مؤتمر صحارى، وقمع النظام لمؤتمر الإنقاذ في حي القابون
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:57:23
في تلك المرحلة، و في ربيع عام 2011 وصيف 2011 ، وعند مختلف الأطراف في الوضع السوري، أصبح هناك تكثيف للتحركات والنشاطات واللقاءات والاجتماعات؛ حيث أصبحت هناك قناعة، و بدأت تزداد أكثر، وهي: أن الأمور ذاهبة إلى الأمام، وليست هناك عودة إلى الوراء، بمعنى أنه لا عودة إلى ما قبل انطلاق ثورة آذار 2011 ، لا توجد عودة إلى الوراء، و كل القوى المعارضة و حتى النظام دعا إلى مؤتمر "صحارى"، وأظن أن فاروق الشرع هو الذي قاد الحوار فيه، ودعوا شخصيات كثيرة، ولكن أغلبها مستقلة، و كنت غير مدعو، ولم أسمع بأن "إعلان دمشق" تمت دعوته بشكل رسمي، ولكن أغلب المدعوين هم شخصيات سياسية، ونُقل هذا المؤتمر، ودار فيه حديث وطروحات متقدمة جدية حول مطالب التغيير الديمقراطي في سورية، ولكن مؤتمر "صحارى" لم يستمر، ومات، وربما بدأ بعده فاروق الشرع يختفي من المشهد السياسي في سورية؛ لأن فاروق الشرع أدلى بتصريح، كان تصريحاً متقدماً حول إجراء تعديلات جذرية في النظام و إبعاد سورية
عن الذهاب إلى الأسوأ، وهذه التصريحات التي أعطاها فاروق الشرع لم تكن مقبولة من رأس النظام ومن الأجهزة الأمنية، فحتى خطاب فاروق الشرع لم يعد مقبولاً من قبل السلطة.
بالتوازي مع موضوع مؤتمر "صحارى" كنت في أمانة "إعلان دمشق"، وقالوا: سيكون هناك لقاء سياسي في منزل أحد قادة "حزب العمال الثوري"، وسيحضره أشخاص، وستقام فعاليات سياسية، فقالوا لي: يا أبا كرم، اذهب إلى هناك. فذهبت أنا وأحد الأصدقاء، ولكنني لا أذكر اسمه. دخلنا، وكانت هناك قاعة في داخلها ثلاثون أو أربعون شخصاً تقريباً، وكان المكان غريباً عني، ولكن كان هناك قادة من" الاتحاد الاشتراكي"، وكان هناك شخصيات أغلبها سياسية طبعاً، و دعني أقول: إن الشخصيات الكثيرة السياسية المعارضة في تلك المرحلة، و التي كانت مبتعدة عن العمل والشأن العام بعد اعتقالات دمشق بدأت تشعر بأن هناك وجوهاً جديدة عادت وافدة إلى الحراك السياسي الذي كان يحصل مترافقاً مع الحراك الثوري، ووجد الجميع فيها فسحة واسعة للعودة من أجل الانخراط من جديد، وكأن الثورة أعطت أملاً جديداً لإمكانية حصول تغيير ما قادم، والأغلبية كانوا يريدون أن يجدوا أنفسهم -وخاصة المسيسين- ضمن هذا الحراك.
الخطاب الذي كان موجوداً -في الحقيقة وكما أذكر- كان سقفه بالنسبة لي منخفضاً، والخطاب الذي يجتمع عليه جماعة" الاتحاد الاشتراكي" دائماً -مع الاحترام لأشخاصهم- يكون سقفه منخفضاً، ويتعمد العمومية والضبابية دائماً، وليس واضحاً وشفافاً، ولا يوجد مواقف واضحة من رأس النظام، وهذا كله كان يترسخ. نقلت الصورة أيضاً إلى الأمانة العامة "لإعلان دمشق" ولم يكن الانطباع إيجابياً، وقلت في نفسي: كان من الجيد عدم تلبيتنا الدعوة بشكل رسمي، ولكن المهم أن نعرف ما يحصل.
في تلك المرحلة، وربما ذكرت أنه في أحد لقاءات أمانة "إعلان دمشق"، جاء الأستاذ غسان نجار، وقال: سيعقد" مؤتمر الإنقاذ"، وسيكون هناك لقاء تلفزيوني أو اجتماع مشترك مع" مؤتمر الإنقاذ" في إسطنبول، وكان الأستاذ هيثم المالح في إسطنبول، وسيشارك أشخاص من دمشق، منهم: الدكتور وليد البني، وغسان نجار، وربما شارك مشعل التمو، لا أذكر جيداً، كان هناك أسماء لامعة في ذلك الوقت تريد أن تشارك. كان لدينا تحفّظ على دعوة الأستاذ غسان نجار للمشاركة أيضاً، فكيف تقومون بدعوة الناس؟! وهل سمع الأمن بهذا الأمر؟! وكيف يمكن للأمن أن يسمح بهذا اللقاء؟! فقد كنا نعتبر الأمر مجازفة غير محسوبة أبداً وشكلاً من أشكال المغامرة، فكيف نتواصل مع الخارج والوضع في الداخل كما تشاهدون؟! وعندما ألغينا مشاركتنا، وصدق حدسنا، وتم قمع اللقاء في[حي] القابون، وسقط حوالي ثمانية عشر شهيداً، وكانت خطوة سيئة بائسة؛ لأنهم سيعرّضون حياة الناس المجتمعين للخطر بدون تدقيق وحسابات صحيحة، وبدون معرفة بطبيعة النظام، فتحدي للنظام بهذا الشكل مثل مقابلة المدني لشخص عسكري يحمل بندقية، وهكذا كان الوضع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/30
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي في بداية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/86-16/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
حزيران وتموز 2011
updatedAt
2024/08/19
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي