المسجد العمري رمز ثوري ومحاولات وأد الثورة في درعا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:28:10:17
عمليًا 20 آذار/ مارس [2011 - المحرر] يعني ثاني أو ثالث يوم الثورة، إذا اعتبرنا 18 و19 و20،
وفي هذا اليوم، أولًا الذي حصل في درعا كان تحدّيًا حقيقيًا للنظام و[هو] تحدٍّ لم يستطع تجنّبه بكل الثورة في درعا الوسائل، وهو أول حدث يمثّل الربيع السوري في بحر متلاطم الأمواج حول سورية، وعلى الرغم من
أنَّ النظام صرّح سابقًا بأنّ سورية لن تتعرّض لما تعرّضت له الدول الأخرى، وأن الوضع في سورية
جيّد اقتصاديًا وسياسيًا والشعب راضٍ على السلطة رضا جيّدًا، وشعبنا واعٍ لحجم المؤامرات، و[مثل]
هذا الكلام، وعلى الرغم من [أنه] بعد ذلك تكلم عن إصلاحات وهمية يحاول [أن] يهدّئ النظام الوضع
من خلالها ولكنها لم تنجح.
وعلى المستوى السوري ما جرى باعتقادي حتى اللحظة هو أول تحدٍّ بعد الأحداث التي حصلت في
حماة في الثمانينات بهذا الشكل وحتى على زمن حافظ الأسد أول مرة سورية تتعرض لتحدٍّ مثل هذا
التحدّي بعد أحداث الثمانينات. أما على زمن بشار الأسد الابن، أيضًا أول مرة يتعرض لهذا الموضوع،
وكان تحدّيًا بكل معنى الكلمة وهذا التحدي هو تحدٍّ ثنائي الاتجاه، أيضًا نحن نشعر بتحدٍّ، أنَّ الربيع لا
يُوأد في سورية ولا يتراجع ويتوقف، وكان أيضًا هناك تحدٍّ أنَّ السوريين يستشعرون ما حصل في
الثمانينات وبالتالي هذا يكون هاجسًا لعدم التحرك مجددًا وهذا لمسناه أمام دعوات الفيسبوك المتعددة
التي لم تُنتج حراكًا ناضجًا وكان بالنسبة لنا تحدّيًا.
والتحدّي الثالث [أنّ] الناس تستمرّ في أن تُغَرّ بكلام هذا الأبله (بشار الأسد) والذي توقّعنا أنه طبيب
وآتٍ من بريطانيا ووعد الناس بالإصلاح وكان تحدّيًا أنَّ الناس تسمع كلامه ويهدأ هذا الحراك فكان
التحدّي ثنائيّ الاتجاه، كل جهة ترى في ذلك الحراك تحدّيًا، ولذلك نحن نمنا على أمل أننا نعمل على
[أنّ] هذا الحراك لا يهدأ ولا يتأثر بما جرى سابقًا في سورية ولا يغترّ بالإصلاحات ونسعى لتعزيز
الربيع السوري مجددًا، والنظام بنفس الوقت عكس ذلك. ونحن تولّدت لدينا إستراتيجية إما بدون قصد
أو بقصد من خلال مجموعات عمل مبعثرة لم تكن ناضجة حتى اللحظة، ونحن لنعمل ذلك الحراك
الناضج ما خطر ببالنا أولًا في يوم 19 آذار/ مارس في نهايته الشباب وصلوا إلى فكرة أنَّ النظام يمنعنا
يا أهل [درعا] البلد [أن] نصل إلى [درعا] المحطة ويمنع أهل [درعا] المحطة أن يصلوا إلى [درعا]
البلد، حسنًا نحن سنجعل من الجامع العمري ساحة تظاهر دائمة، معنى ذلك الموضوع [أننا] لم نعُد نفكر
بالموضوع أسبوعيًا لكننا أصبحنا بتظاهر دائم.
والنظام يمنعنا أن نرسل جرحانا إلى المشفى ولن يدعنا نعالجهم وإذا أرسلناهم سيعتقلهم وبالتالي سنعمل
طرق علاج بديلة، وصرنا نعالج في البيوت وفي بعض المشافي الخاصة، والذي لا نصل إليه في
البيوت أو المشافي صار الجامع العمري نواة لمشفى ميداني، والنظام سيمنعنا من أن نهتف بالحرية
والكرامة وحقوق الإنسان مثلًا صارت ساحات الجامع العمري مزينة بلافتات وصور الشهداء من أجمل
ما يكون، وصار اسمها ساحة الحرية، وهنا إحدى الوسائل التي اعتمدها المتظاهرون لإبقاء شعلة
الثورة مشتعلة ومتّقدة هي فكرة الجامع العمري كنقطة مركزية يستطيع كل إنسان في درعا البلد
الوصول لها ولها رمزية في قلوب الناس، ومن تلك المنطقة بالذات انطلقت شرارة الثورة وفيها صار
المشفى الميداني وصار لدينا ساحة اعتصام وبالتالي وُلدت فكرة الاعتصام المستمر في الثورة
السورية.
ولا يمكن فصل ذلك عما جرى في الدول الأخرى والاعتصام في ميدان التحرير في مصر كان تجربة
ومنها استلهم الشباب الخطوات التي يمكن اتخاذها في الثورة السورية، وحقيقة هذا الموضوع أنهى
كثيرًا من مشاكلنا، المشاكل التي ذكرتها قبل قليل أنني لا يمكن أن أصل إلى درعا البلد ولا يمكننا أن
نتظاهر وإذا وصلنا إليها فالنظام سيطلق الرصاص علينا وهذا سيخيف الناس مثلًا، واليوم نحن صرنا
في واقع جديد.
والنظام ماذا؟ عمل كذلك العكس، والنظام بدأ رويدًا رويدًا يستخدم سياسة العصا والجزرة، والعصا 90
في المئة والجزرة 10 في المئة وهميّة، ومثلًا من لغة التهديد والوعيد وإلى إطلاق قطعان الشبيحة
والأمن على الناس بالرصاص الحي وموضوع الرصاص المطّاطي والقنابل المسيلة للدموع، هذه كلها
باستهداف مباشر، وعلى فكرة بالمناسبة أغلب الحالات التي تأتي إلى المشفى أو التي نراها خارج
المشفى أو الذي يُستشهد في الشارع ويُدفن كانت الإصابات في الرأس والقلب ومحظوظ جدًا من أصيب
في القدم وهم قليلون وهو أصيب صدفة، أما أغلب الحالات فكانت قاتلة والرسالة أن هذا مصير من
سيقف ضد النظام، وإذن العصا والجزرة العصا 90 في المئة والجزرة 10 في المئة، مقابل أن يعمل
خطابًا استيعابيًّا أنه ستأتي لجنة من الشام (دمشق) تعزّيكم و[تقول:] أهل الشهداء أهلي وأهل محافظة
درعا أهلي، وبعد ذلك تأتي خطوات أننا سنطلق سراح الأطفال (أطفال درعا - المحرر) وبعد ذلك
سراح المعتقلين وبعد ذلك يرسل فاروق الشرع ببعض الوعود وبعد ذلك تخرج بثينة شعبان ببعض
الوعود وهكذا.
وفي يوم20 و21 أو 22 آذار/ مارس باعتقادي بدأ النظام يتخذ خطوات جدّية أكثر، وهو أرسل ناسًا
(مسؤولين) من العاصمة ليهدّئوا الحراك في درعا ويحدّدوه وهدفه كان أن يبقى الحراك [في] محله
ويَئِده في مكانه بحيث يفهم أهل حوران وأهل سورية أن سورية غير باقي الدول ولا يمكن أن يحصل
بها ربيع، وعلى العكس نحن نريد أن ننقل هذا الحراك من حراك حوراني محلي إلى حراك حوراني ثم
إلى حراك سوري بشكل عام، وضمن تلك الحدود التي حصل بها التحرك أيضًا بدأ ينضج العامل
السياسي أكثر وباعتقادي من أهمّ عوامل النضج للعامل السياسي كان في يوم 20 و21 و22 آذار/
مارس.
وأولًا تنظيم المطالب وأنَّه: يا جماعة ليس [هناك] داعٍ [أن] ألف شخص يتكلمون باسمنا ويجب أن يكون
لدينا مطالب واضحة ولا يوجد داعٍ أن يحاول النظام الدخول إلينا، وحاول وبدأ يدخل مع عملائه مع كل
شخص وكل عائلة على حدة، والشباب في مساء 19 وبداية الـ 20 آذار/ مارس بدأت المطالب تتبلور
في صفحة واحدة، أولًا ثانيًا ثالثًا، وكانت حوالي 14 مطلبًا على ما أذكر، والأساسي فيهم السماح
بالتظاهر والناس المجروحة حقّها [أن] تتعالج وليس مسموحًا لك أن تلاحق أيّ جريح أو تمنعه من
الجدد من المظاهرات الحديثة أو الجرحى من الذهاب إلى المشفى، ورابعًا حتى المعتقلون قديمًا -وكان
يوجد بعض المهندسين وطلاب الجامعة- وأنَّه يتم إطلاق سراحهم، وحق التظاهر وهو مَصون ومَحميّ
وحقنا أن نتظاهر ونطالب بمطالبنا بشكل سلمي لا نخرّب شيئًا، وقانون الطوارئ وموضوع أولوية
قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع، وكفّ أيدي الأجهزة الأمنية ومنع تسلّطها على رقاب الناس،
وهؤلاء الأمن سواء أتوا على علمك أو بدون علمك يا بشار [الأسد] رئيس الدولة يجب أن يُحاسَبوا،
وبالنهاية غير موضوع الأطفال الذين اعتُقلوا وعُذّبوا، هناك لنا دم في الشوارع وهذا الدم لن يكون
هباءً. وفي وقتها سرت [شائعة] بأن الدولة ستعوّض أسر الشهداء وأنها ستعوّض كل عائلة بثلاثمئة ألف
ليرة ويتم معاملتهم معاملة الشهداء، وكانت مطالب وشعارات واضحة، أن هناك دم الشهداء ليس للبيع
وله ثمن واحد فقط وهو أن يتم محاسبة هؤلاء الذين أطلقوا النار على المتظاهرين وكانوا السبب في فقد
الأرواح وأن يتم حسابهم الحساب العادل، وبعد ذلك موضوع التضييق على الموظفين وموضوع
المنقّبات، الموافقات الأمنية، والأراضي التي تستولي عليها الدولة وعملت قواعد عسكرية ضمن
الأحياء السكنية، هذه أتت في المؤخّرة (مؤخرة المطالب - المحرر)، وبأنَّ الشعب السوري يريد حريته
ولن يعود دون ذلك.
فبلورة تلك المطالب وجعل متحدّث وحيد لها، وفي وقتها أول من أُسديت له تلك المهمّة هو الشيخ محمد
عبد العزيز أبا زيد ولأنه كان تقريبًا حتى الجهات التي تحكي من دمشق أو درعا كانوا يختارون محمد
عبد العزيز، وهذه بلورة المطالب، وكذلك القضايا اللوجستية بدأت تتنظّم، وكان لدينا مكان واحد وهو
ساحة الجامع العمري، وكان لدينا هتافات واحدة والتي هي هذا المكان وأيّ جريح في أي مكان في
المحافظة يعرف إلى أين يذهب، وهذا التنظيم لنقل [هو] لوجستي أو تقني أيضًا أصبح مهمًا، وفي هذه
الأيام ظهرت بعض التنظيمات المحلّية وتنظيم شباب.
التشكيلات المحلية وأنا شخصيًا سأتكلم عن نفسي وكان الإطار التنظيمي الذي عملت فيه، وحاولت [أن]
أبحث عن جهات مقابلة به وحاولت [أن] أعرف من ينظّم هو كان محلّيًا، يعني من يحيط بنا من
أشخاص، بالإضافة إلى [تنظيم] نقابي كأطباء، ورأينا مهتمّين في السلك الطبي بموضوع الربيع
والمظاهرات والتغيير السياسي في سورية، وعلى فكرة في بداية الثورة الشباب المُحرّكون في درعا
البلد لم أكن أعرفهم وليس لديّ أيّ تواصل معهم ولكن أرى النتيجة وأحشد لتلك النتيجة في طريقتنا،
وحتى أنا مثلًا بعضهم فيما بعد حين اجتمعنا في الأردن مع بعض الأشخاص قالوا: لا نعرف نحن من
ينظّم في درعا المحطة وكيف أتت مظاهرة الفزعة في 23 آذار/ مارس، ونحن في الحي في منطقتنا
لدينا ننظّم بشكل جيد ورأينا النتائج، ويوجد ناس يبدو [أنهم] ينظّمون في مناطق أخرى، وبعد أسابيع
بدأت التنظيمات والناس تلتقي ببعضها وأنَّ هذا التنظيم تنظيم معمّم.
وأنا شخصيًا لم أتواصل مع شخصية سياسية ولم أكن أعرف [أحدًا] أصلًا ولا أحد تواصل معنا [وقال:]
أنا فلان الفلاني أدعوكم للتظاهر أو لا، ويمكن لو [أن ذلك] حصل كان سيغيّر مسار الأحداث، [كان]
يمكن [أن] نعتبره أمرًا سلبيًا لو شعرنا أن هذا الحراك موجّه منذ البداية، أنا -عدم المؤاخذة- طبيب لست
صغيرًا، سأسأل: هذا الذي اتصل بي لماذا اتصل؟ وما غايته أن أخرج؟ ولماذا أخرج أنا وليس هو؟
ومن الناس الذين أرسلهم لنخرج مع بعض؟ وستصبح مليون إشارة استفهام، لكن جمال هذا الحراك
[أنه] كان طبيعيًا عفويًا ودافعه ذاتي ودافعي الذاتي عقود الظلم التي عشناها مع النظام، ويمكن أنا لم
أعِشها ولكن [ثمّة] ناس عاشوا ولمسوا جزءًا من هذا الظلم، وثانيًا ناس تظاهروا من أجل مطالب مُحقّة
وأرسلت أنت الأمن يقتلونهم، وهذا أسمى دافع يجعلني أشارك بالمظاهرات، ويمكن لو كان [هناك]
دوافع أخرى متعلقة بعوامل أخرى سأقيّمها أنا كسوري: [هل] لي مصلحة أن أشارك في الحراك أو لا.
ولماذا أتكلم كذلك؟ لأنَّه بعد ذلك، بعد أسابيع أو أشهر بدأ يأتي هذا الاتصال وأنَّنا مستعدّون [أن] ندعم
المظاهرات ولكن ارفعوا اللافتة الفلانية، رفضنا، وأنهم مستعدّون أن يدعموا النقاط الطبية ولكن كذا
(بشرط)، و[جوابنا:] لا يا أخي قف، وأي دعم بتلك الطريقة نرفضه ونحن لدينا وقود في أنفسنا يكفينا
لشحن ألف ثورة ولسنا بحاجة لأحد يتدخّل بهذه الطريقة والشروط تكون رفع اللافتة لتنظيم معيّن وتبنّي
مطالب لتنظيم معيّن وأن تكونوا مرتبطين معنا ولا تعملون مع آخر وحشد الشارع لأجلهم، وهذا كله لم
نقبله وليس فقط أنا، وكان هناك شخص اسمه حمزة الزعبي -رحمه الله استُشهد- والممرض علاء وهو
ما زال حيًّا يُرزق، وأعتقد [أنه] ما زال في درعا، وفي إحدى الجلسات في شهر تموز/ يوليو أو
أغسطس/ آب 2011 لم يصلنا الدور لنحكي، كانوا هابّين ورافضين، ويومها شعرنا بالاطمئنان أنَّ
هؤلاء الشباب ببساطتهم فاهمون للمسألة وواعون لمسألة التدخلات في الثورة السورية، يعني الأمور
بخير، ولم يكن هناك داعٍ أن يسمعوا كلامنا لأنَّهم أخذوا الاتجاه الصحيح والموقف الصحيح.
ونرجع لموضوع التنظيم، بدأ يبرز أكثر وصرنا نشعر أنَّنا أمام حراك يتنظم وهذا تطوّر طبيعي وأي
كائن يولد جديدًا رويدًا رويدًا تبدأ الأمور بالانتظام والواقع اللوجستي في المحافظة كان صعبًا وبدأ
يصعب أكثر، وبدأنا بانقطاع الاتصال وملاحقة الموبايلات، وفي المشفى يا ويل ويلي أن يخرج تلفوني
وأنا كطبيب سأبرّر لعنصر الأمن الذي يجول في الممرات مع من أتكلم، ويخشى أن أصوّر وأبثّ،
وبدأت مقاطع الفيديو تخرج، وانقطاع الكهرباء، وكانت المحافظة بشكل عام نادرًا ما تُقطع [فيها
الكهرباء] إلا خلال الصيانة، والآن بدأت تنطفئ. والأمن بين 20 و22 آذار/ مارس بدأ ينشر حواجز،
وهي كان يغلب عليها الطابع الأمني ونحن كنا نراها أمنيّة، ولكن هل انتشرت في داخل الأحياء؟ لا،
بداية في مداخل المدينة وفي الشوارع الرئيسية [التي] تربط الريف بالمدينة كانوا ينصبون تلك
الحواجز، وهي كانت في البداية على الشارع فقط تجعل السيارة تُبطّئ حتى ينظروا إليك، وأسلّم أنا
وأظل أمشي، وفي البداية لم يطلبوا وبعد يومين بدؤوا يطلبون بعض الهويّات [الشخصية] والسيارة التي
تحلو له يطلب الهويات [من ركابها]، وخاصة ظهر في بعض الحواجز التشليح (السرقة) و[إذا] رأوا
سيارة مرتّبة وصاحبها مرتّب يطلبون ألف ليرة أو 500 ليرة، وأحيانًا أنا يرون [عندي] أدوية يأخذون
الأدوية ويروني آخذ مكسّرات وحلويات إلى البيت ويأخذون [منها]، وكان توقيف السيارة يغلب عليه
المزاج وحب الانتفاع أكثر من التدقيق الأمني، وبعد ذلك صاروا أكثر باتجاه طلب الهويات وبعد ذلك
أصبح طلب الهوية فرضًا، لا يمكن المرور دون طلب الهوية. وبدأت العناصر الأمنية تنتشر في
المحافظة ومتابعة الموبايلات وعدم السماح باستخدامها وملاحقتها، وصار لديك ما بين درعا البلد
و[درعا] المحطة صار حاجز وهو ثابت تقريبًا، وهذا الحاجز لدرعا البلد والمحطة، يخضع للجو
السياسي وبعض الأحيان يصبح المرور مُتاحًا وبعض الأحيان ممنوع حسب ما يكون [هناك] توجيهات
مع المحافظ وهذا تبعًا للمفاوضات التي تحصل مع أهل درعا البلد، وصار لدينا اعتصام وهو ينضج،
وصار لدينا تحديد للمطالب وبدأت تبرز بعض الجهات التنظيمية والنظام في ذات الوقت يحشد آلياته
لتحديد هذا الحراك.
إذا نظرنا لمحتواها هي ليست مفاوضات ولكن شروط إذعان، ولكن إذا نظرنا لمعناها العادي السطحي
نقول: قد بدأ الحوار أو المفاوضات بين الجهتين، ويوم 20 آذار/ مارس منذ الصباح باكرًا اتصل رستم
غزالي بالشيخ محمد عبد العزيز، وبطبيعة الحال يكون قد اتصل على المحافظ وفروع الأمن، بطبيعة
الحال ولكن من جهتنا نحن اتصل بالشيخ محمد أبا زيد وقال: رئيس الجمهورية مهتمّ بما يجري في
درعا ونحن هذا الأمر سنعالجه وسنعمل للتهدئة وسنتكلم في التفصيل ولكن الآن بإمكانك إرسال أهالي
الأطفال (أطفال درعا - المحرر) إلى فرع الأمن العسكري في دمشق ليتسلّموهم في دمشق، والشيخ
محمد عبد العزيز أخبر الناس أنَّ بإمكانكم أن ترسلوا الناس وخرجوا فورًا، والذي كان في الشام
(دمشق) والذي كان في درعا طلع إلى الشام ليستلموا الأطفال، وقال له رستم غزالة: نحن سنأتي
لنُعزّي باسم السيد رئيس الجمهورية ونحن سنجلس معكم ونتناقش [أمور] البلد والمؤامرة، وبلدنا غالية
علينا ولا نريد أن نُفرّط بها بسهولة والذي جرى سنتحرّى أسبابه، ومن هذا الكلام.
وتقريبًا الساعة 9 أو 9 ونصف في 20 آذار/ مارس يصل رستم غزالة ويطلب من الشيخ محمد أبا زيد
أننا سنقوم باجتماع في البلدية، وفي اجتماع البلدية ممكن أن نأتي بالأسماء كاملة، والذين كانوا
موجودين من الناس الأفاضل الشيخ محمد عبد العزيز أبا زيد والأستاذ عصام محاميد وأبو غياث
مسالمة محمد مسالمة أبو غياث والشيخ أحمد صياصنة والشيخ رزق أبا زيد وأعتقد المحامي محمد خير
مسالمة وآخرون كانوا موجودين، وهذا مع رستم غزالة بالذات ورستم غزالة تقريبًا نقل نفس الرسائل،
الرحمة التهديدية، التهديد ولكن بلغة رحمة، و[قال] إنه: نحن آلمنا ما جرى ونحن آتون نُعزّي ونحن
كأبناء محافظة -ويتكلم بلسانه الحوراني- لا نسمح بتصعيد الأمور ولا نسمح لدرعا أن تكون مصدر
اضطراب للدولة وللبلد، وما جرى غير مقبول وسنبحث في الأسباب التي أدت لتلك المظاهرات، وبلغة
تُحمِّل المسؤولية أكثر للمتظاهرين وقليلًا للأمن، ويضغط أنه لماذا هذا التظاهر؟ وبإمكانكم التخاطب مع
الدولة والدولة ستحلّ، والدولة دولتكم وليست بعيدة عنكم، وليس هناك داعٍ للحراك وسنرى من قام
بإطلاق النار فإذا كان من الأمن نحن لن نقبل، وكأنه يشكّك أنَّ هناك جهة أخرى مسؤولة [عن إطلاق
النار]، ونحن طلبنا أنَّ التشييع يكون هادئًا ووعدتمونا وقلنا لكم: فقط العائلة تذهب، وقلتم: لا، وحصلت
مظاهرة كبيرة ونحن لن نسمح بتلك القضايا ونحن سنذهب نُعزّي أهل الموتى، وبناءً عليه نطلب منكم
أن تمارسوا دورًا إيجابيًا لتهدئة المحافظة ونحن في نفس الوقت سنقوم باللازم، وأخبرنا الشيخ بأنَّ
الأهالي يذهبون ليستلموا الأطفال من الأمن العسكري.
وهنا حسب ما ذكر لنا -وأنا لم أكن في الاجتماع- الشيخ محمد عبد العزيز يأتيه اتصال من الشام في
جلسته مع رستم ويقول له إنَّ الأهالي دخلوا إلى الأمن العسكري من أجل الأطفال ولم يخرجوا، وكان
الموضوع اعتقالًا، ورستم لم يهتمّ بكلامه في الجلسة، ولم يجب الشيخ محمد عبد العزيز بأنه، أنا
سمعتك وهذا إجراء عادي وروتيني والآن يخرجون هم والأطفال ولم يردّ، وعاد الشيخ محمد عبد
العزيز أكثر من مرة ذكر الموضوع ولم يردّ، وبعد ذلك يأتي اتصال لرستم غزالة ويخبر الموجودين
أنه سيأتي وفد من دمشق فيه فيصل مقداد نائب وزير الخارجية [آنذاك] وفيه أحد الوزراء وزير الإدارة
المحلية وأعتقد كان فيه أحد أعضاء القيادة القطرية، وسيأتون سيقومون بواجب العزاء وسيبلغونكم
ببعض الرسائل من رئاسة الجمهورية، وفي نفس الجلسة أتى اتصال من العميد عبد الله الحريري وهو
من أبناء بصرى الحرير وهو رجل فاضل معروف من أبناء المحافظة كان في الأمن العسكري وانشقّ
عن النظام [لاحقًا] ولم يتأخر كثيرًا، والنظام كونه من أبناء المحافظة و[ابن] عائلة كبيرة في المحافظة
اختار أن يكون ضمن هذا الوفد في محاولة للتهدئة، والعميد عبد الله أخبر رستم أنَّ الأطفال أصبحوا في
فرع الحزب (حزب البعث) وهم جاهزون لإطلاق السراح، ونتمنى أن تأتوا إلى فرع الحزب.
وفي اللقاء بفرع الحزب كان موجودًا به هشام بختيار والنظام عمل لجنة لتستقصي الحقائق أو تحقّق
بالأحداث التي جرت في درعا، وكان يُفترض بالأهالي أو الوجهاء الذين ذهبوا كانوا يتوقّعون بعد كل
تلك المظاهرات وقد سال الدم في الشارع أن يسمعوا خطاب تهدئة تصالحيًا من اللجنة الأمنية، وطبعاً
لن أقول إنَّ البعض كان يعتقد أنَّ مثل تلك الأحداث كان الأولى لرئيس الجمهورية نفسه أن يأتي وسرت
شائعات أنَّ بشار الأسد سيأتي للمحافظة وهو سيقوم بالمصالحة بنفسه لأنَّ الأمور خرجت عن
السيطرة، ولكن هشام بختيار أو عاطف نجيب أو بشار الأسد هم يمثّلون نفس العقلية والنموذج للتعامل
مع الناس، وحين ذهب الأهالي إلى فرع الحزب لاستلام الأطفال وإلى الآن لم يكن هناك جواب عن
[وضع] الأهالي الذين ذهبوا إلى دمشق، دخلوا إلى الأفرع ولم يخرجوا، وكان خطاب هشام بختيار أنَّ
الذي حصل غير مقبول وأنتم يا أهل درعا ضحكتم علينا والقضية على أساس قضية أطفال وخرجتم
بمظاهرات ونحن أخبرناكم أنَّ الأطفال سيخرجون ولكن البارحة خرجتم بمظاهرات، يا لطيف،
ويضيف: أنا رأيت المظاهرات بعيني.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/03
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في درعاكود الشهادة
SMI/OH/130-21/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
3/2011
updatedAt
2024/07/11
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-درعا المحطةمحافظة درعا-درعا البلدمحافظة درعا-مدينة درعاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي
فرع الأمن السياسي في درعا