الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اجتماعات المركز الثقافي في مدينة داريا وأحداث "الجمعة العظيمة"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:52:12

في الاجتماعات التي كانت تحدث من أجل التنسيق للمظاهرات كان يوجد توزيع للمهام أثناء المظاهرة ومنها تجهيز مستشفى ميداني ويوجد بعض المهام كانت سرية يعني المستشفى الميداني لا يعرف بأمره إلا شخصان أو ثلاثة أشخاص فقط ويكونوا واقفين بالقرب من المظاهرة لأجل أي حالة إسعافية مباشرة يأخذون الحالة ويتجهون بشكل سري باتجاه المستشفى الميداني في مكان سري أيضًا، وبقية المهام تكون متاحة للجميع مثل اللافتات والأعلام والشعارات والهتافات والإذاعة إن أمكن، كان يوجد شعارات "الحرية والكرامة" و"عاشت سورية ويسقط بشار الأسد" وأصبح [هُتاف] "يسقط الأسد أو النظام" أصبحت بعد "الجمعة العظيمة" وقبلها لم يكن يوجد، حتى إنه كان يوجد ناس محسوبون على التيار المتشدد كانوا في بداية المظاهرات ينادون بالسلمية والمدنية والدولة الديمقراطية وإلى ما هنالك وهذا الشيء أيضًا موجود على مقاطع "يوتيوب" والفيديوهات تثبت هذا الشيء. المهام كانت موزعة على الجميع يعني مهما كبرت المهمة أو صغرت فالجميع موجود ضمن مهامه يعني أذكر أن مهمتي كانت مراقبة اللافتات التي ممكن أن تكون عنصرية أو طائفية أو تحرض على القتل يعني كان يوجد مثلًا عندما بدأوا يقولون: "يلعن روحك يا حافظ"، كان يوجد مناقشة أثناء الاجتماع أن هذا الدعاء يمكن أن نقوله أم لا يمكن؟ وحتى هتاف "الله أكبر" هل يمكن ألا نقوله؟ ولكن لم يتم الاتفاق على ألا نقوله يعني أصبح يوجد نقاش على هذا الشيء ونحن نريد جميع الناس ينخرطون في المظاهرات ولا نريد أن تكون حصرًا على فئة واحدة، وأقليات أو مجموعات أخرى من الشعب السوري يمكن أن تعرض أو تتوقف عن الدخول في المظاهرات لأجل هذه الشعارات، في العموم شعار "الله أكبر" كان يقال ولم يتوقف ولكن الشعارات الأخرى كانت جميعها شعارات متوازنة يعني: "يا درعا نحن معاك للموت"، و "لا سلفية ولا إرهاب ثورتنا ثورة شباب" و"حرية" و"كرامة" و"الشعب يريد إصلاح النظام"، كانت قبل "الجمعة العظيمة" والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين و[شعار] "على الجنة رايحين شهداء بالملايين". 

عندما تنتهي المظاهرة الذي لديه مقاطع يرفعها إلى "يوتيوب" وأنا كنت أصوّر وأعطي المقاطع لنبيل الشربجي ويقوم برفعها على قناة موسى عبد الحق وقناة "طل للأنباء" وعلى "الفيسبوك" وكان يوجد نشاطات يعني مناقشة ما حصل في المظاهرة في مجموعة. وكان يوجد مجموعة دعيت لها في 15 مارس/ آذار 2011 اسمها "داريا" وأصبحت مسؤولًا في المجموعة وكان النقاش من خلالها مثلًا يحدث اجتماع في المركز الثقافي ناشطون يدعون الناس للاجتماع في المركز الثقافي من أجل مناقشة الحقوق التي نريد أن نتكلم بها يعني كانت الفكرة: لا نريد إسقاط نظام ونحن نريد إصلاحًا ونحن مطالبنا ليست سياسية ولا نريد أن نستلم مناصب، ونحن فقط نريد تغييرًا والحقوق ترجع للناس، وهذا ما كان يطالب به الناس ونريد أن يتوقف القتل ونريد السلطات الأمنية أن تكف يدها عن الناس ونريد العدالة ونريد أن يكون القضاء عادلًا وهذا كان يتم طرحه في المركز الثقافي. 

المجموعة كان بها قرابة 100 شخص من داريا وفيما بعد كبرت وبدأت أضيف الأشخاص بحسب التزكية يعني أنا كنت مسؤولًا وفي البداية فصلت جميع الأعضاء الذين لا أعرفهم والذي يتم فصله ويجب أن يكون في المجموعة فيتم تزكيته من خلال أشخاص أعرفهم. هذه المجموعة كانت فعالة جدًا وتم مناقشة الشعارات التي ترددت والهتافات والمكان الذي حصلت به المظاهرة يعني ناقشنا مثلًا طريقة إقناع الناس مثلًا في محلات التجار فكانت أمورهم المادية جيدة والمجتمع بسبب الجهل يصبح الإنسان لا يطالب بحقوقه المدنية والسياسية وهؤلاء الأشخاص كانت علاقاتهم جيدة مع النظام وضباط المخابرات و[ويقدموا] هدايا وواسطات يعني مشاركون بشكل أو بآخر في الفساد الذي يحدث وكانوا ضد المظاهرات وليس شرطًا أن يكونوا مؤيدين أو شبيحة ولكنهم ضد المظاهرات، فكانوا يطلبون من الناس عدم الخروج بالمظاهرات من أمام المحلات التي نحن بها حتى لا يدخل الأمن ويكسر ويخرّب، ومنهم من كان متطرفًا ويقول أنتم شباب لا تعرفون ما تريدون وصغار [في العمر]. 

وعلى مجموعة داريا كان يتم نقاش طريقة إقناع هذه الشخصيات بأحقية مبادئنا وأحقية حراكنا يعني كنا نوزع منشورات عليهم ونعطيهم هدايا ونجلس معهم، وفي ذلك الوقت كان مشايخ داريا رجال الدين معظمهم لم يدخل بالثورة، وعبد الأكرم السقا كان موجودًا مع الشباب في الاجتماعات العامة مثل المركز الثقافي يكون موجودًا ويتواصل مع الناشطين الذين كانوا مقربين منه أو كانوا معتقلين معه في 2003، فكان يتواصل معهم وهو كان بحسب رأيه أن الإصلاح لا بد منه والتغيير يجب أن يكون ولكن كانت رؤيته أن النظام سوف يمعن في قتل الناس كان يقول: "أن الدم سيصل إلى الركب" وهو كان ضد أن تستمر الثورة لأن الناس سيتم جرها للعنف بطريقة أو بأخرى لأنه لا يوجد وعي في العنف. 

النقاش على مجموعة داريا كان عن طريقة إقناع المشايخ أو رجال الدين بالمشاركة بالثورة لأن المشاركة بالثورة من قبل رجال الدين ستجعل الناس مع الثورة ولكن [هم] جالسون في منازلهم وخائفون، ستجعلهم ينزلون إلى الشارع، وتم اقتراح أن يذهب مجموعة من الشباب ويزوروا المشايخ حتى يقنعوهم وصار هذا الشيء ولكن لم يقتنعوا للأسف وطبعًا كان يوجد مشايخ مشاركون مثل الشيخ نبيل الأحمر واستشهد في معتقلات النظام وكان يوجد مشاركة ولكن بشكل غير مباشر من شيخ آخر وكانت المشاركة بدعم عائلات المعتقلين بدعم المتضررين من قمع النظام أثناء الثورة، وكان اسمه [الشيخ الآخر كان] الشيخ أحمد عليان أبو عمر.

[حول] اجتماع المركز الثقافي تمت الدعوة له من قبل شباب ناشطين هم نفسهم الشباب الذين كانوا في عام 2003 وكانت الدعوة الجلوس في المركز الثقافي ونجتمع ونتكلم ونعبر عن رأينا وهو اجتماع عام سيكون، والنظام في ذلك الوقت كان يبعث رسائل لأجل الحوار وكان الرأي أنه يجب أن نجاري النظام في مطالبه حتى نرى إذا كان لديه جدوى في الحوار أم لا وتم هذا الشيء وحدث الاجتماع. 

مدير المركز الثقافي تم التشاور معه بالموضوع وطبعًا مدير المركز الثقافي يكون قد أخذ الموافقة من المخابرات الجوية كان اسمه سعيد همر أبو زياد وفيما بعد اكتشفنا أنه عوايني (متعاون مع الأمن)، وكان يخبر عن الناس والشباب والذي حدث في المركز الثقافي تم نقله كما حدث إلى المخابرات الجوية. 

الذي حدث في المركز الثقافي هو [أنه] تمت الدعوة إلى الاجتماع من خلال الناشطين الذين ذكرتهم وكانت الدعوة على مجموعة داريا على "فيسبوك" في شهر نيسان/ أبريل وكان يوجد ناس مؤيدون للاجتماع وناس معارضون لأنهم يعتبرونه فخًا وأنا كنت أحد الأشخاص المعارضين وكتبت في وقتها تعليقًا على البوست الذي دعا له محمد شحادة للاجتماع كتبت: أنا ضد الاجتماع وهذا هو فخ من النظام حتى يعرف أسماء المشاركين والذين لديهم فكر ثوري أو لديهم قابلية الخروج بمظاهرات، يعني يوجد ناس لا يخرجون في المظاهرات ولكنهم حضروا الاجتماع وفعلًا هذا الذي حدث ودخل الشباب وتكلم كل شخص يعني كان أبو زياد همر موجودًا ويقول: دعونا نتكلم في المطالب ونسجّل على ورقة ونرسلها إلى الجهات العليا وموعودون إن شاء الله أن يحدث شيء ويكون هناك إصلاحات. والكلمة المميزة التي كانت ليحيى شربجي طبعًا الجميع تكلم بجزئية من المظالم التي كانت تقوم بها المخابرات في حق الناس ودوائر الدولة والحكومة وتكلم (يحيى الشربجي) عن القتل الذي يحدث من قبل قوات الأمن وأكل حقوق الناس واستملاك الأراضي وضرورة وجود قضاء عادل وعن قمع الناس في دوائر الدولة وعن الاعتقالات وحرية التفكير وحرية التعبير عن الرأي وعن قانون الطوارئ الذي كان موجودًا في سورية والذي قام النظام برفع قانون الطوارئ واتبعه بإدخال الدبابات إلى مدن وشوارع سورية وكيف كان هذا تناقضًا [وكان] مع التغيير وهو كان يقول إن هذا الشبيح هو إنسان ضحية وإنسان مشوّه نفسيًا ومتعوب عليه حتى أصبح شبيحًا ولكن هو ابن البلد ويجب أن يخرج من [هذه النفسية] ويتعالج والسبب هو قمع النظام والنظام عمل عليه وشوهه حتى أصبح لديه استعداد أن يقتل الناس. 

وبعد الاجتماع كل شخص ذهب إلى منزله والساعة 12 ليلًا كنا جالسين وفاتحين مجموعة داريا على "فيسبوك" ونتكلم عن الذي حدث وما هي التوقعات وجاءت إخبارية أنه يوجد موكب من المخابرات الجوية سيدخل إلى داريا ويقتحم ويعتقل الناس، وكنت أتابع المحادثات أنهم أصبحوا بجانب منزلنا وتحت البناء ودخلوا إلى منزل جارنا وطبعًا أنا هنا أخذت "اللابتوب" وصعدت إلى السطح وفي السطح كان يوجد مكان مثل منفذ بحيث إذا كانوا في الحي أهرب إلى الحي الآخر ومرت السيارات من أمام منزلي وتوقفت أمام منزلي قليلًا وأكملت طريقها وأنا كنت جالسًا في مكان من الخارج يظهر غير مأهول ولكن من الداخل مأهول ولم يكن واضحًا أن هذا المكان ممكن أن أكون به ولكن في ذلك الوقت وكان أهلي في مكان آخر في منزلهم أنا كنت أنام خارج المنزل، واقتحموا المدينة ودخلوا باتجاه جامع السمح وإلى الكورنيش ومنطقة الخليج القريبة من المطار، واعتقلوا الكثير من الناس والكثير من الشخصيات كانوا موجودين في اجتماع المركز الثقافي تم اعتقالهم مثل مازن الشربجي ومعتز مراد، وبقية الشخصيات هربوا طبعًا يعني لم يتم اعتقالهم طبعًا مازن اعتُقل وأفرج عنه ثم اعتُقل مرة أخرى ومات تحت التعذيب. 

في اليوم الثاني كانت الحركة طبيعية وعادية طبعًا يوجد أمر قبل هذه الحملة تخيّل أنه لو دخلت الدبابات والسيارات والباصات وشرطة وعسكر لأجل أن يعتقلوا شخصًا يكونون محيطين بكل الحي لأجل اعتقال شخص وهو نوع من ترهيب الناس حيث إن الناس يشاهدون من النوافذ ويسمعون أصوات الدبابات وعندها يخافون وقبل هذه الحملة كانت الاعتقالات بطريقة غير مباشرة يعني يتصلون بشخص ويقولون له إننا نريد أن نشتري من عندك إذا كان مثلًا نجار موبيليا نريد أن نشتري من عندك خزانة ونراك في المكان الفلاني، بحيث يستدرجونه إلى مكان ويأخذونه في السيارة بدون....

[حول الاجتماع الثاني في المركز الثقافي] حضر ضابط من آل سكر ومناف طلاس وطلب اجتماع لأهم الناشطين الموجودين من أجل الحوار وفي وقتها ذهب يحيى الشربجي ووائل الون وأسامة أبو زيد وأنس عليان، يوجد ناس ذهبوا بدون أن يكونوا قد حضروا اجتماعًا ويوجد ناس من خلال الاتفاق مثل يحيى ووائل واتفقنا على أن يذهبوا من أجل الوقوف على المطالب طبعًا النظام كان يحاول أو يناور ويحاول أن يسخّف المطالب [مثلاً يقول] نزيد الرواتب 500 ليرة.

كانت العروض [من قبل مناف طلاس] أنه سيرفع كل المطالب إلى القصر الجمهوري ويوجد ضوء أخضر أنه خلال فترة قريبة سيكون هناك إصلاحات كبيرة يعني أول المطالب كانت الإفراج عن كل معتقلي الرأي قبل الثورة وأثناء الثورة، والمطالب الأخرى كانت رفع قانون الطوارئ وتم رفع قانون الطوارئ ولكن رفعوه بالدبابات حيث أصبحت موجودة داخل الشوارع. 

كان يوجد وعود أن المناطق المتأذية من مطار المزة العسكري سوف يتم النظر فيها بحل يرضي الناس ولكن هو لم يكن مستعدًا لتحقيق أي شيء لأن معتقلي الرأي لم يخرجهم بل على العكس في 20 حزيران/ يونيو أصدر عفوًا وخرج أصحاب الجنايات وبعض الإسلاميين الذين كانوا موجودين في صيدنايا (سجن صيدنايا).

[في الاجتماع تكلمنا] بنفس الكلام الذي اتفقنا عليه جميعنا ولكن كان الاجتماع مميزًا في وقتها أن يحيى طلب من الحاضرين تعيين رئيس مدير جلسة ونائب وأمين سر وتوقيت لكل شخص يتكلم وفي وقتها انصدم مناف طلاس والموجودون من قبل النظام يعني هم كانوا يفكّرون أنهم جاؤوا لمحاورة القليل من الصبيان ويريدون بعض المطالب ونعدهم ببعض الكلمات. 

بعد أن تبين أن النظام لا يريد إخراج المعتقلين ولا يريد الإصلاح لم يعد هناك تواصلات وبقيت المظاهرات مستمرة، كانت التواصلات تتم عن طريق شخص له علاقة مع مدير فرع مثلًا يعني مثلًا كان يوجد شخص اسمه هيثم معضماني كانت علاقته جيدة مع علي مملوك وجميل حسن يعني علاقة صداقة وكان يأتي يحمل رسائل من هذه الشخصيات الأمنية أن نوقف المظاهرات وتتحقق المطالب، وطبعًا لم يتحقق شيء ولكن كانت رسائل يتم توجيهها أحيانًا بالترغيب وأحيانًا بالترهيب يعني إذا استمرت المظاهرات سيكون هناك قتل. 

بعد "الجمعة العظيمة" بقينا شهرًا لم يدخل النظام إلى داريا يعني تحدث مظاهرات حاشدة يعني يوم التشييع الذين سقطوا في "الجمعة العظيمة" كان التشييع كبيرًا لا يقل عن 50 ألف متظاهر وبعد التشييع أصبح يوجد جلسات عزاء وحضرتها شخصيات مهمة، وأذكر أن جودت سعيد حضر جلسة العزاء ولا أذكر إذا كان رياض سيف موجودًا، لم أعد أذكر الشخصيات بالضبط ولكن مقاطع الفيديو جميعها موجودة وتوثق هذا الشيء. 

سأتكلم عن الثورة في أثناء العزاء كان يوجد هتافات مع الشهيد في جلسات العزاء وكان يوجد كلمات لناشطين موجودين في داريا مثل يحيى الشربجي الذي هو أيقونة داريا كان يقول للناس إن ثورتنا ثورة بناء لا هدم، وثورة تنظيم لا ثورة فوضى، كان ينتقد الناس الذين يخالفون في البناء ويستغلون ظروف الثورة يعني كما ذكرت في ذلك الوقت والمدة، شهر لم يقترب النظام [فيه] من مدينة داريا والناس بدأت تأخذ راحتها في مناطق السكن العشوائي وبدأ يزيد السكن العشوائي وبدؤوا بإعمار المخالفات ويتجاوزون ويقومون بالإعمار على الطريق فكان يوجد رسائل تتوجّه من خلال الاجتماعات العامة أننا في الثورة لا نريد هذا الشيء ونريد الالتزام بالقانون ونريد القانون يسري على الجميع من ضابط المخابرات إلى المواطن العادي ويكون الشخصان متساويين تحت القانون، وغياث (غياث مطر) كان موجودًا في المظاهرات بشكل جدًا كبير، كان من الناس الذين يهتفون وهو مميّز وشخصية ويلعب رياضة وعلاقته جيدة مع جميع الناس. 

[بالنسبة لصفحة "فيسبوك"] كان لديّ صفحة ولكن بعدما أغلقوا صفحة المجلس المحلي وكنت مسؤولًا عنها، فتم إغلاق صفحة ولم أستطع أن أعيدها ولكن في ذلك الوقت وكانت الصفحة باسمي الشخصي إبراهيم خولاني وهذا الأمر بعد "الجمعة العظيمة" التي كانت في 22 نيسان/ أبريل وفي 23 نيسان/ أبريل أنا شاركت مقطعًا لصورة شهيد قتلته المخابرات الجوية وكانت مسبّات (شتائم) على النظام واتهام للنظام أنه قتله، وهو بالفعل قتله وأنا رأيت كيف حدث الأمر أمامي ورأيت كيف تقوم المخابرات الجوية بإطلاق النار علينا [في "الجمعة العظيمة"]

يعني في هذه "الجمعة العظيمة" بعد أن انطلقت من أمام المساجد وتجمّعوا في شارع الثورة وكانوا يحملون الورود جابوا معظم الشوارع الرئيسية والتفّوا حول داريا على الكورنيش وعادوا إلى داريا وأثناء دخولهم إلى داريا قبل المخفر عند الإطفائية تدخّلت المخابرات الجوية جاؤوا من خلفهم من مطار المزة العسكري من شوارع فرعية وانقسمت المظاهرة وحدث إطلاق نار من قبل المخابرات الجوية، ورأينا سياراتهم وحتى من لهجتهم كانوا معروفين كانوا علويين وأطلقوا النار على المتظاهرين وسقط ثلاثة شهداء معتز الشعار ووليد خولاني وعمار محمود، للأسف مثل عمار محمود هو لم يكن في المظاهرة وإنما كان عند الحلاق وخرج وأثناء خروجه كان يوجد إطلاق نار وأصابته طلقة في رأسه أو صدره واستشهد، ومعتز شعار ووليد خولاني كانوا في المظاهرة وأصابتهم طلقات نارية واستشهدوا، وهنا تفرقت الناس وحدثت اعتقالات وأنا رأيت أمامي الناس يتم اعتقالهم ونحن هربنا، وهربنا باتجاه شارع الثورة ولحقت بنا سيارات الأمن وعند الدوار اختبأنا بين الحارات وعدنا حتى نرى ما يحدث ووجدنا أن الأمن ما زال يعتقل في الأحياء التي كانت بها المظاهرة ورأينا أصدقاءنا وهم في الباصات أصبحوا معتقلين وتجمعنا وأصبحنا نردد هتافات حتى يتم ترك المعتقلين، يعني كيف تجمعنا أو ما هي أهداف تجمعنا لا أعرف ولكن كانت الغاية التجمع حتى نقوم بمظاهرة أخرى وتجمعنا بحدود 100 شخص وعدنا نردد الهتافات، وهنا في هذه المرحلة كانت سيارات الأمن متوقفة وهم يمسكون البنادق ومتوقفون أمام سياراتهم وبنادقهم باتجاهنا ومستعدّون لإطلاق النار ويقومون بتخويفنا ويطلقون النار باتجاه السماء ونحن نختبئ خلف حائط أو دكان ونعود ونتجمع. وكان يوجد رجال كبار في العمر ذهبوا إلى الأمن يخبرونهم بأن يذهبوا وهم يتكلمون معنا حتى نرجع والأمن لا يرضى واستخدم مكبرات الصوت وأصبح يخاطبنا ويوجه رسائل: إذا لم ترجعوا إلى منازلكم سنعتقلكم ومعنا أوامر بتنفيذ أي شيء من أجل عدم حدوث مظاهرة، ونحن لم نكترث ووقفنا، وأنا أتذكر في ذلك الوقت وقفت بيني وبين عنصر الأمن تقريبًا 20 أو 30 مترًا ويقول لي: ارجع، فقلت له: عندما تُخرج أصدقائي المعتقلين سأرجع، وقال لي: ارجع وإلا ستكون معهم، ولم أرجع، فقال: ارجع وإلا سأطلق النار، وأنا فتحت القميص وقلت له: أطلق النار، وطبعًا إذا سيتم إعادة الكرّة فلن أعيدها.

وفي ذلك الموقف وفي ذلك الوقت كان حاجز الخوف مكسورًا يعني بعد أن خرجت أول صرخة في الثورة السورية انكسر حاجز الخوف لدى الكثير من الناس. 

عندما قلت له: "يسقط بشار الأسد"، وجدت 4 أو 5 أشخاص خلفي مثل عمر عليان أبو نضال ورفع يده وقال: يسقط يسقط يسقط، وعدنان شركس بدأ يقول: يسقط بشار الأسد عاشت سورية ويسقط بشار الأسد، وفي ذلك الوقت وجّه السلاح نحوي وهنا هربت وعدنا وتجمعنا وفي النهاية قرروا أن يقتحمونا ونحن متوقفون متظاهرون سلميون ونحمل العلم وعصا العلم وليس أكثر من ذلك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/15

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمظاهرات داريا

كود الشهادة

SMI/OH/15-03/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار/ مارس - نيسان/ أبريل 2011

updatedAt

2024/09/15

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة