تحرير مطار منغ العسكري وتنامي نفوذ داعش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:44:22
مطار منغ تحرر في 2013 والمطار كان يرابط عليه "لواء الفتح" ومجموعة بسيطة من "لواء التوحيد" و"لواء عاصفة الشمال" قبل أن ينضم فيما بعد إلى التوحيد وغرباء الشام حسن جزرة الذين كانوا بالأساس مع "لواء الفتح" وكان يوجد مجموعة أبي ثابت "سيوف الشام" و"جيش المهاجرين والأنصار" بقيادة عمر الشيشاني، وحصلت اقتحامات كثيرة للمطار وفشلت، وفي النهاية استلم المطار عمر الشيشاني كقائد للمعركة وعمر لم يكن لديه مشكلة أن ينسق مع الفصائل الأخرى لأجل الاقتحام وهذا قبل أن يبايع "داعش" وكان اسمهم "جيش المهاجرين والأنصار" بقيادة عمر الشيشاني الذي قاتل معنا في معركة "فك الأسرى"، وبالفعل كانت المعركة الأخيرة حاسمة وفجروا عدة عربات مفخخة واقتحموا المطار وكل الفصائل شاركت في الاقتحام، ولكن كان الثقل الأكبر لـ "جيش المهاجرين والأنصار" بقيادة عمر الشيشاني، وكان معه "لواء الفتح" و"العاصفة" وأخذوا المطار في تلك الفترة، وعندما أخذوا المطار يمكننا أن نقول أنه بدأت تبدأ المشكلات مع تنظيم "داعش"، لأنه مع السيطرة على المطار اشتُهر عمر الشيشاني وأصبح نجمًا في تلك الفترة، وبعد أن اخذوا المطار بأيام قليلة جدًّا بايع تنظيم "داعش" وبدأت الاتهامات لـ "عاصفة الشمال" أنكم أنتم الذين هربتم الدبابات التي هربت من المطار إلى عفرين، و"عاصفة الشمال" تتهم عمر الشيشاني أنك أنت الذي قمت بتهريب الدبابات وطبعًا عمر الشيشاني كان يتهمهم حتى لا يعطيهم غنائم.
بالنسبة لتحرير المطار بدأوا بعمليات مفخخة -سيارات مفخخة- واستمر الاقتحام لأكثر من 8 ساعات واشتباكات وجهًا لوجه والنظام استشرس في المطار يعني أكثر من 50 محاولة اقتحام فشلت على المطار لأن الأرض منبسطة والنظام متمترس (متحصن) ولديهم خنادق ودائمًا المحاصر يقاتل بشدة، فكانت عملية الاقتحام هي تمهيد بالعربات المفخخة وبعدها اقتحام بالمشاة وعربات البي ام بي، وحصلت معركة دامية وقُتل الكثير من الطرفين في تلك الفترة وتم تحرير المطار بعد العشاء.
كل الروايات متضاربة وأنا حتى الآن إذا جلست مع العاصفة (عاصفة الشمال) فإنهم يعطونك رواية، وإذا جلست مع سيوف الشهباء فإنهم يعطونك رواية، وسابقًا الذين تركوا "داعش" كانوا يقدمون رواية، ولكن بالتأكيد الدبابات هربت من بين الجميع، وعلى الأغلب لم يسهل لها أحد الطريق، ولكن قد تكون "داعش" أو غيرها ولكنهم هربوا ليلًا والعاصفة تؤكد أن "داعش" هي التي قامت بتهريبهم و"داعش" تؤكد أن العاصفة هي التي قامت بتهريبهم ولكن بشكل عام هربت الدبابات ليلًا ووصلت إلى عفرين ونجوا. ولكن أسباب الخلاف ليست هروب الدبابات وإنما هي الغنائم لأن العاصفة طالبوا بغنائمهم وحصلت بعدها أسباب خلاف أخرى وطبعًا ليس فقط الغنائم وإنما أيضًا [الأسرى] الإيرانيون فيما بعد وكل هذه كانت تراكمات، فحصل أول هجوم لـ "داعش" على "عاصفة الشمال" ولكن بالنسبة للمطار هكذا تم تحريره وحصل باقتحام عادي وعمليات بدأت بمفخخات ثم دخل الانغماسيون وحصلت معركة شرسة وطاحنة وقُتل فيها الكثير من الطرفين وفي المحصلة تم تحرير المطار.
مشكلة "العاصفة" و"داعش" هي مشكلة الغنائم في البداية وهذا يطالب بغنائم وهذا لا يريد أن يعطي وهذا يتهمكم أنكم هربتم الدبابات والآخر يتهمه بالمثل، ولكن بالمحصلة لا يريدون إعطاء غنائم لعاصفة الشمال وبنفس الوقت كان يوجد كلام كثير أن "داعش" تريد الإيرانيين الذين كانوا عند العاصفة أو يوجد ضغط من المخابرات الخارجية حتى تضغط "داعش" على عاصفة الشمال لأجل ترك الإيرانيين.
والمشكلة بدأت عندما حشدت "داعش" باتجاه "عاصفة الشمال" بتهمه أنهم من قام بتهريب الدبابات باتجاه عفرين وهجموا باتجاه مقرات وحواجز عاصفة الشمال وسيطروا على اعزاز والعاصفة لم يستطيعوا المقاومة كثيرًا وانسحبوا باتجاه معبر باب السلامة وجبل برصايا، وأنا لا أعرف لماذا توقفت "داعش" عند باب السلامة ثم تدخل "لواء التوحيد" في تلك الفترة، وتدخل لواء التوحيد زاد من شكوكنا أن هذا الهجوم هو فقط من أجل الإيرانيين، وتدخل لواء التوحيد وكان طلبه الأساسي من عاصفة الشمال هو أخذ الإيرانيين، وبالفعل العاصفة شبه انتهت في تلك الفترة فسلموا الإيرانيين للواء التوحيد ولكن بقيت "داعش" ترابط في اعزاز على باب السلامة وحصلت عدة مناوشات وسيارات مفخخة وحاولوا التسلل على جبل برصايا ولكن بشكل عام أعتقد أنه كان يوجد شبه قرار أو تدخل وأنه ممنوع الاقتراب من باب السلامة وهم لم يقتربوا من باب السلامة يعني كانت محاولاتهم خجولة، ولو أنهم فعلًا أرادوا السيطرة على باب السلامة في تلك الفترة فإنه لا أحد يستطيع أن يمنعهم أبدًا لأن "العاصفة" شبه انتهت وكانوا يستطيعون السيطرة على باب السلامة بكل سهولة ولكن أعتقد أنه كان يوجد قرار بعدم اقترابهم من باب السلامة.
عمار داديخي كان يكره المهاجرين وكان لديه نظرة أنهم كلهم مخابرات -وفعلًا نظرته كانت سليمة- وكان يكره كل المهاجرين وهو لو استطاع لكان قتل كل المهاجرين ومنعهم من الدخول إلى سورية وهو بشكل عام نظرته للإسلاميين هي نفس المبدأ وهو رجل لا يريد أن يغير تياره ولم يحب الإسلاميين ولم يكن لديه توجه إسلامي، ولكن عمار داديخي كان يحقد كثيرًا على المهاجرين وكان يكرههم بشكل شديد.
الروايات المتناقلة بين الناس أن إصابة عمار داديخي لم تكن قاتلة وهو أُصيب في مطار منغ في فخذه بشظايا قذيفة ونقلوه، ويوجد أشخاص قالوا: إنه قُطع الشريان ونزف كثيرًا ومات ويوجد أشخاص يقولون: إنه قد يكون هناك من قام بتصفيته على الطريق، ولكن بالتأكيد إصابته كانت في قدمه في مطار منغ بقذيفة مدفعية على أطراف المطار، ولكن ماذا حصل بعدها لا أعرف.
عندما سيطر عمر الشيشاني على المطار وبرز هو كقائد للعمل وفيما بعد، بعد أيام قليلة بايع تنظيم "داعش" هنا التنظيم أحس بالقوة والعظمة والنشوة وهنا بدأ التنظيم يستفز "الجيش الحر" وبدأ ينظر لفصائل "الجيش الحر" نظرة فوقية والذي كان يكبته بدأ يظهره، وحصلت الكثير من المشكلات وبدأوا ينصبون الحواجز على الطرقات ويعتقلون عناصر من "الجيش الحر" وأحيانا يهينون عناصر "الجيش الحر" على الطرقات وينصب حواجز في أماكن يجب ألا تُنصب فيها الحواجز وأصبح يتعدى على فصائل "الجيش الحر" وأحست "داعش" بالقوة واعتقدوا أن فصائل "الجيش الحر" لا تستطيع مقاتلتهم وأنه جاء الوقت للقضاء على فصائل "الجيش الحر" والتخلص منها، ولكن كان لديهم استراتيجية حيث بدأوا بفصائل لديها سمعة سيئة لدى الناس والفصيل الأضعف ثم الأقوى والأقوى حتى يأكلوا الجميع، ولكن في هذه الفترة عندما بايع عمر الشيشاني هنا بدأ يحس التنظيم أنه أصبح أقوى وأصبح لديه القوة الكافية حتى يبدأ حربه باتجاه الفصائل.
هي كانت مشكلة مع العاصفة وعندما حاول حجي مارع التوسط كانت داعش متكبرة جدًّا فأعطى أمرًا في يومها أن ينصب كل اللواء حواجز بمن فيها نحن ككتائب نصبنا حواجز على الطرقات، ولكن لم تكن توجد نية للقتال يعني حجي مارع (عبد القادر الصالح) كان يريد أن يُظهر القوة ويُظهر أننا منزعجون جدًّا من "داعش" ولكن كإرادة قتال أعتقد أن حجي مارع لم تكن لديه إرادة قتال وكانت أسباب المشكلة هي "العاصفة" وأنه يجب إيقاف الهجوم على "العاصفة" ونحن دخلنا كطرف و"العاصفة" سوف تبايع "التوحيد".
و"العاصفة" في تلك الفترة بايعت "التوحيد" ولكن لم يستمر الاستنفار لفترة طويلة وجلسوا مع بعضهم وقاموا بحلها لأن "داعش" في تلك الفترة لم تكن تريد التصعيد ضد الألوية الكبيرة وهي تريد التخلص من الأصغر فالأصغر ثم الأكبر فالأكبر وهي بدأت بـ "العاصفة" ثم انتقلت بعدها إلى حسن جزرة ثم انتقلت إلى خالد حياني يعني هذه الأسماء كان متعارفًا عليها أن سمعتهم سيئة بين الناس، ولكن "داعش" بنفس الوقت تريد أن تضرب هذه الفصائل حتى تنتقل إلى الفصائل الأكبر.
في تلك الفترة كما ذكرت "العاصفة" شبه انتهت وبقيت موجودة فقط في المعبر، ومن بقي بايع "لواء التوحيد" واللواء في تلك الفترة شبه سيطر على باب السلامة وبالنسبة لإيرادات المعبر أصبح "لواء الفتح" فيما بعد يأخذ حصة و"أحرار الشام" كانت في المنطقة وأيضًا كانت تأخذ وحتى "جبهة النصرة" فيما بعد كانت تأخذ من إيرادات المعبر يعني عندما خرجت "داعش" من المنطقة وتم فتح المعبر وأصبح معبرًا تجاريًّا أصبح الجميع يأخذ من إيرادات المعبر، ولكن فيما بعد استفردت به "الشامية" (الجبهة الشامية) لوحدها.
حجي مارع كان يريد أن يوزع جغرافيًّا، وعندما سيطر "لواء التوحيد" على المعبر طلب من كل قرية أن ترسل عناصر إلى المعبر كحرس أو موظفين في الذاتية أو موظفين في إدارة المعبر وهو لم يطلب من كل قرية وإنما من كل كتيبة؛ يعني كل كتيبة في "لواء التوحيد" ترسل أشخاصًا ولكن باعتبار أن كتائب لواء التوحيد موزعة على القرى فنحن كنا نقول من كل قرية، ونحن في تلك الفترة من قريتنا لم نرسل أحدًا، وكانت نظرتنا أننا لا نريد معابر ونريد أن نقاتل ولا يزال الأمر باكرًا على الوظائف وهكذا أمور [كهذه] ولكن حجي مارع كانت نظرته أنه يريد مشاركة كل اللواء في موضوع المعبر حتى يكون الجميع لديهم اطلاع على المعبر ولا يستأثر فيه وحده وتبدأ الاتهامات وهو كان يريد توزيع وظيفة المعبر على كل الكتائب والفصائل، ولكن أتذكر أننا في تلك الفترة لم نرسل أحدًا يعني طلبوا ولم نرسل أحدًا من كتيبتنا لأننا كان لدينا نظرة أننا لا نريد معابر ولا نريد رواتب ونحن نريد أن نقاتل.
"داعش" كانت تضعني كهدف لأنني إعلامي وهم كانوا يكرهون الإعلاميين بشكل عام، ولكن بدأت القصة عندما حصلت مداخلة على قناة "العربية" عندما استُشهد حازم العزيزي -تقبله الله- وأنا تكلمت معي قناة "العربية" وقلت لهم: أريد أن أغير اسمي يعني لا أستطيع أن أخرج باسم ماجد وأريد أن أغير اسمي، وعليكم أن تضعوا أي اسم والمهم ألا يكون ماجد لأن "داعش" لا تزال موجودة في قريتنا فخرجت باسم مستعار، وأذكر أن فراس حمزة هو الذي كان في غرفة التحكم وقال لي: ما رأيك باسم عبيدة؟ فقلت له: أنا موافق، فخرجت باسم عبيدة حلبي، ولكنني لست أشطر من "داعش"، والأمنيون في القرية شاهدوا المقابلة وعرفوا صوتي، وفي اليوم الثاني جاءت مثل رسالة من أحد العناصر الأمنيين وهو من أقاربي يعني وجهوا لي تحذيرًا، وهذه الرسالة كانت من طرف ثالث وهو أيضًا قريبي وهو أرسل رسالة مع شخص وقال: نحن نعلم من هو عبيدة الحلبي وأنا فهمت من هذه الرسالة أنني يجب أن أنتبه على نفسي ولولا أنه لم يكن قريبي ولا يريدني أن أُقتل لكانوا كمدوها في أنفسهم وقتلوني.
وأنا وصلتني الرسالة ومباشرة قمت بنقل المكتب الذي كان في البلدية نقلته إلى منزلي أو بالأحرى شبه أغلقت المكتب وأصبحت أنام في مقر الكتيبة في "لواء التوحيد" وأصبحت تنقلاتي قليلة جدًّا وأتنقل فقط مع قائد الكتيبة -تقبله الله- أحمد وعندما يحصل خروج جماعي فإنني أذهب معهم، ولكن بشكل عام أنا كنت قد تزوجت حديثًا ولا أنام في المنزل وأكثر وقتي في المقر وأذهب إلى منزلي بالخفية لأنهم في تلك الفترة كانوا مخيفين وفي تلك الفترة بدأت هجمتهم على الإعلاميين بشكل غير طبيعي وكانوا قد أخذوا محمد سعيد وجماعة "أورينت" و"سكاي نيوز" وفي تلك الفترة عشت على أعصابي وكانت أسوأ مرحلة والأسوأ منها هي المعارك التي خضناها معهم فيما بعد ولكنها كانت مرحلة سيئة جدًّا بالنسبة لي.
جاء إلينا أمير من "جبهة النصرة" وهو كان يحبني جدًّا وهو لا يزال على قيد الحياة وهو ترك الجبهة وهو الآن يعمل على تاكسي أجرة فقال لي: ما هي مشكلتك مع أبي سعد؟ فقلت له: لا توجد عندي مشكلة مع أبي سعد ومشكلة "داعش" معي هي لأنني خرجت مداخلة على التلفاز فقال لي: سوف نحلها وقال: إن أبا سعد هو ابن عمك ولا أعتقد أنه يستطيع أن يقتلك فقلت له: إنه يستطيع أن يقتل أمه وقلت له: لقد تغيروا ولا أحد يسأل عن أقاربه، ولكنه توسط لي أن أجلس مع أبي سعد فقلت له: لن أجلس معه حتى أعرف ما هو طلبهم فكان طلبهم الأساسي هو أن أوقع على ورقة بألا أخرج على القنوات أبدًا ولا أعمل بالإعلام، وأنا ضحكت وقلت له: إن نفس هذه الورقة أعطاني إياها حزب البعث سابقًا حتى لا أخرج مظاهرات يعني نفس الطلبات فقال لي: وقع وانتبه على نفسك لأنهم سوف يقتلونك، وقال: أنا أنصحك وهذا الرجل كان يحبني جدًّا ولا يريد أن يصيبني شيء وكانت علاقته مع "داعش" قوية فقلت له: سوف أوقع فوقعت وفعلًا التزمت ولكنني لم أشعر بالأمان واستمر حذري منهم وكنت أنام في المقرات، ولكن بعد فترة بسيطة بدأت الحرب الكبرى معهم.
محمد نور لنفس السبب وأنا لم يستطيعوا ملاحقتي أو يأتوا إلى منزلي وأعتقد أنهم كانوا يترصدونني حتى يقتلوني لأنه أولًا: عائلتنا كبيرة في القرية وثانيًا: أبو سعد هو ابن عمي يعني إذا فعل شيئًا فإن أقاربي وأعمامي سوف يقتلونه فكان من المستحيل أن يأتوا إلى منزلي، ومع ذلك أنا كنت أخاف ولا أنام في المنزل وأحسب حساب أن يرسلوا لي المهاجرين لأنهم أنذال.
محمد سعيد -تقبله الله- استُشهد في حريتان قبل عرسه بيوم واحد وهو كان يحلق حلاقة العرس وهو دخل إلى الحلاق فدخل شخصان ملثمان إلى الحلاق فأطلقوا عليه النار وخرجوا.
قصة مقتل محمد سعيد عندما نتذكرها وكيف حصل ذلك هي كانت قصة مثل الأفلام حيث دخل شخصان وقتلوه وخرجوا واختفت السيارة، وضاع كل شيء ولكن من يعرف طبيعة حريتان في تلك الفترة قد لا يتفاجأ لأن عناصر "داعش" كانوا متغلغلين في حريتان بشكل كبير ولديهم شبه سيطرة على حريتان من أمنيين وأمراء وقادة، وكان بإمكانهم أن يفعلوا ما يريدون في حريتان، ومع الأسف كان محمد سعيد ضحية وقتله جدًّا أثر علينا وكان قتله أمرًا بشعًا، وهو كان يحلق حلاقة العرس فدخلوا إليه بكل دم بارد وأطلقوا النار في رأسه ثم خرجوا وركبوا سيارتهم واختفت هذه السيارة، ولكنهم حتى لو عرفوا من الفاعل وكل الناس كانت تعرف أنها "داعش" ولكن لم يكن يوجد أحد مستعدًّا أن يفعل شيئًا والجميع خائف.
قتل محمد سعيد أثر علينا جميعًا وبما معناه أنه سوف يأتي الدور على الجميع وخصوصًا أنها عمليه قتل بدون خوف أبدًا وأننا نحن لا نرى أحدًا أمامنا أبدًا ويمكننا أن نقتلك في منزلك أو عند الحلاق أو في الشارع يعني أسلوب القتل هذا الاسلوب الفج والدخول إلى محل حلاقة في وضح النهار ويقتله ويخرج؛ هذا يعني أنه مستعد أن يقتل كل شيء.
ونحن في تلك الفترة سيطر علينا الرعب وأيضًا كنا نرى الكوابيس ليلًا ولم نعد نستطيع أن نمشي لوحدنا وأنا أساسًا في تلك الفترة لم أكن أمشي لوحدي، ولكن أصبح يوجد رعب شديد لدى الإعلاميين وخوف بشكل كبير وكل إنسان بدأ يشعر أنه قد يكون أو يواجه مصير محمد سعيد في أية لحظة، وقد يتكرر مسلسل محمد سعيد في أية ثانية والناس كانوا خائفين والإعلاميون خائفون والحق معهم لأنه لا أحد يسأل عنك وهم الحلقة الأضعف ولا يوجد فصيل يحميك ولا أحد يقاتل عنك ولا أحد يستنفر من أجلك.
وأنا كشخص كنت إعلاميًّا عسكريًّا يعني نوعًا ما لجأت الى كتيبة ولكن يوجد أشخاص لم يكن لديهم أحد ولكن مع ذلك أغلب الإعلاميين في تلك الفترة كلهم لجأوا إلى كتائب يعني إعلاميو حلب لجأوا إلى الكتائب الموجودة في حلب وإعلاميو الريف ذهبوا إلى كتائب موجودة في الريف، وكل شخص لجأ إلى كتيبة وحمى نفسه، ومن لم يلتجئ خرج إلى تركيا ومنهم وصل إلى أوروبا ولكن في تلك الفترة كان يوجد خوف شديد جدًّا وخصوصًا أنهم خطفوا جماعة "سكاي نيوز" وجماعة "أورينت" وخطفوا عبد الوهاب الملا وخطفوا جماعة تلفزيون "شذى الحرية" وخطفوا الكثير من الناس في تلك الفترة.
لم يكن لدى الفصائل ردة فعل على خطف الإعلاميين، والفصائل كانت تخاف على نفسها ومع الأسف الإعلامي اليوم وغدًا كان هو الحلقة الأضعف في الثورة السورية، وحتى اليوم ومع كل المواقف التي تعرض لها الإعلاميون حتى اليوم لا يوجد لدى الفصائل أدنى احترام للإعلاميين وفي أية لحظة يمكنهم اعتقاله وضربه أو اغتياله، وحتى اليوم الإعلامي مظلوم ومضطهد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/23
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في حلبكود الشهادة
SMI/OH/84-11/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/11/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-ريف حلب الشماليشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
لواء التوحيد - حلب
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش السوري الحر
لواء عاصفة الشمال
قناة أورينت / المشرق
لواء الفتح - حلب
معبر باب السلامة
كتيبة غرباء الشام
مطار منغ العسكري
قناة سكاي نيوز عربية