غير مقبولة ويجب أخذ رأي مجلس الثلاثين، و[أن] هذا المجلس مقرراته موجودة في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وأيضًا أُرسلت إلى الأمم المتحدة بحكم حضور جميع سفراء الدول العربية والغربية، ولكن قال سليم إدريس بالحرف الواحد للعقيد قاسم سعد الدين ولمن يدعو العميد سليم إدريس إلى اتخاذ القرارات بالتشاور، أنه لا يسأل (يهتم) عن مجلس الثلاثين وأن مجلس الثلاثين لم ينتخبه، ولم يتم انتخابه من قبل أحد أصلاً؛ لا مجلس الثلاثين ولا الفصائل الثورية، ومن وضعه [في هذا المنصب] هي 80 فرع مخابرات دولي، وهو غير سائل (لا يعيره أي اهتمام) عن مجلس الثلاثين.

هنا اتفق العقيد قاسم سعد الدين مع بقية الضباط على اتخاذ قرار بعزل سليم إدريس من هيئة الأركان من أجل تعيين رئيس هيئة أركان آخر.

هيئه الأركان هي القيادة المشتركة، وهي التي سوف تقوم بتوزيع السلاح، ولكن القيادة المشتركة لم يكن يوجد فيها مجلس الثلاثين، ولا يوجد فيها مؤسسات، وكان ماهر النعيمي هو صاحب القرار في كل شيء، ولا توجد مؤسسات، ولا يوجد أي شيء. وكان يأتي السلاح إلى ماهر، وماهر هو الذي يقرر، [بينما في] هيئة الأركان أصبح يوجد رئيس هيئة الأركان، وأعضاء في قيادة الأركان، وضباط موجودون في هيئة الأركان، وأصبحت توجد مؤسسة أخرى اسمها مجلس الثلاثين مهمتها الإشراف على ما تقوم به هيئة الأركان حتى لا تكون استبداديةً، وحتى لا نعود إلى ماهر النعيمي بالقرار الانفرادي، [ولسان حالنا يقول:] أنك أنت عندما تتخذ القرارات، يوجد مجلس ثلاثين، ويجب أن يكون هناك مرجعية له، وخاصة أنه يوجد به 10 من العسكريين و20 من المدنيين، هم أيضًا أصحاب تواجد على الأرض وأصحاب قرارات على الأرض.

نحن انتهينا من المؤتمر، وتم تعيين الثلاثين المسؤولين عن هيئة الأركان، وأنا شخصيًّا لم أكن أعلم أنه سيكون هناك رئيس لهيئة الأركان، أو من هو رئيس هيئة الأركان، ولكن هل الثلاثون انتخبوا رئيس هيئة الأركان؟ ليس عندي علم، لأنني لم أعد عضوًا في مجلس الثلاثين، وأنا عضو في المؤتمر، وعضو في المجلس العسكري في حلب، ولكنني لست عضوًا في مجلس الثلاثين الذي من صلاحياته انتخاب رئيس هيئة الأركان، ومراقبته وعزله وتعيين غيره. وأنا سافرت، واتصلت على الطريق، [وسألت] أنه من هو رئيس هيئة الأركان؟ فقالوا: العميد سليم إدريس، وأنا كنت قد سمعت بسليم إدريس، وطبعًا سليم إدريس انشق في حزيران/ يونيو 2012، وأصبح رئيس هيئة أركان في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2012، بل وهو انشق في تموز/ يوليو (انشق سليم ادريس في آب/ أغسطس 2012 - المحرر)، يعني انشق لمدة شهرين أو 3 شهور، وخلال انشقاقه عمل عند ماهر النعيمي في القيادة المشتركة.

فاتصلت بأحد الأصدقاء وسألته: من هو رئيس هيئة الأركان؟ فقال: تم تعيين سليم إدريس، وأنا السؤال سألته بشكل مباشر: من قام بتعيين سليم إدريس؟ سألته بشكل مباشر للعميد يوسف مستشار وزير الدفاع السعودي والذي كان المسؤول عن الملف السوري في أنقرة أنه كيف ولماذا عيّنتم سليم إدريس؟ قال: سليم إدريس أكاديمي، ويتحدث ويجيد اللغة الإنجليزية، لذلك تم تعيين سليم إدريس، فقلت له: لماذا لم تختاروا مصطفى الشيخ؟ قال: إن العميد مصطفى الشيخ قراراته من رأسه (لا يستشير أحدًا)، ولا يسمع للدول، لذلك تم اختيار سليم إدريس، وسألته: هل أنتم راضون عن سليم إدريس؟ وهذا [السؤال وجّهته] طبعًا فيما بعد، في عام 2014، قال: كلا، لسنا راضين، ولكن اتُخذ القرار لأنه يجيد اللغة الإنجليزية، وبالتالي من أجل التواصل مع الدول.

طبعًا أنا اتصلت خلال [تلك الفترة]، وكان سليم إدريس قد عُين رئيس هيئة الأركان، وبدأ ماهر بسحب السلاح، وشُكّلت هيئة الأركان في باب الهوى، وطبعًا العميد سليم إدريس قلت له: الآن السلاح يُسحب من القيادة المشتركة، وهو أصبح ملكًا -بالشكل الطبيعي- تلقائيًّا عسكريًّا لهيئة الأركان، وبالتالي أصبحت مسؤولية رئيس هيئة الأركان عن هذا السلاح، فقال بالحرف الواحد إنه قام بتشكيل محكمة عسكرية، وسوف تتم محاسبة ومحاكمة من سحب السلاح، وكيف (حدث ذلك)، وتم تشكيل لجنة عن هذا الموضوع. كان قرارًا جريئًا -اتصالًا-، ولكن فعلًا لم يحصل شيء، وكان متفق بينه وبين ماهر على سحب السلاح كاملًا على ألا يكون هناك خلق للمشاكل بين سليم إدريس وماهر، وماهر يأخذ السلاح الذي استلمه كله ويتصرف به وهو حر، ويأتي العميد سليم إلى المستودعات وهي فارغة وكل شيء فارغ، وهو يقوم بملء المستودعات بالأسلحة من جديد، ولذلك لم يُتخذ أي قرار بحق ماهر حتى الآن، ولا قرار بحق محمد علي، ولا بحق المسؤولين عن القيادة المشتركة، كيف ولماذا تم سحب السلاح؟ وأين تم وضع كل السلاح الذي كان موجودًا في القيادة المشتركة؟!

شُكّلت هيئة الأركان، وشُكّل مجلس الثلاثين، وبدأ مجلس الثلاثين بالتململ نتيجة قرارات سليم إدريس الانفرادية الاستبدادية، وعدم لقائه بمجلس الثلاثين، وعدم إعطائه أي اهتمام لمجلس الثلاثين، وكان يتواجد شكليًّا كل فترة في سورية، ولكن في الحقيقة دائمًا موجود في تركيا، وكانت قراراته دائمًا -قرارات سليم إدريس دائمًا- عن طريق مدراء مكتبه، وهم من يتخذون القرار عن سليم إدريس بتوزيع السلاح كما يشاؤون، وإعطاء السلاح لمن يريدون وفق ما يرتأون أيضًا، أو وفق ما يعطيه من تعليمات العميد سليم إدريس.

أنا طلبت لقاء العميد سليم إدريس بعد تعيينه بـ 3 أيام، واتصلت أول مرة وثاني مرة، ولم يكن هناك أي رد، وعدم قبول اللقاء، واضُطررت للاتصال بمسؤول الملف السعودي، بعد تهديد [بأنه] إذا لم يكن هناك لقاء بيني وبين العميد سليم سوف تكون هناك مشكلة، وهذا من غير اللائق بعد تعيينه أن تبدأ الخلافات، فاستطاع مسؤول الملف السوري، الذي هو الضابط السعودي، تأمين لقاء بيني وبين العميد سليم ادريس في اليوم الآخر الساعة 09:00 صباحًا. وذهبت حتى ألتقي بالعميد سليم إدريس، وتفاجأت بأن الرائد محمد علي موجود، وجماعة القيادة المشتركة موجودة في المضافة، ينتظرون اللقاء مع العميد سليم علمًا أنه بحسب ما تحدث سليم إدريس في أول لحظة من تعيينه رئيس هيئة الأركان، أنه سوف تكون هناك محكمة عسكرية، وسوف تتم محاسبة المسيئين للثورة أو من يسرق السلاح أو من يبيع السلاح لغير صالح الثورة. وأنا دخلت، وقلت له: ماذا يفعل جماعة [لواء] أحفاد الرسول عندك وهم أخذوا سلاحك كله وأصبحت بدون شيء؟ وتفاجأت بأن الحراسة من جماعة أحفاد الرسول، والحماية لسليم إدريس من جماعة أحفاد الرسول! وقال بالحرف الواحد: هم جاؤوا إلي وقالوا لي: نحن تحت تصرفك، والسلاح موجود ضمن تشكيلاتهم، وماذا تريد نحن جاهزون، فلماذا المحاسبة والمحاكمة، طالما أنهم جاؤوا وقدموا الولاء والطاعة؟ انتهى الموضوع، ولا يوجد داع للمحاسبة أو المحاكمة.

طلبت منه أن يبدأ بالعمل بشكل مباشر لتشكيل كلية حربية للعسكريين، وإعادة البوصلة الحقيقية كجيش حر من أجل أن تكون هيئة أركان حقيقية وفق مؤسساتها، وإعادة تهيئة الضباط المنشقين وفق اختصاصاتهم، وتشكيل كتائب، وقلت له: أنت الآن رئيس هيئة الأركان بحماية من؟ قال: بحماية أحفاد الرسول وأحرار الشام وصقور الشام، فقلت له: لماذا تكون بهذه الحماية؟ لماذا لا يكون لديك هيئة أركان وجيش تابع لك؟ يوجد أكثر من 2000 و3000 ضابط موجودين في المخيمات وعلى الأرض، ويوجد آلاف العسكريين وصف الضباط والمساعدين، تعال أنا موجود، وأنا جاهز، نبدأ نحن، ونحضر اللوائح الاسمية للضباط، وتتأكد من اختصاص كل شخص، ونجري دورات تهيئة للضباط الجدد، ونجري دورات طلاب ضباط للمستقبل، يجب أن يكون لديك تشكيل كتيبة حراسة وكتيبة شرطة عسكرية وكتيبة مهام خاصة وكتيبة مدفعية، لماذا لا يكون لديك هذا الموضوع؟ فقال لي بالحرف الواحد: الموضوع ليس بيدي، أنا لا أملك من الدعم قرارًا إلا 20%، والباقي 80% تأتي أوامر بتسليم السلاح والمال؛ يعني ما يصله إلى هيئة الأركان 100%، منها 80% وفق قرارات دولية، و20% هو حر للتصرف بها. فقلت له: حسنًا 20 % تكفي لتشكيل كتائب بالشكل المبدئي، ومن ثم يتم دعمها إلى أن تصبح بشكل قوي أنت رئيس هيئة الأركان، ومن الممكن أن تكون هناك معركة في مكان تحتاج إلى دعم، ويكون عندك كتيبة مهام خاصة وكتيبة قوات خاصة والدعم السريع، يعني أنت تستطيع أن تعمل على الأرض من خلال تشكيل كتائب الجيش الحر، وهذه الكتائب [تابعة] لهيئة الأركان. ولكن لم يلقَ هذا الأمر قبولًا، مع أنه وعد أنه نعم لا توجد مشكلة، و[أنه] عليك التنسيق مع المقدم ثائر إدريس، والمقدم ثائر إدريس في اليوم التالي اتصلت به حتى نقوم بإحضار أسماء الضباط، ونتواصل مع الرتب الصغيرة حتى تقوم بالعمل المباشر على الأرض، والرتب الكبيرة تشرف على الكلية وتدريب الضباط، ولكنه قال لي: صحيح أنه وعدك، ولكنه في الحقيقة رافض لكل هذا الأمر، وقلت له أيضًا: وعدني أن يقدم دعمًا لكتيبتي -لواء الأبابيل-، لأنه يوجد عندي عمل في جنوب حلب، قال لي أيضًا: لا يوجد مجال للدعم أبدًا، فلم يتم تقديم أي دعم لهذا الموضوع. [وهذا الكلام تقريبًا] في نهاية عام 2013، أو منتصف عام 2013. 

تم تشكيل هيئة الأركان في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2012، وبدأت قطر بقبول دورات تدريب للضباط برعاية قطرية، والقوات الأمريكية هي التي سوف تقوم بتدريب الضباط، وتم إرسال أول دورة من الضباط إلى قطر، وتم تدريبهم، وأيضًا تم إرسال دورة ثانية، وأنا رفعت الاسم، وأيضًا لم يتم قبول الاسم، وكان هناك ضغوطات من جهات أخرى إلى أن تم وضع اسمي في الدورة إلى قطر برعاية أمريكية، وطبعًا الأمريكان هم داخلون في كل شيء من حيث يعلم ولا يعلم، كانت [الولايات المتحدة الأمريكية] تعرف كل أسماء الضباط، وتم أخذ ليس فقط اسم الضابط، وإنما أخذ حتى بصمة العين، وتم وضع الضباط الموجودين في هيئة الأركان وتصويرهم وأخذ بصمات العين الموجودة أثناء العمل، وكانت أمريكا تسأل عن تواجد الإسلاميين، وعن أحرار الشام وجبهة النصرة، ومن تعامل معهم، كانت أسئلةً استخباراتيةً، وفي نفس الوقت كان هناك تدريب في قطر. والتدريب للأسف -يعني الدورة- كانت تدريبيةً شكليةً؛ تدريبًا على البندقية والقناصة ومدفع الهاون، وهذا تدريب طبيعي، [فقد] أصبح المدني بحكم 9 سنوات من الثورة يجيد [استخدام] كل هذه الأسلحة، وكنا نتوقع أن يكون هناك تدريب على أسلحة نوعية سوف يتم تقديمها للثورة السورية، وبالتالي قدمت طلبًا لهذا الأمر.

حصل خلاف بيني وبين المدربين الأمريكان، لذلك تم التقديم لجماعة ماهر النعيمي كمبيوتر وجهاز رصد وتنصت للطائرات، وتم تقديم العديد من الهدايا، وأنا بسبب الخلافات التي حصلت بيني وبين الأمريكان، وأحد المدربين كان موجودًا في العراق أثناء الحرب الأمريكية على العراق، وأنا طلبت منه: لماذا لا يكون هناك تدخل في سورية؟ فقال: إن أمريكا تدخلت في مستنقع العراق، وكان هذا الأمر صعبًا، وكلفها (الكثير)، وقلت له: كلا هذا الأمر لم يكلفكم شيئًا، أنتم الأمريكان أخذتم أموال الخليج، وكل حركة تحركتم بها -أنتم الأمريكان في العراق- كانت مدفوعة الثمن 3 و4 أضعاف، وأنتم لم تقدموا حتى جنودًا في العراق، كان هناك شركة "بلاك ووتر" المرتزقة الذين هم بدون أسماء أو أرقام يقومون بالعمل وفق أموال ورواتب، وبالتالي حتى إذا قُتلوا لا توجد مشكلة، ولا يوجد من يسأل عنهم، وفي حال ارتكبوا كل الجرائم لا تتم محاكمتهم، فأنتم الأمريكان لم تخسروا في الحرب العراقية، أنتم ربحتم، ولازلتم حتى الآن تأخذون فواتير من دول الخليج عن الحرب العراقية، وإذا كنتم صادقين، وتريدون كما تدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان، وضد الاستبداد والدكتاتورية، تفضلوا هذه الثورة هي ثورة شعب وثورة لأجل الحرية والديمقراطية. وهنا حصل خلاف على ما يبدو، لذلك لم أحصل من الدورة إلا على حقيبة طبية وبانسة فقط.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/01/03

الموضوع الرئیس

التجاذبات في الساحة العسكريةمؤتمر أنطاليا للفصائل العسكرية

كود الشهادة

SMI/OH/48-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

12/2012-2013

updatedAt

2024/11/14

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-أطمةمحافظة إدلب-باب الهوىعموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

جبهة النصرة

جبهة النصرة

هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر

هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر

المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب

المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب

مجلس القيادة العسكرية العليا (المجلس العسكري الأعلى / مجلس الثلاثين)

مجلس القيادة العسكرية العليا (المجلس العسكري الأعلى / مجلس الثلاثين)

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

تجمع ألوية أحفاد الرسول

تجمع ألوية أحفاد الرسول

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

لواء الأبابيل - حسن جزرة

لواء الأبابيل - حسن جزرة

القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية 

القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية 

مجلس التعاون لدول الخليج العربية

مجلس التعاون لدول الخليج العربية

الشهادات المرتبطة