الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل في مشروع "المقاومة السلمية"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:52:15

وبنفس الوقت، نحن كنا نعمل مع أنس [العبدة] ومع مجموعة من الشباب في أوروبا في [حركة] "العدالة والبناء"، وعندما اعتُقِل ياسر [العيتي] أنا كنت أنسق مع أنس. تأسست [فضائية] "بردى" في ذلك الوقت، اشتغل عليها أنس العبدة، وتُبِّعت (أصبحت تابعة) للإعلان [إعلان دمشق]، وصارت قناة للمعارضة رسميًّا، وأنا في هذا الوقت كنت أعمل في الشام [دمشق] بالكثير من الأمور اللوجستية المرتبطة بالقناة، وأحيانًا أساعد بنقل التقارير إلى عمان؛ يعني التقارير المصورة على الفلاشة أو الهارد، وأحيانًا بعض الأمور اللوجستية أتابعها، وفي فترة معينة استلمت إدارة موقع الإعلان وكان وقتها يوجد مشاكل وأصبح يوجد موقعان للإعلان، وأحد المواقع أنا استلمته لفترة، وبنفس الوقت كنت أعمل مع موقع ثاني اسمه "سوريون"، وكان متشددًا قليلًا، ولكنه كان ينقل الأخبار السورية، وكنت أحضر له تقارير خاصة من داخل سورية، وخاصة من دمشق عن كل الانتهاكات التي تحصل، وكان لي زاوية أكتب فيها بشكل أسبوعي مقالًا صغيراً. وعلى التوازي كان دائمًا يوجد لقاءات مع مجموعات من الشباب، وكان الواقع العام والمناخ العام كان ميتًا، ووصلنا إلى حالة قبل الثورة أن الناس حتى المعارضين.. وأذكر في إحدى المرات جلست مع فواز [تللو]، وقال لي نحن وصلنا إلى طريق مسدود والنظام متمكّن ولا نعرف ماذا سنفعل؛ يعني كان كل الناس وصلوا إلى مرحلة من اليأس الشديد جدًّا، وأتذكر في ذلك الوقت حتى مثلًا الأستاذ -الله يعافيه- غسان نجار وكل الناس الذين نعرفهم في ذلك الوقت قد وصلوا إلى مرحلة من اليأس الشديد.

في هذا الوقت عملنا على استطلاع رأي على عينة حوالي أكثر من 1000 في سورية، عملنا عليه مع جامعة أمريكية لصالح معهد المجلس الديمقراطي، ورغم الظروف الأمنية الصعبة والخطيرة، ورغم أنه يوجد أشخاص من الباحثين تضرروا أمنيًّا، ولكن الاستطلاع أظهر حالة سيئة جدًّا في الشارع السوري، والوضع سيء اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا والناس محتقنة، وكان الوضع غير مبشر.

أتذكر في ذلك الوقت أخبروني من الإعلان [إعلان دمشق] أنه يوجد لقاء سيتم انعقاده مع الأشخاص الذين بقوا في الخارج من الإعلان، مع بعض الأشخاص، وشخص من الخارجية الأمريكية في الشام [دمشق]، وهو اجتماع سري في بيت سري في دمشق في تنظيم كفرسوسة، وهو منزل لشخص من السفارة الأمريكية، وذهبنا واجتمعنا بتذكر .. وهذا الكلام في عام 2009، وكان في الاجتماع رياض الترك وأنا ونواف البشير وشخص من المعارضة موجود في الشام لا أريد ذكر اسمه الآن، هذا من جانبنا، ومن الجانب الثاني كان يوجد شخص من السفارة الأمريكية اسمه -هو لبناني الأصل- اسمه جو وشخصان آخران، وأنا أذكر جو لأنه كان يتحدث اللغة العربية وهم ينادوه بـ "جو" وهو اسمه جون، وفي يومها كان يقول لنا الأمريكان نحن ملاحظون أن الأوضاع في سورية مستتبة وجيدة والناس راضية عن النظام، ونحن نزلنا إلى جامعة دمشق وسألنا الشباب، وكان جواب الشباب أن الوضع جيد وهم مرتاحون للمستقبل، وقلنا لهم: هذا شيء طبيعي لأنه إذا سألتم شخصًا في الشارع بالتأكيد لن يجيبكم، ولن يقول أن الوضع ليس جيدًا؛ لأنه يوجد حالة رعب في سورية، وثقافة خوف، ويستحيل أن تجيبكم الناس بالشيء الحقيقي. وأذكر يومها أبو هشام رياض الترك قال لهم كلمة لن أنساها: سورية هي مرجل يغلي تحت الرماد وعند أي استحقاق تاريخي سينفجر، وفي ذلك اليوم ذكَّر بحادثة الرحيبة وبحادثة المصفاة ببانياس عندما تظاهر عمال المصفاة -ومنهم علويون- ضد سياسات الحكومة هناك، وحادثة الرحيبة المعروفة بذلك الوقت. حادثة الرحيبة أعتقد 2009 – 2010، لست أذكر بالضبط، هي بصيف 2009-2010 ؛ ممكن ضبطها تاريخيًّا، وقبل هذا الاجتماع بقليل حصلت حادثة الرحيبة أو قبله بستة شهور، وقلنا لهم: إن الأمور في سورية ستنفجر والانفجار سوف يكون مزلزلًا لكل المنطقة.

لم نشعر في يومها أنهم كانوا مقتنعين بواقعية كلامنا، وقلنا لهم: نحن على الأرض، وقلت لهم: أنا أصغر الموجودين، وأنا محتكّ مع الشباب وطلاب الجامعات وأنا أعرف أكثر منكم ماذا يُقال، وفعلًا يوجد إرهاصات حقيقية تنتظر اللحظة المناسبة.

في هذه الفترة، من عام 2008 وحتى قبل الثورة وعشية الثورة، كان يوجد عمل على مشروع؛ هو مشروع ضمن استراتيجية الإدارة الأمريكية لدعم الديمقراطية في سورية، كان مشروع المقاومة السلمية، وكان يوجد تدريب لبعض النشطاء في تركيا، وسافرنا أكثر من مرَّة إلى تركيا، وأنا سافرت أول مرة كمتدرب، والمرة الثانية كميسّر وكنت أقوم بإحضار نشطاء من الداخل، وتمّ وضع عدة مشاريع لتفعيل النشطاء في الداخل حتى يستطيعون القيام بحراك "Non Violent"في سورية يفضي بالنهاية إلى تغيير ديمقراطي.

في ذلك الوقت كان يأتي أشخاص مدربون من الدول التي سُميت في ذلك الوقت "الثورات البرتقالية أو الثورات الملونة" في أوروبا الشرقية وصربيا، وكان يأتي ناس ويحكون لنا عن تجربتهم ونحن ننبهر، ونفكر بطريقة بسيطة أنه يمكن أن نفعل هكذا شيء في سورية، ولكن عندما نعود إلى سورية نُصدم من حالة الصدّ وحالة الخوف وحالة الرعب حتى من الناس النشطاء الذين لديهم قابلية للعمل، ولكن كانت حالة الناس العامة لا يفكرون في التغيير وفاقدين الأمل منه والناس تعيش أيامها، ولكن الناس الذين يفكرون بالتغيير يقولون الآن لا نستطيع أن نفعل شيئًا، ويستحيل أن نستطيع فعل شيء. ومع ذلك كرّرنا التدريب حوالي 3 مرات، وعندما دخلنا في مرحلة الربيع العربي كانت فعلًا لحظة إشراق ولحظة أمل؛ يعني أنا أتذكر عندما اجتمعت مع فواز، وقلت له: إن الوضع مأساوي كان هذا قبل ثورة تونس بشهر، وكنا جميعاً يائسين بشكل مرعب.

فاتني أن أقول: إنه في التدريبات التي حصلت في تركيا كان يوجد احتكاك مع شباب داريا بشكل جيد مع أسامة نصار ويحيى الشربجي رحمه الله وميمونة العمار زوجة أسامة، وكان دائمًا الحديث عن موضوع التغيير، وفي مكتب هيثم المالح حصلت عدة لقاءات منها لقاء كبير حضره أكثر من شخص من الإعلان [إعلان دمشق] وخارجه، ومن الذين أستطيع ذكر أسمائهم الآن: عماد الدين رشيد، معاذ الخطيب، ياسر العيتي، هيثم المالح، ميمونة العمار، وباقي الأسماء غالبًا لا تزال في سورية فلا أستطيع ذكر أسمائهم الآن. وفي هذه الفترة كانت تحصل لقاءات بيننا وبين شباب داريا دائمًا بحكم أنني سكنت فترة في داريا فتعززت هذه الحالة، ولكنها كانت مجرد لقاءات وتواصل بالأفكار حول التغيير ، وماذا يمكن أن نفعل، وكان يوجد جلسات عصف أنه كيف يمكننا أن نحرك شيئًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/02/18

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/131-02/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2008-2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

السفارة الأمريكية في دمشق

السفارة الأمريكية في دمشق

وزارة الخارجية الأميركية

وزارة الخارجية الأميركية

قناة بردى الفضائية

قناة بردى الفضائية

حركة العدالة والبناء

حركة العدالة والبناء

مجموعة شباب داريا

مجموعة شباب داريا

مجلس الديمقراطية

مجلس الديمقراطية

الشهادات المرتبطة