الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مبادرة "نداء حلب لأجل الوطن" والانقسام حول الترشح لمجلس المدينة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:39:10

حلب تأخرت في الظهور العلني الثوري من خلال المظاهرات نعم، ولكن في نفس الوقت الغرف المغلقة وما خلف الجدران كان هناك غليان وحراك نخبوي نوعًا ما من نقاط علامة في حلب، وفي حلب كان هناك مقهى عاصمة الثقافة الإسلامية وكان يستثمره الأستاذ محمود حمام –المحامي- وكان ملتقًى لمثقفين ونخب ويتميز في التلون والتنوع ومن كافة التيارات المحافظة والأقليات والعلمانية والأديان الأخرى، ويلتقي الناس في هذا الملتقى وكان هناك نوع من الجرأة في الحديث ولا يكاد يوم يمر إلا ونجلس، وأنا لم أكن مكثرًا وغيري مكثر وهذا أحد الملتقيات في مدينة حلب.

وأنا في نيسان/أبريل 2011، لم أكن في مطبخ العمل ولكن أتاني اتصال من أخي الدكتور محمود مصري وهو أخي الكبير وتحدث معي بطريقة الأمر وقال: تعال فورًا على عيادة أبو مالك محمود حسيني الدكتور وقلت: هيا وركبت وذهبت وكان موجودًا هو وأبو مالك و3 أو 4 من الشباب لا أستطيع ذكر أسمائهم منهم في مناطق النظام وكانوا موجودين في مطبخ النداء، وكان "نداء حلب من أجل الوطن"، وكانت حقيقة لغته جدًّا قويةً وطالب بأشياء في المظاهرات لا تُقال وحين النخب والمثقفون يكتبون يجيدون في الكتابة ويتجرؤون في الكتابة وقال لي: نحن سنصدر هذا البيان ولكن ينقصنا دكتور مهندس وأنت مهندس ويجب أن ترى لنا دكتورًا مهندسًا، ونحن عمدنا ليكون هناك دروز وإسماعيليون؛ فئات متنوعة توقع على هذا البيان حتى لا يقال أنَّ هناك فريق إيديولوجي وأبناء حلب يوقعون على هذا البيان، وكان هناك.. ليس من حلب وهو من الحسكة لكن مقيم في حلب وهو نداء من حلب ولكن ليس جميع الموقعين عليه من الحلبية، وهناك أطباء وطلاب علم وخريجو شريعة وحقوقيون ونريد مهندسًا يُفضل دكتور مهندس.

واتصلت في وقتها بأستاذي في الجامعة الدكتور ملهم وقلت: أريد أن أراك وذهبت في السيارة ومعي نسخة من البيان وقال: رائع! وقلنا له: توقع؟ ومسك القلم ووقع، وكانت دكتورة من بيت الزعيم ولكن للأسف لم توقع وترددت آنذاك وعُرض على مجموعة  من الناس ومنهم لم يوقعوا، وسُلم البيان نسخة منه إلى محافظ حلب علي منصورة وخرج توقيع إلكتروني على "الفيسبوك" وأنا من أوائل الموقعين عليه إلكترونيًّا، وأنا لم أوقع، وأخي وقع وأحببنا أن يكون التوقيع فيه تنوع، وليس هناك اثنان من نفس الاختصاص أو اثنان إخوة، وكان هناك ضجة كبيرة لنداء حلب من أجل الوطن ومن ثم انضممت أنا إلى مجموعة ما يسمى بمجموعة النداء، وصرنا مجموعة النداء نلتقي وكان الزميل سامر كنجو وكنا نلتقي غالبًا في مقر لجريدة كان يعمل بها سامر -نسيت اسمها- وصحيفة أخبار البلد لا أعرف اسمها وكان لها مقر في حلب وكان المقر يبعد 300 متر عن مبنى الأمن العسكري، وكنا نجتمع هناك بشكل شبه يومي، وكبرت الدائرة من النخب التي تجتمع على سبيل المثال كنا نتشاور في كل شيء وانضم مجموعة من هيئة التنسيق لهذا الاجتماع ومن الحزب الشيوعي انضمت مجموعة وحزب قدري جميل وهو حزب يساري، وكان هناك عندنا شخص من حلب من هذا الحزب كان يأتي عبد الهادي نصري كان يأتي وهو بعثي من النظام ويأتون ليأخذوا أخبارًا، ونحن بابنا مفتوح ونتكلم فوق الطاولة وكل شيء، وحين أتت انتخابات مجلس الشعب تشاورنا هل في خضم الثورة سنترشح لانتخابات مجلس الشعب أو سنقبل بذلك وكان القرار لا..

نحن قلنا: إنَّ هذا التجمع تجمع سياسي وربما يصدر قرارات هي الآن الناس تقتل في الشوارع وهذه مشاركة في السلطة وتقوي النظام وكان يتمنى النظام أن يترشح بعضنا لمجلس الشعب وكان القرار لا ولم يترشح أحد، وأصبح النداء له مجموعة وكينونة، وحين أتت انتخابات 2011 لمجلس المدينة كان هناك انقسام في الرأي أنَّ مجلس المدينة شأن خدمي وممكن أن نستثمر بعض الأماكن في مجلس المدينة لنمرر بعض الأمور في خدمة الثورة، والبعض أيد بشدة والبعض عارض بشدة، وفي الآخر كان القرار أننا لا نمانع ترشح بعض أعضاء النداء في مجلس المدينة ولن ندعمه علنًا ولن نعطي كريدت (رصيد) للنظام أننا نشارك في عملية يقوم بها هو، ولكن لا مانع أن يكون لنا أشخاص داخل مجلس المدينة لنستفيد منهم، وكان هناك أكثر من شخص.

وأنا ترشحت لمجلس المدينة وصار هناك إشكالات بين الزملاء والبعض لم يكن يفضل والبعض لا يمانع وكان لدي أسبابي في الترشح وترشح أشخاص ليسوا من النداء ولكن قريبون من النداء، وابن شخص من النداء ترشح، وجاءت الانتخابات وأنا من الطبيعي أن أنجح لسبب أنا أرسلت لي رسائل لأكون نائب رئيس مجلس المدينة وقلت: لا، أكيد لا، ولا يمكن أن أكون عضو مجلس مدينة من أجل منصب ولكن من أجل أن أكون في الأجواء.

وقراري في الترشح له عدة أسباب السبب الأول: أدخل إلى المحافظ كل دقيقة واذا اضطُررت أذهب لفرع أمن من أجل أمر ما وأنا موجود في الشأن العام لأكون صلة وصل لتسهيل أمور الزملاء، والسبب الثالث: أنا موجود من 2003 وعدم ترشحي هو يعني تموضع واضح ضد النظام وهذا يؤدي لخروجي من البلد وأنا لا أريد الخروج، وكنت أفضل الثبات قدر الإمكان في المدينة.

والنداء كان له أثر ووقع وأغلب أعضاء النداء تمت دعوتهم فيما بعد إلى مؤتمر الحوار الذي حصل في المدن وبين فترة النداء وفترة شهر تشرين الأول/أكتوبر 2011 صار حدث كبير في حلب وكانت تربطني علاقة بمفتي حلب -رحمه الله- الدكتور إبراهيم سلقيني وكانت علاقتي معه خاصة لقربي من العائلة وعلاقتي مع أفراد في العائلة، وثانيًا كثقتي أنه مرجعية دينية سياسية، وهو عضو برلمان في الـ 74 ونحن حين ترشحنا لمجلس الانتخابات 2007 القائمة سُميت في بيته ودعمها علنًا الدكتور إبراهيم سلقيني وأنا في الثورة من باب أولى أن أتواصل معهم، وهو كان يحذر من تكرار سيناريو (أحداث) الثمانينات وكان شديد الوضوح في عملية عدم استخدام السلاح، ونتكلم قبل وفاته في رمضان 2011، ولكن حتى ذلك الوقت كان ضد استخدام السلاح وهو قال: هذا النظام فاسد فاسق مجرم، وهذا النظام الذين كانوا رؤساء أفرع أمن في الثمانينات أتى بهم كمستشارين وبالتالي قال: لا تخسروا النخب والحقوقيين والأطباء ويعرف أن هذا النظام سيستهدف هؤلاء، وأنا أذكر بأسًى الشهيد الأول في حلب الدكتور صخر حلاق والذي خُطف من قبل الأمن العسكري وعُذب بطريقة وحشية بكل معنى الكلمة ثم رُمي في الشارع، وكان هو أول شهيد وفعلًا 3 أو 4 من الإخوة الأطباء حُرقوا في [المخابرات] الجوية ونور مكتبي طبيب قُتل تحت التعذيب وهكذا.

والدكتور إبراهيم كان ينبه من قضايا وهو مع توجه الثورة ضد النظام ولكن هو يميل إلى الحوار ولا يميل إلى الحراك المتسرع، ولذلك هو قابل الرئيس (بشار الأسد) مرتين؛ المرة الثانية كان بيده رسالة مكتوبة قوية وشديدة اللهجة وسلمها للرئيس ووعده أن يكون خيرًا ونحن عملنا على نشر تلك الرسالة في وسائل الإعلام، وخلال تلك الفترة أيضًا ننهي مع الدكتور إبراهيم رحمه الله في رمضان في ليلة القدر، وأنا كنت في دمشق يأتيني اتصال أنَّ الدكتور إبراهيم في غيبوبة وأصابته جلطة، وذهبت إلى حلب في اليوم التالي ونفس القصة أتاه شاب أو شابان من أجل أن يأخذوا منه فتوًى والتي يريدونها في استخدام السلاح ورفض بشدة وغضب من كثر إلحاحهم، وتوجيه بعض الاتهامات له بأنَّه كذا كذا وبعد ما مشوا هو أصابته الجلطة، وكان يوم جمعة وكان حديثه عن الأضحية ولكن الجمعة التي قبلها كان له خطبة مشهودة ومفرغة كتابيًا على "اليوتيوب" وكانت خطبة ثورية، ولذلك أقول في حلب النخب والخطابات النخبوية سبقت وارتقت بمستوًى أعلى بكثير من هتافات المظاهرات مع احترامي للمظاهرات ولكنها عفوية، وحين يتوجه مفتي في خطبة جمعة أو رسالة إلى رئيس الجمهورية أو مجموعة نداء من أجل الوطن شيء عظيم، ويوم الوفاة وهو كان في الغيبوبة لمدة 15 أو 20  يومًا ولا صحة لما يُقال أنَّ النظام استهدفه ونحن شهود عيان في تلك الفترة، وبعد الوفاة طُلب منا أن نستعجل في الجنازة ورفضنا وعلقنا أوراق نعي في حلب وتم تعليق أوراق عن موعد الجنازة وتم اعتقال عدة شباب ومنهم الأستاذ محمود حمام في الجنازة.

في حلب بدأ ما يسمى تنسيقيات الثورة ويوجد شباب يخططون لمظاهرات وكان هناك مظاهرات تخرج وتُقمع لدقائق ومرة خرجت من الجامع الكبير مظاهرة وعند صلاح الدين والإذاعة، ومرة نزلت إلى الملعب البلدي وكان هناك شباب وبعيدًا عنا نحن كي لا يحصل إحراج لآل سلقيني خططوا بعيدًا عنا لكيلا يحصل شيء والجنازة لا تُضبط وهي كبيرة جدًّا جدًّا وأنا كنت في سيارة لا يمكن أن أصل إلا في وقت متأخر إلى المقبرة، ولكن شاهدت الشبيحة يضربون الناس ويأخذونهم في الباصات (الحافلات) والمظاهرة خُطط لها بعيدًا عن العائلة ولكن خُطط لها ويبدو أنَّ النظام توقع وهنا المشكلة والنظام بث في الجنازة شبيحة كثر ومخفيين، وشعرنا أنَّ العصي خرجت وبدأوا بضربون الناس ومجهزين باصات (حافلات) لاعتقالهم.

وانتهت حقبة الدكتور وكان له خطبة مشهورة ثورية اسمها نحن أمة الخلود واليوم الذي نحن في التعزية في جامع أبي حنيفة النعمان الذي كان يخطب خطبة الجمعة به ويأتي الشباب يقولون: جاءنا دعوة لحضور مؤتمر الحوار وحدثنا بعضنا: فلان أتى وفلان أتى وفي اليوم التالي تقول لي رئاسة البلدية: إنَّ هناك حوار بين الدولة والمعارضة وأنت طلبوا مني أن أدعوك وقلت: كيف تدعوني وقالت: بصفتي معارض وقالت: لا أعرف هكذا قالوا لي، وقلت: توكلنا على الله سأرد لك خبرًا.

وحين ذهبت رأيت من مجموعة النداء ومن حولهم مدعوون وهم 11 شخصًا وقررنا الحضور ككتلة وليس كأفراد، ودخلنا في بيان سياسي واقتصادي وبيان للإصلاح التعليمي والإصلاح الإداري 3 أو 4 بيانات باسم كتلة اسمها كتلة الحوار الهادف، وذكرني أحد الإخوة من فترة نشرها على الفيسبوك وكنت أول الموقعين والأستاذ محمود عادل باذنجكي وقعها وكنت أول الموقعين على الحوار الهادف، وتلا زميلنا محمود حمام البيان السياسي والاقتصادي ومداخلة قوية لسامر كنجو والشهيد أمين عبد اللطيف -رحمه الله- وأنا عملت مداخلة وطالبت في الخروج للاعتصام في ساحة سعد الله ونعلق الاجتماع ونعتصم ضد قتل المتظاهرين، وجمعنا تواقيع من هم ليسوا من كتلة الحوار الهادف على البيان. 

البيان كان يتضمن حل البرلمان وتأسيس مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد وحذف المادة الثامنة من الدستور والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولم أر بسقف تلك المطالب حتى اليوم في الثورة السورية والوعود كانت تكلموا ما تشاؤون، وكان عبد الهادي نصري هو له علاقة مع النظام وكان هناك أيضًا من الحزب السوري القومي صيدلاني قُتل على باب وزارة الداخلية فيما بعد وكانوا يطمئنوننا تكلموا ما تشاؤون، ونريد حلب تكون هادئة والمنصة فيها محافظ وأمين فرع حزب وفيها واحد منا فيها عبد الهادي نصري والدكتور الشعار وفيها سعد وفائي، وحقيقة قوبلت كل المداخلات ببرود على المنصة ولم تصدر أية ردة فعل ولكن من الحضور الشبيحة البعثيون أنا أذكر قامت واحدة واتهمتني بالخيانة والعمالة وأنت من أين؟ وكيف أتيت إلى حلب؟ وأنت من حماة وأنت تطالب باعتصام وفوضى، ومحمود عادل باذنجكي حاول أن يقاطعه البعض في برقياته ولكن المنصة كانت هادئة وهذا مما حصل وهناك أمر مهم بعد هذا المؤتمر انتهى وسلمناه مكتوبًا وقلنا: إنَّ أية مداخلة تأتي بتواقيع فوق الـ 10% تعتمد وثيقة رسمية تُرفع للحكومة وأتينا تواقيع على بياننا بما يتناسب أن تعتمد وثيقة وترفع وتثبت وثيقة في مؤتمرات الحوارات السورية، وهذه النقطة القوية الثانية بعد نداء حلب من أجل الوطن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/06/13

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حلبالحراك المدني في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/238-15/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/06/02

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

لجنة نداء من حلب لأجل الوطن (لجنة نداء حلب)

لجنة نداء من حلب لأجل الوطن (لجنة نداء حلب)

الحزب الشيوعي السوري

الحزب الشيوعي السوري

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

فرع الأمن العسكري في حلب 290

فرع الأمن العسكري في حلب 290

مجلس مدينة حلب - النظام

مجلس مدينة حلب - النظام

الشهادات المرتبطة