واقع مخيم الضباط وتشكيل القيادة العسكرية، والانتقال إلى ريف حلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:44
بعد تشكيل المجلس (المجلس العسكري الثوري في محافظة إدلب بتاريخ 15 نيسان / أبريل 2012 – المحرر) تركت وأتيت إلى تركيا، أتيت إلى المخيم (مخيم الضباط في تركيا – المحرر) وأوصلت عائلتي، وهنا اطلعت على خفايا الأمور بين رياض (رياض الأسعد – المحرر) ومصطفى الشيخ، وعلى وجه التقريب بين 15 و20 نيسان/ أبريل 2012 غادرت إلى المخيم وبقيت فيه حوالي 20-22 يومًا.
في الحقيقة كان الوضع [في المخيم] محزنًا بالنسبة للضباط، فالضابط عندما انشقّ أو فكّر بالانشقاق كان يعتقد أنه سيذهب إلى مخيم الضباط، وسيكون هناك تنظيم عسكري حقيقي، وتدريب وتأهيل وإعادة توزيع للقادة على تشكيلات الجيش الحر، وسيكون هناك اجتماع صباحي وأداء لتحية علم وتقديم صف، وجيش حقيقي وقيادة أركان أو جيش حر حقيقية، ومنها يتم فرزه على كتائب الجيش الحر في منطقته أو غيرها، [وأن يُقال له:] "أنت مهمتك أن تقود الكتيبة الفلانية في المكان الفلاني، وأنت تقود اللواء"، وكانت أغلبها كتائب وكان عدد الألوية قليلًا جدًا، [وأن يُقال:] "أنت تكون مع قائد المجلس العسكري الفلاني"، وأن يتم العمل على هذا الأساس، ويتم الدعم من خلال الضباط. وفي الحقيقة تفاجأت كما تفاجأ غيري، أنه حتى في أثناء دخولي المخيم كان موقف الضباط المحيطين برياض الأسعد سلبيًا رغم وجود أصدقاء لي قبل الثورة بينهم، ومنهم جيراني وكانت بيننا زيارات عائلية شبه يومية، ومع ذلك كان لديهم موقف سلبي، ليس هم فقط، بل حتى عائلاتهم [كان هكذا موقفها] من عائلتي. ولو دخلنا في تفاصيل دقيقة [لأسباب ذلك الموقف]، لقد كنت ضمن تشكيل المجلس العسكري في إدلب، وبالتالي أنا من وجهة نظرهم محسوبٌ على مصطفى الشيخ، أو ربما لأنني لم آتِ للاتجاه الذي كانوا يريدونه، وهو تشكيل قيادة مناطق وألوية. كان الموضوع محبطًا، وكان الضابط منشغلًا في ترتيب الخيمة وتأمين عائلته وتأمين الاسفنجات وأغطية المخدات، وتأمين حياته المعيشية، وإحكام الخيمة حتى لا يتسرب الماء إليها، وليس لديه ما يقوم به، إضافةً للصراع بين رياض الأسعد ومصطفى الشيخ. والكل كان يسعى للاصطفافات ولأخذ أكبر عدد ممكن من ضباط المخيم إلى صفه، ولم يكن هناك أي تنظيم ولا ارتباط مع الداخل إلا من خلال المعارف والأقارب والمحسوبيات. وكان الدعم يُعطى للثوار المدنيين من خلال أبناء المنطقة أو بعض المعارف، أو كان يأتي بعض من يسمون أنفسهم قادة أو ثوار إلى المخيم للقاء رياض أو مصطفى، وكانوا يصورون لهم أشياءً ربما غير صحيحة، [ويقول أحدهم:] "أنا لدي عناصر وكتيبة، وأقاتل النظام هنا وهناك"، وكانوا يأخذون الدعم وربما هم كاذبون، وبالتالي كانت الأمور سيئة جدًا. ولم يعرف الضباط المنشقون كيف يتصرفون، ولا يعرفون إلى أين يمكنهم النزول إلى الداخل، وكانوا يخشون على أنفسهم لأن الوضع غامض وضبابي وغير واضح، ولا تشعر أن هناك رغبة لدى رياض (رياض الأسعد – المحرر) أو مصطفى الشيخ أو المحيطين بهم في نزول هؤلاء الضباط إلى الداخل. وأنا بقيت [في المخيم] 22 يومًا، ولم أقطع خلالها تواصلاتي مع الداخل أبدًا، وكنت أرتب وضع عائلتي وخيمتي واحتياجات العائلة، وفي الوقت نفسه كنت أرتب مع الثوار في الداخل نزولي إلى حلب.
رياض (رياض الأسعد – المحرر) سبق مصطفى الشيخ في الانشقاق (أعلن العقيد رياض الأسعد انشقاقه عن جيش النظام في 4 تموز/ يوليو 2011، بينما أعلن العميد مصطفى الشيخ الانشقاق في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2011 – المحرر)، وقد سبق وتنازل لرياض الأسعد البطل حسين الهرموش عن قيادة الجيش الحر، والمعروف أن المقدم حسين هو الذي شكّل "حركة الضباط الأحرار" (شُكّلت الحركة بتاريخ 9 حزيران/ يونيو 2011 – المحرر)، وبدأ في التشكيلات ثم انشقّ رياض الأسعد، فاحترم الرجل (حسين الهرموش – المحرر) التراتبية العسكرية واحترم القِدَم العسكري وتنازل لرياض الأسعد شريطة أن يتنازل رياض الأسعد إذا أتى أحد برتبة عميد وكان أقدم منه، ولكن عندما انشق مصطفى الشيخ، وكان أول عميد ينشقّ، رفض رياض الأسعد التنازل وأصرّ على أن يبقى قائد الجيش الحر.
وفي الحقيقة هذا الموضوع شائك، موضوع الانشقاق والتراتبية العسكرية، وأن تكون أنت عميد وقائدك عقيد أو مقدم هذا شيء صعب في الفكر العسكري وعقيدتنا العسكرية، والموضوع ليس بهذه السهولة إطلاقًا، وربما يفضل الشخص أن يعتزل جانبًا على أن يقوده [صاحب] رتبة أحدث منه. وفي التراتبية العسكرية للجيش هناك أجزاء من العلامة، ونكون أنا وأنت أبناء دورة واحدة، وربما أسبقك بأجزاء من العلامة 0.0001، فأصبح أنا قائد وفي الاجتماع الصباحي تؤدي لي أنت والعناصر التحية وتقدّم لي الصف وتقول لي "سيدي" وكل شيء، بينما كنا ربما لثلاث سنوات وخمس سنوات [نجلس] على مقعد دراسي واحد وننام في مهجع واحد ونأكل على طاولة واحدة.
وهكذا كان هذا الموضوع (الخلاف بين رياض الأسعد ومصطفى الشيخ – المحرر) في البداية شخصيًا، وبعد ذلك تدخل الداعمون، ورياض الأسعد كان محسوبًا على الإخوان (جماعة الإخوان المسلمين – المحرر)، وهو ليس من الإخوان، ولكن بدأ الإخوان يتبنوه ويدعموه، بينما بدا مصطفى الشيخ للوهلة الأولى وكأنه يتبنى أفكارًا علمانية، أو حتى أكون أكثر دقة هو كان أكثر وعيًا لموضوع التنظيمات الإسلامية، وكانت له أحاديث معادية، وفي البداية لم يكن هناك نصرة ("جبهة النصرة" – المحرر) ولا "داعش" ولا "أحرار الشام" ("حركة أحرار الشام الإسلامية" – المحرر)، ولكن كانت له تصريحات بهذا الخصوص. وبدأ الداعمون، الإخوان يدعمون رياض الأسعد، والعرعور (عدنان العرعور – المحرر) بدأ يدعم مصطفى الشيخ، وكان هناك خلاف عميق أصلًا بين العرعور والإخوان المسلمين، وبدأ يتنامى [الخلاف] رغم أن العرعور جاء إلى المخيم وعقد مشاورات ومحاولات صلح وأصلح بينهما، واحتفلت الناس على أساس أن الصلح قد تمّ وسيشتركان في قيادة واحدة، ولكن بعدها بساعات تمّ نقض هذا الاتفاق وبقي كلٌّ على اصطفافاته. للأمانة رياض الأسعد إنسان وطني وبسيط وخلوق وملتزم ونزيه، ولا يمكننا أن نتجاهل هذه الصفات لديه، ولكنه ليس شخصية قيادية قوية صاحبة فكر قيادي، ولذلك تمّ التلاعب به من خلال مجموعة من الضباط حوله إلى درجة أنهم منعوا الناس عنه ومنعوا لقاء الضباط الآخرين به، وأنا التقيت برياض الأسعد وتحدثت معه وزرته في خيمته، وطلبت أن نجلس أنا وهو وحدنا، ولكن رفضت ذلك الحلقة الموجودة حوله، فهم لا يتركونه أبدًا يتخذ قرارًا بنفسه، وربما لو كان القرار له، ولست متأكدًا، لتنازل من أجل مصلحة الثورة والمصلحة العامة، ولكن كان هناك من يضغط عليه في هذا الاتجاه. بينما مصطفى (مصطفى الشيخ – المحرر) يحمل فكراً أوسع، ولكنه ليس بطيبة رياض الأسعد، وأنا هنا أتحدث عن تقييمي الشخصي، وطبعًا لا نشك بوطنيته، ولكن ربما نزعته في الوصول إلى السلطة وفي أن يكون قائدًا، تعمي البصيرة في بعض الأحيان وتجعل الشخص يتصرف بطريقة خاطئة. وكان هذا الصراع بين الاثنين، وكانت نتيجته سلبية جدًا على الثورة بشكل عام.
محمد يحيى العلي/ أبو يحيى وماهر النعيمي حقيقة ليسا سهليَن، هما أذكياء، فمحمد يحيى العلي مهندس وماهر النعيمي حقوقي، والاثنان يحملان فكرًا وأذكياء، تركا مصطفى الشيخ وبقيا على علاقة جيدة معه إلى حدّ ما، بينما كانت تربطهما مع رياض الأسعد علاقة سيئة، وكان هناك نفور وتنافس، والمجموعة الموجودة حول رياض الأسعد كانت تنفر من أي ضابط ينشقّ ويأتي إلى المخيم، وخاصةً من رتبة عقيد وما فوق، وكانوا ينزعجون عندما ينشق ضابط بدل أن يفرحوا، ويظنون أن هذا الضابط جاء لينافسهم على المناصب، وهو تفكير ضيق جدًا، فنحن نتمنى أن ينشق كل الضباط الباقين مع النظام حتى الضباط العلوية، والجيش يستوعب الجميع، بينما هم كانوا يعملون وحدهم وبشكل منفرد. مثقال (العميد مثقال البطيش) أتى بعد ذلك، وهو انشقّ في شهر حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو أو آب/ أغسطس، لا أذكر بالضبط، وربما في تموز/ يوليو 2012 (أعلن العميد مثقال البطيش انشقاقه في 28 حزيران/ يونيو 2012 – المحرر) وكانت الأمور واضحة، هو والعميد سليم إدريس (انشقّ العميد سليم ادريس عن الجيش في 20 آب/ أغسطس 2012 – المحرر)، وأحب [مثقال البطيش – المحرر] أن يستثمر ماهر ومحمد يحيى العلي في العمداء لأن العمداء المنشقين كانوا كلهم مصطفين مع مصطفى الشيخ، وكان قسم من العقداء وما دون [مصطفين] مع رياض الأسعد، فكان العميد حسين كلية الذي أصبح بعد ذلك قائد المجلس العسكري في الساحل، والعميد زياد فهد وأصبح قائد المنطقة الجنوبية، والعميد عدنان الأحمد، وحوالي خمسة أو ستة عمداء، وأيضًا [العميد] فايز عمرو، كلهم اصطفوا مع العميد مصطفى الشيخ. وعند انشقاق العميد سليم إدريس ومثقال بطيش استقطابهما محمد يحيى العلي وماهر النعيمي، وبدآ من خلالهما بالعمل على تشكيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية في سورية (أُعلن تشكيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية في سورية في 28 أيلول/ سبتمبر 2012 – المحرر)، وهنا كنا قد شكلنا المجلس العسكري في حلب (تم الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2012 – المحرر)، وتشكل المجلس العسكري في الساحل ودير الزور والرقة ودرعا وأغلب المحافظات.
بدأ العمل على تشكيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية وتصدير مثقال بطيش قائدًا لها، ولكن القادة الفعليون هم ماهر النعيمي ومحمد يحيى العلي، وفي تلك الأثناء وبعد تشكيل القيادة خرج أبو أسامة الجولاني (الرائد حسن إبراهيم – المحرر) من ريف المعرة الشرقي وجبل الزاوية باتجاه أطمة وريف إدلب الشمالي والغربي وبدأ [بالعمل] معهم، وكان معهم الرائد المهندس عصام الريس وهو شاب خلوق جدًا، وبدأوا هم عمليًا بإدارة هذه القيادة، بينما كانت الواجهة مثقال بطيش ونائبه سليم إدريس، وأصبح الدعم محصورًا بالقيادة المشتركة للمجالس العسكرية حتى من خلال الدول، وحينها كان الدعم قطريًا بالإضافة إلى دعم أشخاص.
أتوقع أن مصطفى الشيخ لم يكن لديه سوى دعم محدود جدًا لبعض المجموعات، وحاول أن ينزل أكثر من مرة إلى ريف إدلب الشمالي، وفقط المنطقة الحدودية، وأما رياض (رياض الأسعد – المحرر) فليس لدي فكرة دقيقة عن حجم الدعم لديه، ولكنه كان يدعم مجموعات في منطقته، ومجموعات من باقي المحافظات مثل المنطقة الشرقية أو حلب، والتي كان قادتها يذهبون إليه ويعطونه تصورًا عن مجموعاتهم، وكما قلت سابقًا ربما لم يكن التصوّر صحيحًا، فيدعمهم دعمًا بسيطًا جدًا، ولم يكن لديه الدعم المقدَّم للمجالس العسكرية التي بدأ يصلها دعمًا منظمًا ولكنه قليل جدًا.
دعني أبدأ بنقطة هامة دائمًا يُسأل عنها، وهو موضوع المخيم والضباط وتسهيل الإخوة الأتراك عملية نزولهم إلى الداخل أو منعهم أو كذا، فقد كانت هناك أقاويل كثيرة حول هذا الموضوع، الأتراك كانوا يشجعون جدًا على نزول الضباط إلى الداخل، وكانوا يسهلون هذا الموضوع، وكان هناك ضباط في المخيم يمنعوهم من النزول إلى تركيا، ولكنهم يوصلوك إلى معبر أطمة، وكل أسبوع هناك يوم [للنزول] من المخيم إلى معبر أطمة، ويوم آخر للقدوم من معبر أطمة إلى المخيم.
نزلت في اليوم المحدد للنزول، وكانت هناك محاولة إعاقة من قبل بعض الضباط [قائلين:] "إننا نشكل هنا مجالس عسكرية، وشكّلنا من هنا مجلسًا عسكريًا لحلب، ولدينا عمل هنا"، ولكن كانت لدي القناعة أننا يجب أن نكون موجودين على الأرض بين المقاتلين والثوار، فأصررت على النزول، وكنت قد رتّبت الأمور مع الشباب، مع ملهم [ملهم العكيدي – المحرر) وأخيه أيهم تقبّله الله، ومع مجموعة شباب ثوار من أبناء قريتي، أخذوني من المعبر، ونمنا في قرية عقربات في منزل أحد إخوة العميد مصطفى الشيخ، وفي اليوم الثاني نزلت باتجاه ريف حلب الشمالي.
كنت منقطعًا حوالي شهرين ونصف إثر انشقاقي، حيث بقيت شهرًا ونصف في إدلب و22 يومًا [في مخيم الضباط]، وبالنسبة لي أن أرى مناطق محررة أو بعيدة عن سلطة النظام، ولم يكن هناك مناطق محررة بالمطلق، ولكن أن يستطيع الثوار أن يتجوّلوا فيها، كان ذلك بالنسبة لي شيئًا رائعًا. ولا أذكر إذا نمنا في منزل مصطفى الشيخ أو أخيه، أم مشينا في نفس الليلة بعد أن تناولنا العشاء وجلسنا قليلًا، ثم مشينا ليلًا من عقربات مرورًا بدارة عزة باتجاه منطقة الأكراد وخراب شمس والطامورة وعندان، وكانت بلدة عندان محررة، ولكن الحاجز على مدخل القرية كان كبيرًا جدًا، وكان خطرًا كبيرًا عبور منطقة عندان وقطع الأوتوستراد باتجاه الشرق وباتجاه حيان، و[عليك أن تعبر] ليلًا دون أن تضئ أي نوع من الأنوار، وأن تعبر بسرعة كبيرة جدًا لأنك مستهدف من قبل قناصة النظام ودباباته وحاجزه الكبير وفيه 15 دبابة. عبرنا، وأكملنا [الطريق] باتجاه تل رفعت، وكانت مقرًا للشباب: مجموعات الصياد (أبو عمر الصياد/ يوسف الدج – المحرر) ومجموعات ملهم وأيهم (ملهم وأيهم العكيدي – المحرر)، ونمنا تلك ليلة في مقرّهم، وفي اليوم التالي أمّن لي شباب تل رفعت، وأنا تربطني بهم علاقة قوية حيث درست الثالث الإعدادي والأول الثانوي في تل رفعت في الثمانينات، ولدي علاقات ومعارف قوية فيها، أمّنوا لي مقرًا ولم يكن معي سوى ابن اختي، وكان منشقًا عن أمن الدولة (فرع أمن الدولة – المحرر)، وبدأنا بالاتصالات، وأمّن لنا الشباب بعض الاحتياجات، فلم يكن معي حتى سلاحي الفردي لأحمي نفسي، وكانت مغامرة. وبدأت بالتواصل، وبدأ شباب تل رفعت وشباب حلب يأتون من المدينة إلي، مجموعات مجموعات، وبدأت أرتب موضوع تشكيل المجلس العسكري.
كنت أنسق مع أبي قتيبة (مصطفى برو – المحرر) وكنا جيرانًا، وأيضًا من خلال غرفة "الشهادة أو النصر" على "السكايب" كنت على تواصل معه، ولم يكن يعرف من هو "القسام" (الاسم المستعار للشاهد – المحرر) في غرفة "السكايب" إلا أبا قتيبة، وعندما ذهبتْ "كتيبة رجال الله"، أو لنقل مجموعة كونهم خمسة أو ستة أشخاص، بينهم مصطفى أخي وكان حينها في قيادة الشرطة، وأبو قتيبة وأبو ابراهيم كفر بسين (ياسين منصور – المحرر) وأبو عبيدة (ناجي الأشرم – المحرر) وعدة شباب آخرين، كنا على تنسيق وعلى اطلاع على الدوام، وكذلك عندما أخذوا مخفر الراموسة (اقتحموا المخفر في 7 شباط/ فبراير 2012 – المحرر) وكيف أخذوه وأخذوا السلاح. وقبل ذلك عندما كنت في ريف إدلب زارني الشباب: أبو قتيبة وأبو عبيدة وأحمد عفش ومصطفى أخي، واشترينا لهم أسلحة وبعض الذخائر والمخازن، ولا أنسى كيف بحثنا ثلاثة أيام على "بي كي سي" ولم نستطع تأمينه، فنخَوت ربيع الحجار أبو سومر في الدير الشرقي، وكان شابًا شهمًا وثوريًا، وقلت له: "يا أبا سومر، الشباب قادمون من حلب، ونحن نبحث منذ ثلاثة أيام ولم نجد البي كي سي"، وكنت أقصد ذلك لأنه كان يحمل دائمًا "البي كي سي" على كتفه، فقال الرجل بكل نخوة وشهامة: "أبشر يا أبا محمد، هذا البي كي السي على كتفي لن يغادروا دون أن يأخذوه، ولن يعودوا إلى حلب دونه"، وبالفعل أعطانا "البي كي سي" الذي يحمله على كتفه، وأعطيناه ثمنه 265 ألف ليرة سورية، وحوّل لنا المبلغ مصطفى برو أبو قتيبة بعد بضعة أيام، وأعطيناه للرجل ليشتري "بي كي سي" آخر.
هكذا كنت على تواصل وتنسيق دائم معهم، وهذا الموضوع سهّل لي المهمة حين أتيت إلى تل رفعت، وبدأت التواصل مع مجموعات حلب التي بدأت بدورها تتوافد إلي، مجموعات وشباب من حلب، وبدأنا نعمل على المجلس العسكري، وفي الوقت نفسه بدأت العمل على موضوع الخلايا النائمة في حلب، وهي مجموعات صغيرة من 7-12 شخصًا، وبدأنا بترتيب هذا الموضوع.
المناطق [التي انتشرت فيها تلك المجموعات] هي مناطق حلب الشرقية، صلاح الدين وبستان القصر والفردوس والصالحية والصاخور والشعار وهنانو، وكان الحراك في تلك المناطق بالتحديد، وكان هناك شاب من حي الحمدانية، تقبّله الله، كان يأتي إلي إلى دارة عزة، وكان مع الحراك المسلح واستُشهد، وكذلك كان يأتي أبو قتيبة (مصطفى برو – المحرر) ومهنا جفالة وخطاب (ياسين نجار/ خطاب أبو أحمد – المحرر) وعمر سلخو وأبو العباس (معتصم عباس – المحرر) من "كتيبة الدعوة والجهاد"، وشباب من مارع مثل مضر النجار وغيره، وأسماء الشباب من مدينة حلب غابت عن بالي، فهي ليست مسجلة لدي بالأسماء الحقيقة لأننا لم نكن نتعامل بها، ولم أطلب منهم أن يتعاملوا بأسمائهم الحقيقية حيث كانت حلب تحت سلطة الأمن والشبيحة بشكل كبير، الأمر الذي يعرّضهم وأهلهم للخطر والاعتقال.
كانوا 33 خلية، وأذكر اللائحة التي سجّلت فيها حتى توزيع السلاح عليهم، وفي البدايات لم يكن لدينا سلاح ولا دعم قبل تشكيل المجلس العسكري، ولم نتمكّن من إدخال أي شيء لهم، بل هم من كانوا يقولون لي: "نحن مجموعة من 7 أشخاص ولدينا بارودة صيد ولدينا مسدس 7"، هذا هو سلاحهم ولم يكن لديهم شيء آخر.
وبعد تشكيل المجلس العسكري وعندما بدأ يأتي الدعم، وكانت مقراتنا في الريف، وأنا انتقلت من تل رفعت إلى دارة عزة حيث شكلنا المجلس العسكري (تم الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2012 – المحرر)، وبعد ذلك انتقلت إلى مدينة السحارة، حينها أدخلت لهم أول دفعة سلاح وصلتني، وذلك قبل دخولنا إلى حلب بأسبوع تقريبًا (بدأت مجموعات الجيش الحر الدخول إلى مدينة حلب في 20 تموز/ يوليو 2012 – المحرر)، أي تقريبًا في 15 تموز/ يوليو [2012]. وكانت قرابة 100 بارودة و120-130 قناصة، وكان لدينا نوعان من القناصات، وكل قناصة معها 12 طلقة فقط، فالذخيرة كانت 12 طلقة فقط لكل قناصة، والبواريد الكلاشنكوف كانوا حوالي 100 أو أقل بقليل ودون طلقات، فقد وصلتنا البواريد دون ذخيرة، وأدخلتها لهم عبر الشباب، وكان مستودعنا في الجينة، وفي مقرّ المرحوم الملازم أول أحمد الفج وضعنا الأسلحة والذخيرة وأدخلناها إلى حلب، والشباب الذين أدخلوها هم أبو عبيدة/ ناجي الأشرم والنقيب مصباح (مصباح عجان الحديد – المحرر) والنقيب حسام (حسام صباغ – المحرر) والمقدم مصطفى الفحل، ولا أذكر من كان معهم بالضبط، ولكن كان الاعتماد على هؤلاء الذين أدخلوا [السلاح] في ميكرو (ميكروباص) مع أبي عبيدة، وهكذا أدخلنا السلاح إلى حلب ووزعناه على المجموعات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/18
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في ريف حلببدايات الحراك العسكري في الثورةالانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/58-04/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/12/10
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-مخيم أطمةمحافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-تل رفعتشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مخيم الضباط السوريين في تركيا
الجيش العربي السوري - نظام
المجلس العسكري لمحافظة حلب
القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الجيش السوري الحر