يوجد الكثير من المحامين توكلوا عن مشعل [تمو] للدفاع عنه، ولكن هو من كان يدافع عن نفسه في 3 جلسات محاكمة، وأول تقديم له إلى المحامي العام من قبل الأمن السياسي [في دمشق] لم يكن يوجد محكمة، و أُودع في سجن عدرا، وحُددت جلسة المحاكمة بعد 45 يومًا من قبل المحامي العام، وأُحيل إلى قاضي التحقيق والتهمه معروفة، وهي: وهن نفسية الأمة وتشكيل مجموعات مسلحة في سبيل الشقاق بين الشعب السوري. يعني كان هناك 4 تهم تقريبًا، وفي جلسة المحكمة، طلب مشعل من المحامين حيث كان الأستاذ ممتاز الحسن، والأستاذ رديف مصطفى، والأستاذ خليل معتوق، والأستاذ مازن درويش، وكان هناك 9 محامين، طلب منهم أن يعدّ هو مذكرة الدفاع عن نفسه، وطبعًا كانت مذكرة الدفاع هي مذكرة سياسية بامتياز، وليست قانونية وليست حقوقية. وأطلق كلمته المشهورة، وقال: أنا أدفع ثمن الكلمة الحرة وأنا الآن موجود هنا وأدفع ثمن الكلمة الحرة. و كان دفاعه بحدود 3 صفحات، وقرأه بشكل كامل، وفي البداية، كان يوجد ضجة  فقام القاضي بإخلاء قاعة المحكمة، وحضر المحامون فقط، وكان في المحكمة حوالي 100 شخص، وكان هناك أشخاص من السفارة الأمريكية موجود مبعوث ومن السفارة البريطانية مبعوث ومن السفارة الفرنسية، كانوا موجودين، وكان هناك تقريبًا 100 شخص من كل سورية حضروا هذه المحاكمة، وقام القاضي بإخراجهم، وحصلت ضجة في القاعة، وأمرهم القاضي بالخروج وإبقاء المحامين فقط ثم قدم مرافعته، وكانت مرافعته سياسية وليست فقط عن نفسه وإنما عن معتقلي الرأي ومعتقلي "إعلان دمشق" ومعتقلي "ربيع دمشق" وكل المعتقلين في السجون السورية، فكانت في الحقيقة... أحد القضاة المنشقين حاليًا قالها لنا، حيث قال: إن مرافعة الأستاذ مشعل التي قدمها للقاضي هي بنفسها كانت إدانة لنظام الأسد، وهذه كانت أول جلسة.

في الجلسة الثانية، لم يكن يوجد أي شيء، وأحضروه إلى المحكمة فقط من أجل الإذلال لا أكثر ولا أقل، وأحضروه وهو مقيد مع اللواطين والمجرمين ومتعاطي المخدرات فقط من أجل الإذلال. في الجلسة الثالثة، حكم عليه القاضي بالسجن 3 سنوات ونصف.

وفي هذه الفترة، لم يتوقف مشعل عن النشاط حتى في السجن، وكان بشكل متواصل يزوره أخي عبد الحميد وهيرفين أوسي بشكل أسبوعي، وكان يرسل رسائل من داخل السجن. في السجن، كان معه مجموعة، مثل: كمال اللبواني، وحبيب عيسى، والكثيرون، والأستاذ ميشيل[كيلو]- رحمه الله- وكان هناك الكثيرون في السجن، وهو كان يرسل رسائل، وأرسل خلال فترة وجودة في السجن 9 رسائل، وهذه الرسائل تقريبًا...، وآخر رسالة أرسلها في شهر نيسان/أبريل 2010، وتنبّأ بها بأن المنطقة العربية أو الشرق الأوسط سيكون فيه هزات للأنظمة في هذه المنطقة. في هذه الفترة كان هناك حراك سياسي كردي. 

أنا بعد أن طردوني من الوظيفة في دمشق عدت إلى القرية، وأصبحت أمارس نشاطي السياسي، واستمررنا في عملنا في مؤسسات المجتمع المدني، وأخذت أتقرب أيضًا من الحركة السياسية الكردية؛ لأنني كنت قد ابتعدت عنهم من 2000 حتى 2008، وفي هذه الفترة، كنت قد ابتعدت عن الحركة السياسية الكردية، ولكن بعد أن فصلوني من الوظيفة وعدت إلى القرية وتفرغت لعملي الخاص وللنشاط السياسي. وطبعًا، كان يوجد تواصل دائم مع مؤسسات المجتمع المدني على مستوى سورية، وكنت قريبًا جدًا من الحركة السياسية الكردية بشقيها: هيئة التنسيق (لجنة التنسيق الكردية)، والتحالف (التحالف الديمقراطي الكردي)، وخاصة المرحوم الأستاذ إسماعيل عمر، و كان صديقًا شخصيًا وجارًا في القرية، وكنا بشكل دائم ننسق مع بعضنا في أي نشاطات، وأتذكر أنني شاركت معه في موضوع اختيار أن يكون الأكراد المستقلون مشاركين في صنع القرار السياسي وليس فقط لقيادات الأحزاب الكردية، وكان هذا الفضل للأستاذ إسماعيل، و هو سمع مقترحي الذي أنا اقترحته له، ونقل هذا المقترح للقامشلي إلى الحركة السياسية (إلى التحالف وليس إلى لجنة التنسيق) ونقل هذا المقترح إلى التحالف، ووافقوا في قيادة التحالف على أن يكون هناك 6 أكراد مستقلين من الدرباسية وعامودا والقامشلي والمالكية والحسكة ومن كل منطقة شخص واحد،  يكونون مستقلين في قيادة التحالف، وطلب مني الأستاذ إسماعيل[أن أكون بينهم] بما أن الفكرة كانت فكرتي وأنا طرحتها، قال لي: أنت. فقلت له: أنا لا أريد، وفي العمل السياسي مع الأحزاب السياسية الكردية هناك قطيعة بيني وبين الأحزاب الكردية.