فقدان السيطرة السياسية وتدخلات الدول الداعمة للسلاح
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:55:11
شعر معظم الناس الذين كانوا مع الخيار العسكري منذ البداية والذين كانوا وراء تسمية المجلس الوطني بهذا الاسم وليس جبهة، شعروا أنَّ رأيهم هو الصحيح وأنَّهم أصحاب القيادة، وبالمعنى الشعبي وصلت المياه إلى طاحونتهم وأنَّ اليوم لا يوجد كلام في السياسة وأنّ هذه الأمور لا تنفع ونحن الذي يهمنا السلاح والتدخل والمهم هو كيفية جلب السلاح ومن هنا تأتي قصة ليبيا وجلب السلاح، وأعضاء المكتب التنفيذي يستعرضون وجودهم مع قادة فصائل مهمة، وهنا أيضاً يأتي دور الفصائل الإسلامية وصعودها على حساب غيرها من الفصائل العائلية والصغيرة التي فقدت قدرتها على البقاء، وتشكلت مجموعة في قلب المجلس من كمال اللبواني وهيثم المالح ووليد البني وشكلوا مجموعة هي مجموعة العمل الوطني [السوري] وقدموا استقالتهم وأعلنوا أنَّهم سيعملون مع الجيش الحر، ويجلبون أسلحة له لأنَّ المجلس الوطني لا يريد القيام بهذه المهمة، وأتت الضغوط أكثر أنَّ رئيس المجلس يجب أن يطالب علناً في الأسلحة، وأنَّني لا أطلب في لقاءاتي الصحفية وخطاباتي في موضوع التسليح. وأصبح لدينا فقدان للسيطرة كلياً على الموقف كمعارضة سياسية لأنَّه مع دخول السلاح دخل ضباط الدول التي تسلح، فلن ترسل السعودية أسلحة إلى السوريين بدون أن يكون لديها معرفة كيف ستستخدم هذه الأسلحة، وكذلك قطر فحدث هناك فصائل كبيرة وأصبح هناك تصفية للفصائل والفصائل الضعيفة التي ليس لها شعبية والفصائل الإسلامية المؤدلجة أصبحت قوية.
وأصبحت الفصائل أكثر وضوحاً إيديولوجياً وتدخلت الدول الداعمة للسلاح في تحديد سياسة الفصائل وحتى أحياناً في تعيين الفصائل، وتشكلت المجالس العسكرية وهذه لم يشكلها المجلس الوطني وأنا لم أكن موجوداً والتي شكلتها هي الدول التي كانت تسلح والغربيون قليلاً، وهم لم يكن لديهم تسليح كبير، والدول العربية من مجلس التعاون الخليجي التي كانت تشتري السلاح وتورده للثورة، المجالس العسكرية جعلت المجلس الوطني ليس له معنى والرهان أصبح من يربح المعركة على الأرض، وهذا غير من وجهة نظر المجتمع الدولي تجاه المجلس والثورة، حين يوجد هناك عسكر يعملون بالسلاح ومجلس غير مسيطر على العسكر، ومن أجل ذلك كنت أريد أن أسيطر على السلاح ليس لمنعي أنا السلاح، ولكن إذا لم أسيطر على السلاح، العالم والجمهور السوري والثوار سيلحقون أصحاب السلاح، والذي بيده سلاح سيكون أقوى من صاحب الكلمة. والجمهور السوري مشوا مع السلاح، ورياض الأسعد أصبحت كلمته أهم بكثير من كلمة أي مجلس وطني وحزب معارضة، وعمل في يومها لقاء بعد خروجي في مجلة وقال: إنَّ خطئي أنَّني لم أقم بانقلاب على الغليون من البداية، وكان يريد أن يكون لواء.
وأصبح العرعور له وزن أهم من كل المعارضة السياسية لأنَّ لديه تبرعات كبيرة، وهو شخصية أهلية وبالإضافة أنَّه أخذ جزءاً من التبرعات، وسمح السعوديين للناس أن يتبرعوا، وأنا أتتني أخبار أنَّ العرعور كان لديه مجموعة من الغرف فيها الأموال العينية متراكمة وكان يوزع على مزاجه، ولا يوجد لديه مؤسسة وكان يشتري كل أصحاب الفصائل ويزورهم ولديه صور مع الأرشيف في لقاءاته مع الضباط وأصبح يتصرف كقائد أعلى للثورة السورية.
طبعاً أصعب وكل محاولاتي وقلت عن محاولتي مع اللواء، وبقيت أتابع الموضوع وهذا الرهان الذي هم لا يرونه: [هل] نسيطر نحن السياسيون على العسكر أم يسيطرون علينا؟ إذا سيطروا علينا نخرج برا (خارج المشهد) أو نسيطر عليهم ويكونون تحت إشرافنا، ونحن مظلة سياسية وينفذون خططاً نحن نريدها، ولا يقتلون أناساً ليس من الضروري أن يقتلوهم، ولا يكون هناك حرب طائفية.
حين تشكل المجلس الوطني كان السلاح مستمراً من أشهر مثلاً: كتيبة الفاروق في حمص بعد شهرين من الثورة وتسليحها كان قطرياً، وكان المجلس الوطني وأنا جالس في باريس وأتصل بالمعارضة و[أسألهم]: أين وصلتم في المناقشات. وبعد خمسة أشهر حين تشكّل المجلس [الوطني] أصبح هؤلاء معهم قنوات وضباط وهم عملوا المجالس فيما بعد، وإذا أنا قلت للقطريين هذا الكلام وأنه يجب أن ترسلوا لنا وأنا قلته على كل حال، لو أصررت كانوا جماعة المكتب قالوا: يريد أن يمنع السلاح، وكانت الدول التي تسلح عينت فصائلها وعينت جماعتها بها، ومن أجل ذلك فشلنا أن نوحدها وهذا الذي كان يريده معظم السياسيين، يريدون سلاحاً وفصائل ولم يكن لديهم خطر أن تتحول الثورة لفصائلية لأنَّ معظم الإسلاميين كانوا مع أن تكون الفصائل مستقلة لأنَّهم برأيهم أنَّها تحت سيطرتهم المباشرة وأنَّ أغلب الفصائل الإسلامية هي تحت سيطرتهم فلماذا يضعونها تحت سيطرة برهان أو غيره؟
اتبعوا سياسة واضحة، وكل سلاح خطير يؤثر في ميزان القوى مثل مضاد الطائرات فهو ممنوع، وهذا موقف أمريكي ولولا أن الأمريكان وضعوا القرار كان ممكناً أن يتم تهريب 50 مضاد طائرات، وأنا كان هذا هدفي وكنت أعمل عليه وحاولت إقناع بعض الدول أن يعطونا "ستنغر" والسلاح الآخر ليس له أي معنى، وهذا قرار أمريكي وهناك شخصيات اشترت ودول خليجية اشترت ووجدت طريقة أن تشتري صواريخ ضد الطيران من دول كأوكرانيا، ولم يستطيعوا أن يستخدموهم أو يوزعوهم، وهي دول بالنهاية خاضعة للوصاية والحماية الأمريكية، ولماذا كان الموقف الأمريكي هكذا؟ لأنَّهم يتفاوضون مع الإيرانيين وكانوا خائفين أن يتم التورط في حرب ولا يريدون ذلك، وكان هناك لوبيات تقول لهم: إنَّ هؤلاء إسلاميون وخرجت "داعش" بعد ذلك وخافوا أن يتم تسرب السلاح إليها وبعد أن أتت "داعش" إلى المنطقة تغيرت قواعد اللعبة في المنطقة.
لم أجد شخصاً غربياً إلَّا وقلت له نفس الموضوع: في حال عدم دعم الجيش الحر سيذهبون إلى الإسلاميين، سيلمون كل الكتائب لهم وكتبت هذا حتى، ولكن أنا أيضاً أعرف حدودي ولا أستطيع فرض هذا الشيء على الأمريكان.
وكان المسؤولون يقولون سنوصل الكلام وهم برأيي كانوا يريدون أن يحصل ذلك، والأمريكان والإدارة الموجودة وإدارة أوباما لا يريدون أن يتدخل عسكرياً في أي بلد، ولا يريد أن يخلق صراعاً مع إيران بل يريد أن يكسب النووي ولا أن يهدد الأمن الإسرائيلي ويختلف مع الإسرائيليين، يعني لنترك سورية تتدمر لوحدها فهذا لصالحنا. والذي حدث ليس فقط بسبب جهل المعارضين وتفتت المعارضة وغير ذلك، ولكن أيضاً الطرف الغربي لم يكن يريد بديلاً ديمقراطياً في سورية، والغرب ليس مع بديل ديمقراطي في المشرق العربي، والدليل هو تونس وهي التي قطعت مرحلة الخطر وأتى نظام ديمقراطي، وفي النهاية لم يقدموا أي مساعدة تذكر للبديل الديمقراطي.
وهم لا يريدون ذلك لأنَّ البديل الديمقراطي سينقل عدواه بشكل سريع إلى الدول الأخرى، وهم لديهم مصالح كبرى في تلك الدول، وإذا حصلت تونس وإذا حصلت ضغوط على مصر والجزائر وكل الدول لها مصالح أن تبقى نظماً مستبدة يتعاملون مع رئيس، والدول الأوروبية تتعامل مع بشار [الأسد] وتأخذ مصالحها بلقاء واحد ورشوة صغيرة لفرد، أمَّا إذا حدث برلمان لم يعودوا مسيطرين على شيء ولا على المناخ السياسي في الشرق الأوسط كله، وسيكون هناك عدوى والناس تنتخب، وهم يفسرونها أنَّهم يريدون استقراراً والحفاظ على الاستقرار لا نريد مشاكل ولا تقلبات والبرلمانات كل أربع خمس سنوات يحصل تغير، والنظم الديكتاتورية هي الضمانة الوحيدة لمصالح الدول الصناعية الغربية في الخليج وفي شمال إفريقيا لمصالح أوروبا.
لا أعلم لماذا ربما قبل استقالتي بشهرين رفضت [ريما فليحان] حضور الاجتماعات مع أنَّها كانت نشيطة وقريبة مني للغاية ومن مواقفي ومثلما كانت لجان التنسيق وأنا كنت أعتبرهم الدعم الرئيسي لي، وبعد مفاجأتي بإعلان دمشق أنَّهم غير داعمين لي ومعادون، وكان رهاني أنا على اللجان، وكان في الفترة الأولى ريما [فليحان] هي أفضل عضو ممثل للجان، بعد ذلك لم تعد تأتِ وبعد ذلك أتى بيان أنَّنا مستعدون إذا جدد برهان غليون وهددوا بالانسحاب، ولم أعرف في تلك الفترة ماذا يريدون، ورأيت أنَّهم كلهم يعملون في الاتجاه المعاكس للمصلحة العامة، ولم يعد لدي سيطرة على الأمور وعلمت ما الدوافع عند إعلان دمشق، وهم يريدون أنَّ يأخذوا الرئاسة، أو "أنت واجهة وتطبق ما نريده" وكذلك الإخوان [المسلمين] يريدونني بهذا الشكل وإلَّا يعملون لوحدهم، واللجان لا أعلم ما يريدون، ولكن بعد ذلك فهمت أنَّ اللجان كانت قريبة من إعلان دمشق. وبعد ذلك حدث خلاف بين إعلان دمشق ورزان زيتونة والذي تكلَّم عنه رياض الترك بحدوث سوء تفاهم بينهما، وأنا تكلمت مع رزان قبل استقالتي وقالت لي: ليس لدي شيء أحدثك به، لأنَّها كانت مختلفة معهم وهي نفسها في وضع مثل وضعي على الأغلب تجاه إعلان دمشق والمكتب السياسي أو حزب الشعب. لا أعلم أسباب الخلاف بين رياض الترك ورزان وهذا لا أعرفه، ولكن حصل خلاف وتكلَّم به رياض ترك وقال: إنَّنا اختلفنا وأنا برأيي اختلفت، إذا أردت تفسيري، مثلما أنا اختلفت مع رياض الذي كان صديقي وأكثر شخص قريب مني وهو يريد أن يملي رأيه بدون نقاش وهي أيضاً ليست شخصاً تابعاً.
تكلَّمت أنا قبل ذلك أنَّني كنت متردداً في الاستقالة، وكان هناك عمل جدي لمحاصرة النظام، وحمد [بن جاسم] كان مستلماً الملف السوري عن الخليج كله وليس فقط عن قطر، ولم يكونوا مختلفين وكانوا قد سلّموا قطر القيادة، من أجل ذلك قال: الدعم يأتي من ثلاثة دول وقلت له: ممكن أن أترك [رئاسة المجلس الوطني]. وتكلمت بهذا الشيء وقال: لا يجوز أن تترك. وقلت له: أنا ليس لدي إمكانية في الاستمرار لأنَّ الناس في المكتب [التنفيذي] لا يريدون. وقال: ما المكتب أنا أدعوهم غداً وأرى أمورهم. وقلت: ادعوهم وأنا جالس. وأولاً التفسير الذي حدث، هناك قصص كثيرة حدثت، أوَّل الشيء نحن لم نتفق ثلاثة أشهر (مدة الرئاسة في المجلس الوطني) في البيان ولنرى النظام الداخلي وقلنا: تُمدد تلقائياً وليس فترة وهي تمدد دائماً، وهذا الاتفاق في الاجتماع، وحين قلت: لماذا ثلاثة أشهر؟ قالوا من سيحل مكانك؟ وقالوا: [نقول ذلك] لنرضي شخصاً، والذي يقصدونه رياض الترك. وحمد [بن جاسم] كان مكلفاً بالملف وهو يحارب من أجل أن يوضح قضيتين: أولاً- أنَّه قادر على الإنجاز وهو رجل شجاع ومقدام ويريد أن يكسب القضية بالنسبة له، ويريد الأدوات التي يعمل بها ويريد أن يكون الوضع يسمح له ولم يقل لهم: أريد برهان. وهو (هذا الكلام) تزوير ناس ليس لديهم شعور بالمسؤولية، وقال لهم: قولوا لي حرفياً ما هي اعتراضاتكم على برهان غليون؟ ونحن الآن لدينا وضع استثنائي وذاهبون إلى أمريكا ولدينا عمل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/21
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/91-21/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/12/05
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الأمم المتحدة
المجلس الوطني السوري
كتائب الفاروق
مجموعة العمل الوطني السوري
حزب الشعب الديمقراطي السوري
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
لجان التنسيق المحلية في سوريا
كتائب الفاروق في حمص
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
مجلس التعاون لدول الخليج العربية