الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إطلاق راديو نسائم سورية، ومحاولة نظام الأسد اقتحام حي صلاح الدين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:24:04

أنا قمت بتأمين تنسيق كامل بين هلا وليندا ومازن، وكان ليندا ومازن يعملان من قبل مع بعضهم في إذاعة" شهبا إف إم" في حلب لمدة ستة سنوات، وهما فعليا أفضل المحترفين في هذا الوسط الإذاعي، وحتى أنني ساعدت هلا في موضوع استقدامهم وجلبهم إلى تركيا، وحتى أنني قمت باستئجار منازل لهم قبل وصولهم، وقمت بتأمين نقل آمن لمازن الذي كان معه ثمانية هاردات (ذاكرة حاسوب) وعلى الهاردات يوجد أشياء خطيرة، وكان خائفا من نقلها، وأنا قمت بتأمين سيارة آمنة تنقله من مناطق سيطرة النظام إلى غازي عنتاب، وبدأوا بالتحضير، وكان أول يوم بث بتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر 2012 ، وأنا كنت مدير الأخبار في [قناة] "حلب اليوم" في وقتها، وكنا نستمع إلى أول بث لنسائم داخل المكتب وعندما قالت ليندا أو جودي: هنا حلب كل الكادر الموجود في المكتب بدأ بالبكاء، وأنا كنت موجودا في مكتب "حلب اليوم" في غازي عنتاب، وبدأ عمل راديو "نسائم" من شقة مستأجرة من غرفة وصالة، وكانت الغرفة إدارية والصالة هي استديو بكادر هو عبارة عن: هلا ومازن كمخرج صوت وليندا كمذيعة.

"نسائم سورية" كانت هي الحالة الأولى في الشمال السوري لراديو ثوري يعلن صوت الثورة، وكان عند نسائم مشاكل في البث ومشاكل تقنية ومشاكل حتى في الدورة البرامجية، يعني: راديو وقائم على شخصين فقط فهذه مشكلة كبيرة، ولكن فعليا كانت هي الحالة الثورية الإعلامية الثانية بعد "حلب اليوم" في الشمال السوري.

في المحرر كان الناس سعيدين لأن يسمعوا شيئا جديدا خارج إطار ما تبثه راديوهات النظام، ويسمعون أغان ثورية، وأخبار بسياسة تحريرية ولغة ثورية، وفي مناطق النظام لم تكن متابعة بشكل جيد، وكان الناس يخافون وأساسا التغطية كانت ضعيفة ك"إف إم" في مناطق النظام، وكان الناس في مناطق النظام يستمعون أون لاين أكثر من أن يستمعوا اف إم، والنظام شك في تلك اللحظة أن "شهبا اف إم" هي التي تبث، وتم توقيف شادي الجندي، ونصبوا له كمينا (مدير شهبا اف إم ومالك شهبا اف إم) اتصل معه جيرانه، وقالوا له: يوجد أناس دخلوا إلى المكتب تعال لرؤية المكتب، وكان المكتب مغلقا منذ بضعة شهور، وعندما وصل إلى المكتب كانت بانتظاره الأجهزة الأمنية وأخذوه لمدة يومين أو ثلاثة، وتأكدوا أنه ليس له علاقة بالبث، وأنه يوجد أشخاص عرفوا صوت ليندا، وقالوا: أنها ليندا بلال وليست جودي، فقالوا أنها شهبا اف ام، ولكن ثبت أنها ليست شهبا اف ام.

النظام فعلا تخوف من حالة نسائم سورية، وتخوف من حالة حلب اليوم، وتم اعتقال مجموعة من الناشطين في مدينة حلب بعد تقرير أن هؤلاء الأشخاص يعملون لصالح حلب اليوم، ولكن فعليا هؤلاء الأشخاص لم يكونوا يعملون لصالح حلب اليوم ولكن موجودون في المكتب الذي كان سابقا يتم تحرير أخبار حلب اليوم منه.

أنا حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر كنت موجودا في حلب، وبقيت حتى الفترة الأخيرة في حلب، وكنت أداوم بشكل طبيعي في وظيفتي في رئاسة جامعة حلب، وكنت في مديرية البحث العلمي في رئاسة الجامعة، ولكن حصل عندي عدة أمور منها: أن والدي -رحمه الله- كان وضعه الصحي متعبا وبحاجة إلى نوع من الاستقرار، وكنا جميعا في حالة نزوح، وأنا نزحت إلى الأقارب وأهلي نزحوا إلى منزل جدتي، وكان الموضوع صعبا جدا على رجل كبير في العمر ومريض ومقعد أن يكون في منزل مزدحم، ولا يوجد مكان حقيقي حتى يرتاح فيه، وكنا دائما في العائلة في حالة نقاش أن نخرج من سورية إلى فترة حتى يخرج النظام من مدينة حلب، ثم نعود وتصبح حلب بشكل كامل محررة ويصبح الموضوع أكثر استقرارا، وأساسا أول مرة قصفت فيها طائرة الميج نقطة في حلب هي بناية أهلي، وكان أبي وأمي داخل المنزل عندما قصفت الطائرة المبنى في حي الإذاعة، وكان لدينا جوازات السفر ما عدا والدي، واستطعت استخراج جواز سفر له في أواخر شهر رمضان، وكنا نفكر بالخروج حتى يوم وقفة العيد الكبير (عيد الأضحى) في عام 2012، ودخل الثوار بشكل مباغت إلى حي جامع الرحمن والسريان الجديدة لمدة يوم واحد من الصباح حتى المساء، وانسحبوا ولكن سيطروا بالمقابل على مناطق واسعة من حي الأشرفية، وفي ذلك الوقت اتصل معي في الليل في ليلة العيد أحد الأصدقاء من الثوار وأبلغني أنه من خلال أحد الأشخاص الذين تمكنوا من اختطافهم، وهو في المخابرات الجوية أنهم عرفوا أسماء عدد من المطلوبين، وكان أحد المطلوبين أنا ووالدي، وكان مكتوبا تقرير بوالدي أنه من تنظيم "الإخوان المسلمين"، ولكن والدي كان خلال الثورة يُجاهر في كل الجلسات بموقفه ضد النظام، وكان واضحا أنه يوجد أحد من الوسط المحيط به كتب به تقريرا، وأيضا فيني (في َأنا) كُتب بتقرير مع بعضنا، وفي ليلتها أنا غيرت مكاني (مكان نزوحي)، وكنت عند أحد عائلات الأقارب وذهبت باتجاه منزل جدتي المزدحم جدا، وكنا أكثر من 70 شخصا في منزل واحد، وبقيت فيه خمسة أيام حتى استطعت تأمين باص نقلنا أنا والعائلة وأهلي من مدينة حلب المحتلة باتجاه الحدود التركية بتاريخ 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2012. 

الذي كان خلال هذه الفترة من تحرير حلب حتى خروجي كان يوجد لدينا الكثير من الأشياء التي نقوم بها يعني كان عندنا التظاهر الذي انتهى مع نهاية شهر رمضان بشكل كامل، والنسبة العظمى من الناشطين توجهوا إلى الإقامة في المحرر، والتضييق الأمني أصبح أعلى بالإضافة إلى أن نسبة أخرى من الناشطين أصبح همهم تأمين النازحين، والعبء عليهم أصبح كبيرا جدا، واستلموا كل المراكز في ظل أن أجهزة الدولة كل شيء قدمته في تلك اللحظة أنها سمحت لنا بفتح المدارس، ثم لاحقا فتحت لنا المدينة الجامعية لإيواء النازحين، والجهة الوحيدة التي كانت تابعة للنظام وساهمت في عملية الدعم كانت التنمية السورية التابعة لأسماء الأسد أو الأمانة السورية للتنمية، وطبعا" الهلال الأحمر" كان له دور ولكن العبء الأكبر كان علينا كثوار.

هذه الفترة كانت فترة مرهقة جدا، يعني حلب أصبحت في وضع خدمي معدم حتى أنه كان يوجد شبه انقطاع للمحروقات، يعني كنا نحسب مشوارنا بالمتر حتى يكفي، وهذا الكلام في مناطق النظام وطبعا في المحرر نفس الأمر، ولم يكن يوجد عندنا شيء أبداً، يعني كانت الأمور تسير فعليا على البركة (التوكل) وكله على تيسير رب العالمين، ولا يوجد تخطيط ولا أي شيء، وهنا بدأت عملية البحث عن الإغاثة، وبدأنا نتجه إلى تركيا لدعمنا إغاثيا، ومن خلال المنظمات والجمعيات التي تعمل في الشأن الإغاثي بدأت تتبلور تجمعات إغاثية على ضفتي حلب، وأغلب هذه التجمعات كانت تعمل على ضفتي حلب، وبدأنا بإدخال سيارات الطحين من تركيا.

كان هناك أيضا أعباء مرتبطة بالعمل العسكري، يعني نحن لم نعمل بالعمل العسكري بشكل مباشر، ولكن كان يوجد هناك تأمين لوجستيات للثوار الموجودين في المناطق المحررة، وكنا نسعى لتأمين خيطان (خيوط) جراحة، ونحن نستطيع تأمينها من المناطق المحررة من الصيادلة من أصدقائنا ومن بعض المستشفيات المتعاطفين مع الثورة في إداراتهم وكنا نستطيع أن نؤمن هذه الأشياء.

كان أحد المشاهد التي حصلت أن النظام قام بتجهيز رتل مدرع لاقتحام حي صلاح الدين، واتصل معنا أبو الصادق وطلب أن نحضر من حلب المحتلة عصير السلس بشكل حصري، ونحن استغربنا من هذا الطلب ونحن كنا في شهر رمضان، وقمنا بتأمين العصير وأخذناه إليهم، وهم كانوا يجهزون لصد الرتل بالمولوتوف، وقاموا بتأمين كمية من البطانيات (الأغطية) وتم مدها على مداخل الحي وغمروها بالمازوت، وفعليا تم إعطاب 18 آلية بين دبابة ومجنزرة بالمولوتوف، وأولا تم شلها (إيقاف حركتها) عن الحركة وثانيا تمت السيطرة عليها بشكل كامل، ولم يكن يوجد قذائف آر بي جي فعالة، وفي ذلك الوقت اخترع الشباب الحشوة المزدوجة التي هي قذيفتين يتم ربطهما معا بشكل يدوي، وتم تدمير دبابتين أو ثلاثة بالقذائف والبقية بالمولوتوف بشكل كامل، ودخل الثوار إلى داخل هذه الدبابات والعربات وسيطروا عليها ومعظمها كان معطوبا (مدمرا)، قام عناصر النظام بعطبها قبل هروبهم.

 المولوتوف يعني: عندما تشتعل البطانية فإن الدخان يدخل إلى داخل الدبابة ويختنقون ويخرجون بشكل إجباري من الدبابة، وكانت تحصل تغطية نارية لهروبهم، والعملية كانت فعليا هي عملية كبيرة جدا حاول فيها النظام دخول حي صلاح الدين، وتم صده بهذه الطريقة، وهو لم يكن مستعدا لكل هذه المواضيع.

العمليات العسكرية بقيت في هذا الإطار صد رتل، ومحاولة تقدم شارعين وتراجع شارعين حتى سيطرة النظام على شارع العشرين، والنظام سيطر على شارع العشرين، وكان ثوار" لواء حلب الشهباء" بشكل خاص كانوا نائمين، وعندما استيقظوا تفاجؤوا أن الشيخ توفيق سحب كل قواته الموجودة في شارع العشرين بدون إبلاغ أحد، يعني يبدو أنه كان منزعجًا، وسحب كامل القوات، وتفاجؤوا بأن الحرس الجمهوري موجود في شارع العشرين، وكان هذا أول خرق لحي صلاح الدين، ولاحقا توغل الحرس الجمهوري ووصل إلى قلب حي صلاح الدين ووصل إلى دوار صلاح الدين الذي يوجد فيه ثانوية القنيطرة، ولكن تم حصاره، وأنا سمعت من أشخاص من النظام في ذلك الوقت أن ما حصل هي عملية خيانة لقوات الحرس الجمهوري التي توغلت ورفعت علم النظام على دوار صلاح الدين، ولكن وجدت نفسها محاصرة ناريًا ولم يتم مؤازرتها وإمدادها مما اضطرهم إلى الانسحاب إلى أطراف الحي باتجاه حي العامرية.

العمليات كانت تحصل مثلًا داخل حي العامرية، وأذكر أن الثوار دخلوا وسيطروا على حاجز كبير للنظام في كازية العامرية وقتلوا عقيدًا كان قائد القطعة المسؤولة عن الحاجز، وهو أخ جامع جامع الذي قتله الثوار وتمت تصفيته بشكل مباشر في كازية العامرية، ثم يعود الثوار إلى الانسحاب إلى الخطوط الخلفية، وكانت تحصل الكثير من المواقف في تلك الفترة، وكان حي صلاح الدين يفصله عن حي الحمدانية الأوتوستراد (أوتوستراد الحمدانية).

طبعا النظام عندما تقدم إلى شارع العشرين أخذ الضفة الثانية والاستاد (ملعب حلب) كان مع النظام ولم يخسره أبداً، ولكن كان الستاد فارغا، ولكن حوله إلى ثكنة عسكرية لأنه محمي وتحصينه مرعب ولا يمكن اقتحامه، وأصبح هو مركزه العسكري الأساسي.

كنا في حي صلاح الدين في نقطة كانت قريبة من عناصر النظام بعد أن دخل النظام باتجاه الأوتوستراد وعبر إلى ضفة صلاح الدين وأخذ صف بنايات شارع العشرين، كان يوجد نقطة لدينا هي: نقطة انشقاق، و[محمد بكور] أبو الصادق كان دائما يُوصي العناصر (عناصر الجيش الحر) بحث عناصر النظام على الانشقاق، وأذكر في أحد المرات كنا نمشي وسمعنا على الميكروفون على ميكرفون حلب الشهباء أحد عناصر اللواء يشتم أمهم وأختهم لعناصر النظام، وذهبنا باتجاههم حتى نرى ما هو الموضوع، وتكلم معه أبو الصادق، وقال له: يا حبيبي نحن نريد أخذهم بالحسنى حتى يأتوا إلى طرفنا، ونحن لم نأت حتى نقتلهم ونحن جئنا حتى نحميهم، وكما نحمي أهل البلد نحن أيضا يجب أن نحمي عناصر النظام، وهم جنود في النهاية، وبدأ هذا الشاب يبكي، وقال له: أن هؤلاء الذين أشتمهم هم أبناء عمي اللزم (أبناء عمي) وطبعا في تلك النقطة استُشهد الكثير من عناصر النظام الذين كانوا يحاولون الانشقاق (ترك النظام) وكان يتم قنصهم بشكل مباشر، يعني كانت حالة العبور أجزاء من الثانية يجب العبور من الشارع وأي أحد يتلكأ في عبور الشارع كان يُقتل فورا، وكان القناصة الموجودين والمخابرات العسكرية لا يوجد لديهم رحمة في هذا الموضوع، وأي أحد يريد أن يعبر كانوا يقتلونه بشكل مباشر.

بالنسبة لموضوع السرقات في الأيام الأولى أنا كنت شاهدًا على قصة، وكان الثوار بحاجة حتى يفتحوا فتحة في الجدار ونحن نسميها (خراقية) حتى يتنقلوا من شارع إلى شارع من دون العبور من تحت نيران القنص، وهم كانوا بحاجة إلى مهدة (أداة للهدم) وكانوا يبحثون عن مهدة ولم يجدوا، وأبناء حي صلاح الدين يعرفون أن هنا يوجد محل عدة صناعية وأكيد يوجد لديه مهدة، وكسروا قفل المحل ودخلوا إليه ووجدوا المهدة وعرفوا سعرها وتركوا ورقة وتحت الورقة مبلغ من المال هو قيمة المهدة، وأيضا وضعوا قيمة القفل الذي كسروه حتى دخلوا إلى المحل، وأيضا تركوا قيمة القفل الثاني الذي أخذوه من المحل وقاموا بتركيبه لأنه سوف يضطر صاحب المحل إلى كسره حتى يستطيع الدخول إلى محله.

 كان يوجد الكثير من حالة التورع اتجاه أرزاق الناس، وأذكر رجلا من "لواء التوحيد" دخل إلى أحد المنازل في حي صلاح الدين ووجد صرة يوجد فيها مصاغ ذهبي، يعني يبدو أن الناس كانوا يريدون الخروج وقاموا بتجهيز المصاغ الذهبي على الطاولة ولكنهم نسوه وخرجوا، وذهب إلى قائد المجموعة، وقال له: وجدت هذا المصاغ في المنزل الفلاني، وقال له: اترك ورقة لصاحب المنزل يوجد فيها رقم هاتفك وهاتف أهلك حتى يتصلوا معكم ويذهبوا إلى القرية ويأخذوا المصاغ، ولكنه رفض وقال له: لا أتركه في جيبي، وقال له: أنا الآن إذا استشهدت ورأوا الذهب في جيبي يقولون هذا ذهب حتى يسرق، واحتاروا، ثم اتفقوا على تركه في المقر ثم بعدها يأخذونه إلى اتجاه ريف حلب الشمالي حتى يتصلوا.

كان يوجد صائغ في حي سيف الدولة وكان مؤيدا، وكان عنده شيء نسميه خشر أو كناسة الورشة وكان لديه كيسين كبار (كبيرين) أخذهم الثوار من المحل عندما دخلوا واحتفظوا بهم في "لواء حلب الشهباء" وهذين الكيسين موجودين عندهم، وجاء صاحب المحل وبدأ يسأل بعد انسحاب "الجيش الحر" من المنطقة بدأ يسأل حتى وصل إلى الشخص الموجود عنده الكيس وكانوا موجودين عند ملهم عكيدي، وجاء وتأكد منهم أنه هو صاحب المحل وأعطاهم المواصفات ومواصفات الأكياس بشكل دقيق وسلموه الأكياس ثم ذهب وقدم لهم الفطور والشعيبيات في وقتها إلى كتيبة أبي أيوب الأنصاري التي كانت هي كتيبة ملهم، وكان مقرهم في حي الزبدية.

موضوع التعدي على أملاك الناس كانت قصة محرمة في تلك المرحلة، ولم تدخل الثورة في التلوثات اللاحقة التي أصابتها بتحليل أموال الناس والأموال العامة.

الحالة العسكرية بدأت بالانضباط أكثر رويدًا رويدًا، يعني بدأت الأحياء تنقسم بين الفصائل، وبدأنا نعرف أنه يوجد حواجز، وأنا مثلًا أريد الوصول إلى دوار الصاخور وسوف أجد أنه موجود" لواء الفتح" وأبناء رفعت (تل رفعت) موجودون على الدوار وعندما أصل إلى دوار الشعار سوف أجد "لواء التوحيد" وعندما أذهب إلى جسر الحج سوف أجد "لواء حلب الشهباء"، وهكذا.....

حصلت أخطاء كبيرة في تلك الفترة، وكانت الأخطاء في التصفيات يعني تم تصفية الكثير من الأشخاص الذين - فعليًا كان- لا يجوز تصفيتهم في لحظتها، يعني يوجد شخص أعرفه كان شخصا لديه اختلال ذهني وليس شخصًا سويًا عقليًا، وهو شاب صغير عمره 20 أو 22 سنة، وكان منزله في حي قصر الضيافة، وكان تحت منزلهم حاجز للحرس الجمهوري، وهو شاب عقله غير كامل، وكان يُقدم الشاي لعناصر الحرس الجمهوري، وعندما دخل الثوار إلى الحي قاموا بتصفيته، وأحد أبناء الحي قال لهم: هذا الشخص شبيح وكان يجلس عند الحاجز، ولكن هذا الشخص كان على باب الله (مختل عقليًا) وقاموا بتصفيته، ويوجد عدة أشخاص تم تصفيتهم بهذه الطريقة بسبب إخباريات، وكانت هذه حالة فوضى، وتم اختطاف وتوقيف الكثير من أبناء مدينة حلب من قبل فصائل "الجيش الحر" القادمة من الريف للأسف الشديد، والبعض منهم أنا أعرفه بشكل شخصي، وهم ثوار حقيقيون، ولكن كان يوجد مشكلة عند الكثيرين من أبناء هذه الفصائل أبناء ريف حلب الشمالي والغربي: أن أبناء مدينة حلب هم مؤيدين بالمطلق وهم شبيحة، وهنا بدأت عملية استباحة الأموال أكثر، وكان يوجد مقولة لعبد القادر الصالح -تقبله الله- مع بداية "تحرير حلب" قالها على التلفزيون قال: حلب لم تدخل الثورة فأدخلنا الثورة إليها، وكانت هذه المقولة خطيرة جدًا وأدت لاحقًا إلى استباحة دماء العديد من أبناء المدينة واستباحة أرزاقهم ونهبها تحت ذريعة أن حلب مدينة مؤيدة، وفعليا ما قام به الكثير من عناصر وفصائل "الجيش الحر" في مدينة حلب المحررة أدت إلى نفور الكثير من أبناء مدينة حلب الرماديين أو المتعاطفين مع الثورة أدى إلى نفورهم من الثورة، يعني شخص ثوري وكان هو من يحرض ويجمع الناس للمظاهرات تم اختطافه وهو ذاهب حتى يرى محلات تملكها عائلته في حلب القديمة وأنا لا أريد ذكر اسمه تم اختطافه وتم شبحه على البلكونات لأنه حلبي، وكان الرجل من الأشخاص الشجعان جدا من ثوار حلب، كان يضع صورته مع علم الثورة على الفيس بوك وكانت حلب لم تحرر بعد، وهذا الشخص هو ابن عمه للشاب الذي قتله "الجيش الحر"، الشاب المختل عقليًا، وهذا الشخص لم يعد مؤيداً للثورة وأصبح مؤيدًا للنظام فيما بعد، يعني شخص ثوري ومندفع يقتل ابن عمه دون وجه حق ثم يختطفه هو ويعلق وأكثر من مرة تم تلقيم السلاح بوجهه لأنهم أرادوا إعدامه، حتى أنه بال في سرواله، لأنه أيقن بالموت أكثر من مرة، فكانت هذه التصرفات التي أدت بشكل كبير لنفور الكثير من أهالي مدينة حلب بعد أن كانوا متعاطفين جداً مع الثورة عندما أصبح لها زخمًا كبيرًا داخل المدينة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/15

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلبالحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/21-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تشرين أول- كانون أول 2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-صلاح الدينمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهلال الأحمر العربي السوري

الهلال الأحمر العربي السوري

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

كتيبة أبو أيوب الأنصاري -  لواء حلب الشهباء

كتيبة أبو أيوب الأنصاري - لواء حلب الشهباء

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

الأمانة السورية للتنمية

الأمانة السورية للتنمية

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

قناة حلب اليوم

قناة حلب اليوم

راديو نسائم سوريا

راديو نسائم سوريا

الشهادات المرتبطة