انقسام المعارضة ومحاولات توحيدها والخلاف على وثيقة إعلان دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:52:22
هناك نقطتين في موضوع العلاقات بين تياري المعارضة، وانقسام المعارضة عموماً: هناك موضوع يتعلق بالمزاج الشخصي للأفراد-وهذا الموضوع يجب ألا نتجاهله-، فهناك أشخاص أكثر جذرية، وهناك أشخاص أكثر شجاعة، وهناك أشخاص أقل، وهناك أشخاص كذا، وهناك، وهو الأهم، قضية سياسية أيضاً: أنَّه تقدير للموقف واستراتيجية العمل، وكيف هي طريقة توجه كل شخص، وطريقة عمله وخطته لمواجهة النظام، كلاهما يريدان أن يغيرا، وكلاهما لديهما نفس الأهداف الديمقراطية، ولكن كل شخص لديه رؤيته للطريق الذي يجب أن نسلكه، وهذا مرتبط بالمزاج الشخصي لكل شخص.
وأنا شخصياً كتبت في تلك الفترة ثلاث مقالات ضد التدخل الأمريكي في العراق، وقلت: هذا التدخل سيكون كارثياً. وقلت: إنَّ الهدف منه -وكنت أكثر شخص يتكلم في الديمقراطية- ليس تحقيق الديمقراطية أبداً، بل هو تكسير العراق والسيطرة عليه، ومنع ظهور قوة ولو كانت ديكتاتورية أو غير دكتاتورية، وتكسير قوة العرب في المشرق أمام إسرائيل، وتحطيم العراق كبلد قادر على أن يكون حاضنة لتقدم ليس عسكرياً، بل اقتصادياً وعلمياً. وكان هذا موجوداً بغض النظر عن طبيعة النظام العراقي، ومشكلتنا أن الشخص يجب ألا يرى الديكتاتورية فقط، بل عليه أن يرى تحرك المنطقة ككل، وموازين القوى "الجيوبوليتيكية" والدولية، والديمقراطية ليست حلاً لكل شيء، ولكنها وسيلة لحل مشاكل كبرى أكبر منها: التبعية، الاحتلال، الاستعمار، والتخلف. هذه هي المشاكل الرئيسية.
وأنا كتبت ثلاث مقالات، ولم أدافع عن صدام حسين بكلمة واحدة، وقلت: هذا نظام ديكتاتوري وإلخ. ولكن لا يعني هذا تدمير العراق، وتدمير العراق غير قضية تغيير السلطة به.
بالنسبة للآخرين، كان هناك مزاجين واتجاهين: الأشخاص الذين كان لديهم شعور قومي، مثل: الشخصيتين الإشكاليتين دائماً، أحدهما حسن عبد العظيم والكثير من المثقفين معه. [يرى هذا التيار] أنَّ هذا النظام يمثل القضية القومية، بصرف النظر عن النظام، وأن هذا النظام قومي عربي، وهذا التيار لديه شكوك في النوايا الأمريكية والنوايا الغربية كلما حصل تدخل هناك، وبرأيي هذه الشكوك مبررة وشرعية؛ لأنَّ الغرب لم يتدخل في المشرق إلَّا لعمل سوء وليس لعمل خير، لم يتدخل من أجل الديمقراطية، وهو تدخل لتدمير بنية اقتصادية وعلمية نشأت في العراق أو في مصر في الستينات.
وبرأيي كان هناك تيار يشعر بأنَّها ضربة للعرب ككل، ولم تكن حساباته سوريّة فقط، وهي ضربة للمعسكر العربي تجاه إسرائيل، وهناك أشخاص كان رياض [الترك] قريباً من [رأيهم]: أنَّ القضاء على الديكتاتورية هي الأولوية، والخطط بحسب الأجندة هي الأولويات. هناك أشخاص أولويتهم: أنه لا شيء يتقدم القضاء على الاستبداد، وإذا كان القضاء على الاستبداد في العراق يؤدي إلى القضاء على الاستبداد في سورية؛ وهكذا كانت وعود الأمريكيين في خططهم، كانوا يقولون: إن البلد الثاني سيكون سورية، فيمكن أن نغض النظر عما يحصل في العراق.
وكانت حساباتي أقرب إلى أن القضية أكبر من موضوع دخول الأمريكيين بهذه الطريقة، وأكبر بكثير من موضوع الديكتاتورية، وليس هدفها الديمقراطية. وكان من الخطأ أن يفكر الشخص بأنَّ الأمريكيين قادمون لغزو العراق بنصف مليون جندي، وأخطأ بالتقدير عرب الخليج كلهم، وأخطأ بالتقدير النظام السوري، والذي كان يدافع عن نفسه. وكل الناس الذين دعموا تدمير العراق هم مسؤولون جزئياً عن الشيء الذي نعيشه اليوم؛ لأن هذا فتح المنطقة على كل الأزمات. ولم أكن أتصوَّر أن النقاش حدث حول فكرة أن رياض الترك قام بتصريح قال فيه: إننا في العراق كنا تحت الصفر، وصرنا عند الصفر. هذا ما أُخذ عليه، بمعنى: إن ما حصل كان إيجابياً. وهو كان يتصور أنَّ التدخل كان فيه عناصر إيجابية، حيث رفعنا (أخرجنا) من الديكتاتورية، وهو خطأ في تفكير رياض؛ لأنَّه ربط كل شيء بقصة الديمقراطية، بالإضافة إلى أنه فكر أنَّ القضاء على النظام العراقي هو خطوة أولى نحو تحقيق الديمقراطية، في العراق أولاً، وفي المنطقة [ثانياً]. وصدق كذبة الأمريكيين والمحافظين الجدد: أنَّهم قادمون إلى العراق ليخلصوا شعبه من الديكتاتورية، ويبنوا الأمة العراقية الحديثة الديمقراطية. وهذا كان خداعاً وخطأً تحليل؛ وسببه المزاج الشخصي بمعنى: أنَّني أنا "راديكالي" (أدعم الحلول الجذرية)، والمهم عندي هو تحقيق أهداف الديمقراطية سواء بالأمريكيين أو" بالشياطين الزرق"، وهؤلاء غير مستعدين لتحقيق الديمقراطية.
كنا خارجين من خسارة كبيرة، وحين أقول: نحن. فهذا يعني القوى الديمقراطية السورية، والتي أعتبر نفسي جزءاً منها: مثقفون، وحركات، ومنظمات صغيرة، وأحزاب متآكلة قليلة، ولكن هذا الذي كان موجوداً، ونحن كنا خارجين من خسارة كبيرة هي ما سميناه ربيع دمشق.
في النهاية، اعتقل قادة منا، وأغلقت المنتديات، وفُرِض حظر أقوى من قبل على الكلام وعلى النشاط؛ هذه خسارة فنحن لم نحقق شيئاً. وتحطَّمت آمالنا حيث كنا نريد أن نستبق الأحداث مع بشار [الأسد] ومع النظام الجديد، ونفرض عليه قواعد عمل سياسي مختلفة، ولكن لم نستطع أن نفرض عليه، لا شك في ذلك، والآن عندما أحلل أرى أنه كان فشلاً بالنسبة لنا كقوى ديمقراطية. وجاء الرد الفعلي بعد اغتيال الحريري.
طبعاً، اغتيال الحريري فتح آفاقاً، وهو محنة وفرصة في نفس الوقت، وهو محنة [حيث تم] ضرب شخصية وتيار كبير كان من الممكن أن نستفيد منه ولبنان يستفيد منه أيضاً. وخاصة أن الحريري شخصية كبيرة، وضُرِب؛ لأنَّه بدأ يُغيِّر تحالفه مع الأسد، هكذا هي السياسة مع أنه كان المساعد الأول لتركيز حكم الأسد في السنوات الخمس الأولى، قبل أن يغتال، خاصة على المستوى الخارجي، وكنت أسمي الحريري وزير خارجية الأسد في العالم. ولكن فيما بعد اختلفوا؛ لأن الأسد صار لديه أسباب أخرى، وقتله.
هذه الضربة كانت قوية جداً بالنسبة للرأي العام الدولي واللبنانيين والأحزاب، وأضعفت موقف الأسد السياسي عالمياً، ولم تضعفه في الداخل. كيف يمكن أن نلاقي هذه الفرصة، ونستفيد منها، ونكسب تأييداً لقضية الديمقراطية في سورية؟ كان يجب أن نتوحَّد، وهذه ألف باء السياسة، كما فعلنا داخل الثورة، بمعنى: قوى مشتتة لا أحد ينظر إليها، ولا يكون لها قضية، ولا تعتبرها الدول كلها حتى المتضامنة من هذه الدول معنا، دائماً هناك تيارات وأحزاب وقوى تتضامن مع الشعوب المظلومة والمقهورة، ومن أجل أن نستفيد من هذه الفرصة التي فُتِحت لنا، والتي هي فرصة العداء للأسد، واكتشاف العالم أنَّ الأسد مجرم، وقادر على أن يقوم بأعمال لم يعد أحد يقوم بها في العصر الحديث، قلنا: يجب أن نوحد. وكنت أدفع، ولم يكن لدي تمييز؛ لأنّنَي لا أنافس أحداً، لا أميز بين رياض الترك وحسن عبد العظيم ولا بين مثقف ماركسي ومثقف قومي أو علماني، وكان لدي تصور، لم يتغير حتى اليوم: نحن ضعفاء جداً كقوى ديمقراطية، وإذا لم نتجاوز خلافاتنا الفكرية والمزاجية فلن نخرج بشيء، ونساوي صفراً. والحل: أن نجد صيغة تجمعنا، نتحوَّل فيها لرقم، كما يقولون: نحن رقم قاس. نحن لسنا رقماً، ولسنا شيئاً اليوم، ولكن نتحوَّل لرقم، والناس يحسبون لنا حساباً: أنَّ هؤلاء موجودون، وقد يعطوننا دعماً، وقد يساعدوننا، وقد يفتحوا لنا أبواباً؛ ومن هنا فكرة الإعلان (إعلان دمشق).
لم أرَ مثقفاً أو حزباً إلَّا وكنت أدفع بهذا الاتجاه، وعندما كنت أذهب إلى الشام (دمشق) كنت أقوم بهذا الشيء، وكنت على تواصل مباشر مع الجميع عبر الهاتف، ولا أعلم المبادرات الثانية التي حدثت حولها، ولكن أتكلم عن تجربتي كما عشتها، وكنت أتابع الموضوع حين أتى إلى هنا أبو هشام (رياض الترك)، وقام بندوة وقدمته، وناقشناه، واستمريت في الاتصالات مع كل الناس الذين أعرفهم لأشجع على السرعة في الإعلان، حتى أنه تأخر. ثم اطمأننت بحدوث اجتماعات وتفاهم، وحصول إمكانية للخروج بصيغة: أنَّنا الآن (المعارضون والقوى الديمقراطية والأفراد المثقفون بها) واحد. وأرسلوا لي البيان بعد انتهائه، وأرسل أبو هشام إليّ البيان أو الوثيقة، ولا أذكر جيداً، قد يكون صفحة أو صفحتين؛ فاكتشفت أنه قد كتب فيه فقرة، والذي شجَّع على هذا الشيء الوثيقة التي أصدرها الإخوان [المسلمين]، وهي وثيقة المواطنة، أو ميثاق شرف (ميثاق الشرف الوطني)، للعمل السياسي. هذه الوثيقة أدخلت الإسلاميين في ذلك اليوم في هذا التيار الواسع من أجل التغيير الديمقراطي، ولكن كان هناك أشخاص دخلوا من أجل التغيير فقط، مثل: الإخوان. ولم يكونوا ديمقراطيين، ولكن كانوا مع التغيير، ومن أجل ذلك، في منتدى جمال الأتاسي، ألقى علي العبد الله كلمة، وكانت بداية تصالح بين الإخوان، أو الإسلاميين، والقوى الديمقراطية الأخرى، وهذا ضمن خط توحيد المعارضة أو تكتيل المعارضة.
سمعت من ميشيل [كيلو] بعد أن أتى إلى هنا، بعد الثورة: أنَّهم التقوا في المغرب، وهو جزء من المبادرات، ومن المؤكد أن أشخاصاً آخرين غير ميشيل كانوا يتكلمون في نفس الاتجاه، لا يوجد شخص يدرك لوحده فقط أهمية اللحظة، وأننا يجب أن نعمل عليها (نستغلها)، من المؤكد أن هناك أكثر من شخص، وعلمت أنَّه كان ميشيل، وهذا منطلق آخر للجهد من أجل التكتيل (تجميع القوى). وقد يكون هناك أشخاص آخرون، ولا أعرف شيئاً غير الذي قاله ميشيل لي. ولكن كنت على اتصال مع أبي هشام (رياض الترك) ومازن [عدي] وموفق نيربية وحازم نهار، ومع كل الأشخاص الذين كانوا يفاوضون في تلك القصة، وحتى مع حسن عبد العظيم. كنت أتصل بهم جميعاً من أجل أن أشجعهم حتى ينجزوها بسرعة، وهم بطيئون على كل حال، وهكذا ظهروا بعد الثورة السورية بأنهم بطيئون في العمل؛ بسبب المزاج الشخصي والحساسيات الشخصية.
وجاءتني الوثيقة، ولم يقل لي أحد أن وراءها فلاناً وفلاناً- ولا يهمني من أين انطلقت القصة- ولكن كان هناك إجماع على الفكرة (فكرة الإعلان أو التجمع)، وجاءتني الوثيقة فقرأت فيها فقرة تقول: الإسلام دين الأكثرية؛ فتفاجأت بهذه الفقرة التي نزلت في النص مثل الشعرة في منتصف العجين، بمعنى أنه: لم يطلب أحد منكم أن تقولوا: إن الدين الإسلامي هو دين الأكثرية، وأنَّه يجب أن نعيره الاهتمام؛ فتكلمت مع أبي هشام، وقلت له: هذه الفقرة ليس لها معنى، وليس من الضروري أن تضعها، واتصلت بالبيانوني (علي صدر الدين البيانوني) -لم أشاهده طوال حياتي، ولم يكن عندي رقم هاتفه - كان هو المسؤول عن الإخوان [المسلمين]؛ حتى أعلم إذا كانوا مصرين عليها أم لا، أعطوني رقم هاتفه، واتصلت به، وقلت له: هل أنتم مصرون على هذه الفقرة التي تقول: إن دين الإسلام هو دين الأكثرية؟ فقال: نحن لسنا مصرين، ولسنا من فرضها، ولم نقم بوضعها. وعدت لأبي هشام، وقلت له: يا أخي، أنا تكلمت مع البيانوني، وهم ليسوا متمسكين بها، وقال لي: إنهم ليسوا وراء هذه الفقرة، فمن هو الذي وراء هذه الفقرة؟ أنتم قلتم: إنكم وضعتموها لترضوا الإخوان. فمن وراءها؟ ولماذا وضعتموها؟ وقال: لا، اتفقنا عليها وكذا. وقلت له: لا يجوز، وهذا مضر. وأنت تدخل في إطار وطني ديمقراطي جديد؛ لتميز فئة عن فئة أخرى. على العكس تماماً، المطلوب منكم في الوثيقة: أن تشيروا بشكل أو بآخر إلى العلمانية، وأنا أفهم أن الرأي العام اليوم "إسلامجي" وعلى" نغم" إسلامي، وليس ضرورياً أن تقولوا: العلمانية، وأن يذكر البيان العلمانية. وقولوا: نحن نقتدي بآباء الاستقلال الذين قالوا: "الدين لله، والوطن للجميع". عندها لا أحد يناقشكم بها. وقالها أجدادنا بطريقة ذكية جداً، ومرت، وهي إلى اليوم تعد أفضل تعريف للعلمانية. ويجب أن تبيَّنوا للأقليات: الذين يخافون على هويتهم وثقافتهم ليسوا هم الأغلبية، بل هم الأقليات، ويجب أن تقولوا: نحن ضمان لثقافة الأقليات وحقوقها وكذا. وقال لي: الشباب لم يقبلوا أن يزيلوا الجملة. وقلت له: يا أبا هشام، يجب أن تزلها. وقال: سأرى. وقلت له: إذا لم تزلها فلن أوقع على البيان.
وتكلَّمت مع صبحي حديدي، وكان يريد أن يوقع على هذا الكلام، وقلت لصبحي: هذا رأيي. وقال: وأنا أوافقك الرأي. ولم يوقع صبحي.
وقال لي أبو هشام: سأرى. وبعد ذلك، قالوا: لا يوجد وقت، يجب أن نخرجها، ولا يوجد وقت لتغييرها. قلت له: كيف تقول لا يوجد وقت لتغييرها؟ هل إذا خرج البيان اليوم أو بعد خمسة أيام ستخرب الدنيا؟! على كل حال إذا أردتم بقاءها فلن أوقع. وقال لي يومها: الذي [يقف] وراء الموضوع هو جورج [صبرة]، وجورج مصر على أن تبقى، ووضعها في رأسه (حمله مسؤوليتها)، وأنا من أجل جورج في هذه المناسبة وفي حديث مع أحمد طعمة، منذ زمن، وفي أول مرة رأيته بها سألته؛ فقال لي: لم يفرضها جورج، ولكن أبو هشام هو الذي يريدها، ووضعها في رأس جورج، ولم يغيرها. وأنا في الحقيقة لم أوقع على الموضوع؛ لأنَّني اعتبرت أنَّ هذا أكبر خطأ ارتكبه الإعلان عندما وضع قصة الأديان والطائفية والحساسية في قلب بيان هو لجمع كل الشعب من دون أي شيء (شرط عقائدي).
وقلت له: أنتم خرَّبتم الموضوع، أنتم تدخلون في إطار، وتقولون ديمقراطية ووطن وإلخ. لا يوجد دين، ولا طائفة، ولا أكثرية، ولا أقلية، إنما يوجد مواطنة. لماذا تدخلتم؟ وليس لها (للفقرة) معنى، وأنا لم أعد أهتم بالموضوع، ولكن لم أوقع، بمعنى: لم أعد مسؤولاً عن هذا البيان الذي صدر، وبقينا نقول: إنَّ إعلان تشكيل قوة معارضة مهم للعمل. ومع الأسف، بعد سنة تقريباً انتهى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/25
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/91-08/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/18
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي