إطلاق إعلان دمشق والخلافات بين مكونات المعارضة في الداخل
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:00:06
أنا جمعت القيادة المركزية للتجمع وخصوصًا لمناقشة الموقف من تيار المستقبل (تيار المستقبل اللبناني) ومن القوى الأخرى التي تقريبًا تلتف وتتعاون مع حزب الله ومع الرئيس عون (ميشيل عون) أو مع القوى الأخرى، وأنا قدمت الاقتراح أنه نحن يهمنا العلاقة بين الشعبين السوري واللبناني وبين الدولتين، ونحن بالنسبة للقوى المنقسمة في لبنان إلى تيارين، نحن لا نصطف مع هذا التيار ولا مع هذا التيار، ونحن ما يطرح يتناسب مع رؤيتنا كتجمع وطني ديمقراطي وكقوى وطنية معارضة، ما يطرح وما يصب في مصلحة العلاقة المتوازنة والودية بين الشعبين والدولتين نتبناه وما لا يتفق مع ذلك نعارضه بدون أن نأخذ أو نكون مع تيار المستقبل أو مع التيار الآخر وهذا الكلام الذي قدمته أنا ووافق عليه التجمع كان معيارنا ومعيار سيرنا من الصراعات في لبنان، ولكن كان هناك من تيار المثقفين وعلى رأسه ميشيل كيلو ينسق مع تيار المستقبل، وهو الذي شارك في صياغة إعلان دمشق بيروت - بيروت دمشق، وانتبه النظام إلى ذلك ونبهه: يا أستاذ ميشيل أنت إلى أين ذاهب، هذا الاتجاه الذي تمشي به سيؤدي إلى اعتقالك، قال لهم: الوقت فات وهو كان قد شارك في الصياغة وتم إعلان الصياغة ولا يستطيع أن يتراجع وهو كان لا يخضع للتهديد وقد شارك بالصياغة عن قناعة وبالتالي صدر البيان، وعندما صدر البيان تم اعتقاله في شهر حزيران/ يونيو 2006 (14 أيار/ مايو 2006 - المحرر)، وأنا كنت في المؤتمر القومي العربي في الرباط أنا والمرحوم عبد الغني عياش وانتقلنا من المؤتمر القومي العربي في الرباط إلى باريس والتقينا مع فرع التجمع الوطني الديمقراطي في باريس ومع اللجنة المشتركة التي هي صديقة للتجمع من أحزاب سورية أخرى واتجاهات أخرى، هذا موقفنا كان من هذا الموضوع.
نحن كنا نجري جلسات دورية للتجمع كل أسبوع أو كل أسبوعين جلسة دورية للقيادة المركزية للتجمع، وأنا أرأس الاجتماعات الدورية ونضع جدول أعمال ونناقشه ونقره ونسير عليه، وقبل اجتماع من اجتماعات التجمع كان على ما أعتقد يوم السبت، كان يوم الأربعاء، مثلًا أنا كنت في مكتبي جاء إلي الأستاذ ميشيل كيلو ومعه الأستاذ حسين العودات رحمهم الله قالوا يا أبو ممدوح باعتبار أنك رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والناطق باسمه نحن كنا في مؤتمر في المغرب وهذا المؤتمر الذي كان في المغرب حضره علي صدر الدين البيانوني مسؤول "الإخوان المسلمين" في سورية وزهير السالم، وقال عرضوا علينا على هامش المؤتمر مشروعًا باسم إعلان دمشق وأعطوني ورقة نصف صفحة مكتوب عليها إعلان دمشق، الصيغة الموجودة في هذه الصفحة أنه اجتمع ممثلو المعارضة في سورية: التجمع الوطني الديمقراطي ولجان إحياء المجتمع المدني وجماعة "الإخوان المسلمين" وقرروا تشكيل أو تأسيس أو إعلان بيان باسم إعلان دمشق، وقالوا لهم في المغرب: نحن هنا لا نستطيع أن نتفق معكم لأننا الآن في المغرب ونحن نمثل لجان إحياء المجتمع المدني ولكن التجمع الوطني الديمقراطي أكبر تحالف في سورية الذي تأسس عام 1979 يرأسه الأستاذ حسن عبد العظيم، هو أيضًا الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، عندما نعود إلى دمشق نقوم بهذا الأمر هناك ويعلن في دمشق والإعلان كان بيانًا، وهو ليس تحالفًا ولكن هذا البيان يدخل فيه عنصر جديد لأول مرة توقيع "الإخوان المسلمين"، وأنا قلت لهم و أنا كنت أرأس التجمع الوطني الديمقراطي وكل جلساته: أنا يجب أن أعرضه على قيادة التجمع لدينا اجتماع يوم السبت ونحن كنا في يوم الثلاثاء وقلت لهم حظكم طيب سأعرضه في اجتماع القيادة المركزية يوم السبت.
أنا لا أتصرف تصرفًا باسم الحزب إلا في قيادة التجمع وبالتالي سيتم مناقشة الأمر في التجمع ونأخذ القرار سوية، وكان التجمع حالة استراتيجية، وليس موضوع تنسيق وإنما حالة استراتيجية لدرجة أنه ألغى كل الصحافة الخاصة بالأحزاب، وأصبحت الوثيقة التي تصدر عن التجمع هي ملزمة للجميع والموجود في قيادة التجمع هو المسؤول الأول والثاني في قيادة الحزب، يعني لهم القرار، وفي اجتماع القيادة المركزية أريتهم هذه الورقة وقرأتها وكان الأشخاص الآخرون موافقين ومن لم يوافق في قيادة التجمع هو الأستاذ جورج صبرة، قال: يا أبو ممدوح أنا أريد نسخة وأريد مناقشتها في الحزب، في حزبه، قلت له معك الحق وأجلنا الموضوع ولم نأخذ قرارًا إلى اجتماع لاحق، وحصل اجتماع بعدها وثاني اجتماع ورابع اجتماع، ومضى تقريبًا شهران وإذ أفاجأ بعد شهرين أو شهرين ونصف جورج صبرة أحضر لنا ورقة بيان كامل باسم إعلان دمشق وهذا البيان الكامل أول فقرة به "الإسلام دين الأكثرية"، والثانية طبعًا القطع مع النظام الاستبدادي الكذا وكذا، ومطالب وأنا لا أعرف الخلفية أنه يوجد حوار بين حزب الشعب وبين الإخوان المسلمين لا يعرض لا فكرة الحوار ولا موضوعه على قيادة التجمع، وأنا وجدت الإعلان خطوة جريئة التجمع الوطني الديمقراطي والتحالف الوطني الكردي والجبهة الوطنية الكردية جميعهم موجودون، فيهم لجنة التغيير الوطني الديمقراطي وقلنا يوجد اعتصامات ومظاهرات ونمشي من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في أبو رمانة عند قصر الضيافة، وبعد أن نتجمع ونصبح 500 و1000 أو1500 شخص نمشي في شارع أبو رمانة وننعطف إلي السبع بحرات أو إلى الدحداح أو إلى الساحة قبل وزارة التربية ونلقي كلمات هناك، وأنا ألقي كلمة باعتبار أنني رئيس التجمع، كلما وصلنا ألقي كلمة لدعم المظاهرات التي وصلت إلى 7000، فعندما عرضت على التجمع واطلعنا عليها وافقنا عليها بتعديل بسيط أنه لا نضع توقيع "الإخوان المسلمين" على الإعلان وإنما نكتب التجمع الوطني الديمقراطي ولجان إحياء المجتمع المدني والآخرين في اللجنة المشتركة للتغيير الديمقراطي مع التجمع، و"الإخوان المسلمين" فيما بعد يرسلون لنا رسالة أنهم أيدوا إعلان دمشق وهم مستعدون للانضمام لهم ونقبلهم لأنهم في الخارج كيف نضع اسمهم وهم غير موجودين في الداخل.
وفعلًا أصدرنا البيان من مكتبي في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2005 في مؤتمر صحفي، ونحن عندما اجتمعنا في مكتبي في الأسفل كان رئيس فرع الوطن العربي المهندس محمد حجازي قد أعطانا مكتبين فوق ونحن عندما كنا مجتمعين تحت وإذا الأمن في الخارج طوق المكتب وأرسل شخصًا مسؤولًا عنه من الموجودين في باب مصلى وأجهزة أمنية أخرى، وقالوا: يا أستاذ حسن ممنوع عقد الاجتماع وممنوع أي إعلان، قلت لهم: حسنًا وهو خرج ونحن خرجنا من تحت وهم لا يعرفون أنه يوجد لدينا فوق في الطابق الثاني يوجد لدينا غرفة وصعدنا وأكملنا الإعلان وهم الذين قد وضعوا أجهزة ونشرناه في مؤتمر صحفي وهم تفاجؤوا وقمنا باعتصام القصر العدلي و"الإخوان المسلمين" في ثاني يوم أرسلوا لنا برقية تأييد للإعلان وطلب انضمام ومع اجتماع مكتب التجمع وافقنا على انضمام الإخوان المسلمين باعتبارهم أنه جزء من شعبنا، وغضب علينا النظام غضبًا شديدًا وأصبح أي اجتماع في مكتبي أو منزلي يحاصره وهو لا يدخل ويقتحم ولكنه يحاصر يمنع الدخول وأصبحنا نعمل الاجتماعات في مكتب هيثم مناع ثم بدأوا يحاصرون مكتب هيثم مناع وإما نعقد الاجتماع في مكان آخر يعني نبدل الأماكن وكانوا دائمًا يحاصرونه ويضيقوا علينا باعتبار أننا أدخلنا "الإخوان المسلمين" ولكن مع الأسف الشديد فوجئنا أن "الإخوان المسلمين" بعد شهرين مثلًا تحملنا ضربات كثيرة ومحاصرات كثيرة [من أجلهم]، وحتى إنهم (الأمن) قاموا بدفعي وكسروا نظارتي وأخذت ضربات من الوراء وبهذا الوضع ونحن تفاجئنا أن الإخوان شكلوا تحالف جبهة الخلاص مع عبد الحليم خدام وأنا أصدرت بيان التجمع أنه نحن قبلنا "الإخوان المسلمين" ونحن نتعرض للأسى لأجلهم وهم يشكلون تحالفًا مع عبد الحليم خدام الذي كان نائب رئيس الجمهورية في عهد الأب ونائب رئيس الجمهورية في عهد الابن يعني أصبحوا الآن قادة المعارضة وقلت لهم هؤلاء خرجوا من إعلان دمشق بإرادتهم ولن نقبل بهم في إعلان دمشق وقال رياض الترك كلا هم موجودين في قلب إعلان دمشق وتناقض معي بالتصريحات، وفيما بعد أنا قلت البيانوني أرسل لي رسالة قال يا أستاذ حسن نحن استشرنا وسألته من استشرت قال كان موجودًا أبو هشام (رياض الترك) في الخارج وقلنا له: إنه عرض علينا عبد الحليم خدام تشكيل جبهة الخلاص، فقال لنا وافقوا ولا تتكلموا مع الداخل لأنهم سوف يعرقلون الأمر لا تسألوا أحدًا في الداخل، وأعلنوها وقاموا بإعلانها باستشارة فقط الأستاذ رياض الترك أبو هشام وقلنا لهم: أنتم حتى لو يوجد احترام لرياض الترك أنتم تعرفون أنه يوجد أمانة عامة لإعلان دمشق ليس حسن عبد العظيم لوحده يمثلها ولا رياض الترك لوحده يمثلها.
عبد الحليم خدام بعد لقائي معه في 16 آذار/ مارس 2001 لا يوجد أي تواصل بيني وبينه أبدًا ولكن عندما توفي المرحوم جمال الأتاسي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي واللجنة المركزية اختارت حسن عبد العظيم نائب الأمين العام أمينًا عامًا للحزب عبّر لأصدقائنا مثلًا الدكتور منير الحمش أنه اختيار اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي اختيار صائب حسن عبد العظيم هو دائمًا كان مرافقًا لجمال الأتاسي وجمال الأتاسي هو إنسان محترم ونحن نرتاح لاختيار الأستاذ حسن عبد العظيم ولكن اتصال بيننا وبينه بشكل مباشر لا يوجد أبدًا، هذا هو الأمر الأول والأمر الثاني رياض الترك لم يكتفي، أصر على أن الإخوان المسلمين جزء من إعلان دمشق بخطوات عملية وكان يصر دائمًا على أن الإخوان المسلمين جزء أساسي من إعلان دمشق هذه نقطة أولى والنقطة الثانية أصرّ على القبول بجبهة الخلاص، وفيما بعد أصبح يقول نحن هذا التجمع تجاوزناه ودفناه وقياداته لم تعد جريئة وتمالق النظام وبدأ يهاجم التجمع الوطني الديمقراطي وجاءت قصة إعلان دمشق مع بعضهم البعض أخذ خط آخر وحتى عندما أجلنا تأسيس هيئة التنسيق الوطنية أربع أسابيع من الاجتماع في منزلي لم يحضره لم يحضر إعلان دمشق، والاجتماع في منزل حبيب عيسى رحمه الله لم يحضره وعدنا بالحضور ولم يحضره، اجتماع في منزل طارق أبو الحسن لم يحضره والاجتماع في منزلي في تاريخ 30 حزيران/ يونيو، قالوا سوف نأتي ولم يحضروا ورأيناهم كانوا يحضرون مع هيثم المالح في إسطنبول في ما يسمى مؤتمر تشكيل حكومة، أسفر عن تشكيل التجمع الوطني الانتقالي وهنا فهمنا أنهم لن يدخلوا في هيئة التنسيق الوطنية رغم أننا أجلنا شهرًا كاملًا وشكلنا هيئة التنسيق الوطنية بدونهم، وعندما تشكل المجلس الوطني أنا خرجت على الإعلام على قناة الجزيرة وسألوني ما رأيك في تشكيل التجمع الوطني الانتقالي قلت لهم نحن وحّدنا قوى كثيرة وهم وحّدوا قوى نمد يدنا للتعاون معهم وهم يردون علينا أنتم مع النظام وأنتم تنسقون مع النظام.
نحن وافقنا على إعلان دمشق بحسن نية وعلى أساس أنه مجرد إعلان وليس تحالفًا لأنه نحن تحالف وشكلنا مع التجمع لجنة التغيير الوطني الديمقراطي تضم ممثلين عن جميع الأطراف الأخرى وكنا نعمل مظاهرات وكانت آخر مظاهرة 7000 شخص انطلقت من أمام قصر الضيافة وانتهت في ساحة الشهبندر، مع كل وصول لنا هناك خطاب يقدمه أبو ممدوح (حسن عبد العظيم) يعني بالعكس إعلان دمشق أنقص منا ولم يزد، وعندما انسحبنا منه يعني كحزب وانسحبت أطراف كثيرة منه بقي حبرًا على ورق لا يستطيع القيام باعتصام أو مسيرة أو شيء وبالتالي مع ذلك نحن مددنا يد التعاون معهم.
أنا لم اضطر إلى البيان التوضيحي ولكن البيان التوضيحي للأطراف الأخرى جماعات غير عربية وخرج البيان التوضيحي لأجلهم، ولكن أنا بالنسبة لي الإسلام دين الأكثرية لم أعترض عليه لا أنا ولا حزبي ولا التجمع ولكن هذا البيان التوضيحي خرج لمعالجة مشكلة تتعلق بالمكونات الأخرى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/11/14
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطيكود الشهادة
SMI/OH/75-05/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2005-2006
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
حزب الشعب الديمقراطي السوري
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
التجمع الوطني الديمقراطي
التحالف الوطني الكردي في سوريا
لجان إحياء المجتمع المدني
جبهة الخلاص الوطني السوري
تيار المستقبل في لبنان