الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اجتماع المعارضة السياسية بالدوحة في آب 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:16:02

بعد أن أعطت الأمانة العامة "لإعلان دمشق" رأيها بأن أذهب كممثل "لإعلان دمشق" إلى الجلسة الحوارية في الدوحة، والتي اتصل بي من أجلها الدكتور حازم نهار، فقلت له: حسناً. لا أذكر كيف اتصل بي حازم النهار مرة ثانية، فربما قلت له: اتصل بي. فاتصل بي حازم نهار، وقال لي: ماذا حصل؟ وقلت له: إن "إعلان دمشق" وافق، وأنا سآتي، ولكن يجب أن تقول لي: كيف يمكنني أن أصل إلى الدوحة؟ فقال لي: يوجد الأستاذ جمال باروت في حلب، اذهب إلى الأستاذ جمال باروت، وأنا أعرف الأستاذ جمال باروت، ولكن لا يوجد احتكاك كبير، أعرفه بالشكل، كنا نجلس في نفس المقهى، أظن أنه كان لديه مكتب، فقال لي: اذهب إليه، وهو سيؤمّن لك "الفيزا". وكما ذكرت، فقد أصبح لدي جواز سفر جديد، فذهبت، وهذه كانت المرة الأولى التي أسافر فيها إلى خارج سورية منذ عام 2006، منذ عودتي من أمريكا. اتصلت بالأستاذ جمال، وذهبت إليه، فقال لي: حسناً. وأخذ صورة عن جواز سفري، وقال: سأتصل مع الديوان الأميري، ونؤمن لك "الفيزا"، لا يوجد أي مشكلة، وسيقدمون لك "الفيزا" في المطار؛ لأنني لم أذهب إلى القنصلية أو السفارة القطرية، ولم يضعوا لي شيئاً على الجواز، وقال لي: سيعطونك "الفيزا" في المطار. نتيجة للاتصالات والسؤال: من سيذهب؟ وأنا في المطار حصل معي أمر، طبعاً، كان الأستاذ عبد المجيد منجونة -رحمه الله- والأستاذ فايز سارة والأستاذ رجاء الناصر في المطار، كانوا ذاهبين من دمشق، وأعتقد أننا ركبنا في نفس الطائرة، ولكن عند الحاجز كان هناك تفتيش للمغادرين، وسألني عنصر الأمن (المخابرات): كم معك من المال؟ وقلت له: يوجد معي مبلغ ما. فقال لي: كم المبلغ؟ ولكنني لا أذكر الرقم، و لكن بشكل عام كان أمراً عادياً أن يكون مبلغ خمسة آلاف أو ستة آلاف ليرة سورية في جيبي دائماً، وربما أضع أحياناً مبلغاً احتياطياً قدره ألف دولار أو ألفا دولار باستمرار، وخاصة إذا كان هناك سفر فإنني آخذ دولارات أكثر. قال لي: إن هذا مخالف. فقلت له: ليس لدي فكرة عما يُسمح لي أن آخذه معي من الليرة والدولار. فقال لي: من أين أنت؟ وقلت له: أنا من محافظة حلب. فقال لي: إذا كنت من حلب -وفي ذلك الوقت لا يوجد احتجاجات في حلب أو مظاهرات- فسأسامحك، وسأتركك تسافر حتى وإن كان معك هذا المبلغ المخالف. هذه القصة أتذكرها تماماً، فحتى تاريخ السفر إلى الدوحة الذي كان في أول أيلول من عام 2011، كانت نظرة الأمن إلى مدينة حلب أنها مدينة مرضيّ عنها؛ لأنها لا تتظاهر ضد النظام، ولكن أنا أعرف أننا تظاهرنا في تاريخ 17 نيسان، في مظاهرة الجلاء، وأنا كنت أعرف، وأسمع أنه يوجد مظاهرات في الأطراف، ولكن لا يوجد زخم، لأن مدينة حلب يوجد فيها الملايين من البشر بكل ما لديهم من الطاقات والكفاءات والإمكانيات، ولكن تظاهراتها كانت -حتى ذلك الوقت- متواضعة. فقال لي هذه العبارة: بما أنك من مدينة حلب فسأسمح لك، حتى لو خالفت. وسمح لي ببقاء المال معي، سواء كان دولاراً أم كانت ليرة سورية.

فركبنا الطيارة، وذهبنا إلى الدوحة، وفي الدوحة، كان هناك من جاء لاستقبالنا، وكنا أكثر من شخص قادمين من دمشق، يمكنني أن أقول: إن هيئة التنسيق والشباب الذين ذهبوا ليس لديهم هواجس من أن يتم اعتقالهم بعد العودة من الدوحة، وأنا لم أفكر كثيراّ فيما إذا كنت سأعتقل أم لا بعد العودة من الدوحة، ولكن هذه الأفكار والأسئلة كان تأتي إلى ذهن الشخص، وخاصة أنني ذاهب إلى الدوحة، وهذا اللقاء لا يمكن أن يكون سرياً، ولابد أن تتسرب أخباره.

سافرنا، وذهبنا إلى الدوحة، لا أعرف إذا كان اللقاء في "الكارلتون" أو في "الفورسيزون"، وفي الاجتماع الأول، كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على الدكتور عزمي بشارة، وهو ترأس الاجتماع أو افتتح اللقاء، وكان هناك الدكتور برهان غليون وأنا ومجموعة من أصدقاء الاتحاد الاشتراكي، وكان هناك الأستاذ هيثم مناع الذي جاء من باريس، وكان الدكتور برهان غليون، وكان يجلس بجوار الدكتور عزمي بشارة، وكان واضحاً أنهما قريبان جداً من بعضهما البعض (الدكتور برهان والدكتور عزمي). وطبعاً، كان هناك آخرون، وكان هناك عدد مهم من مجموعة ال 74، وهناك شباب وصبايا كانوا متواجدين في الدوحة، لا أعرف كيف، ولكنهم كانوا موجودين في النقاشات، وكان الناس متحمسين لتشكيل إطار سياسي لدى الشباب. ومن الأشخاص الذين أتوا من ال 74 -الذين أتذكرهم- الأستاذ احمد رمضان، الدكتور عبد الباسط سيدا، الدكتور عماد الدين الرشيد، وكان في الدوحة فداء المجذوب أيضاً، وهو من المقربين جداً من عماد الدين الرشيد.

لم يأتِ الإخوان المسلمون، ولكن أتوا في اليوم الثالث، حيث جاء فاروق طيفور. أغلب الحضور كانوا من خارج سورية، وكان أغلبهم يعرفون بعضهم البعض، أو يوجد تواصل فيما بينهم خارج سورية، ويمكنني أن أقول: إن الدكتور برهان كما ذكرت جاء باسم هيئة التنسيق، وهو ممثلهم في أوروبا، وطبعاً، كان حازم نهار، وأعتقد أن وائل ميرزا ونجيب الغضبان كانا هناك، أعتقد أننا كنا خمساً وعشرين أو ثلاثين شخصاً، وهذا أول لقاء لي خارج سورية، و أغلب الشخصيات لا أعرفها باستثناء جماعة الاتحاد الاشتراكي الذين كنت أحتك بهم، وأعرفهم في سوريا ومن مدينة حلب، مثل: الأستاذ عبد المجيد، و الأستاذ رجاء، والأستاذ فائز الذي أعرفه في دمشق أيضاً، وربما كان يوجد آخرون، ولكنني لا أذكرهم. وطبعاً، جاء الأستاذ جبر الشوفي من مصر، وكنا شخصين، وتم فتح النقاش، واستعرض في النقاش الوضع السوري، استعرضه الدكتور عزمي بشارة، ولم يتكلم كثيراً، تكلم حوالي عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة، وقال: أنا سأترككم لوحدكم تتناقشون، وتتفاوضون، وتتكلمون، وتتحاورون فيما بينكم حول الوضع السوري، وجميعكم لديكم تاريخ سياسي، و تمثلون هيئات وقوى وأحزاب وإلخ.

لا شك أن حضور الدكتور عزمي بشارة [كان مهماً]، وبالنسبة لي كانت هذه أول مرة أراه فيها، فإنه كان صاحب "كاريزما" لافتة وصاحب حضور، لا يمكن لأي عين أن تخطئ ذلك، كان رجلاً مؤثراً في حضوره وإلقائه وخطابه، ويترك تأثيره على الحضور.

نحن في "إعلان دمشق" لدينا بعض المآخذ على الدكتور عزمي بشارة، وربما تعود إلى" ربيع دمشق"، ونحن لدينا فكرة عن الدكتور عزمي بشارة بأنه كان يزور سورية أيام حافظ الأسد، ويعقد اجتماعاته معه بشكل مطوّل، وكان مقرباً من حافظ الأسد، ويُقال: إنه كان يسهر معه سهرات حتى الصباح في حوارات ونقاشات. والدكتور عزمي رجل غني، رجل غني ثقافياً وسياسياً وفكرياً بدون شك، وبسبب هذا الأمر كان لنا مآخذ عليه، فهو شخص لديه علاقات مع حافظ الأسد سابقاً، والأمر الثاني: أن الدكتور عزمي بشارة في "ربيع دمشق" ومن لجان" إحياء المجتمع المدني"، خرج بمواقف أو تصريحات كانت سلبية، وأذكر أنني كنت في" لجان إحياء المجتمع المدني"، وتم طرح الموضوع، وكان هناك استغراب من وقوف عزمي بشارة ضد انتفاضة أو "ربيع دمشق" الذي قاده المثقفون السوريون، فلم يقده السياسيون وإنما المثقفون. الدكتور عزمي هو قامة ثقافية وفكرية، وكان لدينا مثل هذه الأمور، وأنا "كإعلان دمشق" لدي هذه الخلفية، ولكنها لم تكن عائقاً، وخاصة أنه كان مقيماً في الدوحة، و كان الدكتور حازم نهار يتولى الاتصالات فيما بين السوريين بشكل فعال أكثر، و يعرف أغلب الحضور، وهو ينتمي إلى هيئة التنسيق الوطنية.

استمرت النقاشات يومين، وأنا في ذلك الوقت، كما ذكرت، تعرفت إلى أحمد رمضان، وقال: إنه من حلب. وأنا استغربت؛ لأن اللهجة التي يتكلم بها أستاذ احمد رمضان لا تمثل اللهجة الحلبية، وظننت أنه من محافظة أخرى، وقلت له: كيف تكون حلبياً، ولهجتك ليست حلبية؟! لأن اللهجة الحلبية مميزة وواضحة لا تخطئها الأذن، فقال لي: خرجت من سورية منذ فتره طويلة ومن حلب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/30

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-22/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/05/29

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة