الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
جيش المجاهدين.jpg

جيش المجاهدين

أواخر عام 2013 كان الشمال السوري يعيش حالة توتر شديد بين فصائل الثوار من جهة وبين (تنظيم الدولة) من جهة أخرى، على خلفية الحملات الأمنية والعسكرية التي قادها الأخير بهدف اجتثاث عدد من تشكيلات الثورة السورية، والسيطرة على المناطق المحررة، حيث وصل التوتر ذروته مطلع عام 2014 عندما تحرك رتل للتنظيم بهدف السيطرة على الفوج 46 في ريف حلب الغربي والذي حرره الثوار عام 2012، وهو ما دفع عدداً من فصائل (الجيش السوري الحر) للإعلان عن تشكيل (جيش المجاهدين) للبدء بمعركة (تطهير حلب وريفها من تنظيم داعش). تشكل (جيش المجاهدين) من اندماج عدد من فصائل الجيش الحر من حلب وريفها، وهي: (كتائب نور الدين الزنكي - لواء الأنصار - لواء أمجاد الإسلام - تجمع فاستقم كما أمرت - حركة النور الإسلامية - لواء الحرية الإسلامي - لواء جند الحرمين - لواء أنصار الخلافة - كتائب الصفوة الإسلامية) إضافة إلى فصائل أخرى، وذلك بقيادة "الشيخ توفيق شهاب الدين" قائد (كتائب نور الدين الزنكي). قاد (جيش المجاهدين) فور تأسيسه (معركة تطهير حلب وريفها من تنظيم داعش)، حيث تمكنوا من تحرير ريف حلب الغربي من (تنظيم الدولة) بعد معركة عنيفة في مبنى الزراعة قرب الفوج 46، كما تمكنوا بالتزامن مع ذلك من تحرير مدينة حلب من التنظيم، واستمرت المعركة حتى تم إخراج التنظيم من حلب وريفها الغربي ومن أجزاء من ريفها الشمالي، التي لاحق إليه الجيش مع فصائل الثوار في الريف الشمالي فلول التنظيم، حتى نشأ خط رباط طويل على امتداد ريف حلب الشمالي، بين فصائل الثوار و(تنظيم الدولة) الذي تمكن من إحكام سيطرته على ريف حلب الشرقي. بعد تحرير ريف حلب الغربي من تنظيم الدولة تركت (كتائب نور الدين الزنكي) الجيش متحولة إلى (حركة نور الدين الزنكي)، ليصبح "المقدم محمد بكور - أبو بكر" قائد (لواء الأنصار) سابقاً، القائد العام لـ (جيش المجاهدين). بعد تحرير مدينة حلب بدأ (جيش النظام) معركة واسعة لإطباق الحصار على مدينة حلب من طرف منطقة الشيخ نجار الصناعية على مشارفها، بعد تمكنه من احتلالها، ليتحرك (جيش المجاهدين) بثقله الكامل لصد تقدم النظام ومنع حصار المدينة فيما عرف بمعركة (الشيخ نجار 2014)، وهو ما فرض (جيش المجاهدين) كأحد أهم تشكيلات الثورة السورية، الأمر الذي ساعد الجيش بالإعلان عن (ميثاق الشرف الثوري) برفقة (حركة أحرار الشام الإسلامية) والذي شكل نقطة تحول في العمل العسكري الثوري، بعد عام تقريباً على انحسار الحالة الوطنية للثورة السورية لحساب الخطاب الجهادي. واصل (جيش المجاهدين) معاركه ضد (تنظيم الدولة) في ريف حلب الشمالي عام 2014 خلال معركتي (نهروان الشام) الأولى والثانية. ثم وفي أواخر عام 2014 بعد خلافات كبيرة داخل صفوف الجيش، ترك (تجمع فاستقم كما أمرت) أبرز تشكيلات الجيش وثقله الأساسي في مدينة حلب صفوفه، ليقتصر الجيش على بعض تشكيلات الجيش الحر في ريف حلب الغربي، خاصة بعد مغادرة (لواء أنصار الخلافة) في وقت سابق للجيش. ثم وفي بدايات عام 2015، اندمج (جيش المجاهدين) مع كبرى تشكيلات حلب وريفها مؤسسين (الجبهة الشامية)، والتي أصبح فيها قائد الجيش "أبو بكر" القائد العسكري للشامية. حيث خاض الجيش ضمن صفوف الشامية (معركة رتيان 2015) التي تمكنوا فيها من إحباط محاولة (جيش النظام) فك الحصار الذي يفرضه الثوار على بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. إلا أن التشكيل الجديد لم يدم طويلاً حيث انهار بعد شهور قصيرة من تأسيسه، لتعود تشكيلاته كل إلى اسمه القديم، فيما انهار تشكيل (جيش المجاهدين) بعد انشقاق (لواء أمجاد الإسلام) وجزء كبير من (لواء الأنصار) والذين شكلوا (كتائب ثوار الشام)، كما ترك جزء آخر من (لواء الأنصار) الجيش بقيادة "الشيخ حسام أطرش" منضماً إلى (حركة نور الدين الزنكي)، ليبقى (جيش المجاهدين) مقتصراً على جزء من (لواء الأنصار) سابقاً بقيادة عامة لـ "المقدم محمد بكور" وقيادة عسكرية لـ "يوسف زوعة". تمكن الجيش سريعاً من إعادة ترميم صفوفه بعد ضمه لعدد من الكتائب من ريف حلب الغربي، مما ساهم في محافظة الجيش على حضوره القوي على خارطة فصائل الثورة السورية الكبرى في الشمال السوري. وهو ما سمح للجيش بلعب دور فاعل ضمن (غرفة عمليات فتح حلب) المشكلة عام 2015. شارك الجيش في معارك (الدفاع عن ريف حلب الشمالي ضد اجتياح داعش) ضد (تنظيم الدولة)، كما شارك في معارك (الدفاع عن ريف حلب الجنوبي ضد حملة روسيا لاحتلاله) أواخر عام 2015 وبدايات عام 2016). كما كان للجيش دور فاعل في معركتي (كسر الحصار عن حلب) الأولى والثانية عام 2016، والتي استشهد قبلها بفترة قصيرة قائده العسكري "يوسف زوعة". ثم وفي مطلع عام 2017 هاجمت (هيئة تحرير الشام) الجيش ضمن حملة واسعة لاجتثاث فصائل ريف حلب الغربي، وكان لها ما أرادت بإنهاء الجيش، الذي أعلنت من تبقت من مجموعاته انضمامها إلى (حركة أحرار الشام الإسلامية). - ومن الجدير بالذكر أن (جيش المجاهدين) شكل نقطة تحول بارزة في مسيرة الثورة السورية بإعادة (الجيش السوري الحر) إلى الخارطة العسكرية لكبرى تشكيلات الشمال السوري، بعد تمدد الحالة الجهادية فيه.

أختر الشاهد :