الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
Military Buldings.jpg

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

من أهم أفرع جهاز المخابرات العسكرية وأقدمها، حيث يعادل حجم المهام الموكلة له، حجم إدارة استخباراتية كاملة، وله نشاط داخلي وخارجي. وقد تخصص بداية في مراقبة المنظمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الأراضي السورية، إذ يتبع للفرع وحدة تسمى وحدة "الضابطة الفدائية" تختص بشؤون جيش التحرير الفلسطيني والحركة الفلسطينية المسلحة التي تتواجد بسلاحها بشكل رسمي على الأراضي السورية. توسع نشاط الفرع في عهد حافظ الأسد ليشمل مطاردة الحركات الإسلامية واختراقها ومحاولة توجيهها والتحكم بها إن اقتضى الأمر، حيث يقوم بذلك قسم "مكافحة الإرهاب". يقع الفرع في حي القزاز، على طريق مطار دمشق الدولي، يتكون بناؤه من سبعة طوابق فوق الأرض، ولكل طابق اختصاص معين، منها "إسلاميين، أسلحة، تزوير، قضايا سياسية، قضايا تخص الفلسطينيين.. إلخ"، وثلاثة طوابق تحت الأرض للمعتقلين والاستجواب. عام 2005 أدينت الممارسات التي يقوم بها عناصر الفرع من قبل منظمة العفو الدولية، حيث أصدرت وثيقة حول فرع فلسطين في 28 أيلول/سبتمبر 2005، قالت فيها: "تعج زنازين القبور في فرع فلسطين بالصراصير وغيرها من الحشرات، فضلاً عن الجرذان التي تمشي على أجساد السجناء وتعضهم أحياناً". وأوضحت أن التعذيب "يُستخدم على نطاق واسع في فرع فلسطين. والزنازين التي تقع تحت الأرض يقل ارتفاعها عن مترين وطولها عن مترين ويبلغ عرضها قرابة متر واحد". كما أضافت: "يُحتجز بعض السجناء هناك طوال سنوات، غالباً بمعزل عن العالم الخارجي وبدون تهمة. وقد تلقت منظمة العفو الدولية أنباء حول احتجاز نساء حوامل أخريات وأطفال صغار هناك. وبحسب ما ورد تعرضت إحدى هؤلاء النساء للإجهاض نتيجة التعذيب". من أهم الضباط الذين ترأسوا الفرع، العميد "محمد خلوف" الذي تسلم ما بين 2009-2014، في الفترة التي شهدت مقتل العشرات من المعتقلين تحت التعذيب في الفرع، وبسبب سوء المعاملة وانتشار الأوبئة وانعدام الرعاية الطبية، وقلة الطعام والنظافة، حيث كشفت صور "قيصر" مقتل عدد كبير من المعتقلين في الفرع، تبدو عليهم علامات تعذيب وتجويع ومرض. ويعتبر "خلوف" المسؤول الأول عن هذه الانتهاكات المروعة، قبل نقله إلى اللاذقية، حيث خلفه في قيادة الفرع العميد "ياسين ضاحي" في نيسان/أبريل 2014. ومن أساليب التعذيب التي اشتهر بها الفرع: - التحرش الجنسي والاغتصاب، وإدخال قارورات زجاجية في دبر المعتقل. - التعذيب بالصعق الكهربائي في مناطق حساسة من الجسم. - المنع من النوم لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة. - "الشبح"، أي ربط أيدي المعتقل وتعليقه بالسقف وإبقاؤه واقفاً عدة أيام. - "الدولاب"، وهي وضع المعتقل داخل عجل سيارة وظهره للأسفل باتجاه العجل، مع تقييد يديه ووضعهما خلف رأسه، ورأسه وقدميه في الدولاب، وضربه حتى ينزف دمه. - النوم في غرفة مليئة بالماء لعدة ليال، وفي أجواء البرد القارص. - "الكرسي الألماني"، وتشمل ربط ظهر المعتقل على كرسي معدني متحرك والضغط بشدة على عموده الفقري وأطرافه، ما يؤدي إلى كسر الفقرات، وإحداث شلل مؤقت في الأطراف وارتفاع ضغط الدم. ووُثق مقتل عدد كبير من الفلسطينيين تحت التعذيب في الفرع نفسه؛ حيث تؤكد الإحصائيات مقتل 520 فلسطيني تحت التعذيب منذ آذار/مارس 2011، وحتى تموز/يوليو من عام 2018. ونتيجة للجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين؛ فقد أدرج العميد محمد خلوف في قوائم العقوبات البريطانية، والأوربية، والكندية، طوال فترة ترؤسه لفرع فلسطين خلال الفترة 2009-2014.

أختر الشاهد :