الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

"اعتصام الطوارئ"، وتأسيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:27:14

اعتصام الطوارئ في عام الـ 2004، وكان لنا عدة أشهر نعمل عليه ونجهز له، وعملنا بيانًا للتوقيع ضد حالة الطوارئ، واخترنا يوم 8 آذار/ مارس الذي هو يوم إعلان حالة الطوارئ في الـ 63، وهو أيضًا يوم وصول البعث إلى السلطة، فله رمزيته العالية، فكان التحدي عاليًا واخترنا هذا اليوم لنقوم باعتصام أمام البرلمان ضد حالة الطوارئ، وإلى الآن أذكر أنه قبلها بـ 4 شهور كان لدينا اجتماع لمجلس أمناء لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتلك واحدة من الأفكار التي طرحناها أن نقوم باعتصام في 8 آذار/ مارس أمام البرلمان فاتفقنا على ذلك، واتفقنا أن نقوم بحملة توقيعات ونصعد في هذا الاتجاه، وكنا نرى على خلفية الاحتلال الأمريكي للعراق، وفي ذلك الوقت كان النظام قد بدأ في المرحلة الأولى؛ أوَّل ما كان [في بداية] الاحتلال ومسألة الهجوم الأمريكي كان النظام مربكًا ويحاول أن لا يستعدي الآخرين والقوى حتى في الداخل السوري.

 وبعد ذلك موضوع آخر مثل العادة النظام لديه ألاعيب ويعرف متى يهاجم، ولكن في تلك المرحلة كنا نحاول أن نستفيد من خوف النظام واندفاع الناس، وخرجنا في تلك الفكرة، وحقيقةً بالنسبة لنا كان نصرًا كبيرًا؛ الاعتصام الذي حدث في 8 آذار وقبله أجهزة الأمن استدعت الكوادر وهددتهم وأخافتهم لكي لا ينزلوا، وتم استدعاء أكثم (أكثم نعيسة) مرتين أو 3 وهددوه، وأنا في ذلك الوقت -يوم 8 آذار/ مارس- كنت في الإكوادور وكنت أحضر الجمعية العامة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان كممثل للجان.

 وكان قبلها وحين بدأ يحدث عندنا هذا الهاجس الأمني، ورأينا كيف كان الأمن مستنفرًا، وحتى كوادرنا في حلب والسلمية وحمص واللاذقية ودرعا كانوا يبحثون عنهم شخصًا شخصًا، ونحن قبل أشهر أطلقنا العريضة (البيان) وحددنا يوم 8 مارس/ آذار، وفعلًا كان الهاجس الأساسي في ذلك الوقت، وحدث أكثر من اجتماع بين الكوادر ومجلس الأمناء وبين الأفرع؛ في الحسكة والمنطقة الشرقية أن نوقف الاعتصام ونلغيه، وكان الاستنفار الأمني مهولًا، والضغط على أكثم بشكل شخصي كان مهولًا.

 وفي وقتها كان لدي هذا الشكل من الحرج الأخلاقي وكان الشباب يسموني مهندس الاعتصام وبنفس الوقت كُلفت بحضور المؤتمر في الإكوادور، واضطررت أن أخرج قبل 4 أو 5 أيام، وكان لدي فعلًا هذا الحرج الأخلاقي وخرج الشباب في الاعتصام، وكانت سيارات الأمن [قد] منعت الناس التي كانت قادمة من خارج دمشق، وكان هناك حواجز على البانوراما وعلى مداخل دمشق، ويوجد باصَين (حافلتَين) كانا قادمَين من السلمية ومن المنطقة الشرقية، فكان واضحًا وكانوا يعرفون الأشخاص [الذين] كانوا واضعين لافتات، ومن الباص (الحافلة) من عند النبك كان الشباب قد بدأوا الاعتصام فأوقفوهم وأعادوهم واعتقلوا قسمًا منهم، وأكمل الشباب وعملوا الاعتصام أمام البرلمان، وحقيقة أخذوا كل الموجودين حتى الماشين على الرصيف -الذي له علاقة، والذي لم تكن له علاقة- فكان هناك استنفار مهول، وتم توقيفهم لساعات -حوالي 6 ساعات-، وأطلقوا سراحهم.

 ولا أعلم إن كان له دور،- ولكن كان هناك شخص من سكرتيرية السفارة الأمريكية اعتقلوه بالصدفة مع الشباب، وفرع الأمن كان معهم حين أخذوه، وحين أخذوا الأسماء اكتشفوا أنّه دبلوماسي أمريكي وحصل إرباك للنظام، ولا أعلم إذا كان له دور [في إطلاق سراحهم].

 وأذكر أنني وصلت صباح 8 آذار [وكنت] عائدًا من الإكوادور، وعند الصباح وصلت إلى باريس، وحين خرج الاعتصام سمعنا الخبر في النشرة الأولى المسائية –نشرة الساعة 7 أو 8-، والشباب كانوا قد خرجوا فارتحنا لأن زملاءنا خرجوا، و[لأن خبر الاعتصام كان] الخبر الأول أو الرئيسي كان في بلد مثل فرنسا -في نشرة الأخبار المسائية- فحقيقة [كنا فرحين جدًّا]، وكنت أنا والدكتور غياث نعيسة وصديق من بيت الشوفي -والـ 2 كانا مقيمان في باريس-، فقضينا طول الليل ونحن نرقص في شوارع باريس وكان يومًا مهولًا.

 واعتُقل أكثم وبدأنا فعلًا مرحلة من الضغط والاعتصامات في أوروبا من أجل إطلاق سراح أكثم، وأذكر أننا قمنا باعتصام في باريس وفي برلين وفي جنيف، وقدمنا رسالة إلى الأمم المتحدة، وفي برلين أذكر أننا كنا ننام عند أصدقائنا، وكان فضل السقال قد فتح لنا بيته في برلين وكان هو مقر العمليات للاعتصام.. كنا ننام عند أصدقاءنا، فضل الثقال.

نفس الأمراض الموجودة في الداخل للمعارضة كانت موجودة في الخارج وبشكل متفاقم أكثر؛ الانقسامات والخلافات الإيديولوجية، وأذكر أنَّني أحشِّد وأدعو إلى موضوع محدد ومعين وخارج إطار المعارضة، وأذكر يومها أنَّ المعارضة في داخل سورية رفضت المشاركة في الاعتصام ونحن طرقنا أبواب كل الأحزاب السياسية، ورفضوا أن يشاركوا، لأنَّ قسمًا منهم اعتبره جنونًا وقسمًا لم يكن خلف قيادته الحكيمة وقسمًا كان [لديه] خلافات شخصية مع أكثم، وأكثم كان شخصية خلافية بشكل أو بآخر لأسباب كثيرة، لكن في الآخر حتى داخل سورية رفض الجميع أن يشاركوا في الاعتصام.

الأكراد كان لدينا فرع في الحسكة وهو واحد من أقوى الأفرع التنظيمية للجان الدفاع، وكان لدينا موقف قانوني ووطني وأخلاقي وقد يكون متقدمًا أكثر من الحركة الحقوقية والسياسية في سورية تجاه القضية الكردية، وهذا خلق حالة استقطاب كبيرة في لجان الدفاع، وكان هناك مواقف تاريخية حتى قبل الـ 2000 تجاه القضية الكردية واضحة ودقيقة.

 وفي الخارج حقيقةً أنا [كنت] في باريس، هنا وسمعتها من أسماء كانوا بالنسبة لنا أيقونات، وأنا هذا الشاب الذي [كنت] أتيًا إلى هؤلاء الناس وأنه [هل] تكلمت مع فلان؟ [وأنا أقول بكل فرح:] نعم تكلمت، فيقول إذا فلان أتى فأنا لن آتي، وإذا فلان حضر فأنا لن أحضر ولم تطل [أبق لفترة طويلة معهم]، وخرجت إلى خارج هذه الدائرة.

معظم الذين كانوا يأتون ليحضروا حقيقة هم من المعارضين السابقين، واستفدنا لأنَّنا مؤسسة حقوقية، و[لأن] أكثم محام ومدافع عن حقوق الإنسان واستفدنا أيضًا من المنظمات الحقوقية الأجنبية، وفي كل مكان كنا نذهب إليه كان [هناك دعم]، فكانت "آمنستي" تدعمنا و"هيومن رايتس ووتش" وتأتي كوادر منهم وهم يحشدون أيضًا بهذا الاتجاه، والمنظمة الفيدرالية لحقوق الإنسان فكانت الاعتصامات والمظاهرات بهذا الشكل، ونشطنا كثيرًا في موضوع المناصرة، وكنا نقوم من فرنسا نرسل نشرات أسبوعية وحقيقةً لأكثر من 400 ألف إيميل داخل سورية ولا أعرف في وقتها كيف استطعنا أن نصل لهم؛ وشخص أعطانا سي دي (قرص صلب) فيه هذه الايميلات، واشتركنا مقابل عدة يوروهات بنظام يرسل إيميلات وكان فعلًا مؤثرًا، وبعد 4 أو 5 أشهر خرج أكثم وعدت أنا إلى سورية.

 وهنا حقيقة أنا بالنسبة لي بدأت مشكلاتي أنا ومجموعة أخرى من الأشخاص داخل لجان الدفاع، وهذا ترافق مع عملية اغتيال الحريري ..

نحن بين شهر آذار/ مارس وبين هذه الحملة وإطلاق السراح كنا قد دخلنا فعلًا عمليًّا في الـ 2005 وكان قد حدث اغتيال الحريري في شباط/ فبراير، وبعد أن أُطلق سراح أكثم جاء إلى باريس ورجعنا سوية إلى سورية، وجزء من الإطلاق ليس فقط أكثم وإنما موضوع وقف ملاحقة أعضاء اللجان، وأكثم كان يرى أنَّها اللحظة التاريخية لتغيير النظام وكان لديه مشروع حزب سياسي علماني ديمقراطي ليبرالي وعدل هو والدكتور كمال اللبواني الذي كان معنا في مجلس لجان الأمناء، وكان هذا التيار -و مجلس الأمناء عبارة عن 15 شخصًا- فكانت هناك كتلة تضغط باتجاه وجود هذا الحزب السياسي والانتقال وهناك كتلة أخرى كانت لا ترى ذلك؛ أول شيء لا يوجد هذا التوقع أنَّ النظام [سيسقط بعد] شهر أو شهرين وكانت قد بدأت مقولة نريد أن نصيف بدونه، ونريد أن نُعيّد بدونه، وهي قراءة رغبوية (حسب الرغبات) للواقع، والواقع ليس بتلك الطريقة، وكان لدينا نحن مجموعة لديها تحفُّظ على أنَّ أعضاء الحزب هذا هم أعضاء اللجان نفسهم، واعتبرنا أن الذي يتم هو أخذ اللجان إلى مكان آخر، ولم نكن ضد أن يقوم زملاؤنا بحزب سياسي ولكن كنا ضد أن يستند على اللجان بإطلاقه.

 وتكلمنا في إحدى المرات أننا نحن لدينا 400 كادر وبدأوا يعدُّون أسماء الشباب؛ -وهؤلاء هم نحن!، وهؤلاء اللجان وهؤلاء نحن- فقالوا: ولكنهم موافقون، وقلت لهم: هذا حقهم، ولا توجد مشكلة، ولكن لا يمكنك أن تكون رئيس حزب سياسي ورئيس منظمة حقوقية في نفس الوقت، وحقيقة هذا الخلاف هو الذي دفعني في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2004 أن أرخص في فرنسا المركز السوري للإعلام وحرية التعبير –في 7 كانون الثاني/ ديسمبر/ 2004.

الفكرة كانت سابقة للخلاف وأنا واحد من الناس كنت أدعو ليكون لدينا مؤسسات متخصصة، وكنت داخل اللجان أدفع كثيرًا باتجاه التخصص ونحن المؤسسات الحقوقية الأساسية التي كانت موجودة كنا نعمل من حقوق الطفل إلى الحقوق السياسية إلى الحقوق الاقتصادية إلى المحاكمات العادلة وكل شيء.

 وكانت وجهة نظري أن نذهب باتجاه مؤسسات متخصصة ولو كانت أصغر، ولكن أكثر تخصصًا، وجربنا في اللجان أن نقوم بوحدات ومنها وحدات العمل بحيث أن تكون نواة بهذا الشكل، وأنا كنت من ناحية ما ليبراليًّا؛ بمعنى أنني كنت مع "فليكن" ولتكن هناك 100 مؤسسة، ولدي أن يكون مؤسسات كثيرة ففي سورية تحتاج لأن يكون في كل شبر هناك منظمة لحقوق الإنسان.

 وكان لدينا في اللجان -وأظن أن هذه واحدة من مشكلاتنا- هاجس أنَّنا أول منظمة ومؤسسة وهذه المنظمة الأولى بالوقت [الذي كنا] نحن كأشخاص قد رحبنا بتشكيل جمعية حقوق الإنسان في سورية، وفي وقتها كان هناك هيثم المالح وأنور (أنور البني) ورزان (رزان زيتونة) يريدون أن يعملوا هذه الجمعية، وأنا رحبت وباركت لهم فهم أصدقائي، وبنفس الوقت كان هناك موقف حاد وضد هذا الموضوع.

 وأذكر أن واحدة من مشكلاتنا التي [بسببها] تركت الاجتماع وخرجت، أنه مرة كان هناك تكريم للجمعية من جهة ما وكان يُناقش أن هذا شيء سيء ولا يجوز فقلت: إلى هنا وفقط ...

 وهذه كانت واحدة من الأشياء، وبعد الـ 2003 بدأ موضوع تحويل اللجان إلى تنظيم سياسي يكون أوضح وأكثر ظهورًا، وبنفس الوقت هناك دم شباب وهناك هذا الشكل من الصراعات وهناك أشخاص لديهم مشروعية تاريخية [وكانوا يقولون لنا"] نحن اعتقلنا بسبب اللجان وأنت نمت 10 أيام في الفرع وطبيعي وكان لدينا أيضًا وهذه واحدة من المسائل التي ظهرت في الجمعية العامة التي انتُخبنا فيها وكانت في القاهرة، وكان حسيبة عبد الرحمن وجديع نوفل قد انسحبوا من الانتخابات وحسيبة تسمينا الجناح العسكري في لجان الدفاع وندخل أنا وغياث وكنا نرتدي قميصًا كاكي [مموهًا] وجينز من باب الصدفة ودخلنا إلى القاعة -إلى اجتماع الجمعية العامة في القاهرة-، فقالت حسيبة أتى الجناح العسكري للجان، وكانت صدفة فلم نكن جناحًا عسكريًّا بالمطلق، لكن كان هناك هذان الجناحان؛ جناح يرى منظمات حقوق الإنسان أمر أقرب إلى الصليب الأحمر الدولي وحالة مسالمة وحالة إنسانية -منظمة إنسانية-، ونحن كنا مجموعة نراها حقيقة ونقول عنها [أنها] رأس حربة في مواجهة الاستبداد والفرق الوحيد بيننا وبين الأحزاب السياسية بهذا المعنى أننا لا نريد الوصول إلى السلطة، لكن نحن معنيون بالتغيير ونحن قاطرة الدفع باتجاه التغيير وقطار التغيير، وعلى هذا الأساس كان هناك....

ولم يحصل انقسام في الـ 2003 حقيقة ولكن لنقل طغى هذا التيار الذي هو يرى أنَّ الدور الوظيفي للجان هو تغيير النظام ومواجهة الاستبداد بشكل مباشر، والتيار الذي يرى أنَّ عملنا قانوني حقوقي وله طابع إنساني، وعلى هذا الأساس كان موضوع الاعتصام والذي هو جزء من انتصار هذا التيار، ولكن الإشكالية الأساسية بالنسبة لي هو أننا لا نستطيع أن ننفصل عن السياسة ونطالب بقانون أحزاب ونطالب بانتخابات حرة وديمقراطية، ولكن نحن لسنا حزبًا سياسيًّا، ولا نسعى إلى الوصول إلى الانتخابات، وهناك بعض الزملاء -مثلما قلت- موضوع العراق وبعده اغتيال الحريري كانوا يرون أنَّ هذه هي اللحظة المناسبة للعمل الحزبي السياسي وأنَّ هناك تغييرًا في المنطقة و[بعد] شهر أو شهرين بشار سيذهب ونريد أن نصيف بدونه وسنعيّد بدونه..

عملنا وحدات العمل التخصصية، وأنا برأيي أنها لم تنجح وأُجهضت بشكل أو بآخر، وكنت فعلًا قد أصبحت بشكل أو بآخر مرهقًا ونصرف وقتًا في المشاحنات أكثر من أن نصرف وقتًا في العمل بحد ذاته، وأنا لا أريد أن أذهب إلى حالة استقطابية و أنشق وكل التجربة السورية السياسية الحزبية السرية كانت بالنسبة لي كارثة وأريد الابتعاد عنها، وأريد التطهر منها، ولو أريد أن أساهم بها كنت ذهبت إلى الأحزاب مباشرة يعني الأحزاب السرية، وأنا ابن هذه البيئة وأعرفها وحقيقة [هي] تحولت بعد 4 سنوات للنقيض أو للهاجس الذي أريده [كنت أريد الابتعاد عنه].

 ومرة أخرى كانت رزان وغيرها من الذين كانوا في الجمعية يعانون وخرجوا من الجمعية، وكان هناك نفس المنطق الشباب والعجائز ودم جديد ورؤى سياسية ورؤى حقوقية وتباينات، وكانت هناك مرحلة -نحن- الشباب والجيل الثاني المعارض أو المناضل أو المشاكس بدأ يظهر وبدأ يضع قدميه على الأرض، والفكرة بدأت من هنا؛ من هذا الفشل والإرهاق والتعب وكنت أفكر بها، وبعد ذلك خرجنا إلى مؤتمر في المغرب،  وكانت معي زميلتي في مجلس الإدارة في اللجان آتية من سورية وخرجنا سوية وأتينا إلى المؤتمر، والمؤتمر كان له علاقة بحرية التعبير، وفي وقتها في هذا المؤتمر وكانت القصص تتراكم شيئًا فشيئًا بمعنى من المعاني وأتذكر قلت لها حقيقة أنَّني أفكر بهذه الفكرة [وتناقشنا] وتحمَّست معي وبعد ذلك أخذت خطوة إلى الوراء، فعدت وسجلت المركز وعملته لوحدي عمليًّا، وفي فرنسا كان الترخيص يحتاج إلى شخصين حتى ترخص مؤسسة غير ربحية فقمت بالترخيص واستعنت بزوجتي السابقة.

 وكنت أرى من الترخيص مسألتين: المسألة الأولى أنَّ وجودي ضمن اللجان سيكون إشكاليًّا وعاملًا تفجيرًا، ولا أستطيع أن أكون أخرس في اللجان، ولدي مسؤولية أمام الناس الذين انتخبوني، وبنفس الوقت أحب اللجان وأحب أكثم وكل الأصدقاء، ولست في وارد أن أدخل في صدامات، فرأيت أن آخذ خطوة إلى الوراء ممكن أن يكون هو الأفضل، وممكن أن أكون مخطئًا وقد تكون فعلًا هذه اللحظة المناسبة للتغيير والنظام سينهار وبشار الأسد سوف يتغير، وقد أكون أنا مخطئًا، وأنا لا أريد أن أعيق عجلة التاريخ، ولا أريد [تحمل هذه] المسؤولية الأخلاقية؛ أن النظام سينهار وأنا قد أعقته ولا أريد أن أتحمل هذه المسؤولية التاريخية، فجزء منه كان هكذا.

 والجزء الآخر أنه كان لدي رؤيتي الخاصة وكان عندي حقيقة واحدة من الإشكاليات التي لها علاقة في التعامل مع المؤسسات الحقوقية المفتوحة، ومن أجل ذلك عندما ذهبت لترخيص المركز ذهبت إلى مركز مغلق العضوية –وليس مفتوح العضوية-، لأنه بالنسبة لي كانت واحدة من تجاربي في اللجان [كانت] العضوية مفتوحة وفي وقت من الأوقات يكون لدي 1000 طلب انتساب، وماذا نعمل بهم؟ وكيف سندربهم ونؤهلهم؟ ومع كل الاحترام لكل الناس لكن نحن مؤسسة حقوقية وتركيزنا على كادر المحامين وتأتينا مهن وأعمال ومهندسون وصيادلة، ونحن نريد اختصاصًا؛ ونحن نريد أشخاصًا لديها فهم في قضايا المرأة والطفل والقضايا الصحية، وهذا لا يعني أنَّنا نريد طبيبًا شاطرًا، فنحن نريد شخصًا يعرف قوانين الرعاية الصحية والوضع داخل المستشفيات، فكان هذا الموضوع إشكاليًّا، وهذا النموذج الذي أتكلم عنه.

 ونحن عملنا اجتماع من أجل أن نفتح التمويل، وكان اجتماعًا سريًّا في مزرعة وجلسنا 6 أو 7 ساعات للنقاش وأنَّنا إذًا سنشتري مدجنة لتمويل اللجان، والكلام جدًّا عظيم، واليوم أرى أن آليات التمويل الذاتي مهمة للغاية، ولكن في ذلك الوقت كلنا -الذي كنا موجودين- لم تكن لدينا أية إمكانية أن نشتري هذه المدجنة، ونحن بحاجة لملايين، وواحدة من الأفكار التي تم طرحها، وعدنا لنقول أننا نجلب تمويلًا خارجيًّا لشراء هذه المدجنة والمدجنة ستمول اللجان، وبعد 6 أو 7 ساعات من [النقاش] عدنا لموضوع المدجنة، يعني قد أقدر أن أشتري المدجنة ولكن طالما ليس هناك شخص سيستثمر أمواله الشخصية في هذا الموضوع فنحن نضيع وقتًا ونضحك على أنفسنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/12

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/90-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003 - 2005

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية

لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

هيومن رايتس ووتش

هيومن رايتس ووتش

الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان

الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان

الشهادات المرتبطة