في اليوم التالي في دمشق، ذهبنا لزيارة الدكتور كمال اللبواني في الزبداني في منزله وكان خارجًا من السجن، وإلتقينا معه، وكان اللقاء وديًا أكثر من أن يكون سياسيًا بإعتبار أن الأستاذ جميل عمر كان في السجن معه أيضًا ومع الشهيد مشعل [تمو] في نفس السجن ونفس المهجع مع الدكتور كمال اللبواني.

أجرينا عدة لقاءات في دمشق مع قوى سياسية مختلفة، وكان أحدها مع الأستاذ حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق، وكان الأستاذ حسن عبد العظيم في وقتها في هيئة التنسيق التي تضمّ في جسمها أكثر من حزب كردي، كان حزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردي- جناح جمال شيخ باقي ومحي الدين شيخ آلي عن حزب "يكيتي" والحزب اليساري محمد موسى، وكان هناك أكثر من حزب ضمن هيئة التنسيق، ونحن طرحنا كوجهه نظر سياسية؛ لأننا في وقتها لم نكن أعضاء في المجلس الوطني السوري، ولكن اتهمنا الأستاذ حسن عبد العظيم أبو ممدوح بأننا نروّج لموضوع المجلس الوطني السوري، ونطالب بشعارات إسقاط النظام السوري ومحاكمة "الرئيس" على الجرائم التي ارتكبها، ونحن كنا قد طوّرنا [خطابنا] من شعاراتنا.

كانت محادثاتنا مع الأستاذ حسن عبد العظيم فاشلة؛ لأنه قال لنا بالحرف الواحد: من يمثّلكم هو صالح مسلم و حزب الاتحاد الديمقراطي فقط، وأنا لا أعترف بأي حركة سياسية أخرى إلا بحزب الاتحاد الديمقراطي وهذه الجملة لن أنساها.

عند عودتنا من دمشق إلى القامشلي بدأ مسلسل الانسحابات من اتحاد القوى الديمقراطية الكردية، وأنا ذكرت أن المجلس الوطني السوري وخاصة أنه كان يركز على موضوع التنسيقيات، وانسحبت تنسيقية شباب الدرباسية، وانسحبت تنسيقية كوباني وحزب الأستاذ عبد الرحمن آلوجي توقف عن نشاطه ضمن اتحاد القوى الديمقراطية، وبقي تيار المستقبل واتحاد الشعب فقط كأحزاب، والمستقلون و"تنسيقية شمس الحرية" و"تنسيقية ركن الدين" و"تنسيقية شباب عفرين" بقوا ضمن اتحاد القوى الديمقراطية الكردية، ومع ذلك كان في أوج نشاطه؛ لأننا كنا نعتمد بشكل عام على الشباب وخاصة جيل الشباب المستقل غير المنضوي في أي حزب، والأحزاب الكردية صحيح أن اسمها أحزاب كردية، ولكن بعضها أحزاب عائلية، مثل: "حزب يكيتي" عبد الباسط حمو لم يكن لديه ممثل حتى يتم تسميته في المكتب التنفيذي، وأحد زملائنا هو من ساعده بتسمية أحد الأشخاص من عامودا كمكتب تنفيذي؛ لأنه لم يكن يملك أعضاء وفقط اسم حزب يكيتي الكردستاني.

حركه الإصلاح كان لها ممثلين، وممثل حركة الإصلاح هو الدكتور لقمان [حسين]، وهو الآن ترك حركة الإصلاح بسبب مواقف الأستاذ فيصل يوسف، وهو مقيم الآن في ألمانيا.

الأستاذ عبد الرحمن آلوجي أنا ذكرت أن [حزبه] حزب كبير جدًا وله قواعد وله منظمات حزبية على مستوى سورية بالكامل، ولكن تمّ ضربه أيضًا من الداخل بانشقاق عبد الكريم سكو، ومرض الأستاذ عبد الرحمن آلوجي وهذا أدى إلى تراجع نشاط الحزب داخل اتحاد القوى الديمقراطية الكردية.

مرض الأستاذ عبد الرحمن آلوجي أدى إلى نقله بشكل إسعافي إلى أربيل للمعالجة، وهناك في أربيل زاره في المستشفى المسؤول عن الملف السوري الدكتور عبد الحميد دربندي، وأقنع الأستاذ عبد الرحمن بضرورة العودة إلى الحزب الأم، يعني العودة إلى الحزب الديمقراطي والتصالح مع الدكتور عبد الحكيم بشار، وعندها الأستاذ عبد الرحمن وجّه رسالته إلى زملائه قبل وفاته بثلاثة أيام بأن نهج [مسعود] البرزاني هو أمانة في أعناقكم، ويجب أن تعودوا، وتشكلوا نفس الحزب القديم، والساحة السورية الآن تتطلب أن يكون هناك حزب كبير وموحّد وغير منقسم على نفسه، وعندها تمّ الإعلان بشكل رسمي انفصال الحزب الديمقراطي الكردي عن اتحاد القوى الديمقراطية وانضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني [الأم].