انتخابات الائتلاف.. التنافس الداخلي ودور الدول الإقليمية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:03:20
على هامش عملي وأنا كنت موجودًا في مكتب اسطنبول كمدير إداري في وحدة المجالس المحلية في ذلك الوقت عندما كنت مديرًا تنفيذيًا، وكنت أيضًا أساعد بشكل تطوعي في تنظيم اجتماعات الائتلاف؛ لأنه في وقتها الائتلاف لم يكن لديه أساسًا جهاز وظيفي أو موظفون أو تنفيذي لإدارة اللوجستيات، فكنت شاهدًا على بعض الأحداث المفصلية التي حصلت في ذلك الوقت، ونحن نتحدث بعد موضوع الجامعة العربية، وكانت توجد أيضًا تحولات إقليمية تحصل باتجاه المملكة والصراع مع قطر في وقت محاولة توجيه بوصلة الدول التي شاركت في الربيع العربي فيما سمي من بعض الأطراف بالثورة المضادة أو الثورات المضادة.
أنا كنت دائمًا مشاهدًا ومراقبًا لما يجري في المنطقة وفي هذا الوقت بتاريخ 3 تموز/ يوليو الانقلاب العسكري على السلطة في مصر، وفي وقتها كان الحديث بعد التوسعة على انتخابات الائتلاف، وأذكر في هذا اللقاء الهيئة العامة للانتخابات كانت في الحقيقة كسر عظم بين التيارات الموجودة ومحاولات الاستقطاب الإقليمية للتيارات الموجودة، فكان يوجد تياران واضحان تيار أحمد الجربا المدعوم من المملكة [العربية السعودية] مقابل تيار مصطفى الصباغ الذي نوعًا ما كان دعمه يأتي من دولة قطر، وكان دور تركيا أقرب إلى الموقف القطري، ولكن محاولة لعب دور وساطة ووجود وزراء خارجية دول عظمى وأيضًا دول ترعى موضوع المعارضة السورية أو ما يسمى أصدقاء الشعب السوري في ذلك الوقت كانوا موجودين في اجتماعات الائتلاف أو على هامش اجتماعات الائتلاف للوصول إلى تسوية داخلية لرئاسة الائتلاف وقيادته، وأنا كنت موجودًا في تنظيم هذه الاجتماعات، وأذكر اجتماع الهيئة العامة عادة كان يستمر يومين أو ثلاثة، وهذا الاجتماع تم تمديده أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ونُقل مقر الاجتماع؛ لأنه لوجستيًا كانت الصالات التي تستضيف هذه الاجتماعات قد شُغلت فاضطروا إلى نقله إلى منطقة على أطراف مدينة اسطنبول، واستمرت الاجتماعات أحيانًا إلى منتصف الليل وما بعد منتصف الليل للوصول إلى حل وكان مخاضًا عصيبًا.
في هذا الوقت انتهى هذا الصراع بسيطرة تيار الجربا وميشيل كيلو والتيار الموجود مقابل انكفاء منتدى الأعمال أو كتلة مصطفى الصباغ، وطبعًا كان يوجد تهم عن شراء ولاءات وشراء أصوات في ذلك الوقت، وهذا هو الشيء الذي كان يحصل في الجو السياسي الموجود في تركيا ضمن أوساط المعارضة مقابل شيء مشابه يحصل على الأرض ضمن -يعني بشكل أساسي- الإطار الإغاثي والإنساني وأيضًا الإطار العسكري، وأذكر أيضًا ضمن عمل الجربا وسيطرته على كتلة المجالس أو المجلس العسكري أو الفصائل العسكرية كان هناك بشكل واضح استغلال لبعض الفصائل من خلال الدعم الموجه من قبل السعودية، وكان يوجد دور لعقاب صقر الذي هو نوعًا ما الذراع الذي كان يمثل الحريري والذي كان ممثل القيادة السعودية في دعم العسكرة في سورية.
في الحقيقة بالنسبة لي كمراقب وأنا لم يكن لي دور أو صوت، ولم أكن عضوًا أو أستطيع التأثير على ما يجري، ولكن كان محبطًا بالنسبة لي كناشط أو شخص أعتبر نفسي ابن هذه الثورة أن قيادة الثورة والقيادة السياسية تُستخدم وتُستغل لأهداف إقليمية ولأهداف سياسية وتوجهات أخرى، ومن خلال هذه الاجتماعات كنت ترى دائمًا كونك على الهامش يعني كانت توجد القاعة الأساسية التي تجتمع فيها الهيئة العامة التي يوجد فيها 60 عضوًا، ويوجد قاعات جانبية يكون فيها وزراء أو سفراء أو ممثلو دول تحاول أن تؤثر على القرارات الموجودة، وتحاول أن تشتري الأصوات أو القرارات الموجودة فكان دائمًا عندما تحصل حالة استعصاء داخل القاعة الأساسية يكون هناك غرفة ثانية، ونحن يُطلب منا أن نأخذ غرفة إضافية، وأنا لا أعرف، ولكن قد تكون هذه اللقاءات سرية غالبًا فالأشخاص المؤثرون ضمن الكتل الموجودة يتم الطلب منهم الاجتماع بشكل منفصل لطبخ وهذا يسمونه باللغة الدارجة "الكولسة" أو العمل وراء الكواليس لمحاولة الوصول إلى تسويات معينة تنتج في النهاية قرارًا سواء كان انتخابًا أو توافقًا للوصول إلى هذا القرار.
انتهت هذه الصراعات بانتخاب أحمد الجربا كرئيس للائتلاف والنائب في ذلك الوقت كانت..، ودائمًا كان الائتلاف هو رئيس ونائب رئيس ثلاثة نواب للرئيس والأمين العام، وفي أيام الفترة الأولى من الرئاسة كان يوجد وزن كبير جدًا للأمين العام للائتلاف على أيام مصطفى الصباغ، وانتقل هذا الكلام حتى يصبح أكثر للرئاسة على أيام..، أو أريد أن أقول: إنه كان يوجد توازن بين صلاحيات الرئاسة وصلاحيات الأمانة العامة لأنه أيضًا معاذ الخطيب كان له دور سياسي وأيضًا وزن في اللقاءات الدولية.
بعد انتخاب الجربا أو ترأسه للائتلاف أعتقد كان نائب الرئيس، وكان يوجد هناك نائبان للرئيس أحدهما يكون كرديًا عادة، وهذه جاءت في مرحلة لاحقة طبعًا.
انتهى هذا الصراع السياسي الموجود بتأثير مباشر من دول إقليمية برئاسة أحمد الجربا للائتلاف، وكانت هيكلية الائتلاف توضح مدى عمق الخلاف السياسي ومحاولات إرضاء الأطراف السياسية وما معنى أن يكون هناك رئيس للائتلاف وثلاثة نواب، وكان أحدهم امرأة والتي كانت هي سهير الأتاسي، وأيضًا كان يوجد نائبا رئيس وهما: سالم المسلط وفاروق طيفور ممثل الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، والذي يبرز أنه كيف كانت نوعًا ما المملكة داعمة لتحالف الإخوان مع تيار الجربا، وكان الأمين العام الذي يعد شخصية وسطية أو تحاول أن تلعب دور الوسط الذي هو الدكتور بدر جاموس، وطبعًا أنا بالنسبة لي وكأحد الملاحظات التي كانت موجودة هو ضعف أو عدم وجود تمثيل نسائي حقيقي ضمن الائتلاف، وفي النسخة الأولى كانت توجد ثلاث سيدات موجودات في الائتلاف من أصل 60 عضوًا تقريبًا، وهذا كان إشارة استفهام لأنه أثر حتى على شكل تمثيل الثورة السورية في وقت..، ونحن هنا لا نتحدث عن طلب دولي وإنما نتحدث عن طلب محلي وطلب الأرض واليوم دور المرآة السورية في الثورة كان من البداية، فهي كانت موجودة في الصفوف الأولى ومن ثم أخذت أدوارًا في العمل الإنساني والإغاثي والطبي والتنسيقيات وإيصال صوت السوريين و[الدور] الإعلامي، وتراجع هذا الأمر بعد [ذلك] في أول تمثيل سياسي معترف به دوليًا، وكان موجودًا هذا النقص في المجلس الوطني، ولكن تكرس في الائتلاف.
طبعًا بعد التوسعة كانت توجد محاولات لوجود يعني الأمر الوحيد الذي تم الحفاظ عليه وهو موقع نائب الرئيس، ولكن أنا كطرف خارجي أقول: إن هذا الموقع كان يسمى "كوزمتك" يعني تجميلي، ولكن ليس دورًا حقيقيًا بأدوار واضحة في رئاسة الائتلاف.
بعد هذه الفترة كان الحديث عن أن موضوع التوسعة ومن ثم نقل رئاسة الائتلاف لتهيئة الأجواء لموضوع الحل السياسي الذي هو إعطاء دور أكبر لفئة يمكن أن تقدم أو تكون أكثر مرونة بالتعامل مع المجتمع الدولي، وفي ذلك الوقت لم نعد نسمع حديثًا عن إسقاط النظام أو مساهمة دولية بإسقاط النظام، وهي الوعود التي تشكل عليها الائتلاف بالأساس، وتم الحديث عن الوصول إلى تسوية سياسية والوصول إلى حل سياسي والأطراف التي هي فعلًا نوعًا ما أخذت سقفًا قريبًا من السقف الثوري، لم تكن تقبل بأي كلام عن موضوع تسوية سياسية مع النظام؛ لأنه في هذا الوقت كيف تتحدث عن تسوية سياسية ونحن -يعني الناس- على الأرض يقولون: نريد أصابع نصر نرفعها فوق القصر. ونحن نتحدث عن نظام يسيطر على بعض أحياء من مدينة دمشق، ونتحدث عن نظام يسيطر على الأوتوسترادات الرئيسية فقط ومراكز المدن، ولكنه يفقد السيطرة على أغلب الأراضي السورية والموارد الموجودة، ونتحدث عن نظام فقد شرعيته دوليًا، ونتحدث عن نظام وأذكر في عام 2013 لأول مرة يستخدم "السكود"، ويوجد حديث عن استخدام الكيماوي وأنا لا أذكر تمامًا إذا كان في عام 2013 أو في عام 2014، ولكن النظام في وقتها استخدم الكيماوي و[هناك] حديث عن الخطوط الحمراء [التي تكلم عنها أوباما]، وانشقاقات كبيرة جدًا سواء عسكرية.. يعني تفكك الجيش وتفككت المنظومة، وانشق رئيس الوزراء، وانشق [كل من] مناف طلاس وعماد حبيب يعني أسماء كبيرة، وفي هذا الوقت النظام ينهار، ونحن نريد إنقاذه بالوصول إلى حل سياسي وكان في وقتها توجد آراء تقول: إن توسعة الائتلاف باتجاه إدخال أعضاء أكثر مرونة حتى تسهل موضوع المشاركة بما يحضره المجتمع الدولي من لقاء جنيف والذي كان في الحقيقة أمرًا أو حدثًا مفصليًا والذي هو التصويت على الذهاب إلى جنيف من عدمه، وفي هذا الوقت وصلت التجاذبات إلى قمتها في وقت كان يوجد تهديد بانسحاب ما يسمى كتلة ال 44 وأعتقد كتلة 44 يشكلون أكثر من النصف في وقت كان ضمن النظام الداخلي على ما أعتقد القرارات المصيرية مثل: المشاركة في مفاوضات سياسية تحتاج إلى نصف + واحد، وفي هذا الوقت المكتب القانوني للائتلاف الذي هو الأستاذ هيثم المالح أخرج تخريجة (مخرجًا) قانونية بطلب من أحمد الجربا والتي سمحت للائتلاف الوطني بالمشاركة بالرغم من معارضة أكثر من النصف وانسحاب أو تجميد عضوية 44 شخصية لعضويتهم في الائتلاف في حال الذهاب أو الموافقة على الذهاب إلى جنيف.
جنيف أو ما يعرف بجنيف 2 لأنه [في] جنيف 1 لم يكن هناك حضور لا للمعارضة السورية ولا النظام.
طبعًا جنيف لم يصل إلى حل، ولكنه كرس انقسامًا جديدًا في المعارضة السورية.
بعد تمكن أحمد الجربا بشكل كامل من المفاصل (مفاصل الائتلاف)، وفي هذا الوقت تم الانقلاب على حكومة هيتو بتعيين أحمد الجربا، وكان يوجد حديث عن مدى نجاح غسان هيتو في تشكيل هذه الحكومة يعني ممكن (ربما) على مستوى الرواتب أو الحالة المعيشية التي كان يعيشها أعضاء هذه الحكومة أو بوادر الحكومة، وفي ذلك الوقت كان غسان هيتو يتصرف بعقلية أنني أنا أريد أن أكون حكومة حقيقية ويريد إحضار كوادر لها وزن دولي ولها وزن إداري عالٍ، والكوادر التي أحضرها كانت أشخاصًا محضرين حتى يستلموا سواء كمستشارين أو وزراء أو فرق عاملة وخبرات سورية من المهجر ومن دول كبيرة جدًا، يعني من أوروبا أو أمريكا أو الخليج [حيث] كانت مؤهلة حتى تستلم هذه الحكومة.
أنا بحسب علمي أن غسان هيتو نزل في أكثر من زيارة إلى الداخل السوري، والتقى مع قادة الفصائل الموجودين على الأرض، والتقى مع المجالس المحلية، والتقى مع قيادات محلية لتهيئة الطريق لعمل الحكومة في الداخل ويكون لها دور، وفي الخارج يكون لها قبول دولي، وبالمقابل الأصوات التي كانت تتهم هذه الحكومة بموضوع الإسراف أو تبديد الأموال العامة أو عدم الوجود على الأرض يعني الممارسات التي جاءت في الحكومة اللاحقة كانت [قد] فاقت ما كانت تتهم به حكومة غسان هيتو.
أنا لا أعتقد أنه يوجد أي سبب لفشل حكومة غسان هيتو إلا الصراع السياسي الموجود؛ لأنه على الأرض كانت توجد حاجة في الحقيقة لوجود حكومة تمثل السوريين، وكان الناس حتى لو أنهم لا يعرفون من هو غسان هيتو ولا يوجد عندهم توقعات على ماذا يمكن أن تقدم، ولكن مجرد أن تتشكل حكومة تمثل السوريين أو تمثل الثورة أو ترفع علم الثورة فهذا كان حلمًا للناس، والتعاون على الأرض كان موجودًا بشكل كبير جدًا من الناس، والناس مستعدون حتى لو كان شيئًا جديدًا، ولكن كان يوجد في الحقيقة توق لوجود ما يمثل السوريين أو ما يعمل على تقديم الخدمات للسوريين من خلال هذا الأمر، وأنا أعتقد أن السبب الوحيد لفشل غسان هيتو في تشكيل الحكومة هو الصراع السياسي الموجود ضمن إطار الصراع الإقليمي الموجود.
كما ذكرت أثناء الفترة التي كان يحاول فيها غسان هيتو تشكيل حكومته التواصل مع وحدة المجالس المحلية كان حول تسليم الملفات أو إدماج هذه الوحدة ضمن وزارة الإدارة المحلية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/09/23
الموضوع الرئیس
المجالس المحلية ودورها في إدارة المناطقكود الشهادة
SMI/OH/45-35/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
تموز/ يوليو 2013
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
وحدة المجالس المحلية
مجموعة أصدقاء الشعب السوري